بغداد اليوم -  بغداد 

مضت نحو 8 سنوات على قرار حظر طيران العراقي، وتحديدًا الخطوط الجوية العراقية من التحليق في سماء أوروبا، ولم يتمكن العراق إلى الآن من تحقيق الشروط التي تتيح إلغاء القرار الدولي الذي كان له تأثيرات اقتصادية سلبية كبيرة على البلاد.

ويكشف الباحث والاستشاري في مجال الطيران فارس الجواري، اليوم الأحد (24 أيلول 2023)، عن أسباب استمرار الحظر الجوي الأوربي على العراق منذ 8 سنوات.

ومطلع شهر حزيران/يونيو من العام 2022، جددت وكالة سلامة الطيران الأوربية التأكيد على حظر الخطوط الجوية العراقية في أجوائها، مؤكدة أنه سيستمر لحين تلبية متطلبات التشغيل الآمن من خلال الاستجابة لمتطلبات شهادة مشغل البلد الثالث TCO.

ويقول الجواري في حديث لـ "بغداد اليوم"، إنّ" أسباب الحظر تعود إلى فشل الإدارات المتعاقبة بحل هذا الملف منذ 8 سنوات وحتى الآن، والسبب الرئيسي يعود للخوط الجوية العراقية وسلطة الطيران المدني".

ويرى، أن" الاتحاد الأوربي شدد على الشركات التي هي من خارج الاتحاد أن تستوفي متطلبات السلامة في الطيران فوق أوربا، من خلال شروط وضعتها في قوانينها، وهذه الشروط لم تستوفها الخطوط الجوية وسلطة الطيران".

مراقبة وتقييم

وزاد الجواري، إنّ" موضوع الحظر تقني وليس سياسيًا، والشروط مفروضة على جميع شركات الطيران في العالم، وكما معلوم فأن سلطة الطيران تراقب عمل شركات الطيران في العراق، والاتحاد الأوربي لديه مؤشرات بأن سلطة الطيران لم تستوف كل شروط السلامة لعمل شركات النقل ومنها الخطوط الجوية العراقية".

وفي العام 2015، جرى حظر الطائر الأخضر من الطيران في سماء أوروبا بسبب عدم استيفائها معايير المنظمة الدولية للطيران المدني، مما سبب سخطًا كبيرًا في الشارع العراقي، الذي اتهم الجهات المعنية بالتقصير.

ويقول النائب الحالي والوزير الأسبق عامر عبد الجبار، في حديث سابق، إن "حظر الطيران العراقي فرض منذ تسعينيات القرن الماضي، واستمر لغاية العام 2009، فيما رفع بعد إزالة كافة المخلفات التي كانت متواجدة على الطائر الأخضر".

مئات المخالفات

ويشير عبدالجبار، إلى أن "العراق عاود   تسجيل الخروقات منذ العام 2012 فيما تم حظر الطيران العراقي من التحليق في سماء أوروبا عام 2015 بشكل رسمي ونهائي"، مبينًا أن "المنظمة الدولية للطيران (آيكا) والمنظمات العالمية الأخرى الخاصة بالطيران مثل (إياتا) و(إياسا)، أكدت أن سلطة الطيران العراقية والخطوط الجوية لم يلتزما بإجراءات السلامة وغيرها من الضوابط".

الجهات الأوروبية سجلت أكثر من 230 مخالفة على الطيران العراقي - والكلام للوزير الأسبق - الذي استطرد بالحديث قائلًا، إن "العراق فشل في إعادة رفع الحظر عن العراق منذ العام 2015 إلى الآن، رغم مرور 8 سنوات على عودة الحظر الجوي".

وتابع بالقول، إن "قرار الحكومة في العام 2018، الخاص بفصل سلطة الطيران المدني عن وزارة النقل بسبب اجتهادات شخصية كان له آثار سلبية وقعت على قرار رفع الحظر عن العراق كون أن الوزارة هي الجهة المعنية بالمخاطبات الرسمية، وأصبحت غير قادرة على توجيه سلطة الطيران المدني بحكم قانونية الموضوع".

وكان مجلس الوزراء برئاسة حيدر العبادي، قرر في أيار/مايو 2018، فصل سلطة الطيران عن وزارة النقل وإلحاقها بمجلس الوزراء بشكل مباشر.

ويضيف الوزير الأسبق، أن "وعود وزارة النقل بشأن رفع الحظر نهاية العام الجاري غير منطقية ومستبعدة كون المدراء والمختصين في الوزارة والخطوط الجوية العراقية غير مؤهلين لمناصبهم، وهذه أبرز الأسباب التي تقف أمام القرار المنتظر".

وختم عبدالجبار حديثه بالقول، إن "قرار رفع الحظر مرتبط بالعديد من المتطلبات أبرزها ربط العراق مع المنظمة الدولية للطيران (آيكا) ببرنامج التدقيق (اليوسوب)، فضلًا عن عودة ارتباط سلطة الطيران المدني مع وزارة النقل".

وأطلق برنامج الإيكاو العالمي لتدقيق مراقبة السلامة ما يعرف باسم (USOAP) في الأول من كانون الثاني/يناير العام 1999، استجابة لمخاوف واسعة النطاق حول مدى كفاية الرقابة على سلامة الطيران في جميع أنحاء العالم.

10 شركات

وتركز مراجعة حسابات (USOAP) على قدرة الدولة في توفير الرقابة على السلامة من خلال تقييم العناصر الحرجة (CEs) لنظام مراقبة السلامة، والتي تمكن الدولة المعنية من ضمان تنفيذ معايير السلامة ICAO والممارسات الموصى بها (SARPs) والإجراءات المرتبطة بها والمواد التوجيهية.

وأظهرت وثائق صادرة عن منظمة سلامة الطيران الأوروبية "إياسا"، مطلع العام الماضي، استمرار حظر طيران أكثر من 10 شركات عالمية في الأجواء الأوروبية بينها طائرات الخطوط الجوية العراقية، برفقة طائرات لشركات من فنزويلا وإيران ونيجيريا وأنغولا وأفغانستان وزمبابوي.

أسباب الحظر 

إلى ذلك، يقول فارس الجواري، الباحث والاستشاري في مجال الطيران إن "العراق لم يتمكن إلى الآن من تلبية المتطلبات الخاصة للمنظمة الدولية للطيران"، مستبعدًا وجود ارتباط بين "الأوضاع السياسية التي يعيشها العراق على القرار الدولي المفروض على البلاد".

ووفقًا للجواري، فهناك إجراءات يجب تنفيذها من قبل قسم السلامة الجوية بهدف تطبيق معايير السلامة الجوية، والتي تعمل بدورها على إلغاء قرار رفع الحظر المفروض على طيران الخطوط الجوية العراقية.

ويتحدث الخبير في مجال الطيران، قائلًا إن "أساس حل هذه المشاكل تكون من خلال التنسيق بين قسم توكيد الجودة في شركة الخطوط الجوية وقسم السلامة في سلطة الطيران المدني لتطبيق معايير السلامة المطلوبة في تعليمات إصدار شهادة المشغل الجوي AOC الممنوحة للشركة (بجدية وشفافية بعيدًا عن أي تدخل)، وذلك بتطبيق حقيقي للوائح وقوانين ICAO وخصوصًا في الملاحق".

ومن المعروف أن الخطوط الجوية العراقية تأسست بواسطة جمعية الطيران العراقية، حين قررت هيئتها الإدارية في (18 أيار/مايو 1938)، استثمار فائض حملة التبرعات الوطنية الشاملة التي أثمرت عن تمكين القوة الجوية العراقية آنذاك من شراء 15 طائرة قاصفة ومقاتلة إيطالية (بريدا وسافوي) وكان الفائض مقداره 23000 دينار عراقي مكّنها من شراء ثلاث طائرات بريطانية (دي هافيلاند دراغون رابيد).

 

المصدر: بغداد اليوم + وكالات

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الخطوط الجویة العراقیة سلطة الطیران المدنی الدولیة للطیران الطیران العراقی وزارة النقل الطیران فی رفع الحظر من خلال

إقرأ أيضاً:

بعد توقف كلي لكل خدماتها ..بيان جديد من الخطوط الجوية اليمنية

 

أعلنت الخطوط الجوية اليمنية في صنعاء عن توقّف كامل لرحلاتها من مطار صنعاء الدولي حتى إشعارٍ آخر.

 

وجاء الإعلان بسبب ما وصفته اليمنية بالعمل الإرهابي الجبان الذي استهدف طائرة مدنية، تابعة للشركة التي قالت إنها نأت بنفسها عن كل صراع، وتفرغت كليًا لخدمة اليمنيين دون تمييز.

  

وعلى ذات الصعيد حمّل وزير الإعلام معمر الإرياني، ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، المسؤولية الكاملة عن تدمير طائرات الخطوط الجوية اليمنية في مطار صنعاء، متهماً إياها بتجاهل متعمد لتوجيهات إدارة الشركة وتحذيراتها من مغبة إبقاء الطائرات في المطار.

وأوضح الإرياني أن الميليشيا رفضت مراراً مطالبات رئيس مجلس إدارة "اليمنية"، الكابتن ناصر محمود، بنقل الطائرات إلى مطار عدن أو مطارات خارجية، ما أدى إلى تدمير أربع طائرات تقدر قيمتها السوقية بنحو 130 مليون دولار، بينها طائرة إيرباص 330 بقيمة 40 مليون دولار.

    

وقالت الخطوط اليمنية إن الاحتلال الإسرائيلي استهدف طائرة جديدة صباح اليوم قبل لحظات فقط من بدء صعود الركاب من حجاج بيت الله الحرام إلى متنها، ضمن رحلة تفويج مجدولة، حاصلة على كافة التصاريح اللازمة للهبوط والتشغيل والإقلاع من جميع الجهات المعنية.

  

ووصفت الحكومة اليمنية ما جرى بأنه "جريمة متعمدة" تستهدف ما تبقى من مقدرات الدولة، متهماً الحوثيين بتحويل اليمن إلى "مسرح عمليات للحرس الثوري الإيراني".

 

واعتبرت هذا العدوان يكشف عما وصفته بالحقدٍ الدفين تجاه كل ما يربط الشعب اليمني بالحياة والأمل، ويؤكد مرةً أخرى أن أعداء اليمن لا يُعيرون أي اعتبار لمقدّرات وحقوق ومصير أبناء هذا الشعب العظيم، وفق تعبير البيان.

 

وحملت إسرائيل والمتعاونين معها المسؤولية الكاملة عن هذا الاستهداف، واعتبرته عدوانًا مباشرًا على سيادة الجمهورية اليمنية، ومؤشرًا خطيرًا على تمادٍ لم يعد السكوت عليه مقبولًا.

 

ودعت مؤسسات الطيران المدني وأحرار العالم لكسر صمتهم، وإدانة هذا العمل، معربة عن حقها في الاحتفاظ بحقها القانوني الكامل في مقاضاة وملاحقة جميع المتورطين في هذه الجريمة، من مخططين ومنفذين وداعمين

 

مقالات مشابهة

  • انسحاب شركات الطيران من كيان الاحتلال: تصدّع في السماء… وعزلة دولية تتزايد يوماً بعد يوم
  • باحث بالشأن الثقافي العراقي: حرية المثقفين موجودة في العراق ولكن دون تجاوز الخطوط الحمراء
  • السوداني يرأس اجتماعاً لمتابعة إجراءات رفع الحظر الأوروبي عن الخطوط العراقية
  • العراق ينجز 71% من خطة رفع الحظر الأوروبي عن الطائر الأخضر
  • السوداني يناقش إجراءات رفع الحظر الأوروبي عن الخطوط الجوية العراقية
  • الجوية العراقية تنقل أكثر من 17 ألف حاج بـ105 رحلات دون معرقلات
  • الخطوط الجوية العراقية تنجح بتفويج أكثر من 17 ألف حاج إلى الديار المقدسة
  • بعد توقف كلي لكل خدماتها ..بيان جديد من الخطوط الجوية اليمنية
  • رئيس المحكمة الاتحادية:الدستور “حرم سرقة المال العام العراقي”
  • متى تصبح مطارات ليبيا جاهزة لاستقبال شركات الطيران الدولية؟