الرقائق الإلكترونية.. حرب جديدة تشتعل بين أمريكا وتايوان
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
تشكل صناعة الرقائق شبه الموصلة في تايوان عاملا مهما في حسابات الأمن والسلام في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وفي استقرار سلاسل التوريد العالمية. لكن لا يمكن اعتبار هذه الصناعة كدرع سيليكوني يضمن حماية تايوان من أي هجوم صيني، فالصراع بين الجانبين له جذور سياسية وتاريخية وثقافية. لذلك تحتاج تايبيه إلى استراتيجية أمنية شاملة تشمل الجوانب العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية، وتستند إلى التفاوض والحوار والتعايش السلمي مع الصين.
النفط الجديد
في مواجهة التهديد المتزايد باستمرار من الصين، سعت تايوان إلى الاستفادة من موقعها المركزي في سلاسل توريد أشباه الموصلات في العالم لطلب الدعم من الدول الصديقة. حيث تنتج تايوان أكثر من 90% من الرقائق الدقيقة الأكثر تقدمًا في العالم و60% من أشباه الموصلات بشكل عام. حسبما ذكر موقع “تايمز أوف يابان”.
وأصبحت أشباه الموصلات تُعرف باسم "النفط الجديد"، الذي يعمل على تشغيل كل شيء بدءًا من الهواتف الذكية وأجهزة الصراف الآلي التابعة للبنوك وحتى السيارات والأنظمة العسكرية. ولهذا السبب فإن تعطيل إنتاج أشباه الموصلات في تايوان من شأنه أن يخلف تأثيرات مضاعفة بعيدة المدى على الاقتصاد العالمي.
وعلى الرغم من أن الضغوط الأمريكية دفعت شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية إلى بناء منشأة إنتاج بقيمة 40 مليار دولار في ولاية أريزونا، إلا أنه منذ الإعلان عن المشروع لأول مرة في مايو 2020، اتخذت أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم قرارًا استراتيجيًا بالتحول إلى العالمية مع التوسع في كل من اليابان وألمانيا.
التحديات والفرص
تواجه تايوان تحديات كبيرة في مجال صناعة الرقائق الإلكترونية، مثل نقص الموارد المائية والطاقة، والمنافسة الشديدة من دول أخرى، والضغط السياسي من الصين. لكن تايوان تستفيد أيضا من فرص عديدة، مثل الطلب المتزايد على الرقائق في ظل جائحة كورونا، والتعاون مع حلفائها مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان، والابتكار المستمر في تطوير رقائق أكثر تطورا وكفاءة. كما تسعى تايوان إلى التأكيد على دورها كشريك استراتيجي للعالم في مجال التكنولوجيا، وإلى تعزيز قدراتها الدفاعية لمواجهة التهديدات الصينية. حسبما ذكرت شبكة “بي بي سي”.
الحلفاء
الولايات المتحدة: تعتبر الولايات المتحدة تايوان شريكا استراتيجيا وديمقراطية نموذجية في آسيا، وتلتزم بقانون العلاقات مع تايوان الذي ينص على تقديم المساعدة الدفاعية لتايوان، وبقرار ستة ضمانات الذي يؤكد على عدم التفاوض مع الصين على حساب تايوان.
كما تبيع الولايات المتحدة لتايوان أسلحة متطورة، وتجري معها تدريبات عسكرية مشتركة، وتسمح للمسؤولين التايوانيين بزيارة واشنطن، وتشجع حلفاءها على دعم تايوان في المنظمات الدولية.
اليابان: تعتبر اليابان تايوان جارة هامة وصديقة، وتشارك معها في قضايا مشتركة مثل حرية الملاحة والأمن الإقليمي والديمقراطية وحقوق الإنسان. كما تزود اليابان تايوان بالماء والطعام واللقاحات في حالات الطوارئ، وتسهل التجارة والسفر بينهما، وتدافع عن سلامة أراضيها في مواجهة التحديات الصينية.
الاتحاد الأوروبي: يعتبر الاتحاد الأوروبي تايوان شريكا اقتصاديا مهما، وخاصة في مجال صناعة الرقائق التى يستوردها منها. كما يؤكد على احترام المبادئ التى يشاركها فيها مثل سلامة التجارة والديمقرطية. ويشجع على حل نزاع بين الصين وتايوان بطرق سلمية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الهواتف الذكية اقتصاد العالم اشباه الموصلات الاقتصاد العالمى تصنيع الرقائق جائحة كورونا تايوان سلاسل التوريد سيليكون صناعة الرقائق منطقة آسيا والمحيط الهادئ الصين أشباه الموصلات
إقرأ أيضاً:
الرئيس التايواني: سيطرة الصين على بلادنا تهدد المصالح الأمريكية
قال الرئيس التايواني لاي تشينج تي، في مقابلة مع برنامج إذاعي أمريكي، إن سيطرة الصين على تايوان ستهدد أيضًا المصالح الداخلية للولايات المتحدة الأمريكية، وستشجع بكين على التنافس مع واشنطن على الساحة الدولية.
وتعتبر الولايات المتحدة الداعم الدولي الأهم لتايوان، التي تزعم الصين أنها تدعمها، على الرغم من غياب العلاقات الرسمية، ولكن منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه في وقت سابق من هذا العام، لم تعلن حكومته بعد عن أي مبيعات أسلحة جديدة للجزيرة.
ومن المحتمل أن يلتقي ترامب بالرئيس الصيني شي جين بينج في اجتماع زعماء منطقة آسيا والمحيط الهادئ في كوريا الجنوبية في وقت لاحق من هذا الشهر.
سُئل لاي هذا الأسبوع في برنامج "كلاي ترافيس وباك سيكستون" – الذي يُذاع على أكثر من 400 محطة إذاعية حوارية – عما سيقوله للرئيس الأمريكي إذا التقى به، فقال إنه سينصح ترامب بالاهتمام بما يفعله شي.
وقال لاي، وفقًا لنص تصريحاته الذي أصدره المكتب الرئاسي اليوم، الثلاثاء: "أود أن أنصحه بأن يولي اهتمامًا خاصًا لحقيقة أن شي جين بينج لا يجري تدريبات عسكرية واسعة النطاق على نحو متزايد في مضيق تايوان فحسب، بل إنه يعمل أيضًا على توسيع القوات العسكرية في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي".
وأضاف لاي أن الأنشطة العسكرية المتزايدة للصين بعيدًا عن شواطئها تشكل تحديًا ليس فقط لتايوان.
وأضاف أن "التحدي يتجاوز مجرد ضم تايوان، فبمجرد ضمها ستكتسب الصين قوة أكبر للتنافس مع الولايات المتحدة على الساحة الدولية، ما يقوّض النظام الدولي القائم على القواعد".
وتابع: “في نهاية المطاف، سيؤثر هذا أيضًا على المصالح الداخلية للولايات المتحدة، لذا آمل أن يواصل الرئيس ترامب دعم السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ”.
ونظرًا لعدم وجود علاقات رسمية، فإن الرؤساء التايوانيين لا يتحدثون مباشرة مع الرؤساء الأمريكيين أو يلتقون بهم.
ويرفض لاي ادعاءات بكين بالسيادة، مؤكدًا أن شعب الجزيرة وحده هو من يقرر مستقبله، وتصف الصين لاي بأنه "انفصالي"، ورفضت مرارًا عروضه للحوار.