الامم المتحدة:نزوح نحو 1100 فلسطيني في الضفة الغربية بسبب هجمات المستوطنين
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
الاراضي الفلسطنية المحتلة " وكالات": استأنف شبان فلسطينيون اليوم الجمعة إطلاق بالونات حارقة باتجاه جنوب إسرائيل خلال احتجاجات على أطراف شرق قطاع غزة لأول مرة منذ عامين.
وأعلنت جماعة " الشباب الثائر" المدعومة من حركة حماس وفصائل أخرى في غزة عن إطلاق "أعداد كبيرة من البالونات الحارقة" باتجاه مستوطنات وبلدات إسرائيلية محاذية لقطاع غزة.
فيما أعلنت وسائل إعلامية عبرية عن اندلاع عدة حرائق في مناطق نائية جنوب إسرائيل ناتجة عن سقوط بالونات حارقة أطلقت من قطاع غزة دون إصابات.
وتوافد عشرات الفلسطينيين بعد صلاة الجمعة في مناطق متفرقة شرق قطاع غزة للمشاركة في احتجاجات جديدة قرب السياج الفاصل.
ويلقى هؤلاء عبوات متفجرة محلية الصنع والحجارة تجاه قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي ترابط خلف السياج الفاصل. وترد القوات الإسرائيلية بإطلاق الرصاص وقنابل الغاز لتفريق الشبان.
وكان عشرات الفلسطينيين أصيبوا بالرصاص والاختناق، وصفت حالة أحدهم بالخطيرة امس خلال احتجاجات مماثلة.
وعادت الاحتجاجات الشعبية قرب السياج الفاصل مع إسرائيل شرق قطاع غزة أيام الجمعة وفي المناسبات الوطنية خلال الأسابيع الأخيرة وسط رصد لتصعيد تدريجي في حدة المواجهات.
وأغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلية حاجز بيت حانون/إيرز المخصص لعبور الأفراد من وإلى قطاع غزة منذ ستة أيام متتالية ردا على الاحتجاجات شرق القطاع.
يأتي ذلك فيما جرى في جنين تشييع جثمان شاب فلسطيني استشهد فجر اليوم خلال مداهمة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة كفر دان غرب المدينة.
وفي السياق أصيب عشرات الفلسطينيين بالرصاص المعدني والاختناق خلال مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدد من قرى الضفة الغربية للاحتجاج على التوسع الاستيطاني.
اشتشهاد فلسطنين في الضفة وجنيين
وفي سياق آخر استشهد مسلحا فلسطينيا برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة اليوم الجمعة، وهو سابع فلسطيني يستشهد هذا الأسبوع في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس محمود عباس إلى إحياء محادثات إقامة الدولة وسط جهود لتعزيز دمج إسرائيل في الشرق الأوسط.
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية أن الشاب البالغ من العمر 18 عاما عضو فيها. وقالت في بيان إن عبد الله عماد أبو حسن "من مقاتلي كتيبة جنين في سرايا القدس... استشهد برصاص جنود الاحتلال خلال التصدي لاقتحام بلدة كفردان غرب جنين" بالضفة الغربية.
وتصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية منذ أكثر من عام مع تكثيف المداهمات العسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلية وزيادة اعتداءات المستوطنين على القرى الفلسطينية وموجة من الهجمات الفلسطينية التي تستهدف الإسرائيليين.
الى ذلك، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد مواطن فلسطيني فجر اليوم الجمعة برصاص قوات الإسرائيلية في بلدة كفر دان، غربي مدينة جنين، بشمال الضفة الغربية.
وقالت الوزارة الصحة في بيان صحفي إن المواطن استشهد جراء إصابته برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلية في البطن خلال مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات اقتحمت بلدة كفردان وأطلقت الأعيرة النارية وقنابل الصوت والغاز باتجاه عدد من الشبان، بحسب وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا".
وتشن قوات الاحتلال إسرائيلية حملة مداهمات في الضفة الغربية للقبض على ما تصفهم بـ"المطلوبين".
نزوح 1100 فلسطيني في الضفة الغربية
من جهة اخرى، اعلنت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، أن أكثر من 1100 فلسطيني نزحوا من مناطق سكنهم في الضفة الغربية بسبب هجمات المستوطنين الإسرائيليين منذ عام 2022.
وذكر تقرير لصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية "أوتشا": "إن هؤلاء الفلسطينيين نزحوا إلى المدن أو المناطق الريفية الأخرى التي يعتبرونها أكثر أمانا".
وبحسب التقرير كان معظم هؤلاء النازحين في محافظات رام الله ونابلس والخليل، التي تضم أيضًا أكبر عدد من البؤر الاستيطانية الإسرائيلية.
وتم تهجير أربعة مجتمعات للرعاة الفلسطينيين بالكامل وهي الآن فارغة، فيما في ستة مجتمعات أخرى، غادر أكثر من 50% من السكان منذ عام 2022 وفي سبعة مجتمعات إضافية غادر أكثر من 25% من المجتمع.
ورصد التقرير تزايد عنف المستوطنين في جميع أنحاء الضفة الغربية خلال السنوات الماضية، بحيث وقعت ثلاث حوادث متعلقة بالمستوطنين يوميا في المتوسط خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2023 مقارنة بمتوسط حادثين يوميًا في عام 2022 وواحد يوميًا في العام السابق عليه.
وذكر التقرير أن هذا هو أعلى معدل يومي للحوادث المتعلقة بالمستوطنين والتي تؤثر على الفلسطينيين منذ أن بدأت الأمم المتحدة في تسجيل هذه البيانات في عام.2006
وأفاد حوالي 93% من التجمعات الفلسطينية بارتفاع وتيرة عنف المستوطنين، وأفاد 90% بأن شدة عنف المستوطنين زادت منذ بداية عام.2022
وذكر التقرير أن حوالي 62% من التجمعات التي أشارت إلى عنف المستوطنين كأحد الأسباب الرئيسية للحد من الوصول إلى أراضي الرعي المزروعة، تعرضت محاصيلها للتدمير بسبب هجمات الحرق المتعمد أو التخريب الجسدي أو من قبل المستوطنين الذين يرعون قطعانهم على الأراضي التي اعتمد عليها الرعاة الفلسطينيون.
وتأثر نحو 64% من التجمعات التي أشارت إلى التدابير الإدارية كسبب للحد من الوصول إلى أراضي الرعي المزروعة، بإعلان منطقة عسكرية مغلقة، وهو ما تفرضه السلطات الإسرائيلية في كثير من الأحيان في أعقاب المواجهات بين المجتمعات الفلسطينية والمستوطنين الإسرائيليين.
وتلقى حوالي 71% من التجمعات التي أشارت إلى عقبات إدارية أوامر مصادرة الأراضي، بما في ذلك الأوامر التي تم تنفيذها، في حين تمت مصادرة كل أو جزء من قطعانهم من قبل السلطات الإسرائيلية لـ 32% من التجمعات.
وأفاد حوالي 66% من المجتمعات بأن الوصول إلى المياه تأثر سلباً بسبب عنف المستوطنين. ومن بين هذه التجمعات، ذكر 46% أن المستوطنين قاموا بتلويث أو تخريب أو الاستيلاء على مصادر المياه التي كان الرعاة الفلسطينيون يعتمدون عليها.
وبحسب التقرير فإنه في 81% من التجمعات، قدم السكان شكاوى إلى الشرطة الإسرائيلية في بعض أو معظم حوادث عنف المستوطنين التي واجهوها. ومع ذلك، فإن 6% فقط من ممثلي المجتمع هؤلاء كانوا على علم بأي إجراءات متابعة تتخذها السلطات الاحتلال الإسرائيلية.
ووثق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 59 حادثة هدم نفذتها السلطات الإسرائيلية في عامي 2022 و.2023 ونتيجة لعمليات الهدم هذه، فقد 262 شخصًا منازلهم.
بحث الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة
وفي سياق الجهود الرامية الى تهدئة الاوضاع في الاراضي الفلسطنية المحتلة، بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الإسرائيلي إيلي كوهين خلال لقاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتعاون بين البلدين.
وصرَّح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ومدير إدارة الدبلوماسية العامة، بأن شكري استقبل كوهين حيث بحثا عدداً من الملفات المرتبطة بالعلاقات الثنائية، وأوجه التعاون القائمة في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة، لاسيما تحت مظلة منتدى غاز شرق المتوسط، وفقا لبيان تلقته وكالة الأنباء الألمانية.
وتناولت المناقشات بشكل مستفيض تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أكد شكري على أهمية تغليب الجانب الإسرائيلي لمسار التهدئة والنأي عن التصعيد، لما ينطوي على ذلك من مخاطر الدخول في دائرة مفرغة من العنف، تبعدنا يوماً بعد يوم عن تحقيق هدف السلام وتنفيذ رؤية حل الدولتين، وفقا للمتحدث.
وأضاف أبوزيد أن وزير الخارجية أكد على أن السلام الشامل والعادل هو الضمانة الوحيدة لتحقيق الرخاء والاستقرار والتعايش السلمي في المنطقة، وأنه يتأسس على استعادة الحقوق الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أكد شكري على التزام مصر بمواصلة كافة الجهود من أجل تشجيع الأطراف على العودة إلى مائدة التفاوض لتحقيق هذا الهدف المنشود.
الكونجو الديمقراطية ستنقل سفارتها إلى القدس
وفي تطور لافت، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الجمعة في بيان إن جمهورية الكونجو الديمقراطية ستنقل سفارتها لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.
وأعلن نتنياهو، الذي التقى برئيس الكونجو فيليكس تشيسيكيدي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن إسرائيل تعتزم هي الأخرى فتح سفارة في كينشاسا عاصمة الكونجو الديمقراطية.
وتوجد بضعة سفارات فقط في القدس، فيما تُبقي معظم الدول على تمثيلها الدبلوماسي في مدينة تل أبيب الساحلية المركز الاقتصادي الرئيسي في إسرائيل.
وتعتبر إسرائيل القدس عاصمتها الأبدية غير القابلة للتقسيم وتريد أن يكون مقر جميع السفارات بها، إلا أن معظم دول العالم لا تعترف بالسيادة الإسرائيلية على المدينة بأكملها وترى أنه يتعين حل وضعها من خلال المفاوضات.
ويطالب الفلسطينيون بإقامة دولة مستقلة تكون عاصمتها القدس الشرقية، التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی الأراضی الفلسطینیة الاحتلال الإسرائیلی فی الضفة الغربیة الإسرائیلیة فی عنف المستوطنین قوات الاحتلال الأمم المتحدة الیوم الجمعة من التجمعات قطاع غزة أکثر من عام 2022
إقرأ أيضاً:
محللون: نزع سلاح غزة أهم عند ترامب من حياة مليوني فلسطيني
بعد أن سادت حالة من التفاؤل خلال الأيام الماضية بشأن إمكانية التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار يمكنه التخفيف من الواقع الإنساني الكارثي، انقلبت الصورة فجأة، وأعلن الإسرائيليون والأميركيون أنهم سيبحثون نهجا جديدا لاستعادة الأسرى، محملين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسؤولية إفشال الصفقة.
فقد حمَّل المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية توماس واريك، حركة حماس مسؤولية المجاعة في غزة، لأنها رفضت التوقيع على المقترح الأخير، وقال إن دونالد ترامب يدرك حجم الكارثة الإنسانية في القطاع "لكنه لن يتخلى عن مطلب نزع سلاح حماس".
اللافت أن الوسيط الأميركي المقرب من ترامب بشارة بحبح، قال إن حماس اقترحت خلال الاتفاق الأخير تسليم إدارة القطاع للجنة تكنوقراط تمهيدا لنقلها للسلطة الفلسطينية، وإن إسرائيل رفضت هذا المقترح.
الموقف الأميركيودافع واريك -خلال مشاركته في برنامج "مسار الأحداث"- عن الموقف الإسرائيلي الأميركي بقوله إن حماس قبلت بالتخلي عن السلطة لكنها رفضت التخلي عن السلاح الذي سيجعلها قادرة على استعادة زمام الأمور متى أرادت بعد انتهاء الحرب.
ويتعارض حديث واريك، مع حديث بحبح الذي قال بوضوح إن رفض إسرائيل تسليم القطاع للسلطة الفلسطينية يعكس رغبتها في تهجير السكان. وهو موقف رددته العديد من المنظمات والدول خلال الأسابيع الماضية.
وفي حين يتحدث الأمين العام للأمم المتحدة والمقررون الأمميون عن كارثة لم يشهدها التاريخ الحديث، وعن ضرورة إدخال المساعدات للمدنيين الذين تفتك المجاعة بهم، أكدت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي أتلف عشرات آلاف الأطنان من مواد الإغاثة الإنسانية، بينها كميات كبيرة من الغذاء كانت مخصصة لأهالي القطاع.
وبينما كان متوقعا أن يتدخل الرئيس الأميركي لوضع حد لهذه الانتهاكات -التي قال وزير التنمية الدولية النرويجي إنها تجاوزت كل الحدود- خرج يؤكد أن على إسرائيل مواصلة العمل حتى إنهاء وجود حماس.
إعلانكما خرج الجيش الإسرائيلي معلنا أن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية هي المسؤولة عن إيصال المساعدات لسكان غزة، متجاهلا أنه هو من يمنع عمل هذه المؤسسات، بل ويقصف منشآتها ومستودعاتها ويقتل موظفيها.
وقد أعلن الجيش أنه سيبدأ إنزال المساعدات جوا، وهو ما وصففته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) بالمهزلة، وقال أمينها العام فيليب لازاريني، إنها "ذر للرماد في العيون"، فيما اعتبرته لجنة الإنقاذ الدولية "مجرد تشتيت بشع عن حقيقة ما هو مطلوب حاليا في القطاع".
ولم ينكر واريك عدم فعالية هذه الطريقة في إنقاذ الناس، وقال إن على العالم أن يبحث عن كل الطرق التي يمكن بها إيصال المساعدات بما في ذلك فتح المعابر البرية، لكنه شدد أيضا على ضرورة "ضمان عدم استفادة حماس من هذه المساعدات".
استدعاء ملاحم تلمودية
هذه الرواية الأميركية الإسرائيلية المكررة عن سطو المقاومة على المساعدات، نفاها مسؤولون إسرائيليون لصحيفة "نيويورك تايمز"، بقولهم إن الجيش لا يملك أي دليل على سرقة حماس للمساعدات، وإن نظام الأمم المتحدة للمساعدات الذي قوضته إسرائيل كان فعّالا وأكثر موثوقية.
وعلى هذا، فإن كل ما تقوله إسرائيل أو تفعله لا يعدو كونه محاولة لتجويع السكان وتهجيرهم، برأي المحلل السياسي الفلسطيني إياد القرا، الذي قال إن ما يتم إدخاله من كميات شحيحة يذهب إلى المليشيات التي تعمل مع الاحتلال في القطاع.
أما الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين، فذهب لما هو أبعد من ذلك بقوله إن الدبلوماسية الإسرائيلية فقدت عمقها وتحولت إلى الشعوبية لأنها تحاول صبغ ما يجري كله بصبغة دينية.
فالمتابع لتصريحات الساسة الإسرائيليين بمن فيهم نتنياهو نفسه، سيجد أنها مستمدة من نبوءات أشعياء، وأنها تحاول خلق ما يمكن وصفه باللاهوت العسكري لجعل الحرب مقدسة بكل ما فيها من أدوات مهما كانت منافية للأخلاق، كما يقول جبارين.
ومن ثم فإن المشكلة ليست في طريقة إيصال المساعدات للفلسطينيين وإنما في وقف الحرب نفسها التي أصبحت تستند إلى ملاحم تلمودية مفادها أن هذه الأرض مملوكة حصرا لشعب الله المختار وأن كل من سواهم ليسوا إلا أغيارًا يجب قتلهم أو طردهم، بغض النظر عن الطريقة، بحسب جبارين.
ولعل هذا ما يجب على الولايات المتحدة الانتباه له ولتداعياته على المدى الطويل، لأن إسرائيل تتخلى عن ارتباطها بالهولوكوست بعد أن فقدت أخلاقها، وتحاول ربط كل ما تقترفه من جرائم بنصوص دينية، وفق جبارين.