عودة: هل يستحق اللبناني كل هذا؟
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "سمعنا في إنجيل هذا الأحد الذي يلي عيد رفع الصليب الكريم المحيي، مقطعا من إنجيل مرقس يدعونا فيه الرب يسوع إلى اتباعه، كما يحذرنا من عواقب الخجل منه أو من تعاليمه في هذا العالم الخاطئ.
أضاف: "لم يقف الأمر عند حد عدم فهم التلاميذ لتعاليم معلمهم، لكنهم لم يقبلوا أيضا ما قاله عن نفسه، رغم شفائه الأعمى أمامهم (8: 22-26) حيث «ابتدأ يعلمهم أن ابن الإنسان ينبغي أن يتألم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وبعد ثلاثة أيام يقوم. وقال القول علانية. فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره. فالتفت وأبصر تلاميذه فانتهر بطرس قائلا: إذهب عني يا شيطان، لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس» (8: 31-33). كان يفترض بالتلاميذ أن يفهموا تعاليم الرب، لأنهم كانوا معه في كل حين، وقد أعطي لهم أن يعرفوا سر ملكوت الله (4: 11)، على عكس الذين عرفوه من الخارج، الذين قال لهم كل شيء بأمثال «لكي يبصروا مبصرين ولا ينظروا، ويسمعوا سامعين ولا يفهموا» (4: 12). هذا يعني أن كل تلميذ تابع للرب يسوع لا يكون تلميذا حقيقيا إذا لم يقبله كما هو، أي كابن الإنسان الذي ينبغي أن يتألم ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل، وبعد ثلاثة أيام يقوم (8: 31؛ 9: 31؛ 10: 33-34)، لا بل يصبح من «الذين هم من الخارج» له عينان ولا يبصر، وله أذنان ولا يسمع. إلا أن الأمر لا يقف عند حدود فهم تعاليم الرب يسوع وقبوله. هنا، نصل إلى الرسالة التي يسلمنا إياها الرب في إنجيل اليوم. المطلوب هو اتباع الرب يسوع، أي السير في الطريق الذي سلكه هو، طريق الآلام والصلب والموت وصولا إلى القيامة البهية. يقول الرب لكل منا: «من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني» (8: 34). ليس هناك سبيل آخر، وهذا الأمر لا يمكن أن يحققه التلميذ الحقيقي في الخفاء، بعيدا عن نظر الناس المحيطين به، بل عليه أن يظهره أمام الجميع، وألا يستحي بما يفعله، رغم كلام الناس عليه".
وتابع: "في هذا العالم، يسعى الإنسان إلى تحقيق ذاته لا إلى نكرانها. واتباع الرب يسوع بهذه الطريقة يكون فعلا نافرا أمام عيون «هذا الجيل الفاسق الخاطئ» (8: 38). لكن الرب يسوع يخبرنا أن عواقب وخيمة تنتج عن الخجل بالمجاهرة بصليب المسيح والإيمان به. هذا ما يعاني منه مجتمع اليوم الذي يخفي هويته وإيمانه طمعا بحفنة من المال، أو سلة من المصالح الضيقة، وينسى المسيح القائل: «من يستحي بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فإن ابن الإنسان يستحي به متى جاء بمجد أبيه مع الملائكة القديسين» (8: 38). مسيحيون كثيرون يفضلون العيش بهناء من دون ألم. هذا موقف إنساني طبيعي، إذ لا أحد يختار أن يتألم. إلا أن المسيح قال لنا إننا من العالم، لكننا في الوقت نفسه لسنا من العالم، لهذا فالمسيحي الحقيقي لا يهرب من الألم، من حمل الصليب، بل يستفيد منه من أجل خلاص نفسه وربح الملكوت. يقول أحد الآباء المعاصرين: «حبذا لو لم نترك الألم يضيع هباء. كل عنائنا وتأدبنا سيذهبان هباء إن لم نستفد من الألم ونستغله. لا شيء ينفع البشرية مثل الألم، أي مثل المرض وفساد الجسد والموت أيضا. لو لم توجد هذه كلها لكنا وحوشا ضارية، ولكان المجتمع غابة. لقد وجدت هذه كلها لتجعلنا نهدأ ويتعاطف واحدنا مع الآخر. المسيحي يقدر أن يستفيد من الألم بحيث يكون بشكل متواصل في الفردوس".
وقال: "نحن شعب اعتاد حمل صليب عظيم في بلد اختصاص مسؤوليه هو إثقال كاهل الشعب بدلا من تأمين الحياة الكريمة والآمنة له. منذ عقود يحمل شعبنا الصليب تلو الآخر، ولم يشهد قيامة بعد. الحروب والإغتيالات والتفجيرات، وآخرها تفجير قلب بيروت، نهب الأموال وتدمير الاقتصاد والتربية والقطاع الاستشفائي وسائر القطاعات الحيوية، كلها يتحملها الشعب وما من خطة إنقاذ تنهض ببلد منكوب وشعب أرهق تحت ثقل خطايا مسؤوليه وزعمائه. أسلحة متفلتة، حدود سائبة، سيادة مستباحة، دستور مداس، دولة بلا رأس، مؤسسات رديفة لمؤسسات الدولة، هل من بلد في العالم يرتضي مثل هذا الوضع؟ هل يستحق اللبناني كل هذا؟ ربما أخطأ شعبنا، كالعادة، في اختيار من يمثله، كما يخطئ في عدم رفع الصوت مطالبا بمحاسبة عادلة وشفافة يصل من خلالها إلى قيامة وطن يستحقه أبناؤه. وقد يكون خطأه الأكبر أنه تبع بشرا غير أهل للثقة عوض اتباع المسيح. لكن من يتولون قيادة هذا البلد يظنون أن الشعب باق على خطئه وأنهم باقون في مراكزهم، ولا يدركون أن المرض والموت ليسا بعيدين عن أحد، وأن ما راكموه من ثروات وألقاب ومراكز وممتلكات باقية على الأرض ولن تزيد لحظة من عمرهم عندما تأتي الساعة، وأنهم لن يحملوا معهم سوى ما ارتكبت أيديهم من حسنات ومن سيئات، على أساسها يكونون من المختارين أو من المعذبين ليس من الله بل من خطاياهم. فماذا ينفع الإنسان إن ربح العالم وكل مغرياته وخسر نفسه؟".
وختم: "لذا دعوتنا اليوم هي إلى حمل صليبنا بفرح، كل منا على حسب القدرة التي منحه إياها الرب، واتباع من هو معطي الحياة، وأن نبشر الجميع، بلا خجل، بأن إلهنا غلب الموت والجحيم، وأن وراء الألم العظيم قيامة عظيمة. ألا بارك الرب حياتكم، ومنحكم الصبر على الآلام، وأوصلكم إلى بهجة القيامة المنتظرة".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الرب یسوع
إقرأ أيضاً:
الأنواع المختلفة لحقن المفصل ودور فليبتون في تسكين الألم والحركة
الأنواع المختلفة لحقن المفصل ودور فليبتون في تسكين الألم والحركة، هذا ما سنقدمه بالتفصيل خلال السطور القادمة، حيث تعد آلام المفاصل من أكثر المشاكل الصحية أنتتشارا والتي تؤثر على جودة حياة الإنسان، خاصة الأشخاص المتقدمين في العمرأو في حالات الإصابات الرياضية والتهاب المفاصل المزمن، ومع تطور الوسائل العلاجية والتكنولوجيا، برزت حقن المفاصل كأحد الحلول الفعالة والتي تقلل من الألم وتحسين القدرة الحركية بدون الحاجة للتدخل الجراحي في كثير من الأوقات.
رغم أن حقن المفاصل لا تعتبر علاج جذري في جميع الحالات، فإنها تمثل خطوة متقدمة في سبيل السيطرة على الألم وتأجيل التدخل الجراحي، ومع توافر خيارات متنوعة مثل الكورتيزون، الهيالورونيك، البلازما، وفليبتون، أصبح من الممكن تصميم خطة علاجية فردية لكل مريض حسب حالته واحتياجاته، وتبقى المتابعة الدورية، والالتزام بتعليمات الدكتور، والموازنة بين العلاج الدوائي والتأهيل الحركي، هي المفاتيح الحقيقية لتحقيق أفضل النتائج، وفي هذا المقال نستعرض أهم أنواع حقن المفاصل، استخداماتها، مزاياها، وخاصة حقنة فليبتون ودورها في تسكين الألم والحركة، والتي اكتسبت شهرة واسعة في الأوساط الطبية مؤخرًا.
ما هي حقن المفاصل؟تعتبر حقن المفاصل خيار علاجي متقدم يعتمد عليه بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، خاصة في ظل البحث عن بدائل غير جراحية لعلاج مشكلات المفاصل المزمنة، وتعتمد هذه التقنية على إدخال مادة دوائية فعالة مباشرة إلى داخل التجويف المفصلي، وهذا يتيح وصول العلاج إلى موضع الالتهاب أو التآكل بشكل مباشر وسريع، على عكس العقاقير الفموية التي تتوزع في الجسم قبل أن تصل إلى المفصل، وتستخدم حقن المفاصل في عدد واسع من الحالات، مثل خشونة المفاصل الناتجة عن التقدم في العمر، أو الإصابات الرياضية التي تؤثر على الغضاريف، أو في حالات الالتهاب المناعي مثل الروماتويد، كما تستخدم في مرحلة ما بعد بعض العمليات الجراحية، لتسريع التعافي وتقليل الألم.
وتختلف المواد المستخدمة في هذه الحقن بحسب نوع الحالة ودرجة تقدمها، فهناك من يعتمد على الكورتيزون للحد من الالتهاب السريع، وآخرون يستخدمون مواد مثل حمض الهيالورونيك لترطيب المفصل وتقليل الاحتكاك، أو حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) لتحفيز الترميم الذاتي للأنسجة، كما ظهرت أنواع جديدة تعتمد على تكنولوجيا الخلايا الجذعية والببتيدات، مثل حقنة فليبتون، التي أثبتت فعاليتها في تحسين وظائف المفصل وتأخير الحاجة للتدخل الجراحي ويجمع الأطباء على أن نجاح العلاج بحقن المفاصل لا يعتمد فقط على نوع المادة المستخدمة، بل على التقييم الدقيق للحالة، وتحديد التوقيت المناسب للتدخل، إضافة إلى الالتزام بخطة علاج متكاملة تشمل العلاج الطبيعي وتعديل النشاط الحركي، وكذلك المتابعة المنتظمة مع الطبيب المختص.
أشهر أنواع حقن المفاصل1- الحقن بالكورتيزون
تعد من أقدم وأكثر الأنواع استخدامًا، وتحتوي على مواد مضادة للالتهاب تساعد في تقليل التورم وتخفيف الألم بسرعة، حيث ان مزاياها انها فعالية سريعة، مناسبة للحالات الحادة، كما لا ينصح باستخدامها لفترات طويلة بسبب آثارها الجانبية مثل ترقق العظام أو ارتفاع سكر الدم.
2- حقن الهيالورونيك أسيد
تعتمد على حقن مادة لزجة شبيهة بالسائل الزلالي الموجود طبيعيًا في المفاصل، وهذا يساعد على ترطيب المفصل وتخفيف الاحتكاك، حيث أن مزاياها فعالة في حالات خشونة المفاصل المتوسطة، و تحتاج إلى عدة جلسات ونتائجها تظهر تدريجيًا.
3- حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP)
تستخلص من دم المريض نفسه وتعاد حقنها في المفصل لتحفيز تجديد الأنسجة، حيث أن مزاياها آمنة، طبيعية، تعزز التئام الأنسجة، كما انها مكلفة نسبيًا، وتحتاج إلى معدات خاصة.
4- الحقن بالخلايا الجذعية
وهي تقنية متقدمة تهدف إلى تجديد الخلايا الغضروفية باستخدام خلايا مأخوذة من نخاع العظم أو الدهون، حيث أن مزاياها مستقبل واعد لتجديد المفصل، ولا تزال قيد البحث والتقييم وتكلفتها مرتفعة.
5- الحقن بمضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)
وتستخدم في بعض الحالات لتقليل الالتهاب موضعيًا، مثل مادة ديكلوفيناك الصوديوم أو كيتوبروفين.
ما هي حقنة فليبتون؟حقنة فليبتون المعروفة ب(Flexipten) تعتبر من العلاجات المتطورة نسبيًا في مجال حقن المفاصل، وتتميز بتركيبة دوائية تعتمد بشكل أساسي على مادة بولي سلفات جليكوزامينوجليكان (PSGAG) أو ما يعرف تجاريًا باسم الكوندروتين سلفات شبه الصناعي، وهي مادة قريبة من مكونات الغضروف الطبيعي.
تعمل هذه المادة على:
- تقليل الالتهاب داخل المفصل.
- تحفيز إنتاج السائل الزلالي.
- إعادة بناء الطبقة الغضروفية التالفة.
- إبطاء تدهور المفصل مع الوقت.
في أي الحالات تستخدم حقنة فليبتون؟تستخدم في حالات خشونة المفاصل المتوسطة إلى الشديدة، وخصوصًا مفصل الركبة وفي الغالب تعطى للمرضى الذين لم يستفيدوا بشكل كافي من العلاجات الدوائية التقليدية أو الكورتيزون.
الجرعة وطريقة الاستخدام: في الطبيعي تحقن حقنة فليبتون داخل المفصل على شكل جرعة أسبوعية لمدة 3 إلى 5 أسابيع، ويحدد الطبيب عدد الجرعات حسب الحالة المرضية ودرجة تلف المفصل.
المزايا السريرية لحقنة فليبتون- تحسن ملحوظ في القدرة الحركية خلال أسابيع قليلة.
- انخفاض كبير في الألم أثناء المشي أو صعود السلم.
- آثار جانبية محدودة مقارنة بالكورتيزون.
- إمكانية تكرار الكورس العلاجي كل 6 إلى 12 شهرًا دون أضرار.
هل توجد مضاعفات لحقنة فليبتون؟رغم أمانها العالي إلا أن بعض المرضى قد يشعرون بألم خفيف أو تورم مؤقت في مكان الحقن، وفي الغالب تحدث حساسية أو رد فعل تحسسي، لذلك ينصح بإبلاغ الطبيب عن أي تاريخ مرضي للحساسية قبل الاستخدام.
كيفية تحديد النوع الأنسب من الحقن؟ليس هناك نوع مثالي يناسب جميع المرضى، بل يعتمد القرار على عدة عوامل أهمها: عمر المريض، درجة تآكل المفصل، التاريخ المرضي، توقعات المريض من العلاج، لذلك فإن التشخيص الدقيق بالاعتماد على الأشعة والتحاليل والتقييم السريري هو الخطوة الأولى قبل اختيار نوع الحقنة المناسبة.
حيث أن في بعض الحالات قد يلجأ الطبيب إلى الجمع بين أكثر من نوع من الحقن في فترات متباعدة أو حسب تطور الحالة، حيث قد يبدأ المريض بحقن الكورتيزون لتقليل الالتهاب الحاد، ثم يتبعها بعد أسابيع بحقن الهيالورونيك أو البلازما لتعزيز الترميم الداخلي.
هل تحل الحقن محل الجراحة؟في حالات الخشونة البسيطة أو المتوسطة، قد تكون الحقن بديلاً فعالًا للجراحة وتؤخر الحاجة إليها لسنوات، أما في حالات الخشونة الشديدة وتآكل الغضاريف الكامل، فقد تصبح الجراحة (مثل تغيير المفصل) هي الحل النهائي، وتكون الحقن مجرد وسيلة لتخفيف الأعراض مؤقتًا.
حيث أن حقن المفاصل تمثل خيار علاجي متقدم وفعال للعديد من المرضى الذين يعانون من آلام المفاصل المزمنة أو الخشونة ومع تعدد الأنواع المتاحة، يأتي دور الطبيب المختص في تحديد النوع المناسب حسب الحالة، مع التأكيد على أهمية المتابعة الطبية المستمرة والالتزام بالعلاج الطبيعي والنظام الغذائي المناسب، كما تعتبر حقنة فليبتون خيار جيد للمرضى الباحثين عن حل طويل الأمد دون التعرض لآثار جانبية قوية، لما لها من قدرة على تحسين وظيفة المفصل وتقليل الألم بطريقة شبه طبيعية، وهو ما يجعلها تحتل مكانة متقدمة بين وسائل العلاج غير الجراحية الحديثة.
وفي الختام، يؤكد الدكتور ياسر رضا استشاري جراحة العظام والمفاصل، أن التقدم في تقنيات حقن المفاصل أتاح له خيارات علاجية متعددة تساعد المرضى على استعادة حياتهم اليومية وتخفيف آلامهم بدون اللجوء للجراحة في كثير من الحالات ويوضح أن اختيار النوع المناسب من الحقن يجب أن يتم بناء على تقييم شامل.
اقرأ أيضاًعلاج جديد لمرضى الصدفية المفصلية.. تعرف على التفاصيل
في رسالة دكتوراه.. .«الديكستروز عالي التركيز» تقنية واعدة لعلاج آلام أسفل الظهر
التهاب المفاصل.. هيئة الدواء المصرية تصف العلاج ونصائح للحفاظ عليها