الجديد برس:

على رغم أن دولة الإمارات لم تعلن رسميا وقوفها إلى جانب مشروع الانفصال في اليمن، إلا أن تبنيها له من خلال دعم التشكيلات المسلحة التي تعمل لفرضه واقعا، أمرٌ لا يخفى على أحد. منذ سنوات، تقدم أبوظبي الدعم للمجلس الانتقالي الجنوبي بسخاء، بل وتدير مشروعه الانفصالي في المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرته وسيطرة أدوات التحالف السعودي.

تجلى ذلك في تشكيل أحزمة أمنية وعسكرية، ودع تلك التشكيلات لفرض أمر واقع جنوبا، إلى جانب مضايقة المواطنين القادمين من المحافظات الشمالية، وترحيلهم أحيانا، ومنع أي حضور حقيقي لأدوات الرياض رغم تقديمها كحكومة شرعية تمثل الجمهورية اليمنية. ولا بد من الإشارة هنا أيضا إلى عمليات الاغتيال التي طالت عددا من المحسوبين على الإخوان المسلمين وبعض التيارات السلفية.

في هذا السياق، “ترجِّح مصادر غربية أن تكون بعض عناصر المجلس الانتقالي الجنوبي هي من يقف وراء اغتيالات رجال الدين، وتُرجع هذه الاغتيالات إلى ارتباطها بنزاع على السلطة بين وكلاء حليفيْن للولايات المتحدة؛ هما: السعودية والإمارات، اللتان تمتلكان رؤى مختلفة لمستقبل اليمن؛ حيث تبدو تلك الاغتيالات بمنزلة حملة ممنهجة ومدروسة تستهدف الأشخاص الذين هم من خارج التيار الرئيسي الجديد الذي يؤيد الانفصال”.

إلى جانب ذلك، تسعى الإمارات إلى طمس كل ما يمت بصلة إلى دولة الوحدة. الأسبوع الماضي، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا للخريجين من كلية زايد العسكرية، وهم يحملون شارات وأعلام الانفصال، وليس أعلام وشارات الجمهورية اليمنية.

يمكن القول إن كل الخطوات التي قطعها المجلس الانتقالي في سبيل فرض الانفصال كأمر واقع، كانت بتوجيه ودعم من دولة الإمارات التي تستدعي قيادة المجلس إلى العاصمة أبوظبي من حين لآخر.

ـ الموقف السعودي:

ما قد يبدو غريبا هنا هو الموقف السعودي من هذا السلوك الإماراتي، على اعتبار أن الرياض هي التي تقود تحالف العدوان على اليمن، والمسئول الأول والأخير عن كل ما قد يتعرض له هذا البلد في أمنه واستقراره ووحدة أراضيه من قبل المنخرطين في تحالفها.

وتجد الإشارة هنا إلى أن موقف السعودية المتشدد تجاه المجلس الانتقالي الجنوبي مرتبط بحسابات صراعها على النفوذ مع الإمارات وليس بموقفها من فصل جنوب اليمن عن شماله.

في وقت سابق من هذا العام، نشرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية تقريرا عن موقف السعودية من الانفصال في اليمن، أكدت من خلاله رفض الرياض لهذا المشروع في الوقت الحالي، لأسباب لا علاقة لها بحرصها على وحدة اليمن.

وذكرت الصحيفة في تقريرين، أن “العقبة الرئيسة أمام خطّة الإمارات لتقسيم اليمن صارت الآن تتمثّل في السعودية”.

ولفتت الصحيفة اللبنانية إلى أنه “بغضّ النظر عن تأييدها أيّ مشروع انفصالي جنوبي من عدمه، في الماضي أو في الحاضر، فإن السعودية تَعتبر المشروع الإماراتي استهدافاً مباشراً لها”.

فهل السعودية مع وحدة اليمن، كما تشير إلى ذلك مواقفها المعلنة، أم أنها مع تجزئته لكن على طريقتها، ولماذا لم تتخذ أي موقف مما تمارسه الإمارات؟.

ـ موقف قديم من الوحدة:

وفي تفسير الموقف السعودي من دعم الإمارات للانفصال، يقول الناشط السياسي “عادل الحسني” إنه لو نظرنا إلى هذا الموضوع من عدة زوايا، سنجد أن السعودية والإمارات وقفتا إلى جانب الانفصال في حرب 94.

ويضيف الحسني، في حديث إلى “عرب جورنال”: من أول يوم للوحدة وقف البلدان ضدها.

ويستدرك: لكن المواقف الأخيرة من السعودية ضد الانتقالي تعني أنها لا تريد تسليم زمام الأمور كلها لدولة الإمارات، وتريد أن تكون هي أيضا شريكا في الجنوب. أما قضية الانفصال وتمزيق اليمن، فأعتقد أن هناك سيرا في خطوط متساوية بين السعودية والإمارات على تقسيم اليمن، لكن السعودية في الآونة الأخيرة تريد المناطق الحدودية، وخاصة حضرموت والمهرة، أن تكون تحت هيمنتها، وهذا الذي ظهر للسطح من السباق السعودي الإماراتي.

*عرب جورنال – عبدالرزاق علي

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الانفصال فی إلى جانب

إقرأ أيضاً:

مدير العلاقات العامة في هيئة الطيران المدني لـ سانا: استئناف رحلات طيران الإمارات إلى دمشق منتصف تموز وفلاي ناس السعودية خلال الأيام القليلة القادمة

دمشق-سانا

أعلن مدير العلاقات العامة في الهيئة العامة للطيران المدني السوري الأستاذ علاء صلال، أن شركة طيران الإمارات ستستأنف رحلاتها إلى مطار دمشق الدولي اعتباراً من السادس عشر من تموز المقبل، وذلك بعد انقطاع استمر منذ عام 2012، فيما ستبدأ شركة فلاي ناس السعودية تسيير رحلاتها خلال الأيام القليلة القادمة.

وأكد صلال لـ سانا أن عودة طيران الإمارات، الذي يُعد من أفضل شركات الطيران على مستوى العالم إلى دمشق ستُسهم بشكل كبير في تحفيز شركات طيران أخرى لتسيير رحلاتها نحو مطار دمشق الدولي، كما سيكون لها انعكاسات إيجابية على الحركة التجارية والاقتصادية، وتشجيع السياحة، وتسهيل تنقّل السوريين، وخاصة من الجالية الكبيرة في دولة الإمارات.

وأشار صلال إلى وجود العديد من الشركات التي تُبدي استعدادها لتسيير رحلات إلى سوريا، من بينها شركات عربية وأخرى أجنبية، ومن المتوقع أن تبدأ شركة فلاي ناس السعودية أولى رحلاتها إلى دمشق خلال الأيام القليلة القادمة، بعد استكمال الترتيبات التشغيلية والحصول على الموافقات النهائية.

ولفت إلى أن حركة الطيران الإماراتي إلى سوريا لا تقتصر على طيران الإمارات فقط، بل شملت مؤخراً عودة طيران فلاي دبي، وهناك مؤشرات على دخول شركات إماراتية أخرى خلال الفترة القريبة القادمة.

وبيّن صلال أن الهيئة بذلت جهوداً مكثفة خلال الفترة الماضية لتأهيل مطار دمشق الدولي، شملت أعمال ترميم، وتطوير وتدريب الكوادر، بهدف تلبية المتطلبات والمعايير الدولية التي تضعها شركات الطيران العالمية لاستئناف التشغيل.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • استئناف الرحلات الجوية إلى دمشق: السعودية بعد أيام والإمارات في 16 تموز المقبل
  • مدير العلاقات العامة في هيئة الطيران المدني لـ سانا: استئناف رحلات طيران الإمارات إلى دمشق منتصف تموز وفلاي ناس السعودية خلال الأيام القليلة القادمة
  • تامر عبدالمنعم يعلن نهاية زيجته الثالثة بعد 6 سنوات
  • لماذا فشل الكيان بتحييد جبهة اليمن
  • تامر عبد المنعم يعلن انفصاله عن زوجته رنا علي بعد زواج دام 6 سنوات
  • ضجيج كبير وردع قليل.. لماذا فشلت ضربات إسرائيل بتحييد جبهة اليمن؟
  • الدرعي: المنظومة السعودية في خدمة ضيوف الرحمن تيسر أداء المناسك
  • الدرعي: الإمارات تشيد بالمنظومة السعودية المتكاملة في خدمة الحجاج
  • لماذا توقفت مفاوضات إطلاق الأسرى والمعتقلين في اليمن؟
  • السعودية تُنهي سيطرة الانتقالي على آخر حقول النفط في شبوة