«COP28».. منصة عالمية للحفاظ على البيئة البحرية
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
أحمد مراد (القاهرة)
أخبار ذات صلةيشكل الحفاظ على البيئة البحرية محوراً رئيسياً في جدول أعمال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، باعتبارها عنصراً أساسياً من عناصر النظام البيئي لكوكب الأرض.
ومن المقرر، أن تستعرض جلسات ومناقشات مؤتمر «COP28» الذي تستضيفه الإمارات خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر المقبل، التحديات التي تواجه البيئة البحرية، وآليات الحفاظ عليها، ووضع حلول جذرية لحمايتها من تداعيات التغيرات المناخية، ما يتوافق مع الهدف الـ14 من أهداف التنمية المستدامة التي اعتمدتها الأمم المتحدة خلال عام 2015، المعني بحفظ المحيطات والبحار والموارد البحرية، واستخدامها على نحو مستدام.
وشدد الخبير البيئي، رئيس قسم التكنولوجيا الحيوية البيئية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، الدكتور تحسين شعلة، على أهمية ما يطرحه مؤتمر «COP28» من مبادرات ومناقشات تتعلق بآليات الحفاظ على البيئة البحرية، ما يمثل دفعة قوية لتعزيز سلامة واستقرار النظام البيئي البحري، لا سيما أنه يتعرض حالياً للعديد من التحديات الخطرة، منها زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتغير المناخ، والتلوث والاستخراج العشوائي للموارد.
وقال الخبير البيئي في تصريحات لـ «الاتحاد»: «إن البيئة البحرية تشكل عنصراً أساسياً من عناصر النظام البيئي لكوكب الأرض، وبالتالي تشغل حيزاً كبيراً ومهماً في مناقشات مؤتمرات المناخ بصفة عامة، وهو ما دفع رئاسة (COP28) لوضع الحفاظ على البيئة البحرية ضمن أولويات المؤتمر».
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فإن البيئة البحرية من بحار ومحيطات ومناطق ساحلية تغطي أكثر من ثلثي سطح الأرض، وتحتوي على 97% من المياه الموجودة على الكوكب، ويعتمد نحو 3 مليارات نسمة على الموارد البحرية والساحلية كوسيلة رئيسية للرزق، وتلعب دوراً أساسياً في تحقيق الأمن الغذائي العالمي، إضافة إلى كونها المنظم الرئيسي للمناخ العالمي لقدرتها على امتصاص غازات الاحتباس الحراري.
وأوضح الدكتور شعلة، أن مؤتمر «COP28» منصة عالمية تستهدف تعزيز سبل ووسائل الحفاظ على البيئة البحرية عبر توحيد وتنسيق جهود الدول والشركاء والمنظمات الدولية من أجل زيادة آفاق التعاون في مجالات العمل المعنية بالبيئة البحرية ومواردها وثرواتها، وهو ما يسير جنباً إلى جنب مع الجهود الدولية الرامية إلى الحد من الانبعاثات التي تفاقم أزمة الاحتباس الحراري المسببة للتغير المناخي الذي يهدد البشر والكائنات الحية، ومن بينها الكائنات البحرية.
وأشار إلى أن اهتمام مؤتمر «COP28» بآليات الحفاظ على البيئة البحرية يأتي متسقاً مع الجهود المكثفة التي تبذلها دولة الإمارات للحفاظ على البيئة البحرية عبر العديد من التشريعات والبرامج والاستراتيجيات، من خلال إنشاء 16 محمية بحرية للمحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض، وإعادة تأهيل الموائل الساحلية، وإنشاء برامج الرصد والمراقبة المتطورة والمعتمدة على الذكاء الاصطناعي، واستزراع الشعاب المرجانية، وتنمية أشجار القرم، واستزراع وتربية الأحياء المائية.
وبفضل جهودها المتواصلة للحفاظ على البيئة البحرية، جاءت الإمارات في المركز الأول عالمياً في مؤشر الأداء البيئي لعام 2022 الصادر عن جامعة ييل، كما جاءت في المركز الأول إقليمياً والثالث عالمياً في مؤشر حيوية النظام البيئي، والمركز الأول إقليمياً في مؤشر التنوع البيولوجي والموائل الطبيعية.
وأوضح مدير إدارة شؤون البيئة والأرصاد الجوية بجامعة الدول العربية الدكتور محمود فتح الله، أن البيئة البحرية من أكثر البيئات تضرراً من التغيرات المناخية، وقد سبق أن حذرت التقارير الأممية والدولية من خطورة التغير المناخي على سلامة واستقرار البيئة البحرية، ما جعلها تتصدر أجندة العديد من مؤتمرات المناخ والبيئة بهدف تكثيف الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى حماية البيئة البحرية من تداعيات التغيرات المناخية.
وكان التقييم البحري المتكامل العالمي الأول الذي تم خلال عام 2015 بموجب عملية الأمم المتحدة الدورية لإعداد التقارير والتقييم العالمي لحالة البيئة البحرية، قد قدم صورة مقلقة عن حالة المحيطات، حيث تشكل الضغوط البشرية على النظم البيئية البحرية، تحدياً لمرونة المحيطات ومواردها.
وقال فتح الله في تصريح لـ «الاتحاد»، إن «COP28» يولي اهتماماً كبيراً بسبل وآليات حماية البيئة البحرية بشكل يناسب دورها الحيوي في استقرار النظام البيئي لكوكب الأرض، والحفاظ على المناخ العالمي، والحد من تداعيات التغير المناخي، ومن المتوقع أن تصدر عن المؤتمر توصيات ومبادرات تعزز وتدعم جهود المنظمات المعنية بحماية البيئة البحرية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: البيئة البحرية المناخ التغير المناخي تغير المناخ الأمم المتحدة النظام البیئی
إقرأ أيضاً:
وزيرة البيئة تتوجه إلى نيس بفرنسا للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات UNOC3
توجهت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة إلى مدينة نيس الفرنسية للمشاركة في فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات UNOC3، وتحضر الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر نيابة عن فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى وينعقد المؤتمر خلال الفترة من 9 إلى 13 يونيو 2025، وذلك بحضور ممثلي الحكومات والمؤسسات المالية الدولية ومنظمات غير حكومية وباحثين ومجموعات من المجتمع المدني والقطاع الخاص ويشارك مع وزيرة البيئة السفيرة هايدى سرى قنصل مصر العام بمارسيليا،والأستاذ تامر أبو غرارة مستشار الوزيرة للتعاون الدولى.
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد أن المؤتمر يركز على ثلاثة أهداف رئيسية، وهي الحفاظ على التنوع البيولوجي البحري، والحفاظ على مصائد الأسماك، وتعزيز تحقيق الهدف العالمي للإطار العالمي للتنوع البيولوجي "30X30"، ويناقش كذلك التحديات والفرص المرتبطة بالهدف الرابع عشر من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الخاص بالحفاظ على المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها بشكل مستدام من أجل التنمية المستدامة.
وأوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد ان التلوث البلاستيكي سيكون من الموضوعات الهامة المطروحة على طاولة الدورة الحالية للمؤتمر، خاصة في ضوء عملية التفاوض لإنشاء معاهدة عالمية للتلوث البلاستيكي (INC) لتوحيد الجهود العالمية لمواجهة هذا التحدي الملح للحفاظ على الصحة والبيئة. ليكون المؤتمر محطة مهمة في حشد رؤى الدول والاحتياجات تمهيدا لخوض الجولة التفاوضية الخامسة INC5 المقرر عقدها في جنيف في اغسطس ٢٠٢٥.
وستشارك وزيرة البيئة في عدد من الجلسات والفعاليات الهامة خلال المؤتمر، حيث ستدير الجلسة الأولى من الحدث رفيع المستوى للذكرى الخمسين لخطة عمل المتوسط والذكرى الثلاثين لاتفاقية برشلونة بحضور كوكبة من وزراء البيئة والتنوع البيولوجي وممثلي منظمات الأمم المتحدة المعنية، ويهدف الحدث لجمع وزراء الدول لإعلان اجراءات وطنية طموحة لحماية المتوسط وايضًا توحيد الجهود لمواجهة التحدي الثلاثي الذي تواجهه منطقة المتوسط وهو المناخ والتنوع البيولوجي والتلوث، وخاصة التلوث البلاستيكي.
كما تشارك وزيرة البيئة المصرية خلال المؤتمر في عدد من الفعاليات الخاصة بتوحيد الجهود لمواجهة التلوث البلاستيكي، ومنها الاجتماع الوزاري التشاوري حول معاهدة التلوث البلاستيكي، لدراسة سبل المضي قدما نحو الجولة التفاوضية الخامسة INC5 المقرر عقدها في جنيف في اغسطس ٢٠٢٥، مع التركيز على المواد الثالثة والسادسة والحادية عشر المتعلقة بالمنتجات والمواد الكيميائية، الإنتاج والاستهلاك المستدام والإنتاج، والتمويل. وايضًا الحدث الخاص توسيع نطاق الحلول من أجل منطقة المتوسط خالية من البلاستيك، والذي يركز على تعقب مسار التلوث البلاستيكي ومواجهته وتعزيز التحالفات الاقليمية والدولية نحو متوسط انظف وأصح.