لجريدة عمان:
2025-05-30@22:11:09 GMT

هل يطيل زرع الخلايا الجذعية الحياة ؟

تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT

هل يطيل زرع الخلايا الجذعية الحياة ؟

اكتشف الباحثون تعديلا وراثيا يحمي «الفئران» من الإصابة بمرض السرطان، إضافة إلى أن هذا التعديل الوراثي سمح لها بالعيش لمدة أطول بنسبة تصل إلى 20%، وليس هذا فحسب بل كذلك العيش بصحة جيدة في سن أكبر، وهذا التعديل وهذه الفوائد الوراثية يمكن نقلها إلى «فئران» أخرى عن طريق زرع خلايا الدم الجذعية. يقول الباحث «تشي-كون جيمس شين» من جامعة تايبيه الطبية في تايوان: «لقد كانت مفاجأة كبيرة».

«حتى الآن ، لم نعثر على أي آثار جانبية تؤثر سلبا على صحة تلك الفئران»

ويضيف «شين» إن فريقه البحثي لديه العديد من التعاونات بالفعل مع شركات التكنولوجيا الحيوية التي تهتم باستخدام العديد من النتائج البحثية لتحسين وتطوير علاجات السرطان لدى البشر، ومن ضمن تلك العلاجات ووسائلها عمليات زرع الخلايا الجذعية في الدم، كجزءٍ من علاج بعض أنواع سرطانات الدم، والأمل هو أن يؤدي إجراء هذا التغيير الجيني على الخلايا المزروعة إلى تقليل خطر عودة السرطانات.

حاليا توصل الفريق البحثي إلى أنه يمكن تمديد العمر الافتراضي لدى الفئران بالنظر إلى الخلايا الجذعية المعدلة، وبمزيد من الأبحاث والمتابعة لضمان نجاح هذا الأمر وإثبات فاعليته، فقد يتلقى عدد كافٍ من الأشخاص خلايا جذعية دموية معدلة لدراسة ما إذا كان هذا التعديل يطيل عمر الإنسان أيضًا.

وقد قام فريق شين بهذا الاكتشاف أثناء دراسة بروتين يسمى اختصارا بـ «KLF1»، وهذا نوع من التبديل الرئيسي ينتج في بعض خلايا الدم - بما في ذلك خلايا مناعية معينة - يساعد في التحكم في نشاط العديد من الجينات المختلفة.

يمكن للخلايا تغيير نشاط بروتين «KLF1» عن طريق ربط مادة كيميائية بموقع معين عليها، ولدراسة هذا الأمر، قام فريق شين بإكثار فئران معدلة جينيا بها طفرة من نسختين من جين «KLF1» الذي يغير هذا الجزء من البروتين.

وفي أثناء إجراء البحوث لاحظ عضو الفريق « يو تشياو شو»، المنتسب لمستشفى تشانغ جونج في تايوان أن هذه الفئران كانت نشطة بشكل غير عادي في منتصف العمر، وكذلك لون شعرها ظل أسود ولامعًا لفترة أطول، وهذا ما أدى إلى توصل الفريق إلى نتيجة أن الفئران المعدلة وراثيًا تعيش ما بين 10 إلى 20 بالمائة أطول من الأخرى، كما يقول شين.

علاوة على ذلك، فإن الفئران تظل بصحة جيدة لفترة أطول، حيث بدأ أداؤهم البدني والعقلي في الانخفاض متأخرًا عما يحدث في الفئران غير المعدلة، مع تراجع أقل في وظائف الأعضاء الداخلية.

كما حدد الباحثون العديد من المتغيرات الجينية الأخرى التي تزيد من عمر الفئران، ومع ذلك، فإن العديد منها يطيل عمر الإناث فقط، ولا توجد أيضًا طريقة واضحة لمنح فوائدها للفئران المولودة حديثا من أم معدلة جينيا دون هذه المتغيرات.

لذلك حاول الفريق البحثي أخذ أنواع معينة من خلايا الدم من الفئران المعدلة، وحقنها في فئران غير معدلة، ليعلن الفريق بالفعل -العام الماضي- أن الحقن المتكرر للخلايا المناعية المسماة بـ «الخلايا التائية» كل أسبوعين قلل من انتشار السرطانات فعلا.

و الآن، أظهرت المجموعة أن الفئران البالغة من العمر شهرين والتي خضعت لعملية زرع خلايا جذعية في الدم المعدلة تعيش عادة لمدة خمسة أشهر أطول من تلك التي أعطيت خلايا غير معدلة، بزيادة قدرها حوالي 20 بالمائة، ولتوضيح الأمر قياسا بالبشر، فإن الفئران البالغة من العمر شهرين تعادل الأشخاص البالغين من العمر 18 عامًا بشكل تقريبي.

وعليه فإن النتائج تشير إلى أنه يمكن إطالة عمر الأشخاص عن طريق إزالة بعض خلايا الدم الجذعية وتعديلها، للحصول على هذه الطفرة، ثم إعادتها إلى جسم الإنسان، ومع ذلك، فإن هذا الإجراء - الذي يشبه زراعة نخاع العظم - ينطوي على مخاطر عديدة، ليس أقلها لأنه يجب قتل خلايا الدم الجذعية غير المعدلة «الطبيعية» بالعلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي.

يقول «شين» إنه من السابق لأوانه التفكير في تجربة هذا مع البشر فقط لإطالة العمر، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يجرون بالفعل عمليات زرع خلايا الدم الجذعية لعلاج السرطان، فإن التوازن بين المخاطر والفوائد مختلف.

كما يقول «جواو بيدرو دي ماجالهايس»، المنتمي لـ جامعة برمنغهام بالمملكة المتحدة: «أنا مقتنع بخصائص إطالة العمر لهذه الطفرة».

ومما قاله أيضا إن العديد من الطفرات التي تزيد من عمر الفئران تفعل ذلك عن طريق منع السرطان، ولكن يبدو أن هذه الطفرة لها فوائد أوسع مما توصل إليه فريق «شين»، ويعتقد «جواو» أن تعديل الجينات لخلايا الدم الجذعية له «إمكانات كبيرة كعلاج للشيخوخة».

وذلك نظرًا لأن الفئران المصابة بالطفرة تتمتع بمهارات حركية أفضل من الفئران غير المعدلة مع تقدم العمر، فقد حاول فريق «شين» أيضًا زرع الخلايا المعدلة في الفئران التي تصاب بحالة تشبه التصلب الجانبي الضموري، والمصابة بمرض «العصبون الحركي» أو «العصبون المحرك» الذي يؤدي إلى فقدان التحكم الحركي، وهو مرض غير قابل للعلاج، إلا أن «شين» يقول إن عمليات الزرع أبطأت تقدم هذا المرض بشكل ملحوظ. ومن ضمن جهوده، بحث فريق «شين» في قواعد البيانات الجينية، لمعرفة ما إذا كان لدى أي شخص هذه الطفرة بشكل طبيعي، ولكن لم يتم العثور على أي منها، ومع ذلك، فقد حددت المجموعة أحد الأسباب التي تجعل هذه الطفرة لها تأثيرات مضادة للسرطان، فإنه يخفض مستويات « PD-1» وهو بروتين تستغله العديد من السرطانات لتفادي هجوم المناعة، وتعمل العديد من الأدوية المضادة للسرطان عن طريق تثبيط « PD-1»، وفي بعض العلاجات الخلوية للسرطان، يتم إزالة جين « PD-1».

كما أظهرت دراسات سابقة أن تغيير دم فأر كبير في السن، بدم جديد منزوع من فأر صغير يمكن أن يكون له آثار تجديد الشباب، إلا أنه من غير الواضح لماذا يكون لدم الشباب هذا التأثير أو كيفية تحويله إلى علاج عملي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العدید من عن طریق

إقرأ أيضاً:

الآن أدركت أنني قد كبرت!

بالأمس القريب لم أكن أدرك أن ثمة تغيّرات نفسية وعصبية ومزاجية بدأت في التقلّب أمام خطواتي، لم أدرك أن موسمًا جديدًا في مشوار الحياة قد شرع يدخل مسار حياتي، لم أكن أدرك بعد أني قد كبرت في العمر..!، عدم الإدراك ربما أنقذني من مغبة طرح الأسئلة، والشعور بإحباط أو اكتشاف حقيقة غدر الزمن.

فجأة لم أَعِ ولو للحظة أني أعيش في ذلك النظام الجديد في مسارات الحياة، لم أنتبه أن عقارب الزمن تسارعت في الدوران لينقضي نصف قرن من الزمن بهذه السرعة.

كان ازدحام الأشياء في قاع العقل يمنع عني التحديق في روزنامة الأيام المعلّقة في جدار المنزل، لم أنتبه إلى أنني أجرّ سنوات العمر باتجاه متسارع، كانت هناك إشارة حمراء كان يجب أن ألتزم بالوقوف قبل تجاوزها، لكن كنت مخالفًا لكل قوانين الدنيا، وانتبهت متأخرًا على سقطات الحاضر.

في يومٍ ليس ببعيد، وبينما كنت على وشك دخول أحد المحالّ التجارية القريبة من منزلي، ناداني شاب من خلفي بلطف: «عمي، تفضل بالدخول». ابتسمت وعرضت عليه أن يسبقني، لكنه رد بعفويةٍ صادقة: «أنت بمقام الوالد».

مرت أيام قليلة، وذهبت إلى موعدي المعتاد في المستشفى، وكان المكان يعج بالزوار نظرًا لكونه مطلع الأسبوع، وبين الزحام لاحظت مجموعة من الشباب أعمارهم صغيرة يجلسون متفرقين، وما إن وقعت أعينهم عليّ حتى بادر بعضهم بالنهوض، وكلٌّ منهم يسابق الآخر ليتنازل لي عن مقعده.، قلت في نفسي: ربما هي أخلاقهم العالية، وحسن تربيتهم هي التي دفعتهم إلى ذلك.

لكن مع الوقت وجدت أن ثمة حوادث مماثلة تظهر أمامي تُخبرني بأني قد كبرت في العمر، كلما أكذب سببًا يظهر لي سبب آخر، وكأن الكِبَر شبح يطاردني في كل مكان.

بيني وبين نفسي حديثٌ لا ينتهي، وشعورٌ خفي أحاول جاهدًا أن أُخفيه عن أعين من حولي. أتماسك أمامهم، متظاهرًا بالقوة، لكن تلك اللحظات لا تطول؛ تنهار سريعًا حين أعجز عن التواصل بسهولة، حين تتداخل الوجوه من حولي، ولا أميّز ملامح من يحدثني إلا إذا استعنت بنظارتي الطبية.

في تلك اللحظة، تسلّل إليّ شعور غريب، كأن شيئًا دخيلًا اقتحم حياتي، يعبث بأوراق عمري، يعيد ترتيبها كيفما شاء، ومع لحظات الصمت التي أسترجع فيها ما مضى، وأربطه بما يحدث الآن، أدركت أن أصدقائي القدامى، أولئك الذين شكّلوا ملامح العمر، بدأوا يتساقطون من حولي واحدًا تلو الآخر.

ومع هذا الإدراك، شعرت بأن قدمي التي رافقتني في دروب الحياة باتت أثقل في خطواتها، وبأن مفاصلي وأربطتي تئن بصمت، وقد بدأت تعرف الخشونة، وتبوح ببعض الأوجاع.

في هاتفي، الذي اعتدت أن أُبقيه صامتًا معظم الوقت، تناثرت أرقام الصيدليات والمراكز الصحية والمجمعات الطبية، وبجانبها مواعيد المستشفيات وأرقام التواصل معها. تأملت هذه القائمة الطويلة، فابتسمت ابتسامة باهتة، وأدركت حينها، دون أن يخبرني أحد، أنني كبرت.

بدأت أشعر أن هناك شيئًا جديدًا يدخل حياتي، الساعة التاسعة أو العاشرة هو موعد نومي الآن، بينما كنت في الماضي أنام متأخرًا بدون أن يتسرّب النعاس إلى جفوني، تغير ملحوظ في نمط الحياة والميل إلى الهدوء بدلًا من الصخب والضجيج.

إذن أنا الآن وصلت إلى مرحلة أخرى، ومنعطف جديد في مدرسة الحياة!.

دائمًا مع كل غياب جديد لمن حولنا، نسأل أنفسنا: من التالي؟، ليس ذلك من باب التشاؤم من الحياة لكنه قدر لا مفر منه، البعض منا لا يستسيغ الحديث عن «الموت» فإن القلب والعقل يشتعلان شوقًا لرؤية وجوهٍ غابت، وأجسادٍ وُوريت الثرى منذ زمن، وكأن الأرواح ما زالت تنبض في الذاكرة. يظن البعض أن من شغلته تفاصيل الحياة عن ذكر أحبابه الراحلين، قد نسيهم، أو تناساهم، إلا أن كل تفاصيله الهادئة تشتعل تحت رماد الذكريات، فهناك من يستعر ويوقده الشوق بمجرد أن تعصف ريح العاطفة بهذا الرماد المتناثر فوق غطاء الجمر، نحن بشر منحنا الله القدرة على اجتياز المحن، إما بصبرٍ متماسك أو بعجزٍ صامت، وقد يكون النسيان هو نعمة عظيمة لنتسمّر في الحياة بدون ألم يمنعنا من تكملة المشوار، وقد يكون النسيان أيضًا مسكنًا للألم نحتاج إليه لاستكمال ما تبقى من سنوات العمر.

أدركت بأني كبرت وتقبلت أفكارًا كنت أدفعها بعيدًا عن طريقي، فلماذا ينفر الناس من فكرة الفناء رغم أنه الواقع؟ ولماذا نتذكر الأشياء بعد أن نصبح في مرحلة متأخرة من العمر؟

الحياة مزيج من تفاصيل كثيرة، تسد علينا مسام التعمق في تفاصيل الأشياء، نحزن ونفرح وننسى، ونعيش كأننا لن تُسجّى أجسادنا مثلما رأينا من قبلنا في مغاسل الموتى، أحيانًا لا نجعل مجالًا للحديث عن هذه الأشياء إلا عندما تعصف بأجسادنا الأمراض، وتحاصرنا الظروف، وتتقلب الأفكار في عقولنا، وتصبح قلوبنا واجفة مضطربة بالمشاعر. بعضنا يدّعي القوة أمام الشدائد، ينصح الآخرين بما لا يستطيع أن ينصح نفسه به، يقول ما لا يفعل، ويذكر بأشياء حتمية لا يطبقها على نفسه، نحسبه بأنه الناجي الوحيد من الحساب العسير، لكن الله يعلم ما تُخفي النفوس.

بعض الناس لا يعرفون كيف ستكون نهايتهم، والبعض الآخر يعرف ذلك ويحاول أن يعمل أي شيء حتى يزيد في ميزان حسناته، المرض قد يحاصر أشخاصًا لسنوات طويلة، ويظلون في فراش المرض، لكن أمر الله لم يحن بعد، بينما أشخاص أصحّاء تواري سوآتهم القبور بدون علة أو وجع أو سبب، وأشخاص يُحكم عليهم بالموت نظير جرائمهم وعدوانهم، فيعرفون بأن حياتهم ستنتهي لا محالة تنفيذًا للقصاص فيما قدمت أيديهم، ومع ذلك بعض الأشخاص منهم ينتهي أجله قبل أن يُنفّذ فيه حكم قاضي الأرض ويموت في سجنه قبل أن تُزهق روحه.

إذن سواء كنت تعلم النهاية التي تنتظرك طبيعيًا أو غير ذلك، فاعلم بأن لكل أجل كتابًا، وما العمر إلا مرحلة تنتهي معها قصص وروايات امتدت صفحاتها وطُويت مجلداتها. وحتما سيأتي يوم تتذكر فيه بأنك قد كبرت وأصبحت في مرحلة لا يمكن أن يعود بك الزمن لتعيشها مرة أخرى، ولذا فليعلم الناس بأننا عبارة عن جنازات مؤجلة، تخرج واحدة ليستعد آخر، وهكذا تدور الحياة ما بين ميلاد وموت.

مقالات مشابهة

  • الآن أدركت أنني قد كبرت!
  • دراسة واعدة.. مزيج دواءين مضادين للسرطان يفتح آفاقا لعلاج الشيخوخة
  • المنوفية.. تشكيل خلايا عمل استثنائية خلال الإجازات للرصد الفوري للمخالفات
  • الحياة تدب بقلعة أربيل وأسوارها تشع ضوءاً (صور)
  • الدعوة إلى موسم قصير للتنس بعد وصف «سباق الفئران»!
  • دراسة: اكتشاف دواء يطيل العمر بنسبة 30%
  • رود: «سباق الفئران» ليس عادلاً في تصنيف لاعبي التنس!
  • جرو صغير يلتهم وجه رضيعة
  • قد يشيخ قلبك أسرع مما تتصور.. هل أنت معرض للخطر؟
  • أصوات من غزة.. واقع الحياة خوف وجوع ودمار