تخرج دفعة أئمة من كلية عسكرية يثير جدلا في مصر
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
أثار إعلان متحدث باسم الجيش المصري عن تخرج أول دفعة من الأئمة المرشحين للعمل بوزارة الأوقاف بعد إتمامهم "دورة تدريبية بكلية الضباط الاحتياط"، موجة من الجدل والسخرية عبر منصات التواصل في مصر.
ونشر المتحدث عبر صفحته الرسمية أمس الأحد صورا من فعاليات التخرج الذي بدأ بـ"عرض فيلم تسجيلي من إنتاج إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة".
وجاء التخرج الأول للأئمة في إطار ما وصفه المتحدث العسكري بـ"حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على التعاون مع مختلف وزارات وهيئات الدولة المصرية".
كما حظيت الفعالية بحضور قادة القوات المسلحة وعدد من مسؤولي وزارة الأوقاف والشخصيات العامة.
الصورة فكرتني بحكاية "صول" في الجيش طلع على المعاش، فاشتغل إمام وخطيب في زاوية جنب بيته
في يوم كان بيصلي بالناس وبيختم سورة الفاتحة بقول "آمين"، لكن الناس كانت تعبانة فرددوا خلفه "آمين" بصوت واطي شوية
فإذا به يقطع الصلاة ويستدير ويشخط فيهم ويقول "أنا عايز آمين تهد الجامع.. فاهمين https://t.co/TticRPGnVJ
— AHMAD LOTFI (@AHMADLO13219562) September 17, 2023
وعي مجتمعيوشدد مدير كلية الضباط الاحتياط بهاء السيد -خلال كلمة على هامش الحفل- على أهمية تنفيذ تلك الدورات لبناء "الوعى المجتمعي وتحصين الأجيال القادمة ضد الفكر المتطرف والهدام".
بينما أكد وكيل وزارة الأوقاف هشام عبد العزيز أن الوزارة مستمرة في عملية تطوير وتحديث منظومة إعداد الأئمة "ليكونوا على دراية شاملة بمناهج الدعوة المختلفة ومراحل إعداد الخطبة بشكل منهجي علمي لتطويعها في التأثير على الجمهور".
التاريخ هيتفرج علي الفترة دي من زمن مصر و مش هيفهم أي حاجة ???? https://t.co/Ai6YbeO0cZ
— they call me moe (@_MohamedNasser_) September 18, 2023
وقد أثار الإعلان عن تخرج هذه الدفعة من الأئمة موجة سخرية وانتقادات لما عده ناشطون "عسكرة للمؤسسات الدينية والمدنية"، مستشهدين باشتراط إجراء اختبارات للمتقدمين إلى عدد من الوظائف المدنية داخل أكاديميات عسكرية.
وعلق المدون أحمد فرج منتقدا "أنا قرأت الخبر أكثر من 10 مرات، أنت مستوعب؟ كلية الضباط مش "الظباط" بيتخرج منها دفعه أئمة المساجد التابعين للأوقاف، أئمة مساجد خريجي الشؤون المعنوية".
في حين كتب مجدي جرجس عبر حسابه بفيسبوك معلقا "نفهم من هذا أن كلية الضباط الاحتياط أصبح شغلها الشاغل هو تعليم العلوم الدينية وأصول الدعوة؟ ومين هيؤثر في مين الدعاة هيؤثروا في الضباط ولا الضباط هيؤثروا في الدعاة؟ ياريت اللي فاهم يفهمنا".
خير شيوخ الأرضووصف المدون علي السنهوتي المتخرجين من الدورة ساخرا بـ "خير شيوخ الأرض"، بينما علق المدون محمد ناصر قائلا "التاريخ هيتفرج على الفترة دي من زمن مصر ومش هيفهم أي حاجة".
وأوضح الناشط عثمان علي أن "الأمر ليس بسُخرية من القوات المسلحة، ولكن محاولة لفهم وتفسير عسكرة كل شيء في مصر حتى وصل لعسكرة خطباء منابر الأوقاف ودراستهم إجباريا لدورات داخل كلية الضباط الاحتياط".
في حين عقب الصحفي وسيم عزوز -عبر حسابه بمنصة "إكس"- قائلا "نطالب كلية الضباط الاحتياط أن يمتد عطاؤها الكبير إلى الإخوة المسيحيين بتخريج قساوسة لهم، حتى لا يشعروا بالاضطهاد نتيجة هذا التمييز لصالح الأئمة، وإعمالا لمبدأ المراكز القانونية المتماثلة".
وبعد تخريج دفعة من الأئمة، نطالب كلية الضباط الاحتياط أن يمتد عطاؤها الكبير إلى الإخوة المسيحيين بتخريج قساوسة لهم، حتى لا يشعروا بالاضطهاد نتيجة هذا التمييز لصالح الأئمة، واعمالاً لمبدأ المراكز القانونية المتماثلة. pic.twitter.com/Xt686Z5ogP
— سليم عزوز (@selimazouz1) September 17, 2023
تدريب على مراحلوتنقسم فترة التدريب في الكلية إلى مرحلتين أساسيتين، تبدأ بالإعداد ومدتها 3 أشهر، إذ يتم فيها إعداد الطالب بأساسيات الحياة العسكرية والانضباط العسكري ورفع الكفاءة البدنية، أما المرحلة النهائية فيتم فيها التركيز على المهارات الأساسية لوظيفته المقبلة ورفع قدرته على التحمل.
يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها الدولة انتقادات بـ"العسكرة"، إذ شهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في فبراير/شباط الماضي، جانبا من اختبارات المتقدمين للالتحاق بعدد من الوظائف في الهيئات التابعة لوزارة النقل، التي تتم بالتعاون مع الأكاديمية العسكرية المصرية.
كما حضر اختبارات المتقدمين للالتحاق بوظائف بوزارة التربية والتعليم الفني مطلع أبريل/نيسان الماضي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: کلیة الضباط الاحتیاط
إقرأ أيضاً:
الأئمة حُرّاس الحرية.. دعوة الرئيس السيسي وإحياء جوهر الرسالة الإسلامية
في السنوات الأخيرة، تكررت دعوات الرئيس عبد الفتاح السيسي للأئمة والدعاة للقيام بدور أعمق في بناء وعي المجتمع وترسيخ القيم الدينية الصحيحة، وكان أحد أهم تلك التوجيهات دعوته لهم بأن يكونوا «حُرّاسًا للحرية». هذه الدعوة لم تكن مجرد خطاب سياسي، بل كانت رؤية فلسفية ودينية تتجاوز اللحظة الراهنة لتضع الحرية في مكانها الطبيعي: في قلب الرسالة الإنسانية التي أرادها الله للناس.
الحرية.. أصل الخلق وغاية الاستخلافخلق الله الإنسان حرًّا، ومنحه العقل والاختيار، وجعل التكليف قائمًا على الإرادة الواعية، لا على الإكراه أو الإذعان، فالحرية ليست قيمة مضافة للحياة، بل هي شرط الحياة نفسها، ولهذا قال تعالى: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾، مشيرًا إلى أن الإيمان الحقيقي لا ينشأ إلا في بيئة تسمح للإنسان بأن يفكّر ويختار.
ومن هنا تصبح الحرية قاعدة أصيلة في البناء الحضاري، فالإنسان المقهور لا يبدع، والمجتمع المكمّم لا يتقدم، والرسالة الدينية لا تؤتي ثمرتها إذا حُرِم الناس من مساحة التفكير ومن حقهم في البحث عن الحقيقة.
دور الأئمة والدعاة كحماة للحريةحين دعا الرئيس السيسي العلماء والدعاة لأن يكونوا حُرّاسًا للحرية، فإنه وضعهم في دورهم الطبيعي الذي لعبه العلماء عبر التاريخ:
- حماية العقل من الغلو.
- حماية المجتمع من التطرف.
- حماية الدين من الاستغلال.
-حماية الإنسان من أن يُسلب حقه في التفكير والحياة الكريمة.
وهذا الدور لا يقوم على الخطاب الوعظي التقليدي فحسب، بل يتطلب من الداعية أن يكون نموذجًا في الوعي، وأن يستخدم المنبر لبناء إنسان قادر على التمييز بين الحق والباطل، لا تابعًا أعمى لمن يزايد عليه في الدين أو يستخدم مشاعره لتحقيق أهداف شخصية أو سياسية.
الحرية كجوهر لبناء مجتمع مستنيرإن المجتمعات التي تُصان فيها الحرية تتحرر من التطرف، لأن التطرف لا يولد إلا في بيئة مغلقة تخنق السؤال وتحارب العقل، ومن هنا تأتي أهمية دور الأئمة في نشر ثقافة الحوار، واحترام الاختلاف، وتأكيد أن الإسلام جاء رسالة رحمة وارتقاء، لا أداة قمع أو حجر على العقول.
ومتى نجح الداعية في أن يصبح صوتًا للرحمة والعقل، أصبحت منابره منارات للوعي، وانخفضت مساحة التطرف، واتسعت دوائر الفهم الصحيح للدين، وعندها تتحقق الغاية الأسمى: إنسان حر… ومسؤول… ومؤمن.
ولأن التيار المعادي اتخذ منهجا تشكيكيا في أن دعوة السيد الرئيس هي انحراف عن الدين الذي أصله هو العقيدة أحببنا أن نعرفه معنى وقيمة الحرية في الإسلام وأنها أهم الأسس التي دعا إليها.
الحرية في الإسلامتُعدُّ الحرية من المبادئ الجوهرية التي قامت عليها الرسالة الإسلامية، فقد جاء الإسلام لتحرير الإنسان من كل أنواع القيود التي تسلبه كرامته، سواء كانت قيود العبودية للبشر أو للهوى أو للسلطة.
إن مبدأ الحرية في الإسلام ليس مجرد مفهوم نظري بل هو أصل أصيل في التشريع والسلوك، يُمارس ضمن ضوابط تحفظ الحقوق وتحقق التوازن بين الفرد والمجتمع.
أولًا: مفهوم الحرية في الإسلامالحرية في المفهوم الإسلامي هي قدرة الإنسان على اتخاذ القرار واختيار طريقه في الحياة عن وعي وإرادة، في إطار منظومة أخلاقية وتشريعية تحفظ له حقوقه وحقوق غيره. قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ" (الإسراء: 70)، وذلك تكريم شامل يشمل منحه حرية التفكير، والمعتقد، والحياة الكريمة.
ثانيًا: أنواع الحريات في الإسلام1. حرية العقيدة:
الإسلام أقر حرية الإنسان في اختيار معتقده، ورفض الإكراه على الدخول في الدين، قال الله تعالى: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)" (البقرة: 256).
كما دعا إلى الحوار مع أهل الديانات الأخرى على أساس الاحترام المتبادل: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ) (آل عمران: 64).
2. حرية الفكر والتعبير:
شجع الإسلام العقل على البحث والتأمل والنقاش، فقال تعالى: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة: 111)،
كما حث على التفكر في آيات الكون: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ.. .لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ) (آل عمران: 190).
3. الحرية السياسية:
يُعتبر مبدأ الشورى أحد أهم مبادئ الحكم في الإسلام: (وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ) (الشورى: 38).
وقد مارس الصحابة رضوان الله عليهم حرية الرأي والمشورة في عهد النبي صلى الله عليه وآله والخلفاء من بعده، وكان يُؤخذ برأيهم أحيانًا.
4. الحرية الاجتماعية والشخصية:
أعطى الإسلام الإنسان حرية التصرف في شؤونه الخاصة، ضمن حدود الشريعة، وجعل التفاضل بين الناس على أساس التقوى، لا الجنس أو اللون أو العرق، كما في الحديث: «يا أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد.. .لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى» (رواه أحمد).
ثالثًا: ضوابط الحرية في الإسلام:
الإسلام لا يُطلق الحرية بلا قيد، بل يُقيّدها بعدة ضوابط منها:
- عدم الاعتداء على حقوق الآخرين: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا ضرر ولا ضرار» (رواه ابن ماجه).
- عدم مخالفة الشريعة: فالحرية لا تبرر مخالفة الأوامر الإلهية أو انتهاك المقدسات.
- احترام القيم الأخلاقية: كالعفة، والصدق، والأمانة.
رابعًا: الحرية والتحرر من العبودية:
من أبرز أهداف الإسلام تحرير الإنسان من العبودية للبشر، إذ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الله قد أذهب عنكم عُبِّيَّةَ الجاهلية وتعاظمها بالآباء» (رواه مسلم)، وجعل من أعمال التقرب إلى الله عتق الرقاب، كما في قوله تعالى:
(فَكُّ رَقَبَةٍ) (البلد: 13)، وشجع على تحرير العبيد بوسائل مختلفة مثل الكفارات أو الإحسان إليهم.
خامسًا: نماذج من سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
مارس النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم الحرية كأساس في التعامل مع الناس. فكان يستمع إلى مختلف الآراء، ويتعامل بعدل مع غير المسلمين، حتى أن ثمامة بن أثال، بعد أن أُسر وأُطلق سراحه، قال: «والله ما كان وجه أبغض إلي من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي» (رواه ابن إسحاق وأخرجه ابن هشام).
وبهذا يؤكد الإسلام على أن الحرية حق من حقوق الإنسان الأساسية، وهي جزء لا يتجزأ من نظامه التشريعي والأخلاقي، لكنها حرية مسؤولة، توازن بين مصلحة الفرد والمجتمع، وبين الحقوق والواجبات، وتُسهم في بناء مجتمع متماسك وعادل، ولا يمكن أن تنهض الأمة الإسلامية إلا بإعادة إحياء هذه المفاهيم في واقعها السياسي والاجتماعي والفكري.
خاتمةإن دعوة الرئيس السيسي للأئمة بأن يكونوا حراسًا للحرية ليست مجرد توجيه إداري، بل هي رؤية لبناء إنسان عصري، قويّ الوعي، راسخ القيم، يعيش دينه بفهم، ووطنه بولاء، وإنسانيته بحرية، فالحرية التي أرادها الله للناس ليست ترفًا فكريًا، بل هي أساس الإنسانية، وواجب على الجميع خصوصًا العلماء والدعاة أن يصونوها ويحموها ويجعلوها ثقافة راسخة في المجتمع.
اقرأ أيضاًعاجل| الرئيس السيسي في أقوى تصريحات لطلاب الأكاديمية العسكرية «تفاصيل»
علاء عابد: كلمة الرئيس السيسي أكدت قوة الدولة في مواجهة التحديات وحرص القيادة على حماية الطفل
الرئيس السيسي: الأوضاع في مصر مطمئنة.. وتماسك الشعب توفيق من الله