زلزال المغرب.. بعد الخوف والهلع مراكش تلملم جراحها
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
يبدو أن مناطق بعينها من مراكش كانت على موعد مع هذا الزلزال المدمر الذي ضرب المدينة في وقت كان فيه الموسم السياحي على أشده، لكن مراكش لم تعش مشاهد النهب ولا حتى الإخلاء الجماعي.
هذه خلاصة تقرير لمراسل صحيفة لوفيغارو الفرنسية عن هذا الزلزال، وكيف تعامل المنكوبون مع تداعياته؟
وينقل جان ميشل دو ألبرتي عن عبد القاسم وهو يجلس أمام مطعمه الواقع في ساحة جامع الفنا، أشهر ساحة في المغرب، قوله "في مراكش، تجنبنا الأسوأ".
ويضيف "انظر إلى منارة مسجد الكتبية واقفة، وشرفات المقاهي صامدة. لم أنم طوال الليل. لقد جئت هذا الصباح لأرى ما إذا كانت مؤسستي لا تزال قائمة، ويمكنني أن أفتحها اليوم بأعجوبة! لا ضرر بمنزلي! لقد اقتربنا حقًا من كارثة كبرى. المدينة ممتلئة في الوقت الحالي، وكانت الحانات والمطاعم أكثر ازدحاما من أي وقت مضى".
ويضيف المراسل أن المدينة لا تزال في ذروة الموسم السياحي، والفنادق ممتلئة، مشيرا إلى أن نزلاء الفنادق انتشروا في الحدائق والمساحات الخارجية.
وينقل هنا عن السائحة البريطانية صوفيا دين قولها "كنا نتناول العشاء عندما انهار سقف مطعم الفندق، ولحسن الحظ لم يصب منا أحد، لكننا الآن نريد الرجوع إلى لندن، لقد تمكنا من العودة إلى غرفنا في الساعة 4 صباحًا، لكنني لم أعد أريد البقاء".
غير أن المراسل يوضح أن أحياء مراكش تفاوتت في تأثرها بهذا الزلزال، إذ تناثرت الحجارة في شوارع الملاح -الحي اليهودي القديم- وانهارت المنازل.
وينقل المراسل عن عمر إمليل، وهو مرشد سياحي، قوله "في مراكش، الخسائر البشرية لم تكن كارثية للغاية، لكنّ عددًا لا بأس به من الأماكن أصبح غير صالح للعيش".
ويضيف "جيراني، مثلا، أصبحوا الآن في الشارع واستقروا مع أطفالهم وكلبهم الألماني في الحديقة المجاورة للكتبية، ماذا سيحل بهم؟ لقد فقدوا كل شيء، والتأمين لا يعمل بشكل جيد هنا. وسيتعين علينا الاعتماد على العائلة".
أما علياء التي تعمل في معرض في كيليز، المنطقة التي لم تشهد أضرارا كبيرة، فتعلق على الذي وقع قائلة "لدينا جميعًا مخاوف بشأن المستقبل، أولاً وقبل كل شيء بشأن الهزات الارتدادية المحتملة، وكذلك بشأن صلابة المباني التي اهتزت بقوة، حتى وإن كانت لم تنهر".
وبدورها عبرت السائحة سارة دونون عن إعجابها بالتكاتف بين المغاربة، قائلة "أنا معجبة بقدرة المغاربة على الصمود. عند الفجر بدأ كل شيء يعمل مرة أخرى. ونظرًا لعنف الصدمة وطول مدتها، فاجأتني سرعة العثور على الإنترنت والكهرباء أكثر، وقد فتحت الشركات الصغيرة أبوابها، وتحركت الحافلات العامة، واصطف الطلاب أمام الفندق بهدوء للحصول على بطاقاتهم الطلابية، وانتظرت العربات السياحية العملاء وكأن شيئًا لم يحدث".
واختتمت قائلة "آمل فقط أن تتمكن الإغاثة من الوصول سريعًا إلى المناطق النائية".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
معاريف: مقابلة الوزيرة غولان مع مورغان تتحول إلى إحراج جديد لإسرائيل
ذكرت صحيفة معاريف العبرية إن ظهور وزيرة المساواة الاجتماعية في حكومة الاحتلال، ماي غولان، في مقابلة على قناة “توك تي في” البريطانية تحول إلى عرض محرج ومثير للشفقة، يعكس مجددًا فشل الوزراء الإسرائيليين في إدارة الخطاب الإعلامي أمام العالم.
وقالت الصحيفة، إن "المقابلات التي يجريها المسؤولون الإسرائيليون في وسائل الإعلام الدولية أصبحت في الفترة الأخيرة مصدرًا دائمًا للإحراج الوطني، في ظل ما وصفته بعجز متكرر عن ضبط المواقف وتقديم خطاب متماسك".
وتابعت، "بعد السقطة التي تعرض لها وزير الشتات عميحاي شيكلي في ظهوره مع الصحفي بيرس مورغان، جاء الدور هذه المرة على الوزيرة غولان، التي لم تنجح في السيطرة على مجريات الحوار، رغم محاولتها الظهور بمظهر الحزم والدفاع عن سياسات حكومتها".
ووفق معاريف، فقد كانت المقابلة مع مورغان مواجهة صعبة بدأت بتصريحات مثيرة من غولان حاولت فيها تبرير دعوات وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش لمواصلة الحرب واحتلال غزة، وادعت أن "قلبه أكثر حزنًا من قلوب كل من حضروا جنازات في حياتهم".
وقاطع المذيع البريطاني الشهير حديث الوزيرة مباشرة وسألها: "كيف عرفتِ؟"، قبل أن يواجهها بسلسلة طويلة من اقتباساتها القديمة التي حملت تصريحات عدوانية وتحريضية ضد الفلسطينيين.
كما عرض مورغان على الهواء حديث غولان عندما قالت إن "فخورة بالدمار في غزة"، وإنها "تريد لكل طفل فلسطيني أن يتذكر ما فعله به اليهود"، وأشار إلى دعواتها السابقة لـ"نكبة أخرى" و"العنف ضد الفلسطينيين عموما".
وحاولت الوزيرة الإسرائيلية الدفاع عن نفسها قائلة إن تصريحاتها كانت موجهة ضد "حماس فقط"، لكن مداخلتها بدت مرتبكة، ما جعل المقابلة تخرج عن سيطرتها بشكل كامل، وفق الصحيفة.
ووصفت الصحيفة، المشهد بأنه "سقوط دعائي مدو"، وأشارت إلى أن المقابلة التي كان من المفترض أن تكون جزءا من حملة علاقات عامة تخدم صورة إسرائيل في الغرب، تحوّلت إلى مادة للتندر والانتقاد، وأثارت مجددا تساؤلات حول أهلية الوزراء الإسرائيليين للظهور الإعلامي الدولي، خصوصا عندما يتعلق الأمر بقضايا حساسة كالحرب على غزة.
واختتمت الصحيفة تقريرها بانتقاد لاذع للمؤسسة السياسية الإسرائيلية، مشيرة إلى أن ما حدث يجب أن يدق ناقوس الخطر قائلة، "متى ستدرك إسرائيل أن المقابلة الإعلامية باللغة الإنجليزية ليست مجرّد استعراض، بل هي ساحة معركة سياسية ودبلوماسية حقيقية تتطلب مسؤولين مؤهلين وخطابا محسوبا؟".