عاشوا في إفريقيا.. أسلاف الإنسان كانوا على وشك الانقراض وعدد الناجين لم يتجاوز 1280 شخصا
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
أخبارنا المغربية- عبد المومن حاج علي
أظهرت دراسة حديثة أن أسلاف الإنسان في أفريقيا كانوا على حافة الانقراض قبل حوالي 900 ألف سنة، حسب تقرير نشر بمجلة "سيانس"، التي أوردت أن عدد أسلاف البشر شهد انخفاضا حادا قبل وقت طويل من ظهور الجنس البشري، (الإنسان العاقل)، حيث انخفض عدد الأشخاص إلى 1280 فقط ولم يرتفع مرة أخرى لمدة 117 ألف سنة.
وقال "هايبينج لي"، عالِم الوراثة السكانية بجامعة الأكاديمية الصينية للعلوم في بكين، والذي شارك في قيادة الدراسة: «لقد فُقد نحو 98.7% من أسلاف البشر». مؤكدا أن السجل الأحفوري في أفريقيا وأوراسيا في الفترة ما قبل 650 ألف و950 ألف سنة غير مكتمل، وأن « هذا الاكتشاف قد يفسر هذه الفجوة الزمنية».
ومن جهته قال "نيك أشتون"، عالم الآثار في المتحف البريطاني في لندن، والذي سبق أن تطرق للموضوع ، إنه كان مهتما بالحجم الصغير للناجين خلال هذه الفترة، مضيفا أن "هذا يعني أنهم عاشوا بمنطقة صغيرة للغاية تتمتع بتماسك اجتماعي جيد حتى تمكنوا من البقاء، والمفاجأة الأكبر هي المدة الزمنية المقدرة التي نجت فيها هذه المجموعة الصغيرة، فإذا كان هذا صحيحا، فإن المرء يتصور أن الأمر سيتطلب بيئة مستقرة ذات موارد كافية وضغوط قليلة على النظام."
وابتكر الباحثون أدوات جديدة لتحقيق اكتشافهم، حيث أدى التقدم في تسلسل "الجينوم" إلى تحسين فهم العلماء لعدد سكان الأرض في الفترة التي تلت ظهور الإنسان الحديث، لكنهم طوروا منهجية مكنتهم من ملء التفاصيل حول أسلاف الإنسان الأوائل.
وفي نفس السياق، صرحت "سيرينا توتشي"، عالمة الأنثروبولوجيا بجامعة ييل في نيو هيفن بولاية كونيتيكت، إن هناك حاجة ماسة لمثل هذا العمل، مردفة بالقول : "ما زلنا نعرف القليل عن الديناميكيات السكانية لأسلاف الإنسان الأوائل لعدة أسباب، بما في ذلك القيود المنهجية والصعوبات في الحصول على بيانات الحمض النووي القديمة من عينات هومو القديمة".
وسمحت المنهجية الجديدة للباحثين بإعادة بناء الديناميكيات السكانية القديمة على أساس البيانات الجينية من البشر الحاليين، ومن خلال بناء شجرة عائلة معقدة من الجينات، تمكن الفريق من فحص الفروع الدقيقة للشجرة بدقة أكبر، وتحديد الأحداث التطورية المهمة. حيث أكد "ستانلي أمبروز"، عالم الأنثروبولوجيا بجامعة إلينوي في أوربانا شامبين : "إن هذه التقنية "سلطت الضوء على الفترة ما بين 800 ألف إلى مليون سنة مضت - والتي لا يزال هناك الكثير من المجهول حولها - بطريقة لم يتم القيام بها من قبل".
وكانت هذه الفترة جزءًا من التحول المبكر إلى "العصر البليستوسيني الأوسط"، وهو وقت شهد تغيرات مناخية جذرية، عندما أصبحت الدورات الجليدية أطول وأكثر كثافة، حيث أدى ذلك إلى فترات طويلة من الجفاف بإفريقيا، وهو ما اعتمد عليه "هايبينج لي" للترجيح أنه -المناخ المتغير- ربما يكون السبب الذي قضى على أسلاف البشر وأجبر أنواعًا بشرية جديدة على الظهور، حيث أنه وفي نهاية المطاف، ربما تطورت هذه الكائنات إلى آخر سلف مشترك للإنسان الحديث وأقاربنا المنقرضين، "الدينيسوفان والنياندرتال".
وبدأ عدد ما قبل البشر في التزايد مرة أخرى، منذ حوالي 813 ألف سنة، حيث أشار "زيكيان هاو"، عالم الوراثة السكانية في جامعة شاندونغ الطبية الأولى وأكاديمية شاندونغ للعلوم الطبية في جينان، والمؤلف المشارك في الدراسة، "إن طريقة تمكن أسلافنا من البقاء على قيد الحياة، وما سمح لهم بالازدهار مرة أخرى، لا تزال غير واضحة. ومع ذلك فمن المحتمل أن يكون للاكتشافات التي جاءت بها الدراسة، تأثير حاسم على التنوع الجيني البشري، مما يؤدي إلى تحديد العديد من السمات المهمة للإنسان الحديث، مثل حجم الدماغ." مقدرا أنه تم فقدان ما يصل إلى ثلثي التنوع الجيني. حيث أضاف : "إنها تمثل فترة زمنية رئيسية في سلسلة تطور البشر، لذلك، هناك العديد من الأسئلة المهمة التي يجب الإجابة عليها."
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: ألف سنة
إقرأ أيضاً:
كيف يتجاوز سكان قطر حرارة الصيف؟ مزيج من التكنولوجيا والتقاليد
يُظهر سكان دولة قطر قدرة كبيرة على التكيف مع الظروف المناخية القاسية في فصل الصيف، وذلك من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة، والتمسك بالتقاليد، واتباع أنماط حياة صحية، مما يجعل من البلاد وجهة صيفية مختلفة مرحة ومريحة.
قطر واحدة من أكثر الدول حرارة في العالم، حيث تتجاوز درجات الحرارة في فصل الصيف 50 درجة مئوية أحيانا. ومع ذلك، تمكن السكان المحليون والمقيمون في البلد من التكيف مع هذه الظروف المناخية القاسية، وتطوير أساليب مبتكرة للتغلب على الحرارة الشديدة.
وتتأثر الحياة اليومية بشكل كبير بالحرارة، مما يؤدي إلى تغييرات في أنماط العمل والترفيه، فخلال الصيف – الذي يبدأ في يونيو/حزيران ويستمر حتى نهاية أغسطس/آب – يفضل كثير من الناس القيام بأنشطتهم في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من المساء، إذ تكون درجات الحرارة أكثر اعتدالا.
وتأتي التكنولوجيا الحديثة بين العوامل الرئيسية التي تساعد القطريين في التغلب على حرارة الصيف، إذ تُستخدم أنظمة التكييف المتطورة في المنازل والمكاتب، مما يضمن راحة السكان أثناء الحر. بالإضافة إلى ذلك، تم تطوير تقنيات جديدة لتحسين كفاءة الطاقة، مما يساعد على تقليل التكاليف المرتبطة بتشغيل أجهزة التكييف.
إعلانوتمثل السيارات المكيفة جزءا أساسيا من حياة الناس في قطر، فمعظم السيارات الجديدة تأتي مزودة بأنظمة تكييف هواء متقدمة، مما يتيح للسائقين والركاب التنقل براحة في درجات الحرارة المرتفعة، كما أن الطرق والميادين في قطر مزودة بأنظمة تهوية تساعد على تخفيف الحرارة في الأماكن العامة.
تتأثر درجات الحرارة في قطر خلال فصل الصيف بعوامل متعددة تتفاعل مع بعضها، منها:
الموقع الجغرافي: تقع قطر في منطقة الخليج العربي، وذلك يجعلها عرضة لتيارات الهواء الحارة القادمة من الصحراء. التضاريس: تتكون قطر بشكل رئيسي من السهول الرملية التي تؤدي إلى امتصاص الحرارة وزيادة درجة الحرارة خلال النهار. الرطوبة: يُمكن أن تزيد الرطوبة من شعور الحرارة، فتجعل الأجواء خانقة وتزيد من خطر الإصابة بالجفاف. التيارات الهوائية: الرياح القادمة من البحر يمكن أن تخفف من درجات الحرارة إلى حد ما، بينما الرياح الصحراوية تزيد من الحرارة. التغير المناخي: التأثيرات العالمية الناتجة عن التغير المناخي يمكن أن تؤدي إلى زيادة درجات الحرارة بشكل عام، ومن ثم تؤثر على أنماط الطقس بالدولة. الأنشطة البشرية: الأنشطة الصناعية والعمرانية قد تسهم في زيادة درجات الحرارة المحلية.
تؤثر النباتات في قطر بشكل كبير على درجات الحرارة بطرق متنوعة، منها:
توفير الظل: تعمل الأشجار والنباتات على توفير الظل، فتساعد في تقليل حرارة الأسطح مثل الطرق والمباني، إذ يقلل الظل من امتصاص الحرارة ويقلل من درجات الحرارة المحيطة. التبخر والنتح: تقوم النباتات بعملية التبخر والنتح، فتطلق الماء من أوراقها إلى الجو. هذه العملية تساعد في تبريد الهواء المحيط. تحسين جودة الهواء: تعمل النباتات على تحسين جودة الهواء عن طريق امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأكسجين. الهواء النقي يمكن أن يكون أكثر برودة وأقل توترا، فيسهم في تخفيف الشعور بالحرارة. توفير بيئات معيشية صحية: توفر المساحات الخضراء بيئات أكثر راحة للعيش، مما يشجع الناس على قضاء الوقت في الهواء الطلق، وبالتالي تقليل استخدام التكييف والحد من استهلاك الطاقة. تحسين العزل الحراري: يمكن أن تسهم النباتات في تحسين العزل الحراري للمباني من خلال تقليل التعرض المباشر لأشعة الشمس، مما يساعد في الحفاظ على درجات الحرارة الداخلية أكثر اعتدالا. زيادة الرطوبة: من خلال عملية النتح، تسهم النباتات في زيادة الرطوبة في الهواء، فيساعد ذلك في تخفيف الشعور بالحرارة، خاصة في المناطق ذات الرطوبة العالية. بشكل عام، تعتبر النباتات جزءا أساسيا من تصميم مدن قطر المستدامة، حيث تلعب دورا مهما في تقليل درجات الحرارة وتحسين جودة الحياة في المناطق الحضرية.
مشروع "قطر خضراء" هو مبادرة وطنية تهدف إلى تعزيز الاستدامة البيئية وزيادة المساحات الخضراء في دولة قطر. يركز المشروع على تحقيق رؤية قطر في تحسين جودة الحياة، من خلال إنشاء حدائق عامة ومتنزهات ومشاريع زراعية تهدف إلى دعم التنوع البيولوجي وتنمية البيئة الحضرية.
إعلان أهداف المشروع: زيادة المساحات الخضراء: العمل على تطوير وزيادة المساحات الخضراء في المناطق الحضرية لتوفير بيئات أكثر صحة وراحة للسكان. تعزيز الاستدامة: تبنّي ممارسات زراعية مستدامة تهدف إلى استخدام الموارد بشكل فعال وتقليل الأثر البيئي. التوعية البيئية: نشر الوعي بين أفراد المجتمع بأهمية البيئة ودورهم في الحفاظ عليها. دعم التنوع البيولوجي: إنشاء بيئات ملائمة للحياة البرية من خلال زراعة نباتات محلية ودعم الأنواع المختلفة من الحيوانات والنباتات. تحسين جودة الحياة: توفير مساحات للاسترخاء والنشاطات الاجتماعية والترفيهية، مما يسهم في تعزيز الصحة النفسية والجسدية للسكان.يعد مشروع "قطر خضراء" جزءا من إستراتيجية أكبر تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتلبية احتياجات السكان مع الحفاظ على البيئة، وهو يتماشى مع رؤية قطر 2030 التي تسعى لبناء مجتمع متوازن ومستدام.
رغم التقدم التكنولوجي، لا يزال التقليد يلعب دورا مهما في حياة القطريين خلال الصيف، إذ يرتدي كثير من الناس الملابس التقليدية الخفيفة، مثل "الثوب" و"العباءة"، التي تُصنع من أقمشة تسمح بمرور الهواء وتساعد على تبريد الجسم.
كذلك تعتبر المجالس العامة التي تعقد في المساء من العادات الاجتماعية المهمة في قطر، إذ يجتمع الأصدقاء والعائلة في هذه المجالس لتبادل الأحاديث والقصص، مما يوفر فرصة للتواصل الاجتماعي في أجواء مريحة.
الأنشطة الصيفية
رغم الحرارة الشديدة، يجد الناس في قطر طرقا ممتعة لقضاء أوقات فراغهم خلال الصيف. تُعد الرياضات المائية مثل السباحة وركوب الأمواج من الأنشطة الشائعة، حيث توفر الشواطئ والمنتجعات السياحية بيئة مثالية للاسترخاء.
وتقدم هيئة السياحة بالدوحة مجموعة متنوعة من الأنشطة الصيفية التي تهدف إلى جذب الزوار وتعزيز السياحة المحلية، ومنها:
إعلان الفعاليات الثقافية: تنظيم عروض فنية وموسيقية في الأماكن العامة، مثل المراكز الثقافية والمتاحف. المهرجانات: إقامة مهرجانات صيفية تشمل الطعام والتراث، وتتيح للزوار تجربة الأطباق المحلية والفنون التقليدية. الأنشطة الرياضية: ورش عمل رياضية وفعاليات تنافسية، تتضمن رياضات مائية أو رياضات جماعية. جولات سياحية: تنظيم جولات في المعالم السياحية الشهيرة مثل الكورنيش، وسوق واقف، والعديد من المعالم التاريخية. الأنشطة العائلية: برامج ترفيهية للعائلات تشمل الألعاب ونشاطات للأطفال، وورش عمل تعليمية. عروض التسوق: توفير عروض خاصة وتخفيضات في المراكز التجارية لجذب المتسوقين. الرحلات البحرية: تنظيم رحلات بحرية قصيرة للمشاركة في الأنشطة البحرية مثل الغوص أو ركوب القوارب.
تلعب التغذية الصحية دورًا كبيرًا في مساعدة الناس على التكيف مع الحرارة. يُفضل كثير من القطريين تناول الأطعمة الخفيفة والمرطبة، مثل الفواكه والخضراوات، التي تحتوي على نسبة عالية من الماء. كما أن شرب السوائل بكميات كافية يعد أمرا ضروريا للحفاظ على الرطوبة وتجنب الجفاف.
من المهم خلال فصل الصيف في قطر اختيار الأطعمة التي تسهم في الحفاظ على الصحة والطاقة، وتجنب الأطعمة الثقيلة أو الدهنية التي قد تؤدي إلى الشعور بالكسل، وهذه بعض الأفكار:
السلطات الطازجة: تتوفر مجموعة متنوعة من السلطات التي تحتوي على خضراوات طازجة مثل الخيار، والطماطم، والفلفل، والجرجير، مما يوفر الترطيب والفيتامينات. الفاكهة الموسمية: تناول فواكه مثل البطيخ، والشمام، والمانجو، التي تعتبر منعشة ومغذية، وتعوض الجسم عن السوائل المفقودة بسبب الحرارة. الأطعمة المشوية: يفضل اختيار الأطعمة المشوية مثل الدجاج والأسماك التي تحتوي على البروتين، بدلًا من الأطعمة المقلية. الأطباق التقليدية الصحية: مثل "المكبوس" باستخدام الأرز البني، أو "الشوربة" التي تحتوي على الخضار والبقوليات. العصائر الطبيعية: تناول عصائر طبيعية من الفواكه والخضراوات، مثل عصير الليمون بالنعناع، أو عصير الجزر، مما يساعد على الترطيب. وجبات خفيفة صحية: يمكن اختيار المكسرات النيئة، أو الزبادي مع الفواكه كوجبات خفيفة صحية ومغذية. مراكز الطعام الصحي: تزايدت في قطر مراكز الطعام الصحي والمطاعم التي تقدم خيارات نباتية أو عضوية، مما يسهل العثور على خيارات صحية. الترطيب: الإكثار من شرب الماء والسوائل، مثل الشاي الأخضر أو العصائر المخففة، للحفاظ على مستوى الترطيب في الجسم. إعلان