أمريكا في 2023.. حصيلة كوارث قياسية وعلماء يحذرون (فيديو)
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
أظهرت بيانات رسمية، أن الولايات المتحدة تعرضت بين يناير، وأغسطس الماضي، لـ23 كارثة مناخية قياسية، حيث تجاوزت خسائر الواحدة منها المليار دولار.
وقالت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي إن حصيلة عام 2023، إذ لا يزال هناك أربعة أشهر متبقية في العام، قد تجاوزت بالفعل الرقم القياسي السابق (22 كارثة لعام 2020).
وشملت هذه الكوارث حرائق في هاواي في أغسطس، وفيضانات في كاليفورنيا في الربيع، وإعصار إداليا في فلوريدا.
وتابعت الإدارة الوطنية: "تسببت هذه الكوارث في 253 حالة وفاة مباشرة وغير مباشرة، وأضرار تزيد قيمتها عن 57.6 مليار دولار". ولا يزال هناك حدثان محتملان، قيد التحقيق، بقيمة مليار دولار، العاصفة الاستوائية "هيلاري"، والجفاف الذي يؤثر على الجنوب.
وتم رصد شقوق عملاقة في ولايات من بينها أريزونا ويوتا وكاليفورنيا، نتيجة لضخ كميات كبيرة من المياه الجوفية.
وصرّح الباحث جوزيف كوك، في هيئة المسح الجيولوجي في أريزونا، إنه عندما يتم ضخ الكثير من المياه من طبقات المياه الجوفية الطبيعية تحت السطح، فإن ذلك يتسبب في ترهل الأرض وخلق هذه الشقوق.
وأكدّ كوك أن الشقوق هي علامات توتر في الأرض، وأنها تحيط بمساحات كبيرة من الأرض التي هبطت عندما فقدت دعم المياه الجوفية.
وأضاف كوك: "استخدامنا للمياه كان ثابتا ومبالغا فيه لدرجة أنه لم يسمح بالوقت الكافي لمياه الأمطار لتجديد طبقات المياه الجوفية، وفي حال لم نغير عاداتنا ونسمح لطبقات المياه الجوفية بتجديد نفسها بشكل طبيعي، فإن هذه الشقوق ستستمر في النمو"، بحسب دراسة نُشرت في مجلة "ساينس أليرت" العلمية وموقع "بزنس إنسايدر".
إحدى القضايا الرئيسية في معالجة الإفراط في الضخ هو الافتقار إلى التنظيم الموجود في جميع أنحاء أمريكا.
تحدث الشقوق عادة في الأحواض بين الجبال، ويمكن أن تلحق الضرر بالمنازل والطرق والقنوات والسدود، فضلا عن تهديد قيمة الممتلكات والماشية والبشر، إذ يوجد نحو169 ميلًا من الشقوق التي رسمتها حاليًا هيئة المسح الجيولوجي في أريزونا.
وأشار تحقيق أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" في مستويات المياه، أن طبقات المياه الجوفية، التي توفر نحو 90% من شبكات المياه في الولايات المتحدة، يتم استنفادها بشدة لدرجة أنها قد لا تكون قادرة على التعافي.
وقالت واريغيا بومان، أستاذة القانون وخبيرة المياه في جامعة تولسا، لصحيفة "التايمز"، إنه عندما يضاف تغير المناخ إلى هذا المزيج فإن "الأزمة" تجري على قدم وساق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة كارثة مناخية حرائق المیاه الجوفیة
إقرأ أيضاً:
عندما تهاجر عقول الوطن!
كيف لوطن ان يتعافى وعقوله وكفاءاته وكوادره تهاجر، لا ينزح العقل الا من بيئة يشعر انها لا تريده، ولا تهاجر الكفاءات والكوادر الا بحث عن فرص تمكنها من مواصلة مشوار التفوق والارتقاء، هروبا من بيئة تحاول ان قتلها وتجريدها من ما تمتاز به من كفاءة وقدرة ومهارة ومهنية.
واقعنا اليوم هو نتاج غياب الرجل المناسب للموقع المناسب، حتى وان ما زالت هناك عقول وكفاءات ومهارات، لكنها تفتقد للفرص المتاحة، وصارت الفرص متاحه لتوزع حسب الانتماء السياسي او الجهوي، فلا غرابة ان تجد طبيب يدير مؤسسة مالية، وتجد مهندس يدير مؤسسة طبية، وتجد مؤسسات تديرها شخصيات اقل كفاءة مع انها تمتلك من الكفاءات، ومع الاسف ان نفتقد للعقل المؤسسي، العقل الذي تدرج بمهام وامتلك خبرة وتأهل ليكن في مقدمة الكفاءات، لكننا في بلد يبحث عن الشكليات حيث اصبحت الشهادة هي صك الوصول لسلطة ما.
مع اننا نعرف اليوم ان الشهادة هي تأهيل يحتاج لان يصقل بالخبرة، والمتفوق دراسيا ليس بالضرورة متفوق عمليا، وهناك من هو مُنظر، واخر عملي ميداني، واخر مهني ذو خبرة وكفاءة تفوق المستوى الدراسي والبحث العلمي.
ما امسنا اليوم للخبرات والكفاءات المهنية والعلمية، يستكمل الفرد دراسته ويحتاج لكم سنة تصقل امكانياته العلمية ليصبح كفاءة مهنية، وهذه ما تحتاجه المؤسسات في استيعاب الخريجين الجدد، وتوفير لهم كل الفرص المتاحة لتنافس حقيقي وعلمي ومهني، ويتم تقييمهم و فرزهم كلا بحسب مهاراته وقدراته ،ليتم وضع الانسان المناسب في المكان المناسب، ما لم تكون هناك منافسه حقيقية وفرص متاحه لكلا حسب قدراته ومهاراته وابداعاته وعلمه، لن نستطيع ان ننهض بالمؤسسات والادارات والمرتكزات الاقتصادية والادارية، سنبقى نعيش تجارب فاشله وصراع مع الفشل، وتدمير حقيقي للعقول والكفاءات حيث لا نجاح .
للأسف الشديد اصبح التنازع السياسي وابل علينا وعلى مؤسسات الدولة، واصبحت الوظيفة جزءا من الاغراء والشراء للذمم والولاءات، كم وكلاء تم اختيارهم بالولاء بينما يوجد من هو كفوء واقدر واكثر تفوق علميا ومهنيا، هذا الاسف جعل البعض يبحث عن ولاء سياسي او جهوي يمكنه من الوصول لموقع هو يعلم ان هناك من هو اقدر واكفاء منه له ، ولكنه الواقع فرض عليه، يمكن لو ان هناك فرص متاحة للتنافس الحقيقي كان قبل بالنصيب، بل طور من نفسه وامكانياته وكفاءاته ليكن في مستوى التنافس، هذا الواقع المفروض هو اساس فشل حقيقي للمؤسسات فشل اداري واقتصادي وسياسي ، بسبب الحد من اهمية التنافس والتبارز المهني والعلمي .
زاد حجم التنافس على الوظيفة والتقاسم والمناصفة، حتى تشكلت بطالة مقنعة في مؤسسات الدولة لا استطيع ان اقدم بيانات حقيقية لكن ما هو معروف ان كثيرا من الوزارات لديها كم من الموظفين والمستشارين فوق طاقة الوزارة، ومكتب محافظة يمتلك كم هائل من الوكلاء، طبعا كل محافظ يحافظ على ان يعين من هم اقرب اليه من حبل الوريد السياسي والجهوي والمصلحي.
ونسأل من اين اتى هذا الفشل، فشلنا ان كفاءاتنا وكوادرنا وعقول البلد هاجرت منذ 67م واستمرت تهاجر حتى يومنا هذا، لأنها مهنية لا تقبل ان توالي لا سياسي ولا جهوي، بل تريد ان تعمل وتقدم كل ما اليها لخدمة الوطن والمواطن، فلم تتاح لها الفرص، وهي اليوم متفوقه في مجالات مختلفة في العالم، وفي كبرى جامعات العالم، ومؤسسات البحث والدراسات، وبلدنا تعيش وضع مؤسسي كارثي، لا تعليم ولا جامعة ولا بحث ولا دراسة، مجرد ولاءات وجهويات ترقص على اوجاع الناس، وترفض حتى السماع لأنينهم، بل مطلوب منهم ان يستمعون لخطاب العنتريات، ولصوت العنف والتلويح بالهراوات والتعذيب والعض لكل من يصرخ الما ويبحث عن مستقبل افضل.
هذا الوضع الشاذ لن يستمر طويلا والعقول لن تقبله مهما هاجرت فما زال الوطن يسكنها والوجع يؤلمها وسياتي اليوم لتتوحد الرؤى لتجمع تلك العقول لتتفوق الكفاءة والمهنية والوطنية على الولاء والجهوية وينتصر العقل على الجهل وكل هذا الفشل.