كيف لعب إيلون ماسك دوراً محورياً في الحرب الأوكرانية؟
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
"ليس بوسعي أن أتعاطف مع إيلون ماسك، نظراً لخطاب الكراهية، والكلام الذي ينمُّ عن استبداد ومعاداة للسامية، والذي يخلقه على منصة X (تويتر سابقاً). ولكن، إذا منع ماسك القوات الأوكرانية من مهاجمة أسطول البحر الأسود الروسي، فاللوم كل اللوم يقع علينا لا عليه".
التعامل مع التهديدات مسألة تخص مسؤولينا المنتخبين حصراً.
هكذا استهل الكاتب الصحفي يوجين روبنسون مقاله في صحيفة "واشنطن بوست"، تعليقاً على اعتراف ماسك بأنه رفض طلباً من الجيش الأوكراني في سبتمبر (أيلول) الماضي لتفعيل شبكة ستارلينك للاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية، التي تديرها شركة سبيس إكس المملوكة لماسك، فوق شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا.
إيلون ماسك.. والتر إيزاكسون
وكان من الممكن أن يساعد تشغيل الشبكة على توجيه طائرات مُسيرة مُحمَّلَة بالمتفجرات نحو القاعدة البحرية الروسية الكبيرة في مدينة سيفاستوبول وتفجيرها. وبحسب ما جاء في السيرة الذاتية التي وضعها والتر إيزاكسون بعنوان "إيلون ماسك"، فإن الطائرات المُسيرة "فقدت اتصالها، وانجرفت إلى الشاطئ دون أن تُلحق أي ضرر".
كانت "النية الواضحة" للأوكرانيين هي "إغراق غالبية القطع البحرية للأسطول الروسي"، بحسب ما صرَّح ماسك الأسبوع الماضي على منصة X قائلاً: "لو كنت وافقت على طلبهم، لأمست شركة سبيس إكس متواطئة صراحةً في عملية حربية كبيرة وتصعيد للصراع". فقد ساوره القلق مراراً من أن تتحول الحرب في أوكرانيا إلى حرب عالمية ثالثة.
Opinion by Eugene Robinson: How to deal with the gravest threat to peace and security in Europe since the end of World War II should be a matter for our elected officials. No one elected Elon Musk. https://t.co/GViqNiVwCN
— The Washington Post (@washingtonpost) September 12, 2023
واستدرك الكاتب بقوله: "لكنني أعتقد أن تحليل ماسك للأمور خاطئ. يجب أن نتفق جميعاً على أنه لم يكن مفترضاً أن يكون الملياردير المندفع في موقع يسمح له باتخاذ هذا القرار. فما من مواطن عادي ينبغي أن يصنع قرارات فردية كهذه تتعلق بأمننا القومي".
كان ماسك صاحب القرار، لأن كوكبته التي قوامها أكثر من 4500 قمر اصطناعي، تدور في مدار الأرض، وكانت محورية للقوات المسلحة الأوكرانية، إذ وفّرت خدمة الإنترنت التي لم يتمكن الجيش الروسي رغم جهوده الحثيثة في هذا الصدد من التشويش عليها.
في بداية الحرب، عندما أمسى من الواضح مدى أهمية شبكة ستارلينك للمجهود الحربي الأوكراني، تبرع ماسك بآلاف المحطات المحمولة إلى جانب بطاريات تسلا لتشغيلها في المناطق التي انقطعت عنها الكهرباء.
"How to deal with the gravest threat to peace and security in Europe since the end of World War II should be a matter for our elected officials. No one elected Elon Musk."
We also need to know what Musk's been talking about with the Kremlin.https://t.co/OA7ys4XG9v
وكان ماسك بكل ما في الكلمة من معانٍ "منقذاً" للمناضلين من أجل الحرية في أوكرانيا. لكنه عطَّلَ الخدمة فوق شبه جزيرة القرم التي "ضمَّتها" روسيا في عام 2014، خشية أن يعدُّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجمات هناك على أنها هجمات على الوطن الأم، فيردُّ بأسلحةٍ نووية.
وعندما شنَّت أوكرانيا هجوماً بطائرةٍ مُسيرة واكتشفت أن خدمة ستارلينك غير متاحة، ناشدَ المسؤولون ماسك بتشغيل النظام لكنه رفض. فضلاً عن ذلك، قاومَ السماح باستخدام شبكة ستارلينك في المناطق الأخرى، التي تُسيطر عليها روسيا، والتي كان الجنود الأوكرانيون يقاتلون ببسالة لاستردادها.
يستشهد إيزاكسون بماسك الذي قال مُتذمراً: "كيف ورّطت نفسي في هذه الحرب؟.. لم يكن من المفترض أن تُشارك شبكة ستارلينك في حروب. فالغرض من الشبكة أن يستطيع الناس مشاهدة نتفليكس والاسترخاء والاتصال بشبكة الإنترنت لأغراض الدراسة، وإنجاز أعمال سلميَّة وخيرية، لا تنفيذ ضربات بطائرات مُسيرة".
ومضى الكاتب يقول: لكن لدي سؤال أفضل: ما الذي يفعله البنتاغون بأكثر من 800 مليار دولار ننفقها العام الجاري على الدفاع؟ من غير المقبول أن يتمكن أغنى رجل في العالم من تشغيل وإيقاف شبكة اتصالات حيوية كهذه. لا أعرف ما الذي يدور بخلد ماسك بشأن احتمالات أن يبادر الرئيس الصيني شي جين بينغ بغزو تايوان، ولو أنني على يقين من أن الصين هي أكبر سوق للسيارات الكهربائية وأن ماسك يحاول بكل ما أوتي من قوة بيع سيارات تسلا في الصين. ولا أعرف رأيه في نزاع الصين الحدودي مع باكستان، أو رأيه فيما يختص بقضايا الشرق الأوسط، ولا ينبغي لي أن أهتم برأيه حقاً".
وأكد الكاتب ضرورة أن تعمل الحكومة الأمريكية على نشر مجموعة من الأقمار الاصطناعية الخاصة بها في المدار الأرضي المنخفض، على أن يُحدد الرئيس وسلسلة القيادة العسكرية استخداماتها.
وقال الكاتب: "إننا ننفق أموالاً على الدفاع أكثر من أي دولة في العالم، على أساس أننا نشتري أحدث المعدات وأكثرها تقدماً وفعالية. وإذا كانت مساعداتنا لأوكرانيا تُعزى إلى رجلٍ واحد فقط، فلا بد أننا نقترف خطأً بشعاً بحق". ماسك غير منتخب وأضاف: "بطبيعة الحال، ربما كنا بحاجة إلى الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام التي طورتها شركة سبيس إكس، أو تلك التي تصنعها شركة بلو أوريجن (وهي شركة خاصة يملكها جيف بيزوس)، لإطلاق أقمارنا الاصطناعية المملوكة للحكومة".
واختتم الكاتب مقاله بالقول إن "كيفية التعامل مع أخطر تهديدات السلام والأمن في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية يجب أن تكون مسألة تخص مسؤولينا المنتخبين حصراً. لكنّ أحداً لم ينتخب إيلون ماسك".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية إيلون ماسك شبکة ستارلینک إیلون ماسک التی ت م سیرة
إقرأ أيضاً:
“مسار” العبيدات سيرة ذاتية تتجاوز الذات وتوثّق لجيل
“مسار” #العبيدات سيرة ذاتية تتجاوز الذات وتوثّق لجيل
د #أمل_نصير
يقدم عبيدات في كتابه #المسار: رحلة العمر وحصاد السنين سيرة ذاتية ثرية لا تقتصر على استعراض محطات حياته، بل تتجاوز ذلك إلى تأملات عميقة في التحولات المجتمعية، والتعليمية والسياسية التي مر بها جيله. فالكتاب ليس مجرد توثيق لتجربة فردية، بل شهادة على حقبة بأكملها في تاريخ الأردن والعالم العربي.
ينطلق الكاتب من المكان الأول قريته( الرفيد) الوادعة في شمال الأردن، أذ تشكّلت البدايات الأولى في حياته من خلال هذا الحيز المكاني الصغير، فاستحضر عبيدات قيم التسامح الديني، والبساطة، والتضامن الأسري. ويُبرز دور والده كمعلم أول ومثال في القيادة والتربية، وكذلك والدته المدرسة الأولى في الحنان والإرشاد.، فكانت الأسرة حجر الأساس في بناء شخصية توازن بين العاطفة والانضباط، وبين التقاليد.
يتناول الكاتب بعد ذلك تفاصيل مسيرته التعليمية المبكرة، متحدثًا عن الصعوبات التي واجهها في سبيل الوصول إلى المدرسة، والمعاناة التي كانت مشتركًة بين أكثر أبناء جيله. وتكشف هذه المرحلة عن تصميم مبكر في شخصية عبيدات، وإدراك عميق لأهمية العلم وسيلة لتغيير الواقع وبناء الذات. كما تناول أثر المعلمين الأوائل الذين أسهموا في تشكيل فكره وانتمائه الوطني.
يخصص عبيدات بعد ذلك فصلاً مهمًا لتجربته الجامعية في سوريا، حيث درس الهندسة المدنية، وهي مرحلة شهدت توازناً بين النشاط الأكاديمي والانخراط في القضايا الاجتماعية والوطنية، ثم تابع بعد ذلك مسيرته المهنية في جامعة اليرموك، ودراسته للماجستير، ومن ثم ابتعاثه لنيل الدكتوراه من الولايات المتحدة، وهي محطة مهمة في مسيرته الأكاديمية.
انخرط عند عودته في العمل في جامعة العلوم والتكنولوجيا، ليس استاذا فحسب، بل باحثا ومستشارا ساهم في تطوير الموارد البشرية، وإيجاد حلول لمشكلات فنية وهندسية على المستوى المحلي والدولي.
يأخذنا عبيدات بعد ذلك إلى محطة جديدة من حياته المهنية من خلال عمله في دولة الإمارات العربية المتحدة، سواء في جامعة الإمارات أو بلدية دبي. ويصف هذه المرحلة بأنها غنية بالإنجازات، ومليئة بالدروس والخبرات التي عززت من رؤيته الإدارية والعلمية.
اما عمله بعد ذلك امينا عاما لوزارة التعليم العالي ومديرا عاما لصندوق دعم البحث العلمي، فربما كانت الأغنى في حياته، اذ شرعت أمامه ابوابا جديدة اطلع من خلالها على الآليات التي تدار فيها ملفات التعليم العالي في الأردن كما يقول.
افرد الكاتب بعد ذلك فصلا لعمله في جامعة الزيتونة رئيسا وتركها ببصمات لافته.
وافرد صفحات لاسرته الصغيرة، وموضوعات أخرى رآها الكاتب انها من الأهمية بمكان لوصف تجربته في مجالات مختلفة.
ما يميز هذا المسار أن عبيدات لا يكتب عن نفسه فقط، بل يكتب عن جيل بأكمله؛ جيل عانى، وثابر، وبنى ذاته ومؤسساته بالتراكم والعمل الجاد.
مسار العبيدات، بهذا المعنى، ليس حكاية شخصية بقدر ما هو مرآة لجيل اردني بأحلامه، وتحدياته وتحولاته؛ جيل حفر بالصخر ليجد لنفسه مكانا في هذا العالم.
يجمع الكتاب بين التوثيق، والتأمل، والتحليل، ويقدّم للقارئ خلاصة تجربة إنسانية وفكرية ومهنية غنية. هو كتاب يمكن أن يُلهم الشباب، ويثري الباحثين، ويُقدّر من قبل كل من يهتم بتحولات التعليم والمجتمع في العالم العربي بعامة والمجتمع الأردني بخاصة.