لأول مرة في دراسة ضخمة.. اكتشاف 11 جينا عدوانيا لسرطان البروستات!
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
اكتشف فريق من العلماء زهاء 11 جينا مرتبطا بسرطان البروستات العدواني، في أكبر دراسة من نوعها.
ووجدت الدراسة أن الرجال الذين يحملون طفرات معينة في واحد على الأقل من هذه الجينات الـ 11، لديهم خطر كبير للإصابة بسرطان البروستات الذي يهدد الحياة.
ويمكن أن يمهد هذا الاكتشاف، الذي قاده علماء في جامعة جنوب كاليفورنيا، الطريق لمزيد من أدوات فحص السرطان المبتكرة والعلاجات الجينية المستهدفة.
وحلل فريق البحث بقيادة الدكتور بوركو دارست، عالم الأوبئة في جامعة جنوب كاليفورنيا، جينات أكثر من 17500 رجل مصاب بسرطان البروستات من أستراليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفنلندا والسويد ودول أوروبية أخرى، وذلك من خلال تحليل عينات الدم التي جُمعت بين يناير 2021 ومارس 2023. وركز الفريق على مجموعة فرعية مكونة من حوالي 1700 جينة مرتبطة بالسرطان.
وتبين أنه من بين المجموعة التي تضم أكثر من 17000 شخص، عانى 9185 رجلا من حالة مهددة للحياة من سرطان البروستات العدواني.
وأظهر جينان متحوران على وجه الخصوص ارتباطات قوية بالحالات الشديدة: BRCA2، أحد الجينات الأكثر شهرة المرتبطة بخطر الإصابة بسرطان الثدي، وATM، الذي يلعب دورا حاسما في إصلاح الحمض النووي التالف.
وعثر على اختلافات جينية ضارة في جين BRCA2، في 2% من حالات السرطان العدوانية، في حين أنها ظهرت فقط في 0.7% من الحالات غير العدوانية، ما يزيد تقريبا من خطر الإصابة بنوع من السرطان يهدد الحياة بثلاثة أضعاف.
إقرأ المزيدوبالمثل، تم اكتشاف عيوب طفرة ATM في 1.6% من الحالات العدوانية و0.7% في الحالات غير العدوانية، ما يزيد من مضاعفة المخاطر.
وكان الاختلاف الضار في جين NBN أكثر انتشارا في الحالات النقيلية التي انتشر فيها السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم مقارنة بالحالات الخفيفة.
وحدد الباحثون ثمانية جينات أخرى كانت طفراتها، على الرغم من ارتباطها بسرطان البروستات الأكثر عدوانية، ذات ارتباط أضعف قليلا: MSH2 وXRCC2 وMRE11A وTP53 وRAD51D وBARD1 وGEN1 وSLX4 i.
ووجدوا أن هناك بعض الجينات التي يتم تضمينها في الاختبارات الجينية الشاملة باعتبارها تزيد من خطر الإصابة بالسرطان ولكن لا ينبغي أن تكون كذلك.
وقال الدكتور كريستوفر هايمان، باحث السرطان في جامعة جنوب كاليفورنيا: "وجدنا دليلا على أنه ربما ينبغي إضافة جينات أخرى. النتائج ليست نهائية تماما، ولكن من الواضح أنه يجب القيام بالمزيد من العمل لتحديد الجينات التي يجب على أطباء الأورام التركيز عليها في الاختبار".
ويعد الاختبار الجيني أداة قيمة في علاج الأورام لأنه يوفر للأطباء وقتا حاسما للتدخل في حالة اكتشاف طفرة إشكالية.
نشرت النتائج في مجلة JAMA Oncology.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا البحوث الطبية بحوث سرطان البروستات
إقرأ أيضاً:
نجم ينفجر مرتين: اكتشاف يعيد كتابة قصة موت النجوم
في مشهد كوني يحدث مرة واحدة في ملايين السنين، كشف فريق من علماء الفلك عن أول دليل بصري مباشر على نجم خاض انفجارين متتالين قبل أن يتحول إلى رماد كوني.
الاكتشاف الذي أعلن عنه يوم الثاني من يوليو/تموز في دراسة نشرت في مجلة "نيتشر أسترونومي"، يستند إلى دراسة معمقة لبقايا نجمية تعرف باسم "إس إن آر 0509-67.5″، ويعيد رسم ملامح فهمنا لواحدة من أهم الظواهر في الفيزياء الفلكية، التي تسمى المستعرات العظمى من النوع الأول.
ما يجعل هذا الاكتشاف استثنائيا ليس فقط ندرة الظاهرة، بل أيضا ما يكشفه من تفاصيل دقيقة عن آلية الانفجار ذاته، التي طالما كانت موضع جدل علمي لعقود.
يقول الباحث الرئيسي في الدراسة "بريام داس"، طالب الدكتوراه في الفيزياء الفلكية في جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا، في تصريحات للجزيرة نت: "نحن لا ننظر إلى مجرد غبار فضائي، بل إلى توقيع نجم مات بانفجارين متتاليين"
ويتابع: "هذا دليل قاطع على أن بعض النجوم لا تنتظر أن تصل إلى كتلتها الحرجة كي تنفجر، بل تبدأ بمقدمة نارية تمهد لانفجار أكبر وأشد. لقد رأينا الأثر، وفهمنا السردية".
يقع المستعر الأعظم المدروس في سحابة ماجلان الكبرى، وهي مجرة قزمة تابعة لمجرتنا درب التبانة. ورغم أن الانفجار وقع قبل أكثر من 400 عام، فإن بقاياه لا تزال مشعة ومضيئة بشكل يسمح بدراستها بتفصيل غير مسبوق، وذلك بفضل أداة الاستكشاف الطيفي (ميوز) على متن التلسكوب العملاق "في إل تي" الأوروبي التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي.
ما اكتشفه العلماء هو وجود طبقتين واضحتين من عنصر الكالسيوم في الغلاف الخارجي للمستعر الأعظم، وهو نمط لم يكن بالإمكان تفسيره وفق النموذج التقليدي للانفجارات النجمية.
إعلانيوضح الباحث في تصريحاته للجزيرة نت أن هذا النوع من الانفجارات عادة ما يحد عندما يسرق قزم أبيض -وهو نجم ميت صغير وكثيف- مادة من نجم مرافق له. ومع تراكم المادة، يصل القزم الأبيض إلى حد معين يؤدي إلى انفجاره دفعة واحدة، لكن هذا السيناريو البسيط لم يكن يفسر جميع الحالات المرصودة.
لكن النموذج الجديد، المعروف باسم "الانفجار المزدوج"، يقترح أن القزم الأبيض يشعل انفجارا أوليا في غلاف الهيليوم المحيط به، يطلق موجة صدمية تصل إلى قلبه، فتشعل الانفجار الثاني. هذا التسلسل هو ما يفسر البنية الطبقية الفريدة التي رصدت حديثا.
ويضيف داس: "افترضنا وجود هذا السيناريو على الورق، لكن أن نراه بأعيننا، وأن نقرأ تاريخه في الضوء والمواد المتناثرة في الفضاء، هذا هو ما يجعل هذا الاكتشاف عظيما بحق".
المفارقة أن هذه الانفجارات ليست مجرد أحداث مذهلة في حد ذاتها، بل إنها تستخدم كمقاييس دقيقة لقياس المسافات بين المجرات. فالضوء الناتج يكون متسقا إلى حد يسمح لعلماء الفلك باعتباره "شموعا معيارية" لمعرفة مدى سرعة تمدد الكون. وبفضل هذه الانفجارات، تمكن العلماء من اكتشاف أن الكون يتسارع في توسعه، وهي المعلومة التي حصل بفضلها 3 باحثين على جائزة نوبل في الفيزياء عام 2011.
لكن دقة هذه القياسات تعتمد على فهمنا العميق لآلية الانفجار، وهنا تأتي أهمية هذا الاكتشاف. فإذا لم نكن نعرف ما الذي يجعل هذه النجوم تنفجر، فلن نتمكن من تفسير سلوكها الضوئي بدقة.
بالنسبة للمؤلف الرئيسي للدراسة، فإن الجانب البصري لهذا الاكتشاف لا يقل إثارة عن جانبه العلمي، ويقول: "من النادر أن يتقاطع العلم مع الجمال بهذا الشكل. ما نراه في هذه البقايا ليس مجرد دليل علمي، بل لوحة كونية مرسومة بانفجارات نجمية، كل طبقة فيها تحكي فصلا من الحكاية".
وبينما يواصل الفريق دراسة بقايا أخرى في مجرتنا وفي مجرات قريبة، يأمل داس وزملاؤه أن يكون هذا الاكتشاف بداية لموجة جديدة من الفهم العميق للنجوم الميتة، وللأسرار التي لا تزال تخبئها في أعماق الفضاء.