أصدر مجلس أمناء الحوار الوطني بيانا اليوم الثلاثاء، بشأن انتخابات رئاسة الجمهورية وجاء نص البيان:
"لما كانت الإجراءات الدستورية لانتخابات رئاسة الجمهورية توشك على البدء، ولما كانت هذه الانتخابات بطبيعة الحال ودائمًا هي أرفع وأهم الاستحقاقات السياسية والدستورية في النظام السياسي المصري وفي تاريخنا الحديث، وإذ ينظر مجلس أمناء الحوار الوطني إلى هذا الاستحقاق بوصفه فرصة إضافية لخلق المساحات المشتركة بين جميع مكونات المجتمع المصري في نخبه وجماهيره، تأسيسًا للجمهورية الجديدة وفقًا للدعوة الرئاسية لهذا الحوار.

وإذ يقدر المجلس تجاوب القوى السياسية الشرعية وسائر منظمات المجتمع ومن الرأي العام مع المبادرة الرئاسية بالدعوة إلى هذا الحوار ومساهماتها الواسعة والبناءة في فعالياته، فإن المجلس يوصي كل القوى الفاعلة في الحياة السياسية المصرية، المؤيدة والمعارضة والمستقلين، بالنظر إلى انتخابات الرئاسة المقبلة على أنها استحقاق مهم  لتدعيم مسار دولة القانون المدنية الديمقراطية الحديثة، وليست مجرد حدث سياسي كبير له أهميته المعهودة، ولأن  ذلك كله لا يأتى إلا بالإيجابية والعلانية والثقة المتبادلة وكان مسار التحول الديمقراطي هو بطبيعته مسار طويل متعدد المراحل والمحطات، فإن مجلس أمناء الحوار الوطني يضع أمام الرأي العام والقوى السياسية، عدداً من المبادئ الضرورية لإدارة انتخابات رئاسية تعددية وتنافسية، تمهيدًا لما سيأتي بعدها من مراحل استكمالاً لمسار التحول الديمقراطي في مصر منها:

أولا: دعم الحياة السياسية المصرية:

وهو ما أصبح مطلوبًا بقوة وممكنًا بلا مخاطرة بعد نجاح الدولة والمجتمع في القضاء التام على خطر الإرهاب وغيره من أشكال التطرف والعنف والتحريض عليه.

ويأتي في مقدمة ضرورات هذا الدعم استكمال الجهود الذي بذلتها الدولة في سبيل مراجعة أوضاع المسجونين والمحبوسين احتياطيًا والممنوعين من السفر من غير المدانين أو المتهمين باستخدام العنف أو التحريض عليه، تعديل أحكام الحبس الاحتياطي بالشكل الذي لا يسمح بأن يتحول هذا الإجراء الاحترازي في أصله وهدفه إلى نوع من أنواع العقوبات التي توقع بدون أحكام قضائية.
ومن هذه الضرورات أيضًا دعم حرية عمل الأحزاب السياسية وحرية حركتها، بما يسمح لها بالاحتكاك بالجماهير وعرض برامجها، وبما يشجع المواطنين على الانضمام إلى عضويتها حسب اختيارهم الحر، كما يتطلب دعم الحياة السياسية في البلاد مزيدًا من دعم حرية الصحف ووسائل الإعلام والانطلاق بها إلى آفاق أوسع مع احترام الدستور والقانون والممارسة المهنية، وبذل كل الجهود الممكنة والمتاحة لسلامة إجراءات كافة الانتخابات العامة والمحلية والنقابية ونزاهتها، وتعديل قوانين الانتخابات  لضمان  التمثيل العادل والمتوازن لكافة القوى المجتمعية، وذلك من خلال ما تم رفعه للسيد رئيس الجمهورية من مقترحات من الحوار الوطني بخصوص الانتخابات البرلمانية والمحلية.

ثانيًا: إدارة الانتخابات الرئاسية المقبلة:
إذا كان مطلوبًا من أجهزة ومؤسسات الدولة الوقوف على مسافة واحدة من جميع المترشحين لمنصب رئيس الجمهورية بشكل يضمن الحقوق الدستورية والقانونية لهم والفرص المتكافئة، فإنه يلزم التأكيد على الحق لمن يريد الترشح لهذا المنصب في حرية الحركة والسعي لجمع التأييدات والاتصال بالناخبين والتغطية الإعلامية بشكل متكافئ، كل علي قدر طاقته وثقة الجمهور فيه وفي حدود القانون.

كما يلزم تشجيع المواطنين على المشاركة الإيجابية في الانتخابات باعتبارهم الهدف الأسمى لأي عملية سياسية في البلاد، وبما يتلاءم مع الاهتمام المحلي والدولي بهذه الانتخابات باعتبارها الاستحقاق الانتخابي الأهم.

بالإضافة إلى أهمية توعية الناخبين بجوانب العملية الانتخابية، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني والنقابات المهنية والعمالية ووسائل وأجهزة الإعلام المختلفة، حسب رؤية الهيئة الوطنية للانتخابات بالتعاون مع الأجهزة المعنية والجداول الزمنية الخاصة بالعملية الانتخابية.

ولا يقل أهمية عن ذلك تسهيل الإجراءات اللازمة لمشاركة المصريين في الخارج في هذا الاستحقاق الدستوري المهم، بوضع القواعد المنظمة لذلك، بما يتوافق والأوضاع الخاصة للمصريين المقيمين بالخارج، وبما يتضمنه ذلك من تحديد مقار هذه اللجان وأعدادها، في الوقت المناسب وبالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية.

وأيضًا، توسيع مشاركة الأشخاص ذوي الهمم في الحياة العامة، وتيسير إجراءات ممارستهم لهذا الحق.

ثالثًا: بناء الثقة فيما بعد الانتخابات الرئاسية:

ويعني هذا:  الالتزام الكامل والمعلن من كافة الأطراف السياسية والمجتمعية بالاستمرار في رفض ونبذ ومكافحة قوى الإرهاب والتطرف، والذين تلوثت أيديهم بدماء المصرين، وأولئك الذين مارسوا العنف وحاولوا توظيف الدين في العمل السياسي.

أيضًا ،الاهتمام بالتربية السياسية للمواطنين ودعم الحق في حرية العمل الأهلي والنقابي من خلال ترسيخ الحق في تأسيس وإشهار التنظيمات النقابية العمالية وغيرها من أشكال التجمعات الأهلية والمدنية اتساقًا مع ما ورد بالدستور.

ثم، وهذا هو واجب حال وعاجل على الجميع، أن يتم التوافق علي أن أي إصلاح اقتصادي أو جهد تنموي، إنما يهدفان إلى تحسين مستوي معيشة المصريين يومًا وراء يوم وعامًا وراء عام، مع  اتخاذ القرارات الاقتصادية الكفيلة بتحسين المعيشة ويضمن الحياة الكريمة ويحقق العدالة الاجتماعية.

كذلك تطبيق إجراءات الترشيد اللازم للإنفاق العام دون تعطيل لخطط ومشروعات الدولة، وتشجيع الإنتاج والتصدير  لدعم عملتنا الوطنية، ومن ثم دعم مستوي معيشة المواطنين كافة. وعلى رأس هذه الإجراءات، مزيدًا من حوكمة الموازنة العامة، وتوفير مزيد من حرية العمل للقطاع الخاص وفتح مجالات جديدة له، وضمان الحياد التنافسي، وحماية الفئات الاولى بالرعاية.
إن مجلس أمناء الحوار الوطني إذ يحدوه الأمل في مستقبل أكثر أمنًا ورخاًء وأرفع مكانة لمصر ومواطنيها جميعًا، فإنه يتوقع من كافة القوي السياسية في البلاد، المؤيدة والمعارضة والمستقلين وعموم المواطنين، الالتزام بهذه المبادئ نصًا وروحًا.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مجلس أمناء الحوار الوطني رئاسة الجمهورية انتخابات رئاسة الجمهورية مجلس أمناء الحوار الوطنی

إقرأ أيضاً:

سلطان القاسمي يترأس اجتماع مجلس أمناء أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية

ترأس صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رئيس أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، اليوم، اجتماع مجلس أمناء الأكاديمية، وذلك في مبنى الأكاديمية بالمدينة الجامعية في الشارقة. ورحب صاحب السمو حاكم الشارقة في بداية الاجتماع بالحضور من أعضاء مجلس الأمناء، وبالأعضاء الجدد الذين انضموا إليه، مثمّناً سموه جهود المجلس في العمل على تطوير كافة ما يسهم في الارتقاء بالأكاديمية وبرامجها والدرجات العلمية بها، وذلك لضمان نجاح تجربة الأكاديمية كونها رائدة في مجالات دراساتها على مستوى الدولة والمنطقة.

وبحث المجلس عدداً من الموضوعات والخطط المستقبلية للأكاديمية وسبل إنجازها، والجهود المبذولة في العمل على رفد الأكاديمية بكل ما من شأنه تطويرها، وجعلها مؤسسةً تعليمية تقدم تعليماً نوعياً متخصصاً وراقياً للطلبة الموهوبين والمبدعين من داخل وخارج الدولة. وناقش المجلس مسيرة الأكاديمية في عدد من المجالات على مستوى الكادر التدريسي والتدريب العملي للطلبة وتحسين البيئة التعليمية وتطويرها، إلى جانب الاطلاع على جهود الأكاديمية في توسيع علاقاتها مع الجهات ذات الصلة بالتخصصات المتوفرة بها عبر توقيع مذكرات تفاهم. واطلع المجلس على خطط الأكاديمية لتخريج طلبة الأكاديمية للعام 2025 في يونيو الحالي، حيث اعتمد عدداً من القرارات الخاصة بالتخريج، وتناول الاجتماع الخطط الموضوعة لتقديم برامج تختص بالدراسات السينمائية وإعداد وإنتاج الأفلام. وناقش المجلس عدداً من الموضوعات المتعلقة بتجهيزات افتتاح كلية الموسيقى بالأكاديمية التي من المزمع انطلاق الدراسة بها مع بداية العام الدراسي المقبل، حيث تم وضع معايير قبول الطلبة فيها على أعلى المواصفات، كما ناقش الاجتماع عدداً من الخطط للتوسع في مجال الدراسات الموسيقية، وتقديم دورات متخصصة في الموسيقى للناشئة، إلى جانب مشاركة طلبة الأكاديمية في المهرجانات الفنية العالمية. وكان صاحب السمو حاكم الشارقة، وعلى هامش الاجتماع، قد تفضل بتسلّم لوحة تذكارية من مهرجان المسرح اللبناني الوطني، الذي استلهم شعار دورته الثالثة من أحد عناوين الأعمال الشهيرة للمغفور له، بإذن الله، الشيخ خالد بن سلطان القاسمي، رحمه الله، حيث تم عرض فيلم عن حياته وتجربته الفنية الخالدة خلال المهرجان، وحملت اللوحة توقيع جميع الفنانين والفنانات الذين شاركوا في الدورة الثالثة.

أخبار ذات صلة سلطان القاسمي يصدر مراسيم أميرية بشأن ترقية الكوادر العسكرية في الهيئات النظامية بالشارقة سلطان القاسمي يصدر مرسوماً أميرياً بتعيين يوسف عبيد الشامسي مديراً عاماً لهيئة الشارقة للدفاع المدني

حضر الاجتماع إلى جانب سموه كل من: الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون نائب رئيس مجلس أمناء الأكاديمية، وإسماعيل عبد الله إسماعيل، أمين عام الهيئة العربية للمسرح، والدكتور حبيب غلوم العطار، أمين عام جمعية المسرحيين، والدكتور بيتر بارلو، المدير التنفيذي لأكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، وأحمد محمد بو رحيمة، مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة، والدكتور يوسف عبدالله عيدابي، المستشار الثقافي بدارة الدكتور سلطان القاسمي، وقاسم اسطنبولي مؤسس المسرح الوطني اللبناني، والدكتور نادية الحساني عميدة كلية الفنون الجميلة والتصميم بجامعة الشارقة، والدكتورة عبير الجندي.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • القانون يحدد من يحق له التصويت في الانتخابات والاستفتاءات
  • عاجل | مصطفى بكري يكشف موعد انتخابات مجلس الشيوخ المقبلة
  • الحوار لا التصعيد.. المملكة تؤكد أن "الدبلوماسية" هي السبيل الوحيد لحل المشكلات السياسية
  • سلطان القاسمي يترأس اجتماع مجلس أمناء أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية
  • سلطان يترأس اجتماع مجلس أمناء أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية
  • تعرف على قانون حل الكنيست.. هل سبق تأخير الانتخابات بسبب الحرب؟
  • عبد الناصر قنديل لـصدى البلد: مصر لن تذهب مرة أخرى إلى تجربة حزب الأغلبية في البرلمان القادم.. والتجمع يدعو لإجراء الانتخابات بقائمة وطنية
  • رئيس حزب الجيل: سندفع بـ84 مرشحا على المقاعد الفردية في انتخابات النواب و22 للشيوخ
  • حماة الوطن يستعد للمنافسة في انتخابات مجلس الشيوخ المقبلة
  • حماة الوطن يستعد للمنافسة بقوة في انتخابات مجلس الشيوخ المقبلة