أبرز تجار الأسلحة الجدد في العالم حاليا
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
لفت تقرير لمجلة " إيكونوميست" إلى أن هناك دولا أصبحت رائدة في مجال تصنيع وبيع الأسلحة، وخص بالذكر كوريا الجنوبية وتركيا، في وقت تشهد دول أخرى تراجعا في مبيعاتها لا سيما، روسيا بسبب غرقها في مستنقع أوكرانيا، والصين بسبب "عدوانيتها" حسب تعبير المجلة.
كوريا الجنوبيةفي السنوات الخمس الأخيرة، حتى عام 2022، ارتقت سول إلى المركز التاسع في تصنيف بائعي الأسلحة الذي وضعه معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (sipri).
وتطمح الحكومة إلى جعل كوريا الجنوبية رابع أكبر مصدر للأسلحة في العالم بحلول عام 2027، وفق تقرير المجلة.
وفي العام الماضي، باعت سول أسلحة بقيمة 17 مليار دولار، أي أكثر من ضعف ما باعت في عام 2021، وكان نحو 14.5 مليار دولار من المبيعات إلى بولندا.
ورجح التقرير أن حجم ونطاق الاتفاقيات التي توصلت إليها كوريا الجنوبية مع بولندا على وجه التحديد، راجع لأن الأخيرة ترى نفسها دولة على خط المواجهة في الدفاع عن أوروبا ضد روسيا.
وتشمل الصفقات المتتالية بين كوريا الجنوبية وبولندا 1000 دبابة "بلاك بانثر"، 180 منها يتم تسليمها بسرعة من مخزون الجيش الخاص و820 سيتم تصنيعها بموجب ترخيص في بولندا.
وهذا العدد من الدبابات يفوق عدد الدبابات العاملة في جيوش ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا مجتمعة، تؤكد المجلة.
تتضمن الحزمة أيضًا 672 مدافع "هاوتزر" ذاتية الدفع من طراز K9 Thunder؛ 288 قاذفة صواريخ متعددة من طراز k239 Chunmoo؛ و48 طائرة من طراز Golden Eagle fa-50، وهي طائرة مقاتلة من الجيل الرابع.
يقول توم والدوين من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث مقره في لندن، إن نجاح كوريا الجنوبية في تجارة الأسلحة يرجع إلى أسعارها التنافسية، والأسلحة عالية الجودة التي تطورها، والتسليم السريع الذي تتميز به.
وجودة الأسلحة الكورية الجنوبية، وفق ذات الخبير، مستمدة من خبرتها في العمل مع الأسلحة الأميركية، ومن قطاعها المدني عالي التقنية.
كما أن التسليم السريع، يعد نقطة قوة لكوريا الجنوبية "لأن الكوريين، الذين يواجهون تهديدا كبيرا عبر حدودهم الشمالية، يديرون خطوط إنتاج ساخنة يمكن أيضًا تكثيفها بسرعة" وفق التقرير.
تركيايضع التقرير تركيا في المركز الثاني، ويقول إنه، منذ وصول حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس رجب طيب إردوغان، إلى السلطة في عام 2002، قام بضخ رؤوس أموال ضخمة في الصناعات الدفاعية وصناعة الأسلحة.
وأصبح هدف تحقيق شبه اكتفاء ذاتي في إنتاج الأسلحة أكثر إلحاحا في تركيا، وذلك في إطار مواجهة العقوبات الأميركية والأوروبية، التي فُرضت عليها في عام 2019 بعد أن اشترت، وهي العضو في حلف شمال الأطلسي، صواريخ أرض-جو روسية من طراز إس-400.
ويعتقد المعهد أن صادرات تركيا من الأسلحة زادت بين عامي 2018 و2022 بنسبة 69% مقارنة بفترة الخمس سنوات السابقة، وأن حصتها في سوق الأسلحة العالمية تضاعفت.
ووفقاً لتقرير أصدرته هيئة صناعية محلية في يوليو الماضي، ارتفعت قيمة صادرات تركيا من الأسلحة بنسبة 38% في عام 2022، مقارنة بالعام السابق، لتصل إلى 4.4 مليار دولار.
وهدف أنقرة لهذا العام هو 6 مليار دولار من المبيعات، وفق التقرير ذاته، الذي لفت إلى أن باكستان تنتظر استلام غواصات من تركيا قريبا، وهي المعروفة بإنتاجها وبيعها للطائرات من دون طيار.
يقول التقرير بالخصوص "من المرجح أن تتم المزيد من صفقات بيع السفن التركية إلى دول أخرى، لأنها ذات أسعار تنافسية". ومع ذلك، تبقى الطائرات من دون طيار، هي الرقم الأساسي في ماكنة التصدير التركية.
وفي 18 يوليو، وقعت تركيا اتفاقية بقيمة 3 مليارات دولار مع السعودية لتزويدها بمسيرات قتالية من نوع (UCAV).
وتم تصنيع هذه الطائرات من قبل شركة Baykar، التي تنتج أيضا طائرة بيرقدار 2، التي تم استخدامها في ليبيا وأذربيجان وإثيوبيا وأوكرانيا.
وتم تطوير بيرقدار 2 لمطاردة المسلحين الأكراد بعد أن رفضت واشنطن بيع تركيا طائرتها بدون طيار من طراز بريداتور.
واصطفت أكثر من 20 دولة لشراء هذا النوع من الطائرات لأنها أرخص وأكثر توفرا من الأميركية الصنع "وأكثر موثوقية من الطائرات بدون طيار الصينية التي كانت تهيمن في السابق على السوق غير الغربية" تقول المجلة.
إلى ذلك، تنتج أنقرة سفنا حربية تتصدرها سفينة "تي سي جي الأناضول" وهي عبارة عن سفينة هجومية برمائية تزن 25 ألف طن وحاملة طائرات خفيفة ستحمل طائرات بيرقدار بدون طيار.
"يقال إن دولة خليجية واحدة على الأقل تجري محادثات لشراء سفينة مماثلة" يقول التقرير.
ومن المفترض أن تحلق الطائرة المقاتلة التركية من الجيل الخامس، "قآن" قريبا، بعد أن أعلن عن ذلك إردوغان في بداية السنة الجارية، خلال حفل "قرن المستقبل" للتعريف بمنتجات الصناعات الدفاعية التركية.
تم تطوير نظام "قآن" بمساعدة شركتي "بي إيه إي سيستمز" و"رولز رويس" البريطانية، ويمكن اعتبارها ردا على حرمان تركيا من برنامج شركاء طائرات إف-35 (كعقاب على شراء طائرات إس-400) يؤكد التقرير ذاته.
وستقوم تركيا بتسويق الطائرة لأي طرف ترفض واشنطن أن تبيعه طائراتها إف -35 أو من يرفض الشروط التي تفرضها الولايات المتحدة لإبرام الصفقة.
سر صعود نجم سول وأنقرةيقول التقرير إن كوريا الجنوبية وتركيا استفادتا من مشاكل منافسيهما الرئيسيين، روسيا والصين.
وكانت صادرات الأسلحة الروسية بين عامي 2018 و2022 أقل بنسبة 31% عما كانت عليه في فترة الأربع سنوات السابقة، وفقا لمعهد ستوكهولم.
وتواجه موسكو المزيد من الانخفاضات الكبيرة في المبيعات بسبب الضغط الذي تفرضه حربها على صناعاتها الدفاعية، وعزلتها الجيوسياسية، والجهود التي يبذلها اثنان من العملاء الرئيسيين، هما الهند والصين، لتقليل اعتمادهما على الأسلحة الروسية.
وخفضت الهند، التي كانت في السابق أكبر عميل لروسيا، مشترياتها من الأسلحة الروسية بنسبة 37% في الفترة 2018-2022.
وبسبب حربها على أوكرانيا، كان يتعين على ماكنة صناعة الأسلحة الروسية التي تسيطر عليها الدولة إلى حد كبير أن تضع احتياجات جيشها في المقدمة "قبل التزاماتها تجاه العملاء".
Geopolitics and the war in Ukraine are changing where the world buys its arms https://t.co/ivDcRvO0t0
— The Economist (@TheEconomist) September 19, 2023والعديد من طائرات Su-30mkis الهندية البالغ عددها 272 طائرة، والتي تمثل العمود الفقري لقواتها الجوية، معطلة الآن، لأن روسيا لا تستطيع توريد قطع الغيار إليها.
إلى ذلك، كان أداء بعض الأسلحة الروسية سيئا في أوكرانيا، مقارنة بأسلحة الناتو، كما أن العقوبات المفروضة على روسيا كبحت تجارتها في أدوات تدخل في صناعتها العسكرية مثل الرقائق الدقيقة، والأنظمة البصرية "وهو ما سيعيق قدرة روسيا على بيع الطائرات المقاتلة، والمروحيات الهجومية، وغيرها من الأسلحة والآليات".
"وكلما طال أمد الحرب في أوكرانيا، كلما زادت صعوبة روسيا في استعادة مكانتها في سوق الأسلحة العالمية" يؤكد التقرير.
أما بالنسبة للصين، فقد ذهب أكثر من نصف صادراتها من الأسلحة في الفترة 2018-2022 إلى دولة واحدة فقط، وهي باكستان، التي تعتبرها حليفا ضد الهند.
وتلبي الصين ما يقرب من 80% من احتياجات باكستان الرئيسية من الأسلحة، وفقا لمعهد ستوكهولم.
وتشمل هذه الاحتياجات، الطائرات المقاتلة والصواريخ والفرقاطات والغواصات.
ولا تهتم بكين بسجلات عملائها في مجال حقوق الإنسان، أو كيف يخططون لاستخدام ما ترسله لهم من أسلحة، أو ما إذا كانوا يخضعون لعقوبات غربية أم لا، إلا أن صناعتها وتجارتها في الأسلحة تعاني أيضا من عدة تحديات.
يقول التقرير بالخصوصو، إن أحد التحديات هو أنه على الرغم من أن الصين سيطرت على سوق الطائرات العسكرية بدون طيار قبل عقد من الزمن، إلا أن عملائها سئموا من جودة آلياتاها الرديئة، مما فتح الباب أمام تركيا.
السبب الثاني، هو أنه، باستثناء صفقة الغواصات المفترضة مع تايلاند وحزمة الأسلحة لميانمار، فإن دول جنوب شرق آسيا التي كنات سابقا أكبر مشتر للألسحة الصينية، سئمت مما يصفه التقرير بـ"سياسة الصين العدوانية".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الأسلحة الروسیة کوریا الجنوبیة ملیار دولار من الأسلحة بدون طیار من طراز فی عام
إقرأ أيضاً:
أكاذيب الكيان الصهيوني التي لا تنتهي
لم يعرف التاريخ الإنساني، وأعتقد لن يعرف حتى قيام الساعة، دولة تكذب وتتحرى الكذب في كل أقوالها وأفعالها مثل دولة الكيان الصهيوني الغاصب التي تكذب كما تتنفس، وتعيش على الكذب الذي قامت على أساسه وتحيا عليه.
الدولة التي قامت على كذبة في العام 1948، لا يمكن أن تستمر وتبقى سوى بمزيد من الأكاذيب التي تنتجها آلة الدعاية الصهيونية المدعومة بوسائل الإعلام العالمية، بشكل يومي لكي تستدر عطف العالم الغربي وتبرر احتلالها البغيض للأراضي الفلسطينية وعدوانها الدائم والهمجي على أصحاب الأرض، وعلى كل من يحاول الوقوف في وجهها وكل من يكشف أكاذيبها ويقاوم غطرستها، وجرائمها التي لا تتوقف ضد الإنسانية.
بدأت الأكاذيب الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر مع نشأة الحركة الصهيونية، بالترويج لأكذوبة أن «فلسطين هي أرض الميعاد التي وعد الله اليهود بالعودة لها بعد قرون من الشتات في الأرض». وكانت هذه الأكذوبة، التي تحولت إلى أسطورة لا دليل على صحتها تاريخيا، المبرر الأول الذي دفع القوى الاستعمارية القديمة، بريطانيا تحديدا، الى إصدار الوعد المشؤوم «وعد بلفور» قبل عام من نهاية الحرب العالمية الأولى بانشاء وطن لليهود في فلسطين. وكان هذا الوعد، كما يقول المؤرخون، الذي صدر عن وزير الخارجية البريطاني أرثر بلفور حجر الأساس لأكبر عملية سرقة في التاريخ، سرقة وطن كامل من أصحابه، ومنحه لمجموعة من العصابات اليهودية دون وجه حق. الوعد الذي لم يعره العالم انتباها وقت صدوره تحول إلى حق مطلق للصهاينة في السنوات التالية، ومن أكذوبة «أرض الميعاد» ووعد الوطن القومي أنتجت الصهيونية العالمية سلسلة لا تنتهي من الأكاذيب التي ما زالت مستمرة حتى اليوم، والمسؤولة، في تقديري، عما يعيشه الفلسطينيون الآن من جحيم تحت الاحتلال الصهيوني.
الكذبة الأولى الخاصة بأرض الميعاد، والتي صدقها العالم نتيجة تكرارها وبفعل التأثير التراكمي طويل المدى لوسائل الاعلام التي سيطر عليها اليهود طوال القرن العشرين، لم تكن سوى أكذوبة سياسية ذات غطاء ديني غير صحيح. إذ تم تفسير النص التوراتي بطريقة ملتوية لتخدم المشروع الصهيوني. ولم تُثبت الحفريات التي يقوم بها الصهاينة أسفل المسجد الأقصى وجود هيكل سليمان أو وجود مملكة داود وسليمان في فلسطين كما تزعم الرواية التوراتية المحرفة، بل أن بعض المؤرخين الإسرائيليين شككوا في وجود اليهود في فلسطين كأمة قبل إنشاء إسرائيل.
دعونا في هذا المقال نتتبع أبرز الأكاذيب الصهيونية التي روجت لها إسرائيل لاستمرار سياساتها العنصرية والتي لم تكن مجرد دعاية عابرة، بل جزءًا من استراتيجية تم وضعها وتهدف في النهاية الى تحقيق الحلم الصهيوني بدولة تمتد «من النيل إلى الفرات»، والترويج للسردية الصهيونية في الاعلام العالمي وحصار السردية الفلسطينية والعربية.
الأكذوبة الثانية التي تمثل امتدادا للأكذوبة الأولى والمرتبطة بها ارتباطا وثيقا، هي أن فلسطين كانت أرضا بلا شعب، وبالتالي يمكن الاستيلاء عليها واحتلالها وتهجير أهلها منها، وجعلها وطنا للشعب اليهودي الذي كان بلا أرض»، وبذلك يتم نفي الوجود العربي الفلسطيني فيها. وتم الترويج لهذه الأكذوبة في الغرب المسيحي المحافظ من خلال خطاب إعلامي يربط إقامة إسرائيل بقرب ظهور المسيح (عليه السلام). وقد نجح الإعلام الصهيوني والمتصهين في تصوير اليهود باعتبارهم عائدين إلى أرضهم، فيما تمت شيطنة الفلسطينيين والتعامل معهم باعتبارهم إرهابيين يعارضون الوعد الإلهي. وكانت هذه الأكذوبة من أخطر الأكاذيب الصهيونية لتبرير احتلال فلسطين بدعوى أنها خالية من السكان، في حين كان يعيش فيها قبل إعلان قيام إسرائيل نحو مليون وثلاثمائة ألف عربي فلسطيني من المسلمين والمسيحيين.
وتزعم الأكذوبة الصهيونية الثالثة أن الفلسطينيين غادروا أرضهم طواعية بعد هزيمة الجيوش العربية وإعلان قيام دولة إسرائيل في العام 1948. وتم استخدام هذه المزاعم للتغطية على مجازر التطهير العرقي الذي قامت به عصابات الصهاينة، وأبرزها مجازر دير ياسين، واللد، والرملة، لطرد الفلسطينيين من أراضيهم وبيوتهم.
لقد ثبت للعالم كله كذب إسرائيل في كل ما روجت له من مزاعم تخالف الحقيقة في الإعلام العالمي المتواطئ معها والمساند لها على الدوام. ومن هذه المزاعم القول بإنها «واحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط» الذي لا يعرف الديمقراطية. ولم ينتبه العالم إلى أن الديمقراطية الإسرائيلية ترى بعين واحدة، ومخصصة لليهود فقط، ولا تشمل سكانها من الفلسطينيين الذين يعانون من تمييز وفصل عنصري في كل مجالات الحياة. وتستخدم هذه الديمقراطية الأسلحة المحرمة والإبادة الجماعية وسياسات الاغتيال والاعتقال والتعذيب كوسيلة للتعامل مع الفلسطينيين المحرومين من حقوقهم السياسية.
وشبيه بهذا الزعم القول إن «الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم». ومع الأسف ما زالت هذه المقولة تتردد على ألسنة العسكريين والسياسيين الصهاينة وفي بعض وسائل الاعلام الغربية، رغم الجرائم الموثقة من جانب منظمات حقوقية عالمية، والتي ارتكبها ويرتكبها هذا الجيش «عديم الأخلاق» في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا وإيران، واستهدافه المدنيين من النساء والأطفال، والصحفيين والأطباء وغيرهم، واستخدامه لسلاح التجويع في غزة ومنع الإمدادات الإنسانية من الدخول الى القطاع وإتلافها عمدا، وقتل الجوعى.
ولا تتوقف آلة الكذب الصهيونية عند هذا الحد وتضيف لها الجديد من الأكاذيب كل يوم، مثل الأكذوبة المضحكة التي أصبحت مثار سخرية العالم، وهي إن «إسرائيل تواجه تهديدا وجوديا من جيرانها العرب» المحيطين بها، في الوقت الذي يعلم فيه القاصي والداني أن الكيان الغاصب هو الدولة الشرق أوسطية الوحيدة التي تمتلك ترسانة نووية قادرة على محو جميع الدول العربية، وتتمتع بتفوق عسكري يضمنه ويحافظ عليه ويعززه الشريك الأمريكي ودول غرب أوروبا، وتمنع بالقوة أي دولة في المنطقة من امتلاك الطاقة النووية حتى وإن كان للأغراض السلمية، كما فعلت مع العراق وايران. وينسي من يردد هذه الأكذوبة إن إسرائيل فرضت من خلال الولايات المتحدة التطبيع معها على العديد من الدول العربية، ليس فقط دول الجوار التي كان يمكن ان تهددها، وإنما على دول أخرى بعيدة جغرافيا عنها، وفي طريقها لفرضه على المزيد من الدول.
ويكفي أن نعلم أن غالبية الحروب التي دخلتها إسرائيل كانت حروبا استباقية، وكانت فيها المبادرة بالعدوان، وآخرها الحرب على إيران. والحقيقة أن حربها المستمرة منذ نحو عامين على غزة والتي تزعم أنها، أي الحرب، «دفاع عن النفس» ما هي إلا أكذوبة أخرى تأتي في إطار سعيها لتفريغ القطاع من سكانه وتهجيرهم خارجه بعد تدميره وحصاره المستمر منذ العام 2007 وحتى اليوم، وهو ما ينفي الأكذوبة الأكثر وقاحة التي ترددها الآن بأن «حركة حماس هي المسؤولة عن معاناة أهل غزة، وهي من تجوعهم»، مع أن العالم كله يشاهد كيف حولت القطاع إلى أطلال وإلى أكبر سجن مفتوح في العالم بشهادة الأمم المتحدة.