موقع 24:
2025-05-31@07:29:55 GMT

مشروع الفضاء الإماراتي.. التاريخ بمداد من ذهب

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

مشروع الفضاء الإماراتي.. التاريخ بمداد من ذهب

مَن ينسى أن العرب هم مَن فتحوا آفاقاً غير مسبوقة في علوم الفلك والفضاء، ومن ينكر أن للعلوم عامة، ولعلوم الفلك معنى دينياً عميقاً، وأن مبدأها الأول هو إعمار الأرض بما يرضي الله، والتأصيل إلى معرفة عظمة الله وكمال صنعه وبديع خلقه.

الفضل في أي نهضة علمية إماراتية ينبع من حكومة المستقبل في الإمارات

لذا يأتي المشروع الوطني الإماراتي النهضوي الحضاري، ليمثّل رفضاً صارماً للانطباع الذي ساد بأن العرب انسحبوا من معركة التقدم والتطور، وعادوا إلى حياة التناحر والقتل والرجعية المادية والفكرية، وليرد رداً عملياً رادعاً على كل من تسوِّل له نفسه التطاول على العقلية العربية، أو اتهامها بالرجعية أو التخلف.

فها هو رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي يعود بسلامة الله من مهمة فضائية غاية في الأهمية، إذ كان ضمن طاقم فضائي من علماء وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، بعد أن أصبح أول رائد فضاء عربي- بلا منازع- يقضي ستة أشهر في الفضاء.

هل أتجاوز الحقيقة إن قلت إن الفضل في أي نهضة علمية إماراتية ينبع من حكومة المستقبل في الإمارات، وأنه يتعلق برؤية متكاملة ترسمها القيادة الحكيمة للعبور إلى المستقبل، حيث تأتي الأحلام والآمال مسلحة بالإنجاز الضخم والإعمار المدروس وبالأرقام التي لا تكذب؟. 

لا عجب أن نرى مشروع الفضاء الإماراتي بوصفه فرصة فريدة للإمارات كدولة رائدة للمساهمة في صياغة مجتمع الفضاء الدولي، وتعزيز فهمنا للكون من حولنا، فليس من اللائق أن تخرج الإمارات -مع كل ما وهبها الله من إمكانات مادية وبشرية- من المحفل العلمي العالمي، ومن سباق التقدم في مجالات علوم الفضاء، فكان أن حققت دولة الإمارات إنجازاً تاريخياً غير مسبوق، ليس مرة واحدة، بل مرات ومرات، بما يمثل رسالة أمل للشباب في الوطن، بل في العالم العربي بأسره، كما يمثل محاولة خلق نموذج عربي ملهم، وتحفيز الشعوب العربية نحو مستقبل أكثر إشراقاً وتألقاً، كما يمثل خطوة نحو تحقيق طموح الشعوب العربية في الازدهار والتقدم التنموي، وهو الأمر الذي تناغم مع حالـة الفخر والزهو التي يسـتشعـرها الأخوة في الأقطار العربية، لأننا أمام إنجاز إماراتي وعربي استطاع بمهارة أن يصبح بكل فخر واحداً من إنجازات الحضارة المعاصرة.

ما زلت أشيد في كل مناسبة بالسياسة الدبلوماسية الإماراتية التي أراها أكثر انفتاحاً مع كل ما من شأنه رفعة هذا الوطن، ما يجعلها دائماً أمام جملة من التحديات تستدعي منها العمل المكثف والسريع وانتهاز الفرص، من أجل قيادة المسيرة العلمية الزاهرة نحو العبور إلى المستقبل، وتحقيق المزيد من الصدارة والإنجازات.

أؤكد أن هناك الكثير من المشاريع التاريخية التي يقف خلفها شعب الامارات حكومة وشعباً، وتترقبها عن كثب المراكز العالمية التنافسية، وأن معدلات التقدم على كافة الأصعدة، تبشِّر باستعادة الأمة العربية عموماً -والإمارات على وجه الخصوص- تقدُّمها وازدهارها وتنميتها، كما أنها تحمل معها مؤشرات إيجابية متعاظمة على تسريع وتيرة النمو في أهم قطاعات الحياة، وفي اقتصاد الفضاء بشكل خاص.

كل ذلك يضيء شعلة التفاؤل في أن الإمارات ستصنع، بنموذجها التنموي الريادي وتجاربها الناجحة محركاً لاقتصاد الفضاء، بما يضع منطقتنا على مسارات مختلفة تماماً عما هي عليه الآن، مسارات عنوانها الاستقرار الاقتصادي بالازدهار والتنمية المستدامة، والتكاتف لإيجاد مستقبل أفضل للجميع.

إن المتغيرات في عالمنا تتسارع، وتفرض علينا ثقافة الابتكار والريادة، والتميز العلمي، والارتقاء بجهود الإمارات في مجال الاكتشافات العلمية، علاوة على ترسيخ مكانة الإمارات، باعتبارها الدولة الأكثر تقدماً وتطوراً في المنطقة في قطاع الصناعات الفضائية، وبناء شراكات دولية في قطاع الفضاء، بما يُسهم في تحقيق الفائدة للبشرية، والتصدي لأبرز التحديات التي يواجهها العالم، سواء في عالم الذكاء الاصطناعي، والثورة الصناعية الرابعة، والإدارة الحكومية والطاقة المتجددة والخدمات الذكية والتعليم والخدمات الحكومية المستقبلية.

ولن تتوقف الإمارات العربية عن تسطير التاريخ بمداد من ذهب، ولهذا فهي تستعد لإطلاق مركبة فضائية إماراتية إلى القمر في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بما يمثل استمرارية الريادة الإماراتية في قطاع الفضاء، ويحقق لها قصب السبق في هذا المضمار الحيوي الذي تشرئب له أعناق العالم.

ودعوني أختم بالوصفة الإماراتية الناجعة نحو نهضة عربية بما علّق به الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إذ قال على حسابه في تويتر: "يقولون إن ثلثي نجوم السماء تحمل أسماء عربية.. العرب قادرون.. العرب قادمون.. العرب مبدعون إذا قررنا التركيز على العلم.. والاستثمار في الشباب.. والابتعاد عن الخلافات".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني

إقرأ أيضاً:

هل نصر الله الحق بأيدي الغرب وأضاعه العرب؟

تتداعى في زماننا أركان العدالة، وتنزف فلسطين دما تحت وطأة الاحتلال الصهيوني، يتردد صدى حكمة إلهية تهز الضمائر: "إن الله ينصر هذا الدين بالرجل الفاجر" (رواه البخاري ومسلم). هذا الحديث، الذي نقله أبو هريرة رضي الله عنه، يفضح حقيقة مريرة: الله قادر على نصرة الحق بأيدٍ لم تكن يوما من أهله، بينما يقف أبناء الأمة، الذين حملوا فلسطين في قلوبهم لقرون، متفرجين أو متخاذلين.

ترفع إسبانيا والنرويج وأيرلندا راية فلسطين، جنوب أفريقيا تتحدى الاحتلال في محكمة العدل الدولية، وشعوب الغرب تهتف في شوارع لندن وباريس وبالمو ولاهاي وامستردام، بينما يرقص بعض حكام العرب على أنغام التطبيع، غارقين في أوهام المصالح، تاركين غزة تنزف وحيدة. أين مروءة الأمة؟ أين صوت العروبة الذي هزّ العالم يوما؟

هل استبدل الله قوما بقوم، كما وعد في قوله: "وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْما غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ" (محمد: 38)؟ هذا المقال ليس مجرد تحليل، بل صرخة غضب في وجه التخاذل العربي، ودعوة لاستعادة الكرامة.

إن فلسطين ليست قضية شعب، بل جرح الأمة النابض، واختبار لضميرها. فهل ستظل الأمة صامتة، أم ستستيقظ لتحمل لواء الحق، قبل أن يُسجل التاريخ خيانتها لدماء الشهداء وخذلانها لأهل فلسطين والقبلة الأولى ومسرى رسولها؟

الاستخدام والاستبدال في الإسلام: حكمة إلهية في زمن الأزمات:

يحذر الله في القرآن الكريم بقوله: "وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْما غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ" (محمد: 38). هذه الآية ليست عقوبة في حد ذاتها، بل نظام إلهي يعكس عدل الله وحكمته.

مفهوم "الاستخدام والاستبدال" يتجاوز فكرة الجزاء إلى رؤية عميقة: الله قادر على استخدام أي أداة، حتى لو كانت بعيدة عن الإيمان، لتحقيق مقاصده. الحديث النبوي: "إن الله ينصر هذا الدين بالرجل الفاجر".. تتجسد هذه الحقيقة هذه الأيام كما شهد التاريخ الإسلامي على قادة وسياسيين لم يكونوا على الصراط المستقيم، لكنهم كانوا أدوات لنصرة الحق.

أما في سياق القضية الفلسطينية، نرى هذا المبدأ يتجلى بوضوح، شعوب وحكومات من أوروبا وجنوب أفريقيا، بل وحتى أفراد من خلفيات بعيدة عن الإسلام، يقفون في طليعة المدافعين عن فلسطين، بينما تتخاذل حكومات للأسف عربية عن دورها التاريخي.

هل هذا استبدال إلهي؟ أم دعوة للأمة لاستعادة مكانتها؟

لا يدعو الإسلام إلى اليأس، بل إلى العمل. فالقضية الفلسطينية، برمزيتها الدينية والإنسانية، اختبار للأمة:

هل ستظل تنتظر نصرا من الخارج، أم ستستلهم قوتها لتكون أداة الله في نصرة الحق؟

الاستبدال ليس نهاية، بل تحذير لمن أضاعوا الأمانة أن يستعيدوا دورهم قبل أن يُسجل التاريخ تخاذلهم.

أوروبا تقود الدفاع عن فلسطين: تحولات غير متوقعة:

أصبحت عواصم أوروبا، وهي التي ارتبطت لعقود بدعم الاحتلال الإسرائيلي أو الصمت حياله، وأحيانا كثيرة كأنها تسمع أخبار عن أناس من كوكب آخر؛ ساحات لنصرة فلسطين، في مشهد يثير الدهشة والغضب.

ففي أيار/ مايو 2024، أعلنت إسبانيا والنرويج وأيرلندا اعترافها بدولة فلسطين، في خطوة هزت الدبلوماسية الغربية. هذا القرار لم يكن مجرد إعلان، بل صرخة ضد عقود من التواطؤ مع كيان يغرق في جرائمه. هذه الدول، التي كانت جزءا من تحالفات داعمة لإسرائيل سواء بالمال أو السلاح الذي لم ينقطع عن دولة الاحتلال لحظة، اختارت الوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ، مضحية بعلاقات تجارية وسياسية مع الاحتلال.

ففي أروقة البرلمان الأوروبي ارتفعت أصوات تطالب بتجميد اتفاقيات الشراكة مع إسرائيل، مستندة إلى انتهاكاتها في غزة ورفح، فقادت إسبانيا هذا الحراك، ودعت الاتحاد الأوروبي إلى دعم قرارات محكمة العدل الدولية، التي أمرت في أيار/ مايو 2024 بوقف العمليات العسكرية في رفح. هذه الخطوات كانت مدعومة بحراك شعبي غير مسبوق، من لندن إلى مدريد، ومن برلين إلى لاهاي، خرجت مظاهرات عارمة تحمل أعلام فلسطين وتندد بالإبادة الجماعية. شباب أوروبا، الذين كانوا بعيدين عن هموم الشرق الأوسط، أصبحوا صوتا مدويا للعدالة، مستلهمين قيم الإنسانية التي تجاوزت الحدود، وكيف لا وعلى أرض أوروبا أنشئت حركة مناهضة الصهيونية وغيرها من الحركات والتكتلات التي أفاقت أوروبا من سباتها على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، فحرك الطلاب في الجامعات الأمريكية والأوروبية الماء الراكد في بحيرة أسهم الاستثمارات في فلسطين المحتلة.

في مفارقة لتجسد حقيقي للمبدأ الإلهي (الله ينصر الحق بمن يشاء)، أصبحت شعوب أوروبا، التي لا تربطها بالقضية روابط دينية أو قومية، أكثر جرأة من حكومات عربية، لكن هذا الدعم الأوروبي لا يحل محل الدور العربي، بل هو تحدٍ للأمة لاستعادة مكانتها، مستلهمة حكمة الله في نصرة الحق.

جنوب أفريقيا وأمريكا اللاتينية: صوت الحق من أطراف العالم:

برزت جنوب أفريقيا كمنارة للعدالة، حاملة لواء فلسطين أمام محكمة العدل الدولية. في كانون الأول/ ديسمبر 2023، رفعت دعوى تتهم إسرائيل بانتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية، مستندة إلى مجازر غزة. قرار المحكمة في كانون الثاني/ يناير 2024، الذي طالب إسرائيل بمنع أعمال الإبادة وتسهيل المساعدات، كان ضربة قانونية للاحتلال. وفي أيار/ مايو 2024، أمرت المحكمة بوقف العمليات في رفح، في خطوة أعادت الأمل لمن يؤمنون بالقانون الدولي.

كانت هذه الدعوى تعبيرا عن إرث جنوب أفريقيا في مقاومة الأبارتهايد، الشعب الذي عانى التمييز العنصري يرى في فلسطين مرآة لنضاله.

وعلى الجانب الآخر من الكوكب في أمريكا اللاتينية، قطعت دول مثل كولومبيا وبوليفيا علاقاتها مع إسرائيل، فيما أعلنت تشيلي وهندوراس دعمهما لتحركات جنوب أفريقيا. هذه الدول، من أطراف العالم، أصبحت صوتا مدويا لفلسطين، في وقت يغرق فيه العالم العربي في صمت رسمي ووحل مستنقع التطبيع مع المحتل. إنها لحظة تؤكد أن الله يختار من يشاء ليكونوا أدوات نصره، مستلهمين مبدأ الاستخدام الإلهي الذي لا يعرف حدودا.

العرب وحكوماتهم: خيانة المروءة وتلويث العروبة

ينبض قلب الأمة العربية ووجدانها بفلسطين، وهنا يدوي سؤال يمزق الأحشاء:

أين المروءة؟

أين تلك الروح التي هزت العالم يوما تحت راية القدس؟

فالحكومات العربية، التي كانت صوتا موحدا ضد الاحتلال، أصبحت أسيرة حسابات تجارية وخضوع سياسي، تتخلى عن كرامتها باسم المصالح. باستثناء خطوات محدودة لذر الرماد في الوجوه، مثل دعم مصر لدعوى جنوب أفريقيا أو استدعاء سفراء في الأردن، ظل الموقف العربي الرسمي جبانا، بعيدا عن الجرأة التي تتطلبها دماء الشهداء، وعن موقف الرئيس المنتخب محمد مرسي الذي أوقف حرب في 4 أيام بعد فضل الله وندائه "لن نترك غزة وحدها".

صور الأطفال الممزقين والأمهات الثكالى لم يحرك ضمير الحكام العرب لنجدة إخوانهم. بدلا من ذلك، سارع بعضهم إلى التطبيع مع المحتل، في خيانة صارخة لدماء غزة. الإمارات، التي كانت يوما رمزا للعزة العربية، رمت نفسها في أحضان الاحتلال الصهيوني، فاتحة أسواقها وموانئها لكيان يغرق في دماء الفلسطينيين. بل نادت أصواتها الرسمية باستئصال المقاومة الفلسطينية، واصفة إياها بالإرهاب، في محاولة لقتل روح الصمود التي تحمل راية القدس. هذا التطبيع ليس مجرد تخلٍ عن المروءة، بل طعنة نجلاء في قلب الأمة، وتلويث لعروبتها، وإهانة لكل شهيد سقط دفاعا عن الأرض. أين صوت "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"؟ أم أن بريق الذهب ووهم القوة قد أعمى البصر والبصيرة، تاركا غزة وحيدة تنزف تحت سماء صامتة؟

علي النقيض، لا تزال الشعوب العربية تحمل فلسطين في قلبها. من عمان إلى بيروت، ومن تونس إلى الرباط، خرجت مظاهرات عارمة تندد بالاحتلال، لكن هذا الحراك يصطدم بحواجز القمع السياسي والتردد الحكومي. دول وقّعت اتفاقيات تطبيع، مثل الإمارات والبحرين ودول في طريقها للتطبيع، واجهت غضبا شعبيا عارما، مما يكشف الفجوة بين الشعوب وحكامها. استطلاعات رأي على مدار 17 عاما عن طريق مؤسسات رسمية وغير رسمية عربية وأجنبية بعد ما يزيد عن 4 عقود على اتفاقية العار كامب ديفيد، أظهرت أن ما يزيد عن 85 في المئة مثلا من المصريين أن الاحتلال هو العدو الأول ويجب القضاء على الاحتلال ومحاربته، كما زادت شعبية المقاومة على عكس ما كانت في 2015 من نسبة 60 في المئة إلى 88 في المئة.

فالمروءة التي يرددها الناس ليست شعارا عاطفيا، بل التزام إسلامي بمناصرة المظلوم، لكن هذا الالتزام غائب عن حكومات يقال إنها عربية تخشى مواجهة قوى تدعم إسرائيل، مفضلة الخضوع على الكرامة. هل استُبدل العرب؟ الشعوب لا تزال حية، لكنها مكبّلة بقيود حكامها.

الحديث النبوي يذكّرنا بأن الله قد ينصر الحق بغير المؤمنين، لكنه دعوة للأمة لاستعادة دورها قبل أن يسجل التاريخ عار تخاذلها.

المقارنة بين الشعوب: استبدال أم استنهاض؟

تعد فكرة "الاستبدال" قاسية، لكنها تحدٍ للتأمل. شعوب أوروبا، التي خرجت في مظاهرات في لندن وباريس وبرلين ولاهاي، أظهرت تعاطفا غير مسبوق مع فلسطين. شباب الغرب، عبر منصات مثل إكس، ينشرون صور دمار غزة، صارخين ضد الظلم. هذا الحراك ليس تضامنا عابرا، بل وعي إنساني يتجاوز الحدود.

لم تفقد الشعوب العربية شغفها بالقضية، مظاهرات الأردن ولبنان وتونس والمغرب تثبت أن فلسطين نابضة في وجدان الأمة، لكن هذا الحراك مقيد بقيود سياسية، مما يجعل تأثيره ضعيفا مقارنة بالزخم الدولي.

إن الاستبدال، إن وُجد، ليس للشعوب، بل للأدوار الرسمية. حكومات أوروبية ودول الجنوب العالمي أخذت زمام المبادرة، بينما تخاذل حكام عرب. وهنا يأتي قول الله: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" (الرعد: 11)، يدعو الشعوب العربية للانتفاضة لاستعادة دورها بالضغط على حكوماتها. التضامن العالمي فرصة، لا بديل عن الدور العربي.

نحو تضامن عالمي يقوده العرب:

فلسطين ليست قضية، بل جرح الأمة النازف منذ 8 عقود واختبار ضميرها. مواقف أوروبا وجنوب أفريقيا تؤكد أن الله ينصر الحق بمن يشاء، لكن هذا النصر لا يعفي العرب من مسؤوليتهم. الاستبدال الإلهي تحذير، وليس حكما نهائيا. الأمة التي حملت راية القدس مدعوة لاستعادة مكانتها، ليس بالشعارات، بل بالأفعال.

دعوة الإسلام للمروءة هي دعوة للوحدة والعمل، فلتتحد الشعوب العربية مع التضامن العالمي، ولتهز أركان الظلم. فلسطين تنتظر أبناءها، لا ليبكوا عليها، بل ليحملوا رايتها بكرامة، مستلهمين حكمة الله في نصرة الحق، ومؤمنين بأن الأمة قادرة على قيادة العدالة والحرية.

مقالات مشابهة

  • هل نصر الله الحق بأيدي الغرب وأضاعه العرب؟
  • المملكة ترأس اجتماع الفريق العربي المعني بإعداد الإستراتيجية العربية للأمن السيبراني
  • الدور الإماراتي في احتلال الجزر اليمنية وتحويلها إلى مناطق نفوذ مشترك مع كيان العدو الصهيوني .. ميون وسقطرى نموذجًا
  • المؤتمر الزراعي الإماراتي.. حلول مستدامة للقطاع ودعم المزارعين
  • في بيان ألقته الإمارات.. المجموعة العربية: دوامة المعاناة في غزة «وصمة عار في تاريخ الإنسانية»
  • جامعة الإمارات تستعرض مشاريعها البحثية في «المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي»
  • نور أعرج لـ سانا: نحرص على أن تكون رحلة الحج فرصة لترسيخ قيم التواضع، ونظافة المخيمات في المشاعر، فقد كنا من أوائل البعثات العربية والإسلامية التي قمنا بتبني مشروع نظافة الخيم في عرفات ومنى، إضافة إلى الصحة المستدامة لدى حجاجنا من خلال التوعية الصحية التي
  • منصور بن زايد وهزاع بن زايد يشهدان انطلاق المعرض الزراعي الإماراتي في العين
  • منصة ضواحي العين الرقمية تشارك في المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي الأول وتطلق أول جدارية رقمية مجتمعية متنقلة في مجال الزراعة على مستوى الدولة
  • انطلاق أعمال إعداد الإستراتيجية العربية للأمن السيبراني بمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب