سباق مع الزمن لإنقاذ ناجين من زلزال المغرب
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
تسابق فرق الإنقاذ الزمن، اليوم الأحد، وتسرّع عملياتها بحثا عن ناجين محتملين تحت الأنقاض التي خلفها زلزال دمر العديد من القرى جنوب مدينة مراكش في المغرب ليل الجمعة، مخلفا أكثر من ألفي قتيل حسب آخر حصلية رسمية ليل السبت.
لا تزال المملكة تحت صدمة الزلزال الأعنف من نوعه، والذي بلغت شدته 7 درجات على مقياس ريختر، حسب ما ذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني (6,8 حسب هيئة الزلازل الأميركية).
بلغ تعداد ضحايا الهزة الأرضية القوية حتى قرابة العاشرة مساء السبت (21,00 ت غ) 2012 قتيلا، أكثر من نصفهم في إقليم الحوز (1293) الذي تقع فيه بؤرة الزلزال جنوب مراكش.
يمتد الزلزال في معظمه على جبال "الأطلس الكبير" محتضنا العديد من القرى النائية في الغالب، ما يمكن أن يصعب عمليات الإنقاذ. ومعظم البيوت في تلك القرى تقليدية. وكان عدد الحالات الخطيرة بين الجرحى 1404 حالات من أصل 2059، حتى مساء السبت.
من بين القرى التي تكاد تكون دُمّرت تماما، قرية "تفغاغت" الواقعة على بُعد حوالى 50 كيلومترا من بؤرة الزلزال، ونحو 60 كيلومترا جنوب غرب مراكش. ونادرة هي الأبنية التي لا تزال قائمة فوق تراب هذه القرية الجبلية.
ولا يزال رجال الإنقاذ يسابقون الزمن للوصول إلى ناجين محتملين تحت الأنقاض. وقد تمكنوا من إجلاء جثة تحت ركام بيت محطم، فيما لا تزال أربع جثث أخرى تحت الركام، وفق شهادات من المكان.
- "لا شيء يمكن أن يواسيني"
إذا كان الحظ قد حالف زهراء بنبريك (62 عاما، فإنه "لا شيء يمكن أن يواسيني. الجميع رحلوا أشعر بغصة في القلب"، كما تقول دامعة وهي تبكي 18 ضحية من أقاربها.
وتضيف "لم يبق سوى جثمان شقيقي تحت الأنقاض، لا أنتظر سوى أن يخرجوه لأودعه بسلام".
في الأثناء، يتواصل الأحد إقبال المتطوعين على مراكز التبرع بالدم في عدة مدن مغربية، وفق صور تبثها وسائل الإعلام المحلية. من هؤلاء الطالب يوسف قرنفا الذي قال "رؤية كل هؤلاء المواطنين وحتى الأجانب هنا أمر يثلج الصدر"، بعد تبرعه بالدم في مراكش.
وقد أقيمت صلاة الغائب ترحما على أرواح الضحايا بعد صلاة الظهر في كافة مساجد المملكة. فيما كانت الأعلام منكسة في أول أيام حداد وطني لثلاثة أيام.
وأعلنت عدة دول استعدادها لتقديم مساعدات.
- ليلة ثانية في العراء
صباح اليوم الأحد، سجلت ثاني أقوى هزة ارتدادية منذ ليل الجمعة بلغت شدتها 4,5 درجات وفق ما أكد مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء ناصر جبور لوسائل إعلام محلية، موضحا أن "النشاط الزلزالي بدأ ينخفض تدريجيا".
وأثار الزلزال هلعا عارما في البلاد، خصوصا أن سكّان مدن عدّة بعيدة عن بؤرته شعروا به. وتستمر المخاوف من احتمال تكرار كارثة خصوصا في مراكش.
وقد امتلأت شوارع مدينة مراكش بالحطام. وقضى العشرات ليلتهم الثانية في العراء، خوفاً من انهيار منازلهم المتضرّرة.
واعتبر هذا الزلزال الأعنف "استثنائيا" نظرا إلى بؤرته الواقعة في قلب جبال "الأطلس الكبير".
كما أن الرقعة الجغرافية المنكوبة شاسعة.
في 24 فبراير 2004، ضرب زلزال بلغت قوته 6,4 درجات على مقياس ريختر محافظة الحسيمة على بعد 400 كيلومتر شمال شرق الرباط وأسفر عن سقوط 628 قتيلا وعن أضرار مادية جسيمة.
في 29 فبراير 1960، دمر زلزال بقوة 5,7 درجات مدينة أغادير الواقعة على ساحل البلاد الغربي مخلفا أكثر من 15 ألف قتيل، أي ثلث سكان المدينة. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: المغرب زلزال ناجون فرق الإنقاذ
إقرأ أيضاً:
خبير زلازل يطمئن المصريين: لا خطر من تسونامي بعد زلزال البحر المتوسط
بعد أعقاب الزلزال الذي ضرب مناطق واسعة من شرق البحر المتوسط فجر الأربعاء، وسُجّل بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر، تصاعدت التساؤلات والمخاوف بين المواطنين في مصر ودول الجوار بشأن احتمال تعرض السواحل لموجات تسونامي.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمود صلاح الحديدي، أستاذ الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن احتمال حدوث تسونامي نتيجة هذا الزلزال “أمر غير وارد”.
وأوضح الحديدي أن الزلزال، الذي وقع على عمق بعيد نسبيًا وعلى بعد 421 كيلومترًا شمال مدينة مطروح، لا يملك المواصفات الجيولوجية التي تؤدي عادة إلى موجات تسونامي، مشيرًا إلى أن مثل هذه الظواهر تتطلب زلزالًا سطحيًا ذا حركة رأسية شديدة في قاع البحر، وهي حالات نادرة في حوض المتوسط.
وأضاف الخبير أن مصر رغم تأثرها بالهزة، لم تسجل أي خسائر بشرية أو مادية، مؤكدًا أن الشبكة القومية لرصد الزلازل رصدت الزلزال بدقة، ما يعكس مدى تطور المنظومة الوطنية في هذا المجال، التي تُعد من الأحدث على مستوى المنطقة.
وأشار الحديدي إلى أن مصر لا تقع على حزام زلزالي نشط كبعض الدول المجاورة، ما يجعلها أقل عرضة للزلازل الكبرى، رغم قربها النسبي من مناطق نشطة مثل البحر الأحمر وخليج العقبة.
وتابع أن مصر تتمتع بتاريخ طويل في دراسة الظواهر الزلزالية، يعود إلى أكثر من 5 آلاف عام، ما أسهم في تطوير وعي مجتمعي وقدرات مؤسسية للتعامل مع مثل هذه الأحداث، لا سيما في المدن الساحلية التي شهدت مؤخرًا تعزيزات في البنية التحتية وحملات توعية موجهة للسكان.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الاستعداد المسبق والتخطيط السليم يظلان خط الدفاع الأول في مواجهة المخاطر الطبيعية، مشددًا على أهمية مواصلة الاستثمار في البحث العلمي ورفع وعي المجتمع.
آخر تحديث: 16 مايو 2025 - 20:45