في مئويته .. هيكل يكشف خطورة الكلمة على المجتمعات العربية
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
حرص الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل، على المشاركة في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، بشكل سنوي، في لقاء فكري، كان يحضره المئات من رواد المعرض، ومحبي «الاستاذ»، في لقاء نادر له في معرض الكتاب عام 1991، كشف هيكل أن اللغة العربية دون كل لغات الأرض لم تعد تتسع الحوار، لأن الكلمة تحولت فيها إلى دائرة مغلقة.
وقال هيكل، في لقاءه بجمهور المعرض: «أتابع ما يجري على اتساع العالم، ويطيل الإصغاء إلى أصدائه، وأتابع ما يجري على أرضنا العربية ويطيل أيضًا الإصغاء إلى أصدائه، وقال: "يوما بعد يوم يزداد عندي الإحساس أن اللغة العربية دون كل لغات الأرض لم تعد تتسع الحوار، لأن الكلمة تحولت فيها إلى دائرة مغلقة على نفسها لا تتصل بغيرها ولا تلتف عليها، وبالتالي لا تعطيك ولا تأخذ منك، وذلك شيء خطر في أي فكر إنساني، وهو أخطر ما يكون في فكرنا العربي"».
واعتبر هيكل أن الفكر الإنساني عمومًا وعلى امتداد تطوره لم تتوصل الثقافات المتنوعة إلى ما هو أكثر من الحوار بالكلمة وسيلة لجلاء الحقيقة، والكشف عنه، سواء كان ذلك الحوار نجوى مع النفس أو لفظًا متبادلا مع الآخرين، إضافة إلى ذلك أنه في الفكر العربي بالذات تظهر ظاهرة شديدة الخصوصية، وذلك أن الكلمة في الثقافة العربية تحتل مركزًا فريدًا لم يتح لها في لغات وثقافات أخرى، فالثقافات الأخرى عرفت توسعًا في وسائل التعبير عن المشاعر والأفكار والقيم من خلال المسرح والموسيقى والغناء والتصوير والنحت وغيرها.
وأضاف: «بسبب الاستهتار الإسلامي الضحل المحيط بالحضارة العربية، فإن الثقافة العربية شهدت بروزًا لدور الكلمة علي غيرها بين كل وسائل التعبير التي عرفتها الثقافات الأخرى، حتى فقد أصبح الشعر العربي مثلا مستودعًا لكل نبض إنساني؛ من الغزل إلى الحكمة على امتداد قرون طويلة لتاريخ الفكر العربي، ولسنا في حاجة إلى عناء كبير حتى نستخلص من ذلك، أنه حين يتعطل الحوار بالكلمات في أي لغة في إن الفكر يتبعثر، وأما حين يتعطل الحوار بالكلمات في اللغة العربية فإن القلب غائب والعقل كذلك».
ومن المقرر أن تحل مئوية ميلاد محمد حسنين هيكل، يوم 23 سبتمبر الجاري، ويعتبر أحد أشهر الصحفيين العرب والمصريين في القرن العشرين، وساهم في صياغة السياسة في مصر منذ فترة الملك فاروق حتى وفاته سنة 2016، فقد تولى مناصب صحفية هامة مثل رئيس تحرير جريدة الأهرام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اللغة العربية
إقرأ أيضاً:
هيكل غامض على شكل حرف L بالقرب من الأهرامات.. ماذا وجدوا بداخله؟
أثار اكتشاف حديث بالقرب من أهرامات الجيزة تساؤلات مثيرة حول احتمال وجود هياكل أو غرف مخفية تحت السطح.. فما القصة؟
باستخدام تقنيات جيوفيزيائية متقدمة، اكتشف فريق من الباحثين اليابانيين والمصريين شذوذاً على شكل حرف L قرب المقبرة الغربية بالجيزة، وهي منطقة معروفة بأهميتها التاريخية.
اعتمد الفريق على رادار اختراق الأرض (GPR) والتصوير المقطعي بالمقاومة الكهربائية (ERT) لاكتشاف الهيكل المدفون.
هذه الأساليب الجيوفيزيائية غير الجراحية تتيح للباحثين استكشاف الهياكل تحت السطح دون الحاجة إلى الحفر، مما يساعد في تقليل التشويش على الموقع الأثري.
ما الهيكل الغامض L؟الهيكل المكتشف يقع على عمق حوالي 6.5 قدم تحت سطح الأرض، ويتميز بزواياه الحادة التي تشير إلى أنه من صنع الإنسان.
يشير الباحثون إلى أن شكل L ليس من المعالم المعمارية المعروفة في الجيزة، مما يعزز افتراضهم بأنه قد يكون مدخلاً إلى هيكل أو حجرة أعمق.
تحت الهيكل على شكل حرف L، توجد شذوذة على عمق يتراوح بين 16 و33 قدماً. هذه الشذوذة، المُوصوفة بأنها "عالية المقاومة للكهرباء"، قد تشير إلى وجود فراغات داخل الأرض أو مواد مضغوطة مثل الرمل والحصى.
على الرغم من وجود افتراضات حول طبيعة هذه الشذوذ، إلا أن مزيداً من التحقيقات ستكون مطلوبة لتأكيد أصلها والغرض منها.
ما الأهمية الأثرية للاكتشاف؟يُفتح اكتشاف الشذوذ التي تم تحديدها مجالات جديدة لفهم هندسة وغرض الهياكل الواقعة تحت المقبرة الغربية.
على الرغم من أن هذه المنطقة لم تخضع للاستكشاف بشكل مكثف مثل أجزاء أخرى من هضبة الجيزة، إلا أنها معروفة احتوائها على مقابر لشخصيات بارزة في المجتمع المصري القديم.
وجود غرف أو ممرات خفية إضافية يمكن أن يعزز من فهمنا لممارسات الدفن في مصر القديمة، ويكشف عن رؤى جديدة حول تخطيط وتقنيات البناء التي استخدمها المصريون القدماء.
وبحسب العلماء والخبراء، تُعتبر المقبرة الغربية موقعاً بالغ الأهمية لفهم نخبة مصر القديمة. يبرز اكتشاف شذوذات قريبة من الأهرامات تساؤلات حول الأجزاء غير المكتشفة تحت رمال الصحراء.
ومع استمرار البحث والتحقيق، قد نكون على أعتاب اكتشافات غير مسبوقة تكشف عن أسرار جديدة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة.