سيدات مستشفى الخانكة لـ (الأسبوع): سهير تتمنى الخروج لأولادها قبل الدراسة.. ومنى تقول: الحياة مش شرب شاي بس
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
أصيبت "سهير.م " بمرض السرطان، قبل زواجها، واضطرت أن تحصل على أحد الأدوية المخدرة لتخفيف ألم المرض، واستمرت في الحصول على هذا الدواء الذي تقوم بصرفه بالروشتة حتى عقب شفائها.
وبوجه شاحب وابتسامة حزينة على وجهها تقول "عانيت من المرض من زمان، وكنت بصرف الدواء بالروشتة الحمراء، واستسهلت الحصول على هذا الدواء وكنت بصرفه باستمرار".
وتابعت: "تزوجت من أحد البائعين وأنجبت ثلاثة أبناء أكبرهم بالصف الثانى الابتدائى، وأخرى فى الصف الأول وآخر أبنائى طفلة لديها 3 سنوات.أولادي هم السبب في الذهاب للمستشفى والحصول على العلاج، لأنى حاولت أن أمنع الدواء المخدر وفى كل مرة كانوا هم يدفعوا التمن، لأنى كنت أقوم بضربهم ".
وتصمت قليلا، وعينها بها دمعة تحاول أن تمنعها من النزول، تقول: "أصعب موقف لما بناتى ابتدوا يخافوا مني وحسيت أنى بالنسبة لهم مصدر تعب وخوف، وليس مصدر حنان كأى أم، ولما بنتى قالت لى "أنا مش عايزاكى"، ودى اول حاجة خلتنى أسعى إلى أن أتعافى عشان أولادى مش ذنبهم إن أنا أمهم، فى المرحلة دى قلت لجوزى إنى لازم أتعالج من اللى انا فيه، لأن كل محاولاتي فى منع المادة المخدرة وأنا فى البيت كانت فاشلة".
أضافت: "ذهبنا الى مستشفى الخانكة وودعت بناتى واحتجزت بها منذ 3 أسابيع، وخلال الفترة دى المادة ابتدت تخرج من جسمي، وبدأت أشعر بتحسن، " و بضحكة خفيفة تقول:"حتى أن زوجى فى آخر زيارة لي قالى انى تحسنت وأصبحت أحسن وأفضل ووعدنى انه هيجيب الأولاد عشان أشوفهم واطمن عليهم ".
ومن يومها فى المستشفى، وأقرب أصدقائها، تقول: "أنا أول اما بقوم من النوم لازم أنظم السرير بتاعى وبعد كده نفطر ونقعد أنا ونادية صاحبتى نتكلم ونشرب الشاى ونتفرج على التلفزيون، وأوقات كمان بكتب لجوزى جوابات، وأوقات بنخرج نتشمس برة فى الجنينة، بس أنا مش بحب أخرج هنا حيطة وبره حيطة".
وبصوت منخفض تقول: "أنا نفسي أخرج عشان أولادى ودايما اللى بفكر فيه مين بيهتم بيهم ومين بينظم لهم حاجاتهم ويأكلهم أنا كنت كل حاجة فى حياتهم، وبدعى ربنا انى اخرج لهم قبل المدارس، عشان أقدر أذاكر لهم، ومش عايزة أعيش فى مستوى أقل من قرايبهم، ونفسى أعلمهم وادخلهم الكلية اللى عايزينها".
وبنفس الوجه والابتسامة تقول "منى.. ص"، أحد المرضى بالمستشفى: أنا هنا من شهر بس عايزة أخرج لولادى، هنا المكان كويس، بس انا حياتى بره، عشان كده بحاول اخد العلاج عشان أخرج بسرعة."
وتتابع "أنا منفصلة عن زوجي ولدي 4 أبناء أكبرهم عنده 24 سنة وأصغرهم لديها 12 عاما، وأخوي هو اللى دخلنى المستشفى عشان بيجيلى تهيؤات، كنت بشتغل محاسبة فى احدى شركات الأسمدة، بس انا اعصابى تعبت شوية ودخلت هنا المستشفى ".
واستكملت: "ولادى زاروني مرة واحدة بس، وعايزاهم ييجوا كل أسبوع عشان وحشونى أوى، أنا كنت بعمل لهم كل حاجة فى البيت واطبخ لهم وانضف لهم البيت، هنا انا مش بعمل حاجة بشرب الشاى وبخرج للجنينة، بس الحياة مش شرب شاى بس ".
لم تكن تعلم "سهير.م " و"منى.. ص"، "وهما اسمان مستعاران "، أنهما ستكونان نزيلتين ضمن قسم سيدات مستشفى الخانكة للصحة النفسية والذي أنشئ منذ ما يقرب من 3 سنوات.
القسم الذى تم استحداثه بالمستشفى سعته 37 سريرًا فقط، ويعتبر أول قسم مخصص للسيدات بالمستشفى بعد أن كان المستشفى مخصصا لحجز الرجال، وتم إنشاء هذا القسم نتيجة الإقبال المتزايد على الخدمة بالمستشفى والمطالبة بتخصيص جزء خاص لخدمة أهالى المنطقة من السيدات.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مرض السرطان
إقرأ أيضاً:
مراسلة لوزير الصحة..أزمة مستشفى مولاي عبد الله بسلا: اختناق، غياب أطباء، وتردٍّ خطير في الخدمات
قالت شبكة الدفاع عن الحق في الصحة، والحق في الحياة، ان ساكنة مدينة سلا لا تزال تعيش على وقع أزمة صحية متفاقمة بسبب تردي الخدمات بالمستشفى الإقليمي مولاي عبد الله، الذي تحول إلى بؤرة للفوضى وسوء التدبير، بحسب تقارير صادرة عن فعاليات مدنية ومهنية.
وأضافت أنه في حادث صادم، تعرضت عاملات لاختناق بسبب تسرب مواد كيميائية دون أن يجدن من يسعفهن داخل مصلحة المستعجلات، التي تعاني بدورها من نقص حاد في مادة الأوكسجين، وغياب أطباء الحراسة لفترات طويلة.
ويعود هذا الوضع الكارثي، بحسب تقرير للشبكة موجه لوزير الصحة والحماية الاجتماعية، إلى غياب إدارة فعالة، وتراكم الاختلالات الإدارية والتنظيمية، وعدم تفعيل آليات الحكامة والمراقبة، رغم توفر المستشفى على عدد مهم من الأطر الطبية والتمريضية.
التقرير كشف أيضًا عن غياب تام للطواقم الطبية في بعض الفترات، كما حدث يوم الأربعاء 27 فبراير 2025، حين ظلت مصلحة المستعجلات لأكثر من 6 ساعات دون طبيب حراسة. كما اتُّهِمت الإدارة بالفشل في تعميم لوائح الحراسة وتعويض النقص عبر أطباء في طور التدريب، مما يهدد حياة المرضى.
ويشتكي مهنيون من ظروف عمل غير إنسانية، وانعدام الحوافز، وتدخل حراس الأمن في شؤون المستشفى، وسط اتهامات بالزبونية والتمييز في استقبال الحالات المرضية.
ودعت الشبكة إلى فتح تحقيق شامل، وربط المستشفى بمستشفى ابن سينا الجامعي تحت إشراف أكاديمي، وتعزيز آليات الشفافية والحماية القانونية والمهنية للأطر الطبية، مشددًا على أن الحق في الصحة مكفول دستوريًا، ويجب احترامه وصونه.