جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-06@15:34:22 GMT

من الأُمِّي في عصر الذكاء الاصطناعي؟

تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT

من الأُمِّي في عصر الذكاء الاصطناعي؟

 

مؤيد الزعبي **

من هو الأمي في عصرنا الحالي عصر الذكاء الاصطناعي؟ وهل فعلًا هناك مهارات يجب أن نتعلمها حتى لا نفقد وظائفنا في المستقبل القريب؟

عزيزي القارئ.. مهما كانت وظيفتك؛ سواءً أكنت تُحبُها أو لا تحبها؛ سواءً أكنت ممن يحبون بيئة العمل أو ممن يكرونها، إلّا أنك ستتفق معي على أنك لن تكون سعيدًا لو وجدت روبوتًا أو أداة ذكاء اصطناعي بديلة عنك، والذي سيجعلك حزينًا أكثر عندما تعلم أن مهاراتك العملية الحالية لن تشفع لك أبدًا في قادم الوقت؛ بل على العكس ستبحث شركتك أو مؤسستك عمّن يمتلك مهارات لم تعلم أساسًا بأنها مهارات يجب أن تمتلكها.

ولهذا دعني- عزيزي القارئ- أتحدث معك من خلال هذا الطرح عن مهارات يجب أن تمتلكها في أسرع وقت ممكن حتى لا تفقد وظيفتك وحتى لا تكون أميًّا في هذا الزمان؟

لا تقول لي إنك لم تلاحظ أن الذكاء الاصطناعي بدأ في الدخول لكافة المجالات؛ فلو كنت محاميًا فالذكاء الاصطناعي سيكون قادرًا على أن يقوم بمهامك في قادم الوقت، ولو كنت مهندسًا معماريًا تجد في نفسك المهندس الأسطوري الذي يصمم أفضل العمارات والمباني؛ فالذكاء الاصطناعي لن يتركك في حالك، وها هو بدأ يصمم بيوتًا وعمارات ويصمم مدنًا وبجودة عالية، وبأفكار لا تخطر على بالك!

ولو كنت طبيبًا فأنت "شايف وعارف" أن الأذرع الروبوتية بدأت فعليًا بالدخول لغرف العمليات، وبدأت الحواسيب قادرة على تشخيص الأمراض والتنبؤ بها- إن أردت ذلك- ولو كنت صحفيًا أو إعلاميًا تتباهى بأنَّ مكانك محفوظ في مستقبل الذكاء الاصطناعي، فاعلم يا صديقي أن الذكاء الاصطناعي بات هناك في غرف الأخبار ويُقدم نشرات الأخبار ويكتب مقالات وأخبارا في مختلف المجالات، وقريبًا سيُدير منظومات إعلامية أكبر! ولو كنت مُعلِّمًا وتقول لنفسك إن المنظومة التعليمية لن تستغني عنك، فأنت مُخطئ، فحتى لو لم يتم استبدالك بالروبوتات فهناك مشكلة تواجهك؛ فمهاراتك التدريسية غير كافية بالنسبة لمنظومة التعليم المستقبلية.. اعتذر منك أيها المُعلم، فأنت بمهاراتك الحالية أُمِّيٌ (بتشديد الميم) حتى لا تفهمني خطأ!

حسب الدراسات، فإن 44% من المهارات سوف تتغير خلال الخمس سنوات المُقبلة، وما نجده اليوم مهارات عملية متطورة، ستصبح أقل من المستوى في قادم الوقت؛ فالمستقبل سيتطلب منك مهارات جديدة؛ مثل أن تكون على علم بكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي. نعم صديقي القارئ؛ فالذكاء الاصطناعي أنت مطالب بأن تفهمه وتفهم كيف تُدخِله في أعمالك لتُنجِز مهامًا أكثر وأسرع، وإلّا أنت تعرف الإجابة وإلى أين سينهي بك المطاف لو تعنَّتَ وقلت ليس ضروريًا.

مهما كانت وظيفتك، فيجب أن تتعلم كيف تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي، وكيف تجعلها مساعدك الشخصي؛ لتُنجز أعمالك بشكل مُتقَن وبسرعة أكبر وبإبداع أكبر، ومهما كانت وظيفتك قريبة من العمل الإنساني البعيد عن الآلات والروبوتات والحواسيب؛ فيجب أن تتعلم الذكاء الاصطناعي وكيف يمكنه أن يحسن ما تقوم به، والأمر لا يقتصر على الموظفين فقط؛ بل حتى المدراء والطلاب أيضًا، فمهارات الذكاء الاصطناعي ستكون مطلب لا غنى عنه في جميع مراحل الحياة.

خلال السنوات القليلة المقبلة ستصبِحَ مُطالبًا بأن تستخدم "شات جي بي تي" وغيرها من أدوات الذكاء الاصطناعي التوليديّ؛ لتوليد نصوص وصور وفيديوهات ورسومات وتصاميم بأفكار وخيالات مغايرة، سيكون مطلوبٌ منك كيفية توظيف البيانات وعلوم البيانات لإنجاز مهامك في بعض الأحيان، سيكون مطلوبٌ منك أن تُثقِّف نفسك بكل ما هو جديد في عالم التقنية؛ لتتمكن من استخدام كل ما هو جديد ضمن مجال عملك وتخصصك.

مهارات الحواسيب التقليدية لن تكون مهمة في قادم الوقت، فلا تقول لي إنك ماهر في الطباعة وفي استخدام برمجيات الأوفيس، ولا حتى ماهر في إدخال البيانات، فكل هذه المهارات ستصبح بلا قيمة مستقبلًا؛ بل عليك أن تكون ماهرًا في استخدام البرمجيات والأدوات التي تقوم بكل هذه المهام أوتوماتيكيًا ودون تدخلك، وسيكون مطلوبٌ منك أن تُحدِّث نمط تفكيرك وتعاملك مع الذكاء الاصطناعي وأن تجد فيه رفيقك ومساعدك حتى لا يجلس هو مكانك.

إنَّ المهارات المستقبلية ستتركز في كثير من الأحيان على كيفية استخدامك للأدوات المُستحدثة في عالم التقنية؛ فتخيل معي عزيزي القارئ أنه منذ ظهور ChatGPT، زاد الطلب على المتخصصين في هذه الأنظمة لإدخال هذه التقنية في المؤسسات وتدريب العاملين عليها، ولك أن تتخيل أنك لو سابقت الزمن وجهّزت نفسك لكل مهارة مستقبلية مُحتمَلة فسيكون لك نصيب الأسد في بيئة العمل المستقبلية.

المستقبل لن يعترف بأي مهارة معتمدة على السرعة ولا على أي مهارة تعتمد على التكرار؛ بل ستعتمد على مهارات تتحدث بشكل سريع؛ فاليوم أنت مطالب بكيفية استخدام أداة معينة، وغدًا سيكون مطلوب منك أن تتعلم أداة أكثر تطورًا. وملاحقة هذه السرعة في التقدم ليست بالأمر الهين، لكن إن جعلت الأمر شغفًا بتطوير الذات، فسوف تجد في ذلك المتعة.. المهم أن لا يُقال عنك أُمِّيًّا في قادم الأيام.

** المنسق الإعلامي ومنتج الأخبار لصالح مجموعة الصين للإعلام الشرق الأوسط

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كيف استخدمت السعودية الذكاء الاصطناعي في إدارة موسم الحج؟

قُدّمت تقنيات الذكاء الاصطناعي هذا العام كعنصر رئيسي في إدارة موسم الحج في السعودية، لا سيما في مراقبة حركة الحجاج.

وقالت وكالة "فرانس برس"، إن المسؤولين السعوديين وظفوا تقنيات الذكاء الاصطناع لمراقبة حركة الحجاج على مدار الساعة، باستخدام بيانات ضخمة وصور حية من آلاف الكاميرات المنتشرة في مكة والمشاعر المقدسة.

وتقوم أكثر من 15 ألف كاميرا بمراقبة حية للحشود، فيما تعمل برمجيات ذكية على تحليل المشاهد المرصودة، للتنبؤ بنقاط الازدحام ورصد أي خلل في حركة السير. وتشمل هذه المنظومة أيضًا تتبّع أكثر من 20 ألف حافلة تنقل الحجاج بين المواقع المقدسة.

ويُعد هذا النظام جزءًا من منظومة تقنية شاملة تعتمدها السعودية لإدارة واحد من أكبر التجمعات البشرية في العالم، حيث استقبلت مكة نحو 1.4 مليون حاج هذا الأسبوع من مختلف الدول.

وأوضح محمد نذير، المدير التنفيذي للمركز العام للنقل في الهيئة الملكية لمدينة مكة، أن "غرفة التحكم المروري" تستخدم كاميرات متخصصة مدعومة بطبقات من الذكاء الاصطناعي لتحليل الحركة، تحديد المناطق المزدحمة، والتنبؤ بأنماط المرور. وتعمل الغرفة على مدار الساعة، وتستعين بشاشات وخرائط وأنظمة رصد متقدمة.

وأضاف نذير أن الهدف من هذه الإجراءات هو تقليل الحوادث، خاصة وأن الحجاج يتنقلون في الغالب سيرًا على الأقدام، بالإضافة إلى تخفيف المشقة الناتجة عن التنقل لمسافات طويلة في ظل درجات حرارة مرتفعة. وذكر أن نحو 17 ألف حافلة تتحرك في وقت واحد خلال ذروة الحج.

من جانبه، قال محمد القرني، مدير عام الحج والعمرة في المركز ذاته، إن غرفة العمليات تُعد "العين الرقيبة" على كافة الخطط التشغيلية، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكّن من تتبّع الأعداد ومراقبة الطرق والمسارات، إلى جانب استشعار الحالات الطارئة قبل وقوعها.

وأضاف أن النظام يسمح برصد الطاقة الاستيعابية للمواقع المقدسة، مما يُمكّن الجهات المعنية من توجيه الحشود عند الضرورة. وأشار إلى أنه خلال شهر رمضان الماضي، ساعدت هذه التقنية في وقف دخول المصلين عند بلوغ المسجد الحرام طاقته القصوى.

ولا يقتصر استخدام التكنولوجيا المتقدمة على الجوانب التنظيمية فقط، بل يشمل أيضًا الرقابة الأمنية.

فبعد وفاة 1301 حاج في العام الماضي – معظمهم دون تصاريح رسمية – شددت السلطات هذا العام على تطبيق القوانين، خاصة مع التوقعات بارتفاع درجات الحرارة إلى ما فوق 40 درجة مئوية.

وأوضحت السلطات أن 83% من الوفيات المسجّلة العام الماضي كانت لأشخاص لا يحملون تصاريح حج. وأكّد وزير الحج، توفيق الربيعة، في تصريحات سابقة أن الأجهزة المختصة تستخدم مستشعرات لرصد حركة الحجاج، مما يتيح التدخل السريع عند وجود مخاطر.

كما أُعلن عن استخدام طائرات مسيّرة لرصد مداخل مكة، والكشف عن الحجاج غير النظاميين. وقال الفريق محمد بن عبدالله البسامي، مدير الأمن العام ورئيس اللجنة الأمنية للحج، إن "التقنية أصبحت أداة يومية"، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي، والطائرات المسيّرة، والكاميرات الحرارية أسهمت في ضبط المخالفين عبر مركز عمليات متقدّم.

وفي مقاطع نشرتها القوات الخاصة لأمن الطرق، تم توثيق استخدام هذه التقنيات الحديثة، بما في ذلك الكاميرات الذكية والحرارية، لمراقبة المحيط الخارجي لمكة والمشاعر.
???? باستخدام طائرة "الدرون" .. قوات أمن الحج تضبط (38) وافدًا من حاملي تأشيرات الزيارة لمخالفتهم أنظمة وتعليمات الحج.#لا_حج_بلا_تصريح pic.twitter.com/o8WVJnpo7m — أمن الطرق (@SA_HWY_SECURITY) June 4, 2025
وتُوزع تصاريح الحج وفق نظام حصص للدول، وتُمنح للأفراد غالبًا عبر قرعة. إلا أن ارتفاع تكاليف الحج النظامي يدفع البعض إلى اللجوء إلى طرق غير نظامية منخفضة التكلفة، رغم ما تنطوي عليه من مخاطر.

مقالات مشابهة

  • Reddit تقاضي “أنثروبيك” بتهمة استخدام بياناتها لتدريب الذكاء الاصطناعي دون ترخيص
  • نقابات العمال الأمريكية تبدأ معركتها ضد الذكاء الاصطناعي
  • احذر فخ الذكاء الاصطناعي: مشهد وهمي بتقنية Veo 3 يثير الجدل
  • هل يوجد الذكاء الاصطناعي جيلا مسلوب المهارات؟
  • كيف استخدمت السعودية الذكاء الاصطناعي في إدارة موسم الحج؟
  • في أقل من ثانية.. كيف يخترق الذكاء الاصطناعي شيفرتك السرية؟
  • رادار الذكاء الاصطناعي يرعب السائقين في تركيا
  • كيف غيّر الذكاء الاصطناعي حياة المكفوفين في جامعة باريس؟
  • مايكروسوفت تستغني عن مئات الموظفين للاستثمار في الذكاء الاصطناعي
  • ورشة تدريبية بجامعة صنعاء تستعرض أدوات الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي