مراكش تتعافى بسرعة من الزلزال
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
عادت الحياة إلى طبيعتها في مدينة مراكش، بعد مرور أسبوعين على الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب، حيث تشهد حركة تجارية واقتصادية نشطة، رغم الأضرار التي لحقت ببعض المباني.
ووفقاً لما أوردته “الجزيرة نت” أن الحركة التجارية والاقتصادية في المدينة عادت إلى طبيعتها، حيث تزدحم الأسواق بالزوار والسياح، كما أن الفنادق والمطاعم تعمل بكامل طاقتها.
حيث يُرجّحُ المحللون الاقتصاديون سرعة تعافي المدينة إلى عدة عوامل، منها جاذبيتها السياحية الكبيرة، وتحرك الدّولة لتطمين المستثمرين والسّيّاح، بالإضافة إلى تعاطف العالم مع المغرب.
ويقول رئيس جمعية البهجة للتجار “محمد أيت مطاع”: أن الحركة التجارية في المدينة بدأت في الانتعاش منذ انتهاء أزمة كورونا، واستمرت في الارتفاع بعد الزلزال، مشيراً إلى أن المدينة تتمتع بحركة تجارية قوية، تعتمد على السياحة والصناعة التقليدية.
ويؤكد المحلل الاقتصادي “عبد النبي أبو العرب”: أن مدينة مراكش وجهة سياحية عالمية، تستفيد من صيتها القوي، وغناها الثقافي والعمراني والفني والتراثي.
ويضيف: أن المدينة لم تفقد جاذبيتها السياحية بعد الزلزال، حيث استمرت في استقبال السياح من جميع أنحاء العالم.
ويشير المحلل الاقتصادي “محمد جديري” إلى أن المغرب سارع إلى طمأنة المستثمرين والسياح بعد الزلزال، من خلال إظهار الأمان في المدينة، وإعلان قدرته على السيطرة على الآثار السلبية للزلزال.
ويضيف: أن زيارة الملك “محمد السادس” لمدينة مراكش بعد الزلزال، وتبرعه بالدم للضحايا، كانت لها آثار إيجابية على صورة المدينة في العالم.
ويلفت المحلل الاقتصادي “أبو العرب” إلى أن تعاطف العالم مع المغرب بعد الزلزال، كان له دور في دعم المدينة، مشيراً إلى أن العديد من الدّول والشخصيات العالمية أعربت عن تضامنها مع المغرب.
حيث تمثل مدينة مراكش وحدها 11.4% من إجمالي حجم معاملات القطاع الحرفي، و8.9% من سوق العمل لتحتل بذلك المركز الثالث بعد مدينتي الدار البيضاء وفاس.
وتحتل المدينة الحمراء المركز الثاني بعد مدينة الدار البيضاء بخصوص صادرات المنتجات التقليدية، بحصة بلغت 38.9% مقابل 41.5% للعاصمة الاقتصادية للمملكة.
وتستأثر 3 مهن تقليدية بنصف صادرات المدينة، وهي الفخار (20%) والسلع الجلدية والحديد المطوع (15% لكل منهما).
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الحركة التجارية السياحة في المغرب انتعاش اقتصادي دعم عالمي زلزال المغرب مراكش مدینة مراکش بعد الزلزال فی المدینة إلى أن
إقرأ أيضاً:
المغرب أكبر مصدر للسمك المعلب في العالم.. 150 ألف طن سنويا
أكد تقرير اقتصادي حديث صادر عن شركة "سي بي جي" البرازيلية للتحليلات الاقتصادية أن المغرب يقف في صدارة المشهد العالمي لصناعة السردين المعلب، مسيطرًا على هذا السوق الحيوي بتصدير سنوي يتجاوز أكثر من 150 ألف طن، وبهذا الإنجاز، فأن قطاع الصيد البحري لم يتحول إلى مجرد مورد فحسب، بل إلى أحد الركائز الإستراتيجية التي يقوم عليها الاقتصاد الوطني المغربي.
العمق الأطلسي.. سر الميزة التنافسية المغربية
يشير التقرير البرازيلي إلى أن ما يميز المغرب عن الدول الأخرى هو قدرته على تحويل مورد طبيعي واحد، وهو السردين، إلى محور أساسي يدفع سلاسل صناعية ووظائف واتفاقيات دولية، وتؤكد بيانات الهيئات الدولية، أن المغرب يستحوذ على الحصة الأكبر من الإنتاج العالمي للسردين المعلب، موجهًا صادراته إلى أسواق واسعة تشمل الاتحاد الأوروبي، آسيا، والشرق الأوسط.
ويكمن السر وراء هذه الريادة في الموقع الجغرافي الفريد للساحل الأطلسي المغربي، الذي يقع فوق أحد أغنى أنظمة الارتفاع البحري في العالم، هذه الظاهرة الطبيعية ترفع التيارات العميقة الغنية بالمغذيات إلى السطح، مما يخلق بيئة مثالية لنمو سريع للسردين الأوروبي (Sardina pilchardus)، وهو ما يضمن وفرة طبيعية ومعدل تجدد مرتفع للمخزون.
القوة الصناعية والتكامل الرأسي
لم تقتصر قوة المغرب على الوفرة الطبيعية، بل امتدت لتشمل القدرة الصناعية على المعالجة، حيث يضم القطاع المغربي عشرات المصانع التي تعمل بوتيرة مستمرة، لتغذية أسواق عالمية صارمة مثل إسبانيا، فرنسا، اليابان، والصين، وتبرز "سي بي جي" أن هذه الوحدات الصناعية تشكل مجمعًا اقتصاديًا ضخمًا يوظف مئات الآلاف من العمال بشكل مباشر وغير مباشر، ويدعم بشكل حيوي مدنًا ساحلية رئيسية مثل أكادير، الصويرة، آسفي، والعيون.
Dans l’aquaculture au #Maroc ????????, durabilité et prospérité vont de pair. Les opportunités dans les algues et les coquillages peuvent faire du Royaume un leader régional — créant des emplois verts et protégeant les écosystèmes marins. https://t.co/YRbhvqA0Pv#ÉconomieBleue — World Bank MENAAP (@WorldBankMENA) December 7, 2025
في حين تركز دول أخرى على الأسماك الطازجة أو المجمدة، يهيمن المغرب على قطاع المعلبات الأكثر ربحًا واستقرارًا، والذي يتميز بقيمة مضافة أعلى وعمر أطول للتصدير لمسافات بعيدة، وتؤكد الشركة البرازيلية أن صناعة السردين ليست هامشية، بل هي إستراتيجية في بعض المناطق، حيث تمثل أكثر من 50 في المائة من النشاط الصناعي المحلي وتعد أحد أكبر مصادر التوظيف النسائي على الساحل، لافتا إلى أن تقليل المسافة بين مناطق الصيد والوحدات الصناعية يقلّل الوقت بين الصيد والمعالجة، محافظًا بذلك على الجودة ومزيد من التنافسية، وهو فرق يفسر سبب تصدر المغرب للسوق العالمي للمعلبات بفارق واضح.
الاستدامة والاستثمار الحكومي
وللحفاظ على هذه المِيزة التنافسية، تستثمر الحكومة المغربية باستمرار في برامج تحديث الصيد، توسيع الأساطيل، والحصول على شهادات دولية للاستدامة وتتبع آثار المنتجات، وسمح هذا النهج للمغرب بتطوير صناعة صيد مستدامة تستند إلى أسس علمية وتنظيم فترات الحظر واتفاقيات مع المنظمات الدولية.
يخلص التقرير إلى أن نجاح المغرب لم يأتِ من حجم الإنتاج فقط، بل من نموذج نادر للتكامل الرأسي، حيث يسيطر المغرب على جميع مراحل السلسلة: من المحيط إلى التغليف، وهذا النموذج المتكامل، الذي يجمع بين الوفرة الطبيعية، البنية الصناعية، اللوجستيات الفعالة، والتقاليد الصيدية، يمنح المملكة مِيزة تنافسية يصعب على الدول الأخرى إزالتها على المدى القصير، مؤكدًا بذلك مكانة المغرب كقوة عالمية بلا منازع في صناعة السردين المعلب.