أبوظبي في 20 سبتمبر / وام / أعلن بنك "إتش. إس. بي. سي - HSBC " العالمي اليوم عن خططه لتقديم تسهيلات تمويلية بقيمة مليار دولار أمريكي لشركات تكنولوجيا المناخ في مراحلها المبكرة حول العالم.

ومن المتوقع أن تساهم هذه التسهيلات التمويلية في توفير الدعم للشركات الناشئة لإنشاء مجموعة من الحلول الجديدة، بما في ذلك شحن المركبات الكهربائية، وتخزين البطاريات، والأغذية والزراعة المستدامة، وتقنيات إزالة غاز الكربون.

وقال باري أوبايرن، الرئيس التنفيذي للخدمات المصرفية التجارية العالمية لدى بنك HSBC: “يعتبر الوصول إلى التسهيلات التمويلية أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لشركات تكنولوجيا المناخ في مراحلها المبكرة لإنشاء حلول واقعية وتوسيع نطاقها. ونحن نعمل بالفعل مع بعض الشركات في مجال تكنولوجيا المناخ، منذ بداية تشغيلها وصولاً إلى توسع نطاق أعمالها على المستوى العالمي”.

ومن جانبها، قالت باتريشيا جوميز، الرئيس الإقليمي للخدمات المصرفية للشركات في HSBC الشرق الأوسط وشمال افريقيا وتركيا: "تلعب منطقة الشرق الأوسط دوراً رئيسياً في عملية تحول الاقتصاد العالمي إلى الحياد الكربوني، ومع انعقاد مؤتمر منظمة الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في دولة الإمارات العربية المتحدة هذا العام، فإن التركيز على تمويل المشاريع المتعلقة بالمناخ في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا يعتبر إشارةً واضحة إلى الفرص الاستثمارية التحويلية المتاحة. وإننا نتطلع إلى إجراء مناقشات فاعلة حول كيفية تفعيل هذا التمويل".

يأتي ذلك في الوقت الذي تظهر فيه البيانات الأخيرة أنه بعد النمو السريع المتتالي على أساس سنوي، انخفض تمويل رأس المال الاستثماري للشركات الناشئة في مجال المناخ بنسبة 40 في المائة خلال النصف الأول من عام 2023.

وتشير التقديرات إلى أن ما يقرب من نصف مبادرات خفض الانبعاثات الكربونية اللازمة للوصول إلى الحياد الكربوني في عام 2050 سيأتي من التقنيات الموجودة حالياً في مرحلة العروض التجريبية أو النماذج الأولية.

رضا عبدالنور/ رامي سميح

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

إقرأ أيضاً:

دور الذكاء الاصطناعي والبيانات في تحويل قطاع النفط والغاز في الشرق الأوسط

محمد زواري، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا في سنوفليك

تُمثل الطاقة العمود الفقري للاقتصاد العالمي، ويحتل الشرق الأوسط مركز الصدارة في هذا التحول. ومع توقعات أوبك” بأن تُوفر المنطقة ما يقرب من 60% من صادرات النفط العالمية بحلول عام 2050، يُصبح دور الطاقة أكثر أهمية من أي وقت مضى. تُبادر الحكومات في جميع أنحاء المنطقة، بدمج مبادرات التحول الرقمي في استراتيجياتها الوطنية. وتُشير هذه الجهود إلى التزام المنطقة بالابتكار والاستدامة الاقتصادية طويلة الأجل.

ونظراً لأن صادرات النفط لا تزال تُمثل حوالي 30% من الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات العربية المتحدة، تبرز البيانات والذكاء الاصطناعي كأدوات حيوية في هذا التطور، فهي تُمكّن الشركات من تحديث بنيتها التحتية، ومواءمة القرارات التشغيلية مع أهداف أعمالها على المدى الطويل.

الطاقة في العصر الرقمي

الآن، أصبح من الأهمية بمكان أن تدمج شبكات الكهرباء وآبار النفط القديمة، التي يعود تاريخها إلى عشرات السنين، ملايين الأصول الممكّنة بإنترنت الأشياء، مثل توربينات الرياح والألواح الشمسية، مما يُقدّم كميات ضخمة من البيانات التشغيلية، ويتطلب قدرة هائلة على الاستيعاب وإمكانات تحليلية فعالة لاتخاذ قرارات أذكى وأسرع.

أضف إلى ذلك التأثير الناجم عن الأحوال الجوية القاسية، والأوضاع الجيوسياسية المتقلّبة، وانقطاع مصادر الطاقة المتجددة، وعجز الأدوات التقليدية عن مواكبة هذه التطوّرات. ورغم أن العقود طويلة الأجل مع الشركاء العالميين مثل الصين واليابان والهند توفّر بعض الأمان، إلاّ أن تحليلات البيانات المتقدمة أصبحت الآن ضرورية لإدارة المخاطر المالية وتخفيفها. تدمج النماذج التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي البيانات الخارجية والداخلية للتنبؤ بتقلبات السوق واتجاهات الطلب بدقة أكبر.

تواجه الشركات الآن مطالب متزايدة للالتزام بالشفافية في استراتيجياتها البيئية والاجتماعية ومبادرات الحوكمة، بينما يسعى المستهلكون إلى أنظمة طاقة منزلية سهلة الاستخدام وقائمة على التكنولوجيا. لهذا، ينبغي أن تتميز شركات الطاقة بالمرونة والاستباقية للحفاظ على قدرتها التنافسية. يكشف تقرير “اتجاهات البيانات” من سنوفليك أن 90% من البيانات المؤسسية غير منظمة، مما يجعل البنية الأساسية للبيانات المركزية القابلة للتطوير أولوية قصوى.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي والبيانات على أرض الواقع

تتجه شركات الطاقة نحو منصات البيانات الموحدة لتمكين التعاون بين مختلف العمليات وتوليد رؤى آنية، كما أن دمج البيانات التشغيلية والمالية وبيانات العملاء في مصدر واحد موثوق يضمن اتخاذ قرارات متسقة ومستنيرة عبر سلسلة القيمة.

يُواصل الذكاء الاصطناعي في إحداث تحوّل جذري على كافة المستويات، من صيانة المعدات إلى التداول وإشراك العملاء. يحدّد تعلّم الآلة أي تناقضات أو أعطال بصورة لحظية تقريباً، مما يدعم الصيانة التنبؤية ويُقلل من تكاليف التوقف. وفي مجال التداول، يُحسّن الذكاء الاصطناعي توقعات أسعار السلع ويساعد الشركات على إدارة مخاطر محافظها الاستثمارية بشكل استباقي.

أما فيما يتعلّق بالحلول المُوجّهة للعملاء، يُساعد الذكاء الاصطناعي التوليدي والبيانات الآنية في تقديم توصيات مُخصصة وأدوات إدارة طاقة سهلة الاستخدام، مما يُحسّن رضا العملاء ويعزّز ولائهم في سوق تنافسية للغاية.

تُواصل المؤسسات التي تستثمر في البنية التحتية للبيانات تحقيق نتائج ملموسة، حيث تُشير أبحاث سنوفليك أن 92% من أوائل المستخدمين قد حققوا عوائد من استثماراتهم في الذكاء الاصطناعي، ويخطط 98% منهم لزيادة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي في عام 2025. ومع توقع مساهمة الذكاء الاصطناعي بنسبة تتراوح بين 20% و 34% في اقتصادات الشرق الأوسط، ستشكّل هذه التكنولوجيا مستقبل عمليات الطاقة.

الفصل التالي

ستساهم رقمنة العمليات، وإدارة التقلّبات، وتوقع متطلبات العملاء المتطورة بترسيخ مكانة الشرق الأوسط كقوة عالمية في مجال الطاقة. ومع استمرار النقص في الكفاءات وتجزؤ الأنظمة، تُقدم استراتيجيات الذكاء الاصطناعي والبيانات القابلة للتطوير نموذجاً للمرونة والابتكار والنمو المستدام في ظل مشهد عالمي سريع التغير.

 


مقالات مشابهة

  • خلافات ترامب وماسك تندلع علناً في الشرق الأوسط
  • «حرة مطار الشارقة» تستعرض خدماتها في «الشرق الأوسط للساعات والمجوهرات»
  • نظرة على الشرق الأوسط في عقل ترامب
  • السعودية والإمارات تسيطران على أفضل 10 علامات تجارية في الشرق الأوسط
  • صندوق "ديسربتيك" يخطط لاستثمار 70 مليون دولار بالشركات الناشئة المصرية
  • دور الذكاء الاصطناعي والبيانات في تحويل قطاع النفط والغاز في الشرق الأوسط
  • خبير إستراتيجي: اليمين المتشدد لا يريد توقف حرب غزة
  • واشنطن بشأن الشرق الأوسط: نسعى لحل طويل الأمد للنزاع
  • عاجل. نتنياهو: غيّرنا وجه الشرق الأوسط وقضينا على محمد السنوار في قطاع غزة
  • فوز "OHI Leo Burnett" بثلاث جوائز مرموقة