ترامب يهاجم بايدن بعد الصفقة مع إيران.. جعل أمريكا أضحوكة حول العالم
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
انتقد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الرئيس جو بايدن بسبب صفقة تبادل السجناء مع إيران، أمس الإثنين، التي أفضت إلى الإفراج عن 5 سجناء أمريكيين مقابل الإفراج عن 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمدة.
وأطلق سراح الأمريكيين الخمسة أمس في جزء من صفقة العفو لـ5 إيرانيين وإلغاء تجميد 6 مليارات دولار من أموال النفط الإيرانية.
وقال ترامب، تعليقاً على الصفقة في منشور على موقع "Truth Social": "أعدت 58 رهينة إلى الوطن من العديد من البلدان، بما في ذلك كوريا الشمالية، ولم أدفع شيئاً أبداً.. فهموا جميعاً أن عليهم السماح لهؤلاء بالعودة إلى منازلهم".
وأضاف "بمجرد الدفع، ستدفع دائماً، وسيتخذ العديد من الرهائن.. أعطى بايدن غير الكفؤ 6 مليارات دولار مقابل تحرير 5 محتجزين وأعطت إيران صفراً مقابل تحرير 5سجناء".
وتابع ترامب في تصريحاته اللاذعة "استعدوا، سترون أشياء فظيعة تحدث..أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية أضحوكة حول العالم في السنوات الثلاث الأخيرة"، واصفاً الصفقة بـ "سخيفة تماماً"، وتشكل "سابقة رهيبة في المستقبل".
I brought 58 HOSTAGES home from many different countries, including North Korea, and I never paid anything. They all understood they MUST LET THESE PROPLE COME HOME! Toward the end, it got so that countries didn’t even start the conversation asking for money, because they knew… pic.twitter.com/LBBBjNNMXs
— Donald J. Trump Posts From His Truth Social (@TrumpDailyPosts) September 18, 2023.
LOOK: Five Americans freed in a prisoner-swap deal with Iran landed safely in Qatar https://t.co/QARoAmPPML pic.twitter.com/aJ1Gp4jJg3
— Bloomberg (@business) September 18, 2023وعكست تعليقات ترامب مخاوف الجمهوريين وحتى بعض الديمقراطيين الذين يقولون إن ذلك قد يشجع الدول المعادية على خطف الأمريكيين الذين يسافرون إلى الخارج، فيما حذر بايدن أمس من سفر الأمريكيين إلى إيران بسبب خطر الاختطاف والاعتقال التعسفي.
BREAKING: Biden hands $6,000,000,000 to terror-sponsor Iran in exchange for detained Americanshttps://t.co/d6GUsJEUD0 pic.twitter.com/MDEvveW9md
— Fox News (@FoxNews) September 18, 2023وسبق لترامب أن انتقد إدارة بايدن بسبب مفاوضاتها لإطلاق سراح السجناء، وهاجم الاتفاق الذي أبرمه البيت الأبيض لإطلاق سراح بريتني غرينر لاعبة كرة السلة المحترفة للسيدات التى أمضت قرابة العام في سجن روسي في جزء من صفقة تبادل سجناء مع إدارة بايدن، واصفاً الاتفاق بـ “مجنون وسيئ”.
وقال أيضاً إنه رفض صفقة لإطلاق سراح جندي البحرية الأمريكية السابق بول ويلان، الذي تحتجزه موسكو منذ 2018، مقابل إطلاق سراح تاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت عندما كان في البيت الأبيض.
Trump: "I brought 58 hostages home … and never paid anything" https://t.co/sHmYFwDVFS pic.twitter.com/d2wDgoIlRB
— The Hill (@thehill) September 18, 2023المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني ترامب إيران بايدن pic twitter com
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: صفقة أشبه بالمعجزة!
أطلق الرئيس دونالد ترامب في الخامس من هذا الشهر ما عرف بوثيقة الأمن القومي الأمريكي التي جاءت في 29 صفحة حملت ما يشبه خريطة تصنيفية جديدة للعالم، اعتبرت الشرق الأوسط برمته مساحة استثمارية بحتة.
ترامب المصر على أنه قد فرض وقفاً فعلياً لإطلاق النار في غزة، رغم عدم وجود ما يفيد بذلك إطلاقاً، يصر أيضاً على الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطته المزعومة قبل نهاية الشهر الحالي، بحيث يعلن عن مجلسه المستحدث «للسلام» وقوة «الاستقرار» الدولية والمساهمين فيها، واستكمال ما تشمله تلك المرحلة من خطوات أخرى. استعجال ترامب بات ملحوظاً وكأنه بدأ يستشعر ضيق الوقت المتاح أمامه قبيل البدء بالتحضير للانتخابات النصفية الأمريكية المقبلة العام المقبل، واستماتته الملحوظة للبقاء في السلطة عبر دورة رئاسية ثانية ستحتاج لمعجزة ضخمة لتمريرها.
معجزة ترامب تتطلب منه الذهاب نحو انقلاب دستوري، ومنازلة قضائية كبيرة تسمحان له بالترشح، إضافة إلى حاجته الماراثونية لتطبيق وثيقة الأمن القومي الجديدة بما يشمل وضع الشرق الأوسط في مسار الاستثمار الذي يريده.
هكذا حال يستوجب الاستعجال الصاروخي في ترتيب أوضاع شريكه اللدود بنيامين نتنياهو الذي لا يستسيغه ترامب شخصياً، لكنه يرى فيه العنوان الوحيد القادر في إسرائيل وأمريكا على التأثير على أباطرة المال اليهود، ودفعهم نحو دعم نزوات ترامب الاستثمارية في الشرق الأوسط. لكن هذا الأمر يعني بالنسبة لترامب الحاجة الملحة لسرعة إطفاء نار الحرب، والحفاظ على نتنياهو في السلطة، عبر إقناعه باستكمال خطوات الحصول على العفو الرئاسي المنشود، بما يشمل الإقرار بالذنب والخروج من الحياة السياسية وهو ما يرفضه نتنياهو جملة وتفصيلا.
ترامب ورجالاته، رغم هذا الرفض، يقتربون من طرح صيغة، يبدو أن نتنياهو بدأ بالتفكير فيها.
وتقوم هذا الصيغة على دعوة نتنياهو لانتخابات عامة في إسرائيل يعقبها قبول الأخير بتنفيذ شروط العفو الباقية، وحصوله عليه، ثم الذهاب فوراً نحو ترشيح نفسه للانتخابات، مع الشروع بتغيير تحالفاته للتخلص من حلفائه اللدودين بن غفير وسموتريتش، اللذين لا يمكنهما ان يتقاطعا مع نزعة ترامب الاستثمارية، ورفض معظم دول الخليج التعامل معهما في حال بقائهما في السلطة وهو ما عبرت عنه قطر مؤخراً، بينما تستمر السعودية في رفضها للتطبيع من دون قيام دولة فلسطينية.
هذا الموقف يدعمه إصرار كلتا الدولتين على عدم دفع قرش واحد نحو إعادة الإعمار في غزة، دون التأكد من عدم اندلاع حرب جديدة، وهو ما يعني ضرورة تغيير الخريطة السياسية الإسرائيلية، وضمان سلام شامل في المنطقة قائم على استبعاد دعاة الحرب في إسرائيل وبشكل قاطع، ووقف مشروع التهجير واستئناف السلطة حسب المصادر السعودية لدورها في غزة.
لكن نتنياهو لا يرى الأمور بهذه السهولة ولا تجده يملك استعجال ترامب لكونه يعرف أن مغادرة الحياة السياسية، من ثم العودة عبر انتخابات مباشرة سوف لن تقنع جمهور المتربصين، خاصة أنهم يعتبرون أن نتنياهو سيخرج من الباب ليعاود القفز من النافذة، ولأنهم أيضاً يريدون فعلياً التخلص من نتنياهو بلا رجعة حتى لا يشكل لهم نداً لطالما خشوه، وثعلباً محترفاً قادراً على المناورة والعودة إلى الصدارة. خصوم نتنياهو لن يضيعوا فرصة الإطاحة به اليوم قبل الغد، خاصة وأنهم يعتبرون انضمامه لأي إئتلاف معهم لم يعد يشكل إضافة نوعية. ومع ذلك فإن توليفة متكاملة تضمن خروج المستوطنين من المشهد، والإطاحة بسموتريتش القابض على المال والتحكم به في دولة الاحتلال، ربما تجعل الأمر مقبولاً لدى بعض أركان المعارضة، خاصة إذا ما كانت مشفوعة بضغط وتعهدات كبيرة وملزمة من ترامب.
في المقابل فإن نتنياهو وبعقلية الذئب، يعود من جديد للمناورة، خاصة مع إبدائه بعض المرونة، التي يبدو أن ترامب قد طلبها منه، عبر الإعلان قبل أيام عن نيته تفكيك 14 بؤرة استيطانية واعتقال 70 مستوطناً، وحتى جاهزيته الوصول إلى سلام «ممكن» مع جيرانه الفلسطينيين. هذه اللغة غير المعتادة من نتنياهو، جعلت الجميع يتساءل عن «تغيير» كهذا في الموقف وأسبابه. العجب في مواقف ترامب سيبطله السبب في حال وصلنا إلى السيناريو أعلاه والذي سيكون بمثابة المعجزة الصعبة، فهل يشهد المشهد السياسي الإسرائيلي هكذا تطورات؟ ننتظر ونرى.
القدس العربي