البرهان يتهم قوات الدعم السريع بالاستعانة بـ”مرتزقة” ودائرة الاشتباكات المسلحة بين الجيش و”الدعم السريع” تتوسع في الخرطوم والفاشر
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
الخرطوم/ بهرام عبد المنعم/ الأناضول
اتهم رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، السبت، قوات الدعم السريع بالاستعانة بـ"مرتزقة من جنسيات متعددة".
جاء ذلك في خطاب خلال زيارة لمنطقة النيل الأزرق العسكرية بمدينة الدمازين (جنوب شرق)، بثه التلفزيون الرسمي.
وقال البرهان: "كلنا شهود على جرائم مليشيا الدعم السريع المحلولة واستعانتهم بمرتزقة من جنسيات متعددة ووجب الآن تصنيفها كجماعة إرهابية".
وخاطب الاتحاد الإفريقي قائلا: "رسالتنا للاتحاد الإفريقي، إذا كان هذا نهجكم، فنحن في غنى عن مساعدتكم، ونطالبه بتصحيح موقفه وموقف منسوبيه".
والجمعة، قالت الخارجية السودانية، إن قرارات مكتب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي تتسم بازدواج المعايير و"عدم الاتساق وخدمة أجندة لا تمثل مصالح القارة".
وأعربت الخارجية في بيان عن "دهشتها واستنكارها للدرك السحيق الذي انحدر إليه الناطق الرسمي باسم مفوضية الاتحاد الإفريقي (محمد الحسن لبات) في الملف السوداني"، ردا على تعليق الأخير على بيانها الذي أصدرته في 4 سبتمبر/ أيلول الجاري.
وفي 4 سبتمبر الجاري، أعربت الخارجية السودانية عن رفضها واستنكارها لقاء رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، يوسف عزت مستشار قائد قوات الدعم السريع في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، واعتبرته "سابقة خطيرة في عمل الاتحاد ومخالفة واضحة لنظام وأعراف المنظمة القارية".
وقال لبات الجمعة: "نشرت بعض وسائط التواصل الاجتماعي أخيرا خطابا منحطا يندد بمقابلة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي محمد، مع مستشار الفريق محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع، وأخيرا تم توزيع المنشور من طرف سفارة السودان في أديس أبابا".
وخلال خطابه، قال البرهان: "بعض منظماتنا الإقليمية (دون ذكرها) لم تتمكن من النظر للأزمة بشكل صحيح، ولو انحرفت منظمة إيغاد (المنظمة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا) عن مسارها فنحن كسودانيين قادرين على حل مشاكلنا دون الحاجة لأحد".
والخميس، هددت الخرطوم، بأنها ستعيد النظر في جدوى الاستمرار ضمن "إيغاد"، إذا لم تستجب المنظمة لطلبها تغيير رئاسة كينيا للجنتها الرباعية بشأن السودان.
وتابع البرهان: " لكل من يتقوى بمليشيا الدعم السريع المحلولة فقد ذهبت بغير رجعة، والاتحاد الإفريقي رؤيتنا فيه واضحة بأنه ليس مسموحا بتدخله في شأننا الداخلي بشكل غير مقبول".
وأوضح: "لا نرفض السلام والدليل على ذلك قبولنا بالعديد من المبادرات بما فيها منبر جدة وليس من المقبول سلام يعيدنا إلى ما قبل 15 أبريل نيسان (بداية الاشتباكات مع الدعم السريع)".
وأردف: "لا نرفض السلام ونظرتنا أنه سيأتي بعد التخلص من كل من يحاول تكوين جيش آخر ويعتدي على الآخرين ويعمل للسيطرة على الدولة بوسائل غير مشروعة".
وحتى الساعة 12:30 (ت.غ)، لم يصدر عن الاتحاد الإفريقي أو "الدعم السريع" تعليق على تصريحات البرهان.
وفي السياق الميداني، توسعت دائرة الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، السبت، في مدن العاصمة الخرطوم (وسط) والفاشر (غرب).
وأفاد شهود عيان الأناضول، بأن اشتباكات جديدة اندلعت جنوبي العاصمة الخرطوم، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء والمياه.
كما أن مدينة بحري شمالي الخرطوم، ما زالت تشهد اشتباكات مسلحة، مع تحليق مكثف للطيران الحربي، بجانب اشتباكات مستمرة في مدينة أم درمان غربي العاصمة.
ووفق تنسيقية لجان المقاومة (نشطاء) بمدينة الفاشر: "تجددت الاشتباكات باستخدام جميع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بالقطاع الشمالي للمدينة".
ومنذ منتصف أبريل، يخوض الجيش وقوات "الدعم السريع" اشتباكات بعدة مدن لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: مفوضیة الاتحاد الإفریقی قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
أطباء السودان: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على غرب كردفان إلى 27
الخرطوم- أعلنت شبكة أطباء السودان، الخميس 25 يوليو 2025، ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 27 قتيلا و43 جريحا، جراء هجوم قوات الدعم السريع على إحدى قرى ولاية غرب كردفان جنوبي البلاد.
وأفادت الشبكة الطبية (مستقلة) في بيان، "بارتفاع عدد ضحايا مجزرة منطقة ’بريمة رشيد’ إلى 27 قتيلا وإصابة 43 آخرين بجروح خطيرة إثر تجدد الهجوم الغادر الذي شنّته الدعم السريع على المنطقة شمال مدينة النهود بولاية غرب كردفان".
والأربعاء، أعلنت أطباء السودان مقتل 3 أشخاص وإصابة عشرات آخرين جراء هجوم لقوات الدعم السريع على قرية "بريمة رشيد" بولاية غرب كردفان.
وأضاف البيان اليوم: "طال الهجوم الاعتداء على المدنيين العزّل داخل منازلهم، من نساء وأطفال وشيوخ، في مشهد دموي يعيد إلى الأذهان أفظع الجرائم المرتكبة بحق الإنسانية".
وأدان بـ"أشد العبارات هذه الجريمة النكراء"، وحمّل قيادة الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن الأرواح التي أُزهقت.
وأكد البيان أن "ما جرى في بريمة رشيد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، تستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا".
وحتى الساعة 13:25 (ت.غ) لم يصدر أي تعليق من قوات الدعم السريع بهذا الخصوص.
ومنذ أيام تشهد ولايات كردفان الثلاث "شمال وغرب وجنوب" كردفان، معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" بغرض السيطرة على الولايات الثلاث.
وفي الشهور الأخيرة، بدأت مساحات سيطرة "الدعم السريع" تتناقص بشكل متسارع في مختلف ولايات السودان لصالح الجيش، الذي وسّع نطاق انتصاراته لتشمل الخرطوم وولاية النيل الأبيض (جنوب).
أما في الولايات الـ16 الأخرى بالسودان، فلم تعد قوات الدعم السريع تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان، وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، إضافة إلى أربع من ولايات إقليم دارفور الخمس.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 حربًا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونًا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدّرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.