مع اقتراب ذكرى المولد النبوي.. سيدنا محمد يعلم الأنصار حب الآخرين والإيثار
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
روى الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، وكيل كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، قصة مؤثرة تعلمنا حب الآخرين وفقا للسنة النبوية الطاهرة، خاصةً ونحن على مشارف المولد النبوي، مؤكداً أن رسول الله علم المجتمع كله معنى حب الآخرين.
تقسيم الفيء بين المهاجرينوأضاف «عبد الدايم» خلال حواره مع الإعلامي شريف فؤاد، ببرنامج «مع الناس» والمُذاع على شاشة «قناة الناس»، أنَّ النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – بلغه أنَّ بعض الأنصار يعتبون على رسول الله تقسيمه «الفيء» بإعطائه لبعض المهاجرين وترك هذا الحي من الأنصار، متسائلين: «لماذا تركنا؟».
وتابع وكيل الدعوة الإسلامية بالأزهر، أنَّ رسول الله استدعى سيدنا سعد بن عباده وسأله «يا سعد.. ما قولة قيلت»، أي قوله مشهورة بين الناس وذائعة «قولة كذا وكذا» ليرد سعد: «يا رسول الله، إنما أنا امرؤ من الأنصار»، ليأمره الرسول محمد: «اجمعهم يا ابن عباده في حظيرة وقل لهم رسول الله يدعوكم إليه»، وجاء الناس فخرج عليهم سيدنا محمد ليعلمهم حب الناس ولماذا ميز هؤلاء ولم يعط الأنصار.
هذا رسول اللهواستطرد «عبد الدايم»، قال الرسول الكريم، «يا معشر الأنصار ما قاله قلتموها بسبب لعاعة، أي شيء بسيط من أمور الدنيا، يا معشر الأنصار ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله بي، ألم آتكم أعداءاً فألف الله بين قلوبكم بي، قالوا يا رسول الله بلى ولله الفضل ولرسوله المن، فقال: أوَجَدتُم في نُفوسِكُم يا مَعشرَ الأنصارِ في لُعاعَةٍ مِن الدُّنيا تألَّفتُ بِها قلوب بعض الناس من المؤلفة قلوبهم، ووَكَلتُكُم إلى ما قسمَ اللهُ لكُم مِن الإسلامِ، أفَلا تَرضَونَ يا مَعشرَ الأنصارِ أن يذهبَ النَّاسُ إلى رِحالِهِم بالشَّاءِ والبَعيرِ وتذهَبونَ برسولِ اللهِ إلى رِحالِكُم، فبكى الأنصار حتى اخضلت لحاهم».
وأوضح أنَّ النبي محمد – صلوات الله وسلامه عليه، علمهم أن النظر إلى الأنا والنفس بدون مبررات وبدون معرفة الأسباب التي دعت إلى هذه القسمه منه، مذموم وربا فيهم حب الآخرين ومعرفة الأسباب وعدم التمييز، وهذا هو رسول الله.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإيثار الأنانية حب الخير المولد النبوي الأنصار رسول الله
إقرأ أيضاً:
الأزهر: الإباحية مصيبة .. وأخطرها اختبار صدقك مع الخالق أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ
قال الأزهر الشريف، إن الإباحية مصيبة، لكن المصيبة الأكبر هي أنَّ قلبك لم يَعُد يراها كذلك.
وحذر الأزهر أن أخطر ما في الإباحية أنَّها تشبع غرائزك بالحرام بما يجعلك تنسى الحلال، تبهت نفسك، وتسرق شيئًا من حيائك، وتنغص عليك حياتك دون أن تشعر، بل تأخذ منك إيمانك.
واستشهد بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيدنا رسول الله ﷺ: «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهو مُؤْمِنٌ» [أخرجه البخاري]، فإيمانك لا يُنتزع مرة واحدة، بل على جرعات، من نظرةٍ محرَّمةٍ أو معصية متكرِّرة، حتى تصبح فارغًا، تبدأ برفضها، تم تقبلها، تم تبرِّر لنفسك مشاهدتها، ثم لا ترى أنها حرام أو خطأ.
وأشار الى أن مشاهدة الإباحية ليست إثمًا فحسب؛ بل هي اختبار لصدق إيمانك، وخوفك من الله، اختبار يظهر إيمانك الحقيقي عندما تغفل عنك عيون الخلق، وتتوارى تحت جنح الخلوات.
{أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ} [العلق: 14] هي آية واحدة، لكنَّها كافية ليرتجفَ قلبك، إذا أغلقت الأبواب، وظننت أن لا أحد يراك، تمعَّن في قول سيدنا رسول الله ﷺ: «العَيْنُ زِناها النَّظَرُ» [متفق عليه]
وقل: يا رب، أنا لا أزعم النقاء أو الطهارة، ولا أدَّعي القوة، ولكن قلبي يخافك ويحبك ويخشاك، فاللهم بغِّض إليَّ هذا الإثم، واقطع عني سُبُله، وسدَّ عني أبوابه، وأبدلني خيرًا منه.
واعلم أنَّك لست بلا حيلة وهذا بعض ما يُعينك:
1- إن لم تشغل نفسَك بالحق شغلتك بالباطل، املأ وقتك بشيء نافع تُحبُّه، فوقت تسلل المعصية إليك هو وقت فراغك.
2- احذف التطبيقات، واقطع الطرق المؤدية، قبل أن تقع في الهاوية.
3- آنس وحدتك، الجلوس الطويل دون أنيس صالح كصديق أو كتاب، باب واسع للزَّلَل، فلا تترك نفسَك في مهبِّ الشهوة.
4- غيِّر مكانك إذا شعرت بالضعف، وانتقل لنشاط ذهني أو بدني، فأحيانًا النجاة في مجرد حركة، قال ﷺ: "احِفظِ الله يحفظْكَ..." وأنت… لا تحفظ نظرَك، ولا وقتَك، ولا حياءَك، ولا خلواتك، ثم تسأل: لماذا لست محفوظًا من القلق، والفراغ، والضياع؟، قال تعالى: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ} [النساء: 108].
وتابع الأزهر متسائلاً: “غريبٌ هو الإنسان إذا كنت تستحيي من مخلوق لا يراك، فكيف لا تستحيي من خالقٍ لا تغيب عنه طرفة عين؟"..
اللهم هب شباب المسلمين حياءً لا يبهت، وخشية تقف بينهم وبين المعصية، وارزقهم قلوبًا إذا اختلت خافت، وإذا اجترأت ثابت، وإذا ضَعُفت آبت، وإذا أذنبت تابت وعادَت.
اللهم يسِّر لهم سُبُل العفاف والزواج، واكفهم بحلالِكَ عن حرامك، وأغنهم بفضلك عمَّا سواك.