متحف الإسكندرية القومي ينظم فعالية «مشوار نجاح» لطلاب كليات السياحة
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
قال قطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار، إنه إيمانًا بأهمية الدور التعليمي للمتحف، وضرورة التواصل مع الأجيال الجديدة من طلبة وطالبات وخريجي كليات الآثار والسياحة، فإن القسم التعليمي بمتحف الإسكندرية القومي، يقدم بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة، فعالية بعنوان «مشوار نجاح»، التي تمثل جسرا يهدف إلى نقل خبرات مجموعة متميزة من المحاضرين إلى المشاركين بالفعالية، وذلك بعد غد الخميس.
أضاف قطاع المتاحف في بيان، أن متحف الإسكندرية القومي يستهدف مشاركة نحو 40 متدرب في فعالية «مشوار نجاح»، موضحا أن على الطلبة والخريجين الراغبين بالاشتراك في الفعالية، كتابة الاسم والكلية والسنة الدراسية في تعليق على صفحة المتحف الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، علما بأن تسجيل الأسماء سيكون الساعة 11 من صباح بعد غد الخميس، على أن تستمر الفعالية حتى الساعة 4 عصرا.
تنمية الوعي الآثري والتاريخيفي سياق متصل، أقام اليوم الثلاثاء قسم التربية المتحفية بمتحف الإسكندرية القومي ورشة عمل بعنوان «غصن الزيتون»، خصصت لذوي الاحتياجات الخاصة، احتفالا باليوم العالمي للسلام.
وأكد متحف الإسكندرية القومي، أن الورشة تهدف إلى تنمية الوعي الآثري والتاريخي وتنمية القدرات والمهارات، حيث استخدم المشاركون الألوان الخشبية في الرسم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: متحف الاسكندرية مشوار نجاح تنشيط السياحة السياحة الإسکندریة القومی
إقرأ أيضاً:
الأمل في الأيدي.. طلبة الطب البشري بغزة ينشرون الوعي الطبي المجتمعي
غزة- من دون تردد، اندفع محمد الشيخ نحو خيمة في "مدرسة غزة الجديدة"، اندلعت فيها النيران نتيجة غارة جوية إسرائيلية أوقعت شهداء وجرحى، وكان لتوه قد أنهى دورة تدريبية في الإسعافات الأولية ومهارات التدخل مع الضحايا.
والشيخ (22 عاما) نازح في هذه المدرسة ويقيم فيها مع أسرته منذ بضعة شهور إثر تدمير منزلهم، ويقول للجزيرة نت "كنت على بعد أمتار قليلة من الغارة التي استهدفت خيمة من بين أخرى كثيرة متلاصقة في ساحة المدرسة، ونتج عنها انفجار هائل وحريق، وارتقى شهيدان وجرح 7 آخرون".
كانت هذه أول تجربة عملية للشيخ، في تقديم إسعافات أولية لجريح منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عقب السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
"بإمكانك إنقاذ حياة"، وقد لمس الشيخ بنفسه قيمة الدورة التدريبية التي انخرط فيها تحت هذا العنوان، عندما تدخل مع أحد جرحى قصف الخيمة وكان ينزف بشدة، ويقول "استحضرت ما تعلمته، وضغطت بشكل مباشر على مكان النزيف باستخدام قطعة قماش نظيفة، ولم أسمح لأحد بتحريك الجريح من مكانه خشية أن يكون مصابا بكسور أو أن يؤدي نقله الخاطئ إلى تفاقم إصابته، ومكثت بجانبه حتى حضرت سيارة الإسعاف".
بعد هذه التجربة أدرك قيمة ما تعلمه، وأهمية تعميم التوعية الطبية بالإسعافات الأولية وآليات التدخل الصحيح مع ضحايا الحرب من جرحى وحتى مرضى في الخيام ومراكز الإيواء.
والشيخ واحد من بين نحو 100 شاب وفتاة، تلقوا تدريبات متقدمة ضمن مشروع "الأمل في الأيدي"، وهو مبادرة تطوعية مجانية لطلبة في كلية الطب البشري في جامعة الأزهر بمدينة غزة.
ويضم هذا المشروع 16 متطوعا، بينهم 9 طلاب و7 طالبات من مستويات مختلفة في كلية الطب، اجتمعوا على فكرة "توعية المجتمع طبيا". ويقول ياسر أبو مريم للجزيرة نت إن الفكرة كانت وليدة المجازر اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الشوارع والمدارس وخيام النازحين ومراكز الإيواء، وشكلت ضغطا هائلا على المنظومة الصحية الفلسطينية.
إعلانوكانت "مجزرة مطعم التايلندي"، التي ارتكبتها قوات الاحتلال قبل بضعة أسابيع، وأودت بحياة عدد كبير من الشهداء وأوقعت عشرات الجرحى، في منطقة تسوق مكتظة في شارع الوحدة بمدينة غزة، دافعا لهؤلاء الطلبة المتطوعين، الذين صودف وجود بعضهم على مقربة من مكانها، وكان لافتا بالنسبة لهم عدم قدرة الحاضرين على التعامل مع الجرحى.
ويقول أبو مريم (21 عاما)، وهو طالب بالسنة الثالثة في كلية الطب البشري بجامعة الأزهر في غزة، التي تعرضت للتدمير خلال الحرب، "كثيرون يتعاملون مع الجرحى باندفاع لا يستند إلى معرفة طبية، ورغم نيتهم الصادقة والطيبة، فإن تدخلهم الخاطئ قد يضر ولا يفيد، وربما يؤدي إلى فقدان الجريح لحياته".
إلى جانب دراسته للطب، يحمل أبو مريم شهادات تدريب في الإسعافات الأولية حصل عليها من طبيب نرويجي متطوع زار غزة ضمن وفد أجنبي قبل اندلاع الحرب، ومن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وله تجارب سابقة في المشاركة في مبادرات خيرية لتدريب طلبة المدارس، ورواد المساجد، وفي مؤسسات مجتمعية بمدينة غزة.
وعقب اندلاع الحرب، اضطر للنزوح مع أسرته نحو 10 مرات في المدينة ونحو مناطق جنوب القطاع، وتطوع في "نقطة طبية" داخل مدرسة كانوا يقيمون بها في منطقة "قيزان النجار" بمدينة خان يونس جنوب القطاع، وعندما أجبروا على النزوح نحو مدينة رفح المجاورة تطوع في "نقطة طبية" داخل مخيم النزوح.
وخلال تطوعه، اكتسب أبو مريم خبرات يقول إنه ما كان ليكتسبها في هذه المرحلة من عمره من دون تعامله المباشر مع جرحى الحرب، علاوة على حالات مرضية وبعضها خطيرة، ناجمة عن تداعيات العدوان والحصار وسوء التغذية وقلة الدواء.
وعندما عاد إلى شمال القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، اجتمع شمل أبو مريم مع عدد من زملائه من طالبات وطلاب كلية الطب، وكان من النواة الأولى التي أسست مشروع "الأمل في الأيدي"، لإيمانه بأهمية نشر وتعزيز الوعي الطبي المجتمعي، ومهارات الإسعافات الأولية، ودورها في تدعيم أداء المنظومة الصحية، وتصحيح التصرفات الخاطئة الشائعة في التعامل مع مختلف الإصابات ميدانيا.
إعلانويقول أبو مريم إن الاستهداف اللحظي على مدار الساعة وفي كل مكان من جانب قوات الاحتلال، خلال هذه الحرب غير المسبوقة، يستدعي تعليم قطاعات واسعة بهذه المهارات التي قد تكون كفيلة بإنقاذ حياة جرحى أو مرضى في حال التدخل السليم وفي الوقت المناسب.
اهتمام واسع
ومن الميدان إلى المستشفيات والمنازل، يهتم هذا المشروع التطوعي بنشر مفاهيم "الإسعاف النفسي الأولي"، الذي يهتم بالجريح وذويه في مرحلة الاستشفاء والتعافي. وتقول الطالبة المتطوعة ليان العكلوك (20 عاما) للجزيرة نت إن "شعبنا عظيم ويعاني الويلات جراء هذه الحرب ويستحق من كل منا أن يخدمه في مجال تخصصه".
وتدرس العكلوك في السنة الثالثة بكلية الطب البشري بجامعة الأزهر، وهي ابنة طبيب الأعصاب الفلسطيني المعروف أسامة العكلوك، وقد اختارت التطوع ضمن مشروع "الأمل في الأيدي" انطلاقا من إيمانها بأن "الطب مسؤولية إنسانية".
وهي تدرك الضغوط الهائلة على الكوادر الطبية جراء الاستهداف الممنهج من قوات الاحتلال الإسرائيلي للمنظومة الصحية، الذي أدى إلى استشهاد أكثر من 1400 من الأطباء والممرضين والعاملين في القطاع الصحي، واعتقال وجرح عشرات آخرين، وخروج غالبية المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة.
وتقول إن هدفها وزملائها في المشروع هو نشر التوعية الطبية المجتمعية، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، من أجل تخفيف الضغط عن كاهل الكوادر الطبية في المستشفيات والمرافق الصحية القليلة التي لا تزال تعمل بإمكانيات ضعيفة.
وخلال مشاركتها في الفعاليات التدريبية، لمست العكلوك اهتماما واسعا من المتدربين على تعلم مهارات الإسعافات الأولية، والإسعاف النفسي الأولي، إدراكا منهم بأن الإلمام بهذه المعرفة قد ينقذ حياة جريح أو مريض إذا تم التعامل معه بالطريقة الصحيحة.
إعلانويتشاطر الذكور والإناث هذا الاهتمام، وبحسب العكلوك فإن 50% من الذين انخرطوا في التدريبات كانوا من الفتيات، وبينهن نازحات في الخيام ومراكز الإيواء، وتوضح "لدينا خطة لمواصلة العمل على نشر التوعية على نطاقات أوسع لمواكبة الأعداد الهائلة من الجرحى والمرضى الذين تدهورت حالاتهم الصحية بسبب قلة العلاج والأدوية".