هل تتكرر تجربة ابعاد المعارضة الكردية الايرانية عن الحدود مع حزب العمال الكردستاني؟
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
21 سبتمبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث: بعد أن أعلنت بغداد عن ان الاحزاب المعارضة لايران المتواجدة في كردستان العراق، ابعدت عن الحدود الايرانية بموجب اتفاق أمني مع طهران، تنطرح دعوات بتكرار التجربة مع حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا وطرده نهائيا من الاراضي العراقية.
و تسبب قصف تركي في الايام القريبة الماضية بمقتل 3 عناصر وجرح 3 اخرين من جهاز مكافحة الارهاب في كردستان، نفذ بطائرة مسيرة على مطار عربت، وهو مطار زراعي في السليمانية يستخدم للطائرات الخاصة برش المبيدات الزراعية.
وقصفت طهران العام الماضي أكثر من مرة مواقع لمجموعات معارضة كردية إيرانية، تتهمها باعمال مسلحة داخل ايران .
ومن الناحية الفنية، يمكن ابعاد حزب العمال الكردستاني من العراق مثلما حدث في ابعاد المعارضة الايرانية الكردية المسلحة من الحدود مع ايران في الايام القريبة الماضية. ففي كلتا الحالتين، يتعلق الأمر بعمليات عسكرية تقوم بها القوات الحكومية لإزالة المقاتلين المسلحين من مناطق معينة.
ومع ذلك، هناك بعض الاختلافات المهمة بين الحالتين. فحزب العمال الكردستاني هو منظمة عسكرية قوية تتمتع بدعم شعبي كبير في المناطق الكردية في العراق. كما أن الحزب لديه علاقات وثيقة مع الأحزاب السياسية الكردية في العراق، مما يجعل من الصعب على الحكومة العراقية إبعاده دون إثارة اضطرابات سياسية وأمنية.
أما المعارضة الايرانية الكردية المسلحة فهي منظمة أقل قوة ونفوذا من حزب العمال الكردستاني. كما أن هذه المنظمة لا تتمتع بدعم شعبي كبير في إيران، مما جعل من السهل على الحكومة الإيرانية إبعادها.
بالإضافة إلى ذلك، فإن العراق يواجه تحديات أمنية واقتصادية كبيرة، مما قد يضعف قدرته على إجراء عمليات عسكرية كبيرة لإزالة حزب العمال الكردستاني من البلاد.
وعليه، فإن احتمال ابعاد حزب العمال الكردستاني من العراق هو احتمال ضئيل. ولكن، إذا حدث ذلك، فمن المرجح أن يكون ذلك نتيجة لجهود مشتركة بين الحكومة العراقية وتركيا، مع دعم دولي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: حزب العمال الکردستانی
إقرأ أيضاً:
الأهوار تلفظ أنفاسها الأخيرة تحت مجنزرات التنقيب
19 مايو، 2025
بغداد/المسلة: تهتف أصوات القرويين في قرية أبو خصاف، جنوب العراق، بالرفض الصريح لأي مشروع نفطي يطال هور الحويزة، خشية أن يُطيح ما تبقّى من ذاكرة مائية وأثر حضاري لطالما تغنّت به الأجيال.
ويسرد الناشط مرتضى الجنوبي وجع السكان بقوله إن حقل الحويزة ليس مجرد موقع نفطي، بل نقطة انكسار لهوية تمتد لآلاف السنين. ويضيف أن دخول المعدات في مارس الماضي لم يكن بداية المسح الزلزالي فقط، بل إعلان تهديد فعلي لبقاء الأهوار.
وتؤكد الصور الفضائية التي حصلت عليها منظمة “باكس” الهولندية بناء طريق ترابية بطول 1.3 كيلومتر، وهو ما يعكس نشاطاً مكثفاً في قلب النظام البيئي دون وضوح في الإجراءات الاحترازية.
ويعرب الصيادون عن قلقهم، ويقول كاظم علي إنهم لا يريدون فرص عمل بل “عودة المياه لأم النعاج”. بينما يشرح راعي الجواميس نور الغرابي أن ما يطلبه ليس وظيفة بل حفظ الهور كحاضن طبيعي ومصدر للحرية والرزق.
وتشير إحصائيات ميدانية إلى أن منسوب المياه في أغلب مناطق الأهوار لا يتعدى متراً واحداً، مقارنة بـ6 أمتار قبل سنوات. وتشير التقديرات المحلية إلى أن الهور قد يجف تماماً هذا الصيف إذا لم تحدث موجات مطر استثنائية.
وتقول وزارة النفط إن عملياتها لا تمس قلب الأهوار، وإن المسح تم خارج النطاق المحمي، فيما تؤكد شركة نفط ميسان أن ما جرى لا يعدو كونه تجهيزات لحقل مجاور. لكنها في الوقت نفسه لم تنفِ خطط استثمار الحقل المشترك مع إيران، التي تستخرج نفطاً من الجانب الآخر منذ سنوات.
وتتحدث وكالة “تسنيم” الإيرانية عن آثار بيئية مدمرة لأنشطة نفطية في “هور العظيم”، بما يشمل تحويل مجرى نهر الكرخة وتجفيف مناطق لبناء بنى تحتية نفطية. وتربط تقارير بيئية إيرانية بين التلوث ونفوق الحياة المائية وتغيّر التنوع الحيوي.
وتحذّر اليونسكو من أي تطوير يؤثر على الموقع المسجّل ضمن قائمة التراث العالمي منذ عام 2016، مطالبة العراق بالالتزام بالمعايير الدولية لحماية التراث البيئي.
ويشير الناشط البيئي أحمد صالح نعمة إلى أن العراق بحاجة للنفط لكنه بحاجة أيضاً للأهوار، وأن التوازن بينهما ليس مستحيلاً إن توفّرت الإرادة السياسية والرقابة البيئية.
وتتضاعف المخاوف في ظل تغوّل استثمارات النفط الصينية في جنوب العراق، وسيطرة غير مسبوقة على الحقول القريبة من الأهوار، والتي يصعب التحقق من التزامها بالمعايير البيئية الدقيقة.
ويختتم الجنوبي حديثه برسالة خالدة: “اتركوا لنا الهور… هذا ما تبقّى من الذاكرة”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts