أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو" عن استعداده للقيام بأكبر مناورة عسكرية له منذ الحرب الباردة، بمشاركة نحو 41 ألف جندي، و50 سفينة، ومن 500 إلى 700 طائرة، وتحت مسمى "المُدافع الصامد"، إذ تسعى دول الحلف إلى صد الهجوم الروسي فضلاً عن إظهار استعدادها لخوض أي حرب مع روسيا.

ويهدف الحلف من خلال مناوراته إلى إحكام سيطرته على منطقة بحر البلطيق، وقطع الطريق أمام الأسطول الروسي في الوصول إلى البحار الشمالية، فيما تعمل روسيا على تبديد أهداف الغرب وضمان عدم محاصرتها في هذه المنطقة.

Nato to launch biggest military exercise since cold war https://t.co/6o5XLaCWu2

— Financial Times (@FinancialTimes) September 11, 2023 سلسلة من المناورات

وللتعريف بهذه المناورات، يقول اللواء محمد عبد الواحد، المتخصص في الأمن القومي والجماعات الإرهابية والشؤون الإفريقية والإستراتيجية: "تهدف مناورة المُدافع الصامد للناتو، والتي ستقام في شهري فبراير (شباط) ومارس (أذار) 2024، إلى محاكاة شن هجوم على روسيا، حيث سيقوم الحلف باستخدام بيانات جغرافية قريبة جداً من الجغرافيا الروسية، فضلاً عن معلومات حول طبوغرافية وطبيعة الأرض".

وأضاف "ستتم هذه المناورة بين ألمانيا، وبولندا ودول البلطيق، وهي تأتي تزامناً مع سلسلة من المناورات آخرها ما أجري الأسبوع الماضي، بمشاركة 14 دولة من الحلف"، مشيراً إلى أن هذه المناورة تعتبر مهمة وتلخص أشياء كثيرة حول الصراع على بحر البلطيق.

وأوضح "نلاحظ أن لدى الناتو رغبة في عدم وصول روسيا إلى منطقة بحر البلطيق، وهو ما ظهر جلياً في الإعلام الغربي الذي أعلن أن هذه المنطقة عبارة عن بحيرة خاصة بالحلف، ما أثار غضباً كبيراً لدى الجانب الروسي واستدعاه إلى شن مناورات (درع المحيط) العسكرية الشهر الماضي"، لافتاً إلى أن "هدف موسكو من هذه المناورات، هو حماية المصالح الروسية وتبديد شبهة تحويل بحر البلطيق إلى بحيرة خاصة بالناتو فقط".

أهداف سياسية

وكشف اللواء عبد الواحد أن "هذه المناورات لها أهداف.. أولاً نجاح واشنطن في محاولة ردع وتخويف واستفزاز روسيا، وممارسة ضغوط عنيفة عليها، بالإضافة إلى محاصرتها وتشتيت انتباهها عن عملياتها العسكرية في أوكرانيا".

وتابع أن "الهدف الثاني، يكمن في رغبة واشنطن بمحاصرة روسيا في الداخل الروسي وأيضاً في إقليم دونباس، ومن ثم تقليم أظافرها في الخارج، وأما الهدف الثالث فهو رغبتها بمحاولة السيطرة على الممرات المائية الهامة، وأخيراً تسعى الولايات المتحدة إلى تشجيع دول الجوار الروسي على الصمود، لاسيما وأن هذه الدول انتابها القلق من مغبة الهجوم الروسي عليها".

وأوضح أنه "كان هناك قلقاً في بعض دول الحلف خلال العقد الماضي، مع رغبة بعض الدول لإنشاء قوة اتحاد أوروبية بعيداً عن الناتو، وسأم البعض الآخر من هيمنة واشنطن على الحلف، وجاءت الحرب الروسية - الأوكرانية لتكون خطوة نحو توحيد الحلف مرة أخرى تحت السيطرة الأمريكية".

وأضاف "برأيي الشخصي، الولايات المتحدة حققت نجاحاً في استعادة كيان الناتو من خلال المناورات التي تجريها، كما أنها عملت على إعادة توحيده والسيطرة عليه لخدمة مصالحها".

"الناتو" يبدأ مناورات في #بحر_البلطيق https://t.co/rp750R28OF

— 24.ae (@20fourMedia) September 9, 2023

منطقة خاصة بالناتو

وحول المساقات الإستراتيجية لهذه المناورات، قال اللواء عبد الواحد: "واشنطن ترغب في محاصرة روسيا في إقليم ضيق، والعمل على قطع الطريق أمام وصول أسطولها إلى البحار الشمالية، وأخيراً تحويل بحر البلطيق إلى بحر داخلي خاص بالناتو".

وأضاف "هذه المناورات تأتي للرد على نشاط روسيا في المنطقة، فضلاً عن وجود رغبة أوروبية لمنع موسكو من الوصول إلى البحار الشمالية، وخاصة خليج فنلندا"، لافتاً إلى أن "هناك هدفاً خفياً للمناورات، يتمثل في محاولة جر روسيا لمواجهة جيوسياسية أخرى، أو حرب جديدة في بولندا".

واختتم حديثه بالقول: "على الجانب الآخر، ستسعى روسيا إلى تبديد شبهة أي سيطرة على خليج فنلندا، لذلك تعمل على تكثيف تواجدها في المنطقة، وتعبئة أسطولها البحري بأحدث المعدات العسكرية تحسباً لأي مواجهة مع الناتو مستقبلاً".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني دول البلطيق روسيا أوكرانيا حلف الناتو أمريكا بحر البلطیق

إقرأ أيضاً:

الجيش الكوري الجنوبي يطلق النار عن طريق الخطأ من مدفع رشاش باتجاه كوريا الشمالية

مايو 30, 2025آخر تحديث: مايو 30, 2025

المستقلة/- أكد الجيش الكوري الجنوبي يوم الخميس أن وحدة من الخطوط الأمامية الكورية الجنوبية قرب الحدود بين الكوريتين أطلقت عن طريق الخطأ طلقة رشاش باتجاه كوريا الشمالية يوم الأربعاء.

ووفقًا لهيئة الأركان المشتركة، ونائبة الحزب الديمقراطي تشو مي-آي، عضو لجنة الدفاع الوطني في الجمعية الوطنية، وقع الحادث حوالي الساعة الخامسة مساءً في موقع عسكري عام في يانغجو، مقاطعة جيونجي.

وأثناء تفتيش الأسلحة في الموقع، أُطلقت طلقة حية واحدة من مدفع رشاش ثقيل من طراز K-6 باتجاه الشمال. ولم يُحدد موقع سقوط المقذوف بعد.

وقال مسؤول في هيئة الأركان المشتركة: “تم إطلاق تحذير باتجاه الشمال فور وقوع الحادث. ولم تُلاحظ أي تحركات غير عادية من جانب الجيش الكوري الشمالي حتى الآن”.

ويجري الجيش الكوري الجنوبي حاليًا تحقيقًا في تفاصيل الحادث.

تأتي هذه الحادثة بعد شهر واحد فقط من وقوع حادث إطلاق نار عرضي آخر من مدفع رشاش من طراز K-6 في نقطة حراسة في تشيور وون، جانجوون، في 23 أبريل. في تلك الحالة، أطلق جندي كان يجري فحصًا روتينيًا للأسلحة طلقة حية واحدة، اخترقت حاجزًا دفاعيًا واتجهت نحو الشمال.

مقالات مشابهة

  • زعيم كوريا الشمالية: المسابقات الطريق المختصر لبناء جيش قوي – كيف؟
  • موسكو: الاتصالات السياسية الثنائية بين روسيا والسويد جمدت بمبادرة من ستوكهولم
  • ماكرون يحذَر الصين: أبعدوا كوريا الشمالية عن أوكرانيا وإلا ستجدون الناتو في آسيا
  • جنود وذخائر وصواريخ باليستية.. كيف سلحت كوريا الشمالية الجيش الروسي خلال حرب أوكرانيا؟
  • الجيش الكوري الجنوبي يطلق النار عن طريق الخطأ من مدفع رشاش باتجاه كوريا الشمالية
  • ماكرون يحذر الصين من إبقاء كوريا الشمالية بعيدة عن حرب أوكرانيا أو المخاطرة بتدخل الناتو في آسيا
  • ماكرون يهدد الصين بتوسيع تواجد "الناتو" في آسيا
  • تقرير دولي: كوريا الشمالية أرسلت آلاف الجنود وملايين الذخائر إلى روسيا
  • مناورات عسكرية روسية في بحر البلطيق.. ما رسائلها؟
  • مناورات نارية في قلب الساحل.. تحالف إفريقي يتأهب لصدّ زحف الإرهاب من النيجر