تعد صحة الثروة الحيوانية واستدامتها وتعزيز منظومة الأمن الحيوي أولوية استراتيجية في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، حيث تعمل على الارتقاء بقطاع الثروة الحيوانية والإنتاج الحيواني لضمان تحقيق التنمية المستدامة وترسيخ منظومة الأمن الغذائي الحيوي باعتبارها ركيزة أساسية لمواجهة تحديات المناخ وتأثيراتها .

وأكد سعادة راشد بن رصاص المنصوري المدير التنفيذي لقطاع الثروة الحيوانية في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “ وام”: أن الهيئة تسعى لإيجاد الحلول للارتقاء بالصحة الحيوانية بشكل مستدام وبأقل تأثير ممكن على المناخ والبيئة، لافتا إلى أن منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة ” الفاو” نشرت تقريراً خلال عام 2022، أوضح أنه يمكن لتحسين صحة الحيوان أن يساعد في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، مشيرا إلى ضرورة اتبّاع نهج أكثر دقة لقياس التقدم المحزر إذا ما أرادت البلدان أن تتمكن من إدراج خفض الانبعاثات في التزاماتها الوطنية المتعلقة بالمناخ.

وقال إن الهيئة تقوم بدور ريادي في تعزيز صحة الثروة الحيوانية في إمارة أبوظبي من خلال منظومة متكاملة ومنشآت صحية وكوادر بيطرية مع حملات التحصين والأنظمة التي تساعد في رفع سلامة وصحة الحيوان، كما تدعم الخدمات التي توفرها الهيئة منظومة الأمن الحيوي والاستجابة الفورية لطوارئ واحتواء الأمراض الوبائية، من خلال خدماتها البيطرية لمربي الثروة الحيوانية بالإمارة.

وأشار إلى حرص الهيئة على تسخير كل الإمكانيات لتعزيز كفاءة الخدمات البيطرية وبناء قدرات الكوادر البشرية العاملة في هذا المجال الحيوي من خلال توفير أحدث الأجهزة، والتدريب التخصصي وفقاً لآخر المستجدات العالمية في هذا المجال، إضافة إلى تشجيعهم على المشاركة في المؤتمرات والفعاليات المحلية والإقليمية والدولية ذات العلاقة بالطب البيطري، فضلاً عن تحفيز المتخصصين على البحث العلمي بما يسهم في تعزيز القدرات الفنية والعلمية للخدمات البيطرية.

من جانبها أكدت ميرة الكلباني مدير إدارة خدمات الإرشاد وصحة الحيوان في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية ، في تصريحات لـ “وام” ، أن الهيئة تقدم مختلف الخدمات التشخيصية والعلاجية لجميع مربي الثروة الحيوانية في المناطق الثلاث في الإمارة (أبوظبي والعين والظفرة) البالغ عددهم 23 ألفا و302 مربي ، عبر 3 مستشفيات رئيسية (القطارة والوثبة ومدينة زايد) و19 عيادة موزعة على مستوى الإمارة (السلع وغياثي وحصان والثروانية ومزيرعة ودلما والمرفأ والخزنة والسمحة والختم ومساكن وملاقط والفقع وبوكرية والعويا وسيح صبرا والقوع والساد وسويحان) حيث يبلغ عدد الكادر البيطري على مستوى المناطق الثلاث 115 طبيبا وفنيا.

وأضافت أن الهيئة استطاعت تعزيز جهودها من خلال تقديم خدماتها البيطرية والعلاجية لملاك الثروة الحيوانية وذلك عبر تغطية نسبة 100% من طلبات المتعاملين التي تخص علاج الثروة الحيوانية، والتي كانت بمتوسط 80 ألف طلب في كل عام من الثلاث أعوام الأخيرة ، كما حققت الهيئة المستهدف من حملات التحصين السنوية حيث يتم تحصين أكثر من 80% من الثروة الحيوانية المسجلة في نظام تعريف وتسجيل الحيوانات بصورة سنوية ضد الأمراض الوبائية العابرة للحدود حيث تم خلال حملة التحصين للعام 2022/2023 تقديم حوالي (3.5) مليون جرعة للتحصين ضد الحمى القلاعية و عدد (1.5) مليون جرعة للتحصين ضد مرض الكفت و (2) مليون جرعة للتحصين ضد طاعون المجترات الصغيرة.

وأوضحت الكلباني تتضمن الخدمات البيطرية تشخيص الأمراض وفق أحدث التقنيات، وإجراء التحاليل المخبرية على العينات الخاصة بالتشخيص وبرامج الاستقصاء المرضي، والتحاليل المتعلقة بكفاءة اللقاحات وقياس المناعة، بالإضافة إلى التحاليل المتصلة بتنمية الثروة الحيوانية.

وفي الجانب العلمي التي تهتم به الهيئة، أفادت الكلباني بأن الهيئة قامت بتسجيل إنجاز علمي هو الأول من نوعه في المجال البيطري لدولة الإمارات بصفتها واحدة من أهم مواطن الجمل وحيد السنام، وذلك من خلال إطلاق أول أطلس للأمراض الجراحية للجمل وحيد السنام، الذي يعد أطلس الجراحة الأول من نوعه على المستوى المحلي والعالمي وبمثابة مرجع عالمي معتمد لطلاب الطب البيطري في مجال جراحة الإبل (وحيدة السنام)، مع حصول الأطلس على الاعتماد الدولي كمرجع معتمد من قبل المنظمة العالمية لصحة الحيوان (OIE) فرنسا في عام 2022ـ مما يسهم في فتح قنوات تواصل وتعاون مشتركة مستقبلية مع المنظمة العالمية لصحة الحيوان،وكذلك المساهمة في تعزيز مكانة الإمارات عالميا في هذا المجال.

ومن الإنجازات التطويرية في المجال البيطري أن الهيئة قامت بتسجيل “الخوارزمية الذكية للتحصين ضد طاعون المجترات الصغيرة” ضمن حقوق المصنفات الفكرية المكتوبة لدى وزارة الاقتصاد، والتي تم العمل على تطويرها بهدف تعزيز محور الأمن الحيوي من خلال توجيه حملات التحصين ضد طاعون المجترات الصغيرة لتعزيز المناعة لدى الماعز والضأن.

وتساهم هذه الخوارزمية الذكية التي عملت الهيئة على تنفيذها منذ عام 2018 خلال عملية التحصين ضد طاعون المجترات الصغيرة في رفع كفاءة الإنتاجية مع المنفعة الاقتصادية على مربي الثروة الحيوانية من تقليل الوفيات في الحيوانات وترشيد النفقات ، كما ساعدت الخوارزمية في زيادة تغطية حيازات ” عزب” ليست مستهدفة خلال عمليات التحصين، كما تسهم الخوارزمية الذكية في رفع نسبة التحصين لتوائم النسب المستهدفة في الخطة الوطنية للصحة الحيوانية 2016-2025م من خلال توفير العدد الكافي من الكادر البيطري والعمال و اللقاحات.

ويعتبر تطبيق النمذجة الرقمية للتنبؤ بالأمراض الوبائية التي تصيب الثروة الحيوانية من المشاريع المستقبلية للهيئة الهادف إلى تعزيز صحة الثروة الحيوانية ،والذي سيكون له الأثر الإيجابي في تقليل انتشار الأوبئة وسرعة احتوائها ، كما سيساهم في تنمية الثروة الحيوانية لدى الملاك، كما تعمل الهيئة على تعزيز شراكاتها مع الجهات الأكاديمية الوطنية والدولية والقطاع الخاص من أجل إيجاد الحلول المبتكرة واستشراف المستقبل في تنمية الخدمات العلاجية ، كما تسعى الهيئة في تأسيس برامج مشتركة بين الجامعات والجهات البحثية التي تدعم استخدام التقنيات المتقدمة في مشاريعها المستقبلية.

الجدير بالذكر بأن الهيئة استحدثت مجموعة من القرارات والأنظمة لتعزيز منظومة الأمن الحيوي والمحافظة على سلامة الثروة الحيوانية ومنها إصدار قرار رقم (5) لسنة 2020 نظام الوقاية والسيطرة على الأمراض الحيوانية والوبائية والمشتركة في إمارة أبوظبي، وقرار رقم (8) لسنة 2020 بإصدار نظام الشروط الفنية والصحية لمنشآت الإنتاج الحيواني في إمارة أبوظبي ، كما تم تدريب عدد من الأطباء البيطرين على الضبطية القضائية وذلك للتأكيد على التزام المنشآت الصحية العاملة في المجال الحيواني إضافة إلى ملاك العزب ومربي الثروة الحيوانية بهذه القرارات التي تنظم القطاع الحيواني في إمارة أبوظبي.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: فی إمارة أبوظبی الأمن الحیوی منظومة الأمن صحة الحیوان للتحصین ضد أن الهیئة من خلال

إقرأ أيضاً:

ماذا وراء خطة نتنياهو بشأن غزة التي “لا ترضي أحدا”؟

#سواليف

نشرت شبكة “CNN”، مساء السبت، تحليلا سلط الضوء على #خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين #نتنياهو بشأن قطاع #غزة والتي “لا ترضي أحدا”.

وذكرت القناة أنه وبعد مرور ما يقرب من عامين على حرب غزة، صوّت مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على توسع عسكري جديد للسيطرة على مدينة غزة.

وهذه الخطة التي بادر بها ودفع بها نتنياهو نفسه، تكشف بلا شك عن مناوراته السياسية الداخلية أكثر مما تكشف عن أي استراتيجية عسكرية مدروسة جيدا.

مقالات ذات صلة حماية المستهلك تحذر الأردنيين من تسمم الحر 2025/08/10

وأفادت الشبكة بأنه تم اعتماد الخطة رغم الاعتراض الشديد من القيادة العسكرية الإسرائيلية والتحذيرات الخطيرة من أنها قد تفاقم #الأزمة_الإنسانية وتعرض الخمسين رهينة المتبقين في غزة للخطر.

ويأتي هذا التوسع الكبير في الحرب أيضا على خلفية تراجع كبير في الدعم العالمي لإسرائيل، وتراجع في التأييد الشعبي الداخلي لاستمرار الحرب.

ومع ذلك، دفع نتنياهو بخطته قدما لما لها من فائدة واحدة على الأقل غير معلنة: إنها تمنحه وقتا للكفاح من أجل بقائه السياسي.

ومع شركائه الحاليين في الائتلاف اليميني المتطرف، فإن هذا يعني إطالة أمد الحرب، علما أن حلفاء نتنياهو إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش أحبطا مرارا وتكرارا التقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار وأجهضوه مهددين بانهيار حكومته إذا انتهت الحرب.

وفي الواقع، لا ترقى خطة نتنياهو لمحاصرة مدينة غزة إلى مستوى مطالب شركائه في الائتلاف، إذ يدفع بن غفير وسموتريتش باتجاه احتلال كامل للقطاع المحاصر كخطوة أولى لإعادة بناء المستوطنات اليهودية في غزة، وفي نهاية المطاف ضمها، كما أنها أقل مما روج له نتنياهو نفسه قبل الاجتماع.

وفي مقابلة الخميس، صرح نتنياهو لقناة “فوكس نيوز” بأن إسرائيل تنوي السيطرة على غزة بأكملها، كما لو أنه حسم أمره باحتلالها بالكامل.

وبدلا من ذلك، اختار نتنياهو الترويج لخطة تدريجية تركز فقط على مدينة غزة في الوقت الحالي دون السيطرة على مخيمات أخرى قريبة، حيث يعتقد أن العديد من الرهائن الإسرائيليين العشرين المتبقين محتجزون.

كما تعمد نتنياهو تحديد موعد نهائي فضفاض نسبيا لبدء العملية (بعد شهرين) تاركا الباب مواربا أمام دفعة دبلوماسية أخرى لإعادة إطلاق صفقة تبادل الرهائن لوقف إطلاق النار وإلغاء العملية برمتها.

والآن، يبدي شركاؤه اليمينيون غضبهم من القرار، مدعين أن الخطة غير كافية وأن تصعيد الحرب وحده يكفي.

وقال مصدر مقرب من سموتريتش: “قد يبدو الاقتراح الذي قاده نتنياهو ووافق عليه مجلس الوزراء جيدا، لكنه في الواقع مجرد تكرار لما حدث.. هذا القرار دون معنى وليس أخلاقيا ولا صهيونيا”.

ولفتت الشبكة الأمريكية إلى أن خطة نتنياهو الأخيرة لم ترض شركاءه في الائتلاف ولا القيادة العسكرية الإسرائيلية.

وخلال اجتماع مجلس الوزراء الماراثوني الذي استمر 10 ساعات، قدم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، معارضة الجيش القاطعة لخطط الحكومة لإعادة احتلال القطاع.

وحذر كبير جنرالات الجيش الإسرائيلي من أن أي عملية عسكرية جديدة ستعرض كلا من الرهائن المتبقين والجنود الإسرائيليين للخطر، محذرا من أن غزة ستصبح فخا من شأنه أن يفاقم استنزاف قوات الجيش الإسرائيلي المنهكة أصلا جراء ما يقرب من عامين من القتال المتواصل، وأنه يعمق الأزمة الإنسانية الفلسطينية.

وتعكس المخاوف العسكرية مشاعر الرأي العام الإسرائيلي على نطاق واسع: فوفقا لاستطلاعات رأي متكررة، يؤيد غالبية الإسرائيليين اتفاق وقف إطلاق نار من شأنه إعادة الرهائن وإنهاء الحرب، لكن عملية صنع القرار الحالية لنتنياهو منفصلة عن كل من المشورة العسكرية والإرادة الشعبية، بل مدفوعة كما يقول المحللون والمعارضون السياسيون، بضرورة البقاء السياسي الضيقة.

كما تضع خطة الاستيلاء على غزة نتنياهو وإسرائيل في عزلة دولية غير مسبوقة، فعلى الرغم من الحرية المطلقة التي منحها له البيت الأبيض بقيادة الرئيس ترامب في حرب غزة، إلا أن المجاعة وأزمة الجوع المتزايدة قد قللت بالفعل من الشرعية العالمية لحرب إسرائيل، وكانت التداعيات الإضافية لقرار الحكومة الأخير سريعة وواضحة حيث أعلنت ألمانيا ثاني أهم حليف استراتيجي لإسرائيل بعد الولايات المتحدة، أنها ستعلق بعض صادراتها العسكرية إلى إسرائيل مما مهد الطريق أمام دول الاتحاد الأوروبي الأخرى لمزيد من تخفيض مستوى العلاقات.

ووفق “CNN” يمضي نتنياهو قدما بـ”خطة لا ترضي أحدا” فحلفاء إسرائيل في الخارج، وقيادتها العسكرية، وجمهور يريد إنهاء الحرب من جهة، ومن جهة أخرى شركاؤه المتشددون المستاؤون الذين يرون أنها لا تكفي.

والجمهور الذي تخدمه هذه الخطة هو نتنياهو نفسه بالأساس فهي تمنحه مزيدا من الوقت لتجنب الخيار الحتمي بين وقف إطلاق نار حقيقي قد ينقذ الرهائن أو تصعيد عسكري شامل يرضي ائتلافه، إنها أكثر من مجرد خطوة استراتيجية بل مناورة كلاسيكية أخرى من نتنياهو لإطالة أمد الحرب مع إدامة الأذى والمعاناة لسكان غزة والرهائن الإسرائيليين على حد سواء وكل ذلك من أجل بقائه السياسي.

مقالات مشابهة

  • جنرال إسرائيلي: لماذا لم تُهزم “حماس” بعد كل الضربات التي تلقتها؟
  • مكتب أبوظبي للاستثمار يتعاون مع “آنت إنترناشونال” لتعزيز الابتكار في منظومة التكنولوجيا المالية في الإمارة
  • “أبوظبي للغة العربية”.. القراءة المستدامة ترسخ مجتمع المعرفة
  • “مهرجان أبوظبي للشطرنج” يستقطب 3 آلاف لاعب ولاعبة من 82 دولة
  • تعرف على أعداد وقيمة الأرقام المميزة “ترميز 1” التي تم بيعها بأقل من 24 ساعة
  • “الخيرية الهاشمية”: استمرار تنفيذ مشروع المساعدات الغذائية الطارئة في الأردن بدعم سعودي
  • زراعة حماة تدعو مربي الثروة الحيوانية لاتخاذ إجراءات لحماية قطعانهم خلال موجة الحر
  • ضمن عملية “طيور الخير”.. الإمارات تنفذ الإسقاط الجوي الـ68 وتُدخل 540 طناً من المواد الغذائية
  • ماذا وراء خطة نتنياهو بشأن غزة التي “لا ترضي أحدا”؟
  • وحدة “التيّار الديمقراطيّ الأردني” …!