عربي21:
2025-12-10@04:00:47 GMT

نتنياهو: صفقة أشبه بالمعجزة!

تاريخ النشر: 10th, December 2025 GMT

أطلق الرئيس دونالد ترامب في الخامس من هذا الشهر ما عرف بوثيقة الأمن القومي الأمريكي التي جاءت في 29 صفحة حملت ما يشبه خريطة تصنيفية جديدة للعالم، اعتبرت الشرق الأوسط برمته مساحة استثمارية بحتة.

ترامب المصر على أنه قد فرض وقفاً فعلياً لإطلاق النار في غزة، رغم عدم وجود ما يفيد بذلك إطلاقاً، يصر أيضاً على الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطته المزعومة قبل نهاية الشهر الحالي، بحيث يعلن عن مجلسه المستحدث «للسلام» وقوة «الاستقرار» الدولية والمساهمين فيها، واستكمال ما تشمله تلك المرحلة من خطوات أخرى.

استعجال ترامب بات ملحوظاً وكأنه بدأ يستشعر ضيق الوقت المتاح أمامه قبيل البدء بالتحضير للانتخابات النصفية الأمريكية المقبلة العام المقبل، واستماتته الملحوظة للبقاء في السلطة عبر دورة رئاسية ثانية ستحتاج لمعجزة ضخمة لتمريرها.

معجزة ترامب تتطلب منه الذهاب نحو انقلاب دستوري، ومنازلة قضائية كبيرة تسمحان له بالترشح، إضافة إلى حاجته الماراثونية لتطبيق وثيقة الأمن القومي الجديدة بما يشمل وضع الشرق الأوسط في مسار الاستثمار الذي يريده.

هكذا حال يستوجب الاستعجال الصاروخي في ترتيب أوضاع شريكه اللدود بنيامين نتنياهو الذي لا يستسيغه ترامب شخصياً، لكنه يرى فيه العنوان الوحيد القادر في إسرائيل وأمريكا على التأثير على أباطرة المال اليهود، ودفعهم نحو دعم نزوات ترامب الاستثمارية في الشرق الأوسط. لكن هذا الأمر يعني بالنسبة لترامب الحاجة الملحة لسرعة إطفاء نار الحرب، والحفاظ على نتنياهو في السلطة، عبر إقناعه باستكمال خطوات الحصول على العفو الرئاسي المنشود، بما يشمل الإقرار بالذنب والخروج من الحياة السياسية وهو ما يرفضه نتنياهو جملة وتفصيلا.

ترامب ورجالاته، رغم هذا الرفض، يقتربون من طرح صيغة، يبدو أن نتنياهو بدأ بالتفكير فيها.

وتقوم هذا الصيغة على دعوة نتنياهو لانتخابات عامة في إسرائيل يعقبها قبول الأخير بتنفيذ شروط العفو الباقية، وحصوله عليه، ثم الذهاب فوراً نحو ترشيح نفسه للانتخابات، مع الشروع بتغيير تحالفاته للتخلص من حلفائه اللدودين بن غفير وسموتريتش، اللذين لا يمكنهما ان يتقاطعا مع نزعة ترامب الاستثمارية، ورفض معظم دول الخليج التعامل معهما في حال بقائهما في السلطة وهو ما عبرت عنه قطر مؤخراً، بينما تستمر السعودية في رفضها للتطبيع من دون قيام دولة فلسطينية.

هذا الموقف يدعمه إصرار كلتا الدولتين على عدم دفع قرش واحد نحو إعادة الإعمار في غزة، دون التأكد من عدم اندلاع حرب جديدة، وهو ما يعني ضرورة تغيير الخريطة السياسية الإسرائيلية، وضمان سلام شامل في المنطقة قائم على استبعاد دعاة الحرب في إسرائيل وبشكل قاطع، ووقف مشروع التهجير واستئناف السلطة حسب المصادر السعودية لدورها في غزة.

لكن نتنياهو لا يرى الأمور بهذه السهولة ولا تجده يملك استعجال ترامب لكونه يعرف أن مغادرة الحياة السياسية، من ثم العودة عبر انتخابات مباشرة سوف لن تقنع جمهور المتربصين، خاصة أنهم يعتبرون أن نتنياهو سيخرج من الباب ليعاود القفز من النافذة، ولأنهم أيضاً يريدون فعلياً التخلص من نتنياهو بلا رجعة حتى لا يشكل لهم نداً لطالما خشوه، وثعلباً محترفاً قادراً على المناورة والعودة إلى الصدارة. خصوم نتنياهو لن يضيعوا فرصة الإطاحة به اليوم قبل الغد، خاصة وأنهم يعتبرون انضمامه لأي إئتلاف معهم لم يعد يشكل إضافة نوعية. ومع ذلك فإن توليفة متكاملة تضمن خروج المستوطنين من المشهد، والإطاحة بسموتريتش القابض على المال والتحكم به في دولة الاحتلال، ربما تجعل الأمر مقبولاً لدى بعض أركان المعارضة، خاصة إذا ما كانت مشفوعة بضغط وتعهدات كبيرة وملزمة من ترامب.

في المقابل فإن نتنياهو وبعقلية الذئب، يعود من جديد للمناورة، خاصة مع إبدائه بعض المرونة، التي يبدو أن ترامب قد طلبها منه، عبر الإعلان قبل أيام عن نيته تفكيك 14 بؤرة استيطانية واعتقال 70 مستوطناً، وحتى جاهزيته الوصول إلى سلام «ممكن» مع جيرانه الفلسطينيين. هذه اللغة غير المعتادة من نتنياهو، جعلت الجميع يتساءل عن «تغيير» كهذا في الموقف وأسبابه. العجب في مواقف ترامب سيبطله السبب في حال وصلنا إلى السيناريو أعلاه والذي سيكون بمثابة المعجزة الصعبة، فهل يشهد المشهد السياسي الإسرائيلي هكذا تطورات؟ ننتظر ونرى.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه ترامب الشرق الأوسط غزة الشرق الأوسط الولايات المتحدة غزة ترامب مقالات مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

رئيس نتفليكس يناقش مع ترامب صفقة استحواذ ضخمة على Warner Bros

عقد تيد ساراندوس الرئيس التنفيذي المشارك لشركة نتفليكس اجتماعًا غير معلن مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في شهر نوفمبر حيث دار النقاش حول صفقة محتملة للاستحواذ على شركة وارنر براذرز بقيمة قدرت بتنين وسبعين مليار دولار. 

وأثار الاجتماع اهتمام الأوساط الإعلامية بعد أن كشفت تقارير هوليوود ريبورتر وبلومبرغ أن ترامب شجع ساراندوس على المضي قدمًا نحو بيع الشركة لمن يدفع أعلى سعر.

تأكيد ترامب للاجتماع وتلميحه إلى شروط الموافقة

أكد ترامب انعقاد الاجتماع بعد انتشار التقارير الأولية وأبدى خلال حديثه تقديرًا واضحًا لنتفليكس وإدارتها. 

صرح الرئيس الأمريكي بأن الشركة قدمت نموذجًا ناجحًا في صناعة الترفيه وأن تيد ساراندوس يتمتع بسمعة مهنية محترمة. 

وأشار ترامب رغم ذلك إلى مخاوف تتعلق بحجم الحصة السوقية التي قد تسيطر عليها نتفليكس في حال تمت الصفقة مما جعل موقفه النهائي مرتبطًا بمراجعة تأثير الاستحواذ على المنافسة.

تردد قيادة وارنر وبرامجها الاستراتيجية

أبدى ديفيد زاسلاف الرئيس التنفيذي لشركة وارنر براذرز ديسكفري تحفظًا في بداية المطاف على فكرة بيع الشركة. 

وفوجئ زاسلاف عندما بدأت باراماونت دراسة تقديم عرض للاستحواذ في الوقت الذي كانت فيه وارنر براذرز تعمل على تنفيذ خطة لإعادة هيكلة أعمالها عبر فصل أنشطة السينما والبث عن شبكات الكابل. 

ودفعت التطورات المتسارعة الشركة إلى إعلان استعدادها للنظر في عروض متعددة بحكم ديناميكية السوق.

دخول نتفليكس في منافسة شرسة للاستحواذ

قادت المنافسة المتزايدة وارنر براذرز إلى إطلاق عملية تقييم شاملة للعروض المقدمة ووفق تقارير إعلامية فقد تمكنت نتفليكس من التقدم على الشركات المتنافسة. 

واستمرت باراماونت في الاحتفاظ بخيار تقديم عرض عدائي مما أبقى الصفقة مفتوحة على احتمالات كثيرة. 

وارتفعت التوقعات في الأوساط الاقتصادية بشأن قدرة نتفليكس على توسيع نفوذها في عالم الإعلام في حال حسمت الصفقة لصالحها.

تطورات سوق الإعلام وتأثير الصفقة المحتملة

أظهرت المناقشات المتبادلة بين ترامب وساراندوس أن صناعة الإعلام الأمريكية قد دخلت مرحلة جديدة من إعادة تشكيل القوى الكبرى. 

حملت الصفقة إن تمت آثارًا بعيدة المدى على التوازن السوقي خصوصًا أن وارنر براذرز تعد أحد أعمدة هوليوود التاريخية. 

وأثار الاجتماع تساؤلات حول الدور الذي يمكن أن تلعبه الإدارة الأمريكية في توجيه مسار الاندماجات الكبرى ضمن قطاع يحتدم بالمنافسة والتغيير.

مقالات مشابهة

  • صحيفة: ترامب يمهل زيلينسكي عدة أيام للموافقة على صفقة السلام بحلول عيد الميلاد
  • خبير بالشأن الإسرائيلي: ترامب قادر على لجم نتنياهو وفرض التهدئة بغزة والمنطقة
  • نتنياهو ينفي التوصل إلى اتفاق مع سوريا ويصف الأنباء بـ"الكاذبة"
  • نتنياهو: إسرائيل هي القوة الأقوى في الشرق الأوسط
  • كان على بوتين أن يقبل صفقة ترامب قبل أن يهزمه انهيار الاقتصاد الروسي
  • رئيس نتفليكس يناقش مع ترامب صفقة استحواذ ضخمة على Warner Bros
  • ترامب يدخل على خط صفقة استحواذ نتفلكس على "وورنر براذرز"
  • ترامب: صفقة نتفليكس ووارنر براذرز قد تثير مخاوف وسأشارك بمراجعتها
  • نتنياهو تحت الضغط