مساهمة مهمة في الأدب العالمي: الجدران الهامسة رواية كوردية صادقة وقاسية
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
شفق نيوز/ قدم "منتدى الشرق الأوسط" الأمريكي قراءة نقدية في رواية "الجدران الهامسة" (Whispering Walls) للكاتبة والشاعرة الكوردية تشومان هردي، معتبراً أن الرواية لا تشكل ارتباطاً بالكورد فقط، وإنما لها صداها في العديد من المجتمعات الأخرى وخصوصاً هؤلاء الذين يقيمون في الشتات، واصفاً الرواية بأنها مساهمة مهمة في التراث الأدبي العالمي.
وذكر المنتدى الأمريكي في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، حول الرواية الصادرة حديثا أنها تتناول حياة ثلاثة أشقاء، يمثلون الشخصيات الرئيسية في الرواية، إلى جانب أفراد آخرين من عائلاتهم، حيث تدور الأحداث في بريطانيا وإقليم كوردستان، وتصطحب القراء ذهاباً وإياباً بين المكانين في تناغم جميل كما لو أن الجغرافيا لا أهمية لها.
التفاصيل الساحرة
وأشار التقرير إلى أن هردي تستخدم تفاصيل ساحرة ودقيقة من بريطانيا، الموطن المتبنى لاثنتين من الأشقاء، هما لانا وهيوا، إلى جانب تفاصيل حية لمسقط رأسهم جميعاً في إقليم كوردستان حيث ما يزال الأخ الثالث جارا، يعيش.
وتابع التقرير أن جارا ليس الرابط الوحيد بين المكانين، إذ أن هناك أيضاً والديهم المتوفين بالإضافة إلى شقيقهم الشهيد كاوا وشقيقتهم تارا التي انتحرت، وذلك ضمن سياق أجواء من الحنين التي تجعل من الرواية بمثابة تكريم لعصر انقضى، وإنما في ظل كثافة الوقت المعاصر وحيويته.
وأوضح التقرير أن الرواية تجري على خلفية حرب العراق في العام 2003، أو بشكل أكثر دقة، في الأسابيع التي سبقت الحرب، حيث تحول هاردي هذا إلى جدول زمني لتصوير المشاعر المختلطة حول مفهوم الحرب، وحالة الكورد الذين يعيشون في ظل دكتاتورية وحشية، والإشكاليات الفلسفية التي لا يوجد أمام شخصياتها خيار سوى أن تتعامل معها.
القضايا المحرمة
واعتبر التقرير أن الأسلوب "الفج" لهاردي في روايتها أحياناً، يشكل تحدياً واضحاً ليس فقط في مواجهة الأنظمة التي قمعت الكورد، وإنما أيضاً فيما يتعلق بشعبها، الذي وصفه بأنه غارق في تناقضات اجتماعية وسياسية.
وأوضح أن الرواية تضغط لطرح قضايا تعتبر من المحرمات منذ فترة طويلة مثل علاقات الحب بين الأعراق المختلفة والجنس والسلطة الأبوية، ولهذا فإن رواية "الجدران الهامسة" تتخطى الروايات النمطية وتفكك المعايير التقليدية.
ورأى التقرير أن الرواية تحاول استثارة ردود فعل معينة، وتستند على دوافع نسوية وشعرية قوية، وتخلق سلسلة من الحكايات الصادقة التي تصور حياة شديدة التعقيد.
وتابع أن الرواية لا تتضمن أبطالاً معصومين، والشخصيات فيها برغم أنها عادية إلا أنها معقدة ومتعلمة بشكل عالٍ، وهي تعكس النفسية الكوردية التي أصيبت بصدمة نفسية بسبب عقود من الحرب والقمع والقهر العنصري.
ومع ذلك، يقول التقرير إن المرونة هي القاسم المشترك بين شخصيات هاردي على مدى الرواية، وهي سمة حاضرة في الجانب الشعري من لانا وفي حواراتها مع عامر، صديقها العربي الهادئ، مضيفاً أن دقة تلك المحادثات بينهما هي التي تجعل الكتاب نصاً قوياً.
وأضاف أن بالإمكان ملاحظة ذلك أيضاً من خلال شخصية هيوا الذي يتمتع بروح لطيفة ولا يخفي نقاط ضعفه، برغم أنه رجل، وهو يمتلك قوة مميزة تساعده على التنقل في حياته العائلية والتغلب على صدماته التي لم يتم حلها.
التحرر من القمع
وتابع التقرير أن شقيقهم جارا، المقيم في السليمانية، ربما هو من يمثل عناصر التناقض في المجتمع الكوردي، فهو صحفي متحمس ويعلق آمالاً كبيرة على شعبه في التحرر من الاستبداد والقمع، وبرغم ذلك فإنه محاط بأشخاص لديهم الكثير من الإشكاليات الاجتماعية. وهو أيضاً متزوج من سيدة كانت زوجة أخيه الثائر الوسيم كاوا الذي قتل وهو في المقاومة ضد نظام صدام حسين.
وفي الختام، وصف التقرير الرواية بأنها أصيلة بشكل ليس تجميليا. وقال إن "الجدران الهامسة" رواية تتناول أيضاً النجاحات الصغيرة التي تشكل كيان شخصياتها، وهي نجاحات صغيرة مهمة في أهم لحظات الحياة.
وأضاف أنه كتاب يتناول المفارقات التي شكلت مجتمع هردي، وهو بمثابة لمحة عن العالم الكوردي الذي لا يعرف عنه الغرباء سوى القليل، ومختلف عن تمثيله الكاريكاتيري في وسائل الإعلام الرئيسية، وخصوصاً في الغرب.
وتابع التقرير أن هردي وضعت كتاباً لا يرتبط بشكل مؤلم بالعديد من الكورد فحسب، بل له أيضاً صداه لدى العديد من المجتمعات الأخرى، وخصوصاً هؤلاء الذين يعيشون في الشتات.
وختم قائلاً إن "الجدران الهامسة" يمثل مساهمة شديدة الأهمية في المشهد الأدبي العالمي.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي منتدى الشرق الأوسط التقریر أن
إقرأ أيضاً:
صلاح يكشف كواليس تجديد عقده ويتحدث عن الكرة الذهبية
قال الدولي المصري محمد صلاح نجم فريق ليفربول بطل الدوري الإنجليزي لكرة القدم هذا الموسم، إنه لم يكن يتوقع تجديد تعاقده مع النادي في بداية الموسم.
وفي مقابلة تلفزيونية، قال صلاح مع النجم الإنجليزي جاري نيفيل عبر قناة سكاي سبورتس: "بناء على علمي بثقافة هذا النادي وتاريخه، توقعت تجديد تعاقدي مع ليفربول بنسبة 10%، لأنني أعرف كيف يتعامل هذا النادي مع اللاعبين الذين يتجاوزون 30 عاما".
وأضاف قائد منتخب مصر "لم أتوقع استمراري مع ليفربول، وهذا لم يكن أمرا سيئا، واستغرقت المفاوضات بيننا ستة أشهر، ثم سارت بإيقاع سريع، وتحسنت الأمور تدريجيا منذ يناير الماضي".
وتابع "أعتقد أن إدارة ليفربول كانت تختبر مدى قدرتي في الاستمرار في العطاء من عدمه، وقلت لهم عامين فقط، لا أريد أكثر من ذلك".
وانتقل صلاح للحديث عن فوز الفريق بلقب الدوري هذا الموسم، قائلا "لم أشعر على مدار 8 سنوات في ليفربول بنفس القدر من السعادة الذي عشته بعد مباراة توتنهام عند الفوز بلقب الدوري هذا الموسم".
وأضاف "أتمنى أن نفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، وأعلم أن الدوري الإنجليزي هو الأكثر أهمية للنادي، ولكن أتمنى الفوز بدوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي مرة أخرى".
وتابع "أعتقد أن عدم توقع فوزنا باللقب في بداية الموسم كان يمثل مشكلة، وكان يجب أن تتغير العقلية مع اللاعبين الحاليين وجماهيرنا التي تساندنا، والتشديد على أن خسارة ليفربول هي المفاجأة وليس العكس".
في سياق آخر، تضامن محمد صلاح مع زميله ترينت ألكسندر أرنولد الذي أعلن رحيله عن ليفربول بنهاية الموسم الجاري، قائلا "أعتقد أن الجماهير تعاملت معه بقسوة، ولم يستحق صافرات الاستهجان ضده، بل أن تعامله الجماهير بأفضل طريقة ممكنة، لأنه قدم كل ما لديه للفريق".
وأضاف لا يجب أن نتصرف بهذه الطريقة مع أي شخص يقدر الجماهير التي تحضر هنا حتى إذا لعب للفريق لمدة ستة أشهر".
وقال صلاح "فما بالكم بلاعب قدم كل ما لديه للنادي على مدار 20 عاما، أتمنى أن يتغير ذلك في المباراة القادمة أمام برايتون أو في آخر مباراة بالموسم لأنه يستحق وداعا أفضل".
وتابع"أحب أرنولد، فهو يستحق أفضل وداع بعد رحيله عن ليفربول، لأنه قدم الكثير للنادي والمدينة، وأعتبره أحد أفضل اللاعبين في تاريخ ليفربول، وبذل قصارى جهده".
وفسر محمد صلاح قرار أرنولد بالرحيل في ظل تكهنات قوية بقرب انتقاله إلى ريال مدريد، قائلا "أعتقد أنه يتطلع لتحد جديد، لقد تحدث معي عن ذلك، فهو يبلغ 26 عاما، وفاز بكل الألقاب مع ليفربول مرتين أو ثلاثة، فماذا يمكن أن يفعله أكثر من ذلك؟".
وتابع "أتمنى التوفيق لأرنولد، وسأكون على تواصل دائم معه".
وسئل محمد صلاح عما إذا كان يستهدف الفوز بالكرة الذهبية، ليجيب قائلا "لقد كانت تثير جنوني في أوقات سابقة، ولكن هناك بعض الأمور لا تكون في متناولك، وتضطر بعدها للاستسلام".
وأشار "عندما أذهب إلى النادي، أذكر نفسي دائما بما أريد تحقيقه في الموسم، ليدفعني لبذل مزيد من الجهد، وأتمنى الفوز بهذه الجائزة يوما ما، لكن إذا لم يتحقق ذلك، فلا أعرف ماذا سأفعل".
وأضاف "أثق أن لدي فرصة جيدة للفوز بالكرة الذهبية هذا العام، لكن سنرى ما سيحدث".
واختتم محمد صلاح حديثه المطول بالإشارة إلى تطور علاقته بالهولندي رني سلوت المدير الفني للفريق، قائلا "انطباعي الأول عنه (سلوت) أنه شخص جاف للغاية".
وتابع "لقد تحدثنا سويا وكان صريحا معي، واستعرض أمامي بعض مقاطع الفيديو الخاصة بي، وقال لي بهذه النسخة منك لن نحقق الكثير، ولكن بهذه النسخة الأخرى بإمكاننا أن نفوز بكل شيء، أريد أن أساعدك لتقديم أفضل ما لديك، وأن تكون أفضل نسخة لك متاحة طوال الموسم، وأن تقدم أفضل مستوياتك معي".
وكشف نجم ليفربول "قلت له حسنا، ماذا تريد مني وسأفعله لأنني محترف للغاية".
وأوضح "سلوت لم يكن يتحداني بل كان محترما للغاية، وأكدت له ذلك، لأنه تعامل معي بشكل مختلف، ومنحني الفرصة لإبداء رأيي بكل صراحة في إضافة أي شيء مختلف عن كلامه".
وقال النجم المصري "لقد شعرت معه بمساحة كافية من الاحترام والتقدير والتحدث معه طوال الوقت بشأن ما أحتاج تحسينه، وماذا يحتاج الفريق مني، وماذا أحتاج أيضا من زملائي، وأعتقد أنني كنت بحاجة لكل هذه التفاصيل".
وأتم محمد صلاح "لقد أظهر لي أنني لاعب مختلف، ونجم هنا في ليفربول، كنت بحاجة لهذا الشعور في هذه المرحلة".