اقتصاديون: مشاركة مصر بقمة العشرين يعيد رسم مكانتها في الخريطة العالمية
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
اتفق خبراء وأساتذة اقتصاد على أن مشاركة مصر في القمة الثامنة عشرة لقادة «مجموعة العشرين»، التي تُعقد في العاصمة الهندية نيودلهي، تعود بنتائج وامتيازات اقتصادية ضخمة، وتُعيد رسم مكانتها في الخريطة العالمية، وأن الدعوة للمشاركة في قمة لها ثقل كبير اقتصادياً تمثل اعترافاً عالمياً ودولياً بأن الدولة تسير على المسار الصحيح.
وقال بلال شعيب، الخبير الاقتصادي، إن مشاركة مصر في قمة العشرين لها العديد من النتائج الإيجابية على الاقتصاد، حيث يشارك فيها كبرى الاقتصادات والقوى الصناعية الكبرى على مستوى العالم، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا، وفرنسا، والهند، واليابان، وكوريا الجنوبية، والصين. وأضاف، لـ«الوطن»، أنه أصبح للدولة صوت مسموع فى المحافل الدولية والعالمية، والتي من خلالها نستطيع التحدث في كل الأزمات التي تعاني منها الدول النامية، ومن أبرزها أزمات «الغذاء والمناخ والطاقة».
«شعيب»: الدخول في تحالفات يزيد الاستثمارات ويُحسن الأداءوتابع «شعيب»، أن قمة العشرين لها ثقل اقتصادي كبير للغاية، خاصة أن الدول الأعضاء يمثلون 66% من حجم سكان الكرة الأرضية، وعلى الجانب الاقتصادي يمثلون 80% من حجم التجارة العالمية، و90% من الناتج العالمي، وبالتالي مصر أمام سوق كبيرة تستطيع من خلاله تمرير اتفاقيات دولية، والمطالبة بحل مشكلات وأزمات عالمية عديدة.
وأوضح أنه على الجانب الاقتصادي ستحصد مصر من خلال هذه المشاركة نتائج اقتصادية كبيرة، خاصة بالتعامل والدخول في تكتلات وتحالفات اقتصادية كبيرة مع تلك الدول الكبرى، وتساعد تلك التكتلات في تحسين الأداء الصناعي في مصر، وبالتالي مساعدة الارتقاء بملف الصناعة، خاصة أن أحد أهم مخططات الدولة هو رفع مستهدفات محددة في قطاع الصناعة، إلى جانب زيادة الصادرات، وأيضاً زيادة الاستثمارات.
وأشار إلى أنه من أبرز الإيجابيات والنتائج فتح خارطة طريق أمام العالم الخارجي لكي يستثمر داخل مصر، بتسويق أنها التزمت ببرنامج إصلاح اقتصادي مع التوسع في البنية التحتية في المرافق والطرق، وفتح مدن صناعية جديدة متخصصة في بعض الصناعات.
«الملاح»: تُنعش حركة التبادل التجارى مع القوى الصناعية الكبرىواتفقت معه الدكتورة هدى الملاح، مدير عام المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى، موضحة أن انضمام مصر لمجموعة «بريكس» بداية العام المقبل، ومشاركتها في قمة العشرين العالمية، لهما مردود وامتيازات اقتصادية لا حصر لها.
وأضافت «الملاح»، أن دعوة مصر للمشاركة في قمة العشرين تأتي نتيجة التزام الدولة ببرنامج الإصلاح الاقتصادي، وتأسيس البنية التحتية، سواء في الطرق والكباري، أو تكنولوجياً، مشيرة إلى أنه من أبرز الامتيازات التي ستحصدها الدولة بالمشاركة في المحافل الدولية والاقتصادية، مثل قمة العشرين، إنعاش وزيادة حركة التبادل التجارى مع القوى الصناعية الكبرى الأعضاء، وتشجيع تلك الدول على ضخ استثمارات كبيرة في مصر، وهو ما سيساعد في توفير العملة الصعبة.
وأكدت مدير عام المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية أن المشاركة في القمة والتحالف مع التكتلات الاقتصادية الكبرى يعيدان رسم مكانة الدولة مرة أخرى في الخريطة الاقتصادية العالمية، ما سيؤثر إيجابياً على دعم الصناعة والتجارة بين الدول الأعضاء وبين مصر، في ظل ما تمتاز به الدولة خلال الفترة الحالية من مقومات وبنية تحتية تشجع الدول الخارجية على ضخ استثماراتهم، وهو ما ينتج عنه نمو اقتصادى يؤدي إلى زيادة حركة الصادرات مستقبلاً.
«رشاد»: فرصة كبيرة لإبرام مزيد من التعاقدات والصفقات التجاريةويرى الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، أن دعوة مصر إلى قمة العشرين تُعد بمثابة فرصة ذهبية لدعم وتعزيز العلاقات مع الدول العشرين الأعضاء، وتشجيعهم على جذب الاستثمارات إلى مصر، وإقناعهم بمزيد من التبادل التجاري معهم.
ووصف «رشاد» تلك الفرصة لجذب الاستثمارات بـ«دبلوماسية التنمية» بفتح قنوات مع الدول الأخرى والقوى الاقتصادية من أجل إبرام مزيد من التعاقدات والصفقات التجارية، وهو ما سيساعد في حصول الدولة المصرية على عملات أجنبية.
وأشار رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية إلى أن دعوة مصر لقمة العشرين فرصة كبيرة لتسويقها خارجياً وعالمياً، واستعراض ما تقدمه الدولة من تسهيلات لكافة الدول التي ترغب في ضخ استثمارات داخل الدولة، وكذا عرض ما وصلت إليه البنية التحتية من عملية تطوير شاملة، ودعوتهم لزيارة مصر ليروا بأنفسهم ما حدث من تطوير وإصلاح اقتصادي خلال السنوات الأخيرة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قمة العشرين الدول النامية قمة العشرین فی قمة
إقرأ أيضاً:
الوزير السابق عزيز رباح يكتب..التفاهة واليأس كلفتهما كبيرة ومدمرة .. وجب الحذر من الطابور
المغرب يفتخر بهذا الإنجاز الطبي للبروفيسور المغربي أحمد المنصوري، الذي أجرى أول عملية جراحية ناجحة لعلاج سرطان البروستات، بتقنية مبتكرة، بدون جراحة أو تخدير كلي. مثل هذا الخبر، هناك إنجازات ونجاحات ومبادرات بانية وراقية، بما فيها فنية ممتعة، لا حصر لها، وتعم ربوع الوطن وخارجه، وتشرف عليها وتقوم بها كفاءات وطنية في كافة المجالات العلمية والاقتصادية والتكنولوجية والطبية والثقافية والفنية والاجتماعية والرياضية وغيرها. لكن هذه الإنجازات لا تجد لها إلا صدى ضعيفًا في الإعلام والمواقع الاجتماعية والتداول المجتمعي، ولا تلقى الاهتمام الكامل حتى في البرامج الرسمية للتثقيف والتوعية والترفيه، لأن هناك تخطيطًا وإصرارًا على نشر التفاهة واليأس والإخفاقات، مما يؤدي إلى إضعاف الانتماء، وتخريب العقول، وتحريف السلوك، وضرب القدوة، وإحباط الإرادات، وتفكيك الجماعة. فالتفاهة واليأس كلفتهما كبيرة ومدمرة بآثارهما السلبية على الفرد والأسرة والمجتمع والدولة حتى. إنني أؤمن أن وراء ذلك طابورًا له مهمة يقوم بها من أجل كسب المال والسيطرة على المجال، واختراق المؤسسات، والتحكم في كل شيء. هذا الطابور ليس جديدًا ولا طارئًا، فبعد فشله في إضعاف أعمدة وأركان الدولة، لأنها راسخة ومتماسكة، لم تقوَ عليها حتى مخططات الاستعمار والمؤامرات الخارجية، توجه بخبثه إلى الأساس ليجعله هشًّا حتى لا يقوى على حمل وتثبيت الأركان والأعمدة!!! فالناظر إلى بعض المحطات الفنية، وبعض المسلسلات المتكررة، وخرجات بعض المؤثرين، وكتابات بعض المدونين، وبرامج بعض الإعلاميين، والتفاهات الروتينية، وبعض الأنشطة الشبابية، حتى لهيآت حزبية… يكاد يجزم أن بينها خيطًا ناظمًا يمسك به الطابور لإنزال المجتمع إلى القاع!!! فهو طابور يهدف إلى المجتمع، وبعده الدولة حتمًا. لا يهمه وطن، ولا استقرار، ولا تنمية، ولا مجتمع، ولا مستقبل. وقد علمنا التاريخ أن مثل هذا الطابور يصنع منظومة موازية أو تنظيمًا موازيًا للتغلغل في كل شرايين المجتمع والمؤسسات بدهاء وهدوء… وتجده أول من يتظاهر بالاحتجاج على السلوك المنحرف في المجتمع، وهو صانعه ومقترفه خلف الستار. ولا شك أنه فرح بمؤشرات السلوك المدني في المجتمع، التي نشر بعضها المركز المغربي للمواطنة في آخر تقرير له. لذلك وجب أن تنهض الدولة بكل مؤسساتها الدينية والتعليمية والثقافية والاجتماعية والإعلامية لمحاصرة آثار هذا الطابور، وإقرار سياسات وبرامج جدية وبانية. فذلك من أوجب واجباتها في رعاية المواطن والمجتمع أولًا، ومن أنجع المقاربات لضرب مخطط الطابور ضدها ثانيًا!!! ويجب أيضًا أن تنهض القوى الحية المخلصة والملتزمة، صامدة غير متراخية، ومقدامة غير مترددة. إذ لا يجوز التواري إلى الخلف بأية حجة أو ذريعة. ولا يجب أن يعمّ اليأس في صفوفها مهما كانت العوائق والمطبات. فذلك ما يرجوه صانعو التفاهة واليأس. فالوطن فيه كل الخير، من المؤهلات والكفاءات والمبادرات، وآفاقه رحبة وواعدة، مهما بدا من الإخفاقات والنوازل المظلمة، ومهما تصدّر المشهد من نماذج من التافهين والفاشلين والفاسدين. كل مبادرة إصلاحية وتنموية، حتى لو كانت صغيرة محدودة أو ترفيهية أو فنية أو رياضية، قد تقوي مناعة المجتمع، وترسخ الانتماء، وتنشر الأمل، وتقوم السلوك، وتنقذ من الضياع، وتعزز الجبهة الداخلية… فالإصلاح الاجتماعي واجب الدولة والمجتمع. ولا يحصل بالتمني ولا بالتغيير بالقلب فقط، بل من حركة فعلٍ قاصدة ومؤثرة تحاصر مصادر الانحراف ومخططات الطابور، ومنها التفاهة واليأس. فلنتعاون لينبعث أفضل ما في الوطن، لأنه يستحق الأفضل. “ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض” صدق الله العظيم.