يميني متطرف يتصدّر انتخابات رئاسة بلدية مدينة ألمانية قرب معسكر نازي سابق
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
يستقبل يورغ بروفيت، مرشّح حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، لرئاسة بلدية نوردهاوزن في ولاية تورينغن الواقعة في ألمانيا الشرقية سابقا، الناخبين عند منصة حملته بابتسامة عريضة.
يعد بروفيت الأوفر حظا للفوز في الجولة الثانية للانتخابات الرامية الأحد، لاختيار رئيس بلدية للمدينة المزدهرة رغم صغر مساحتها والتي تعد 40 ألف نسمة.
لكن فوز رجل الأعمال السابق البالغ من العمر 61 عاما سيكون بمثابة "كارثة"، برأي القائمين على إدارة المؤسسة التذكارية لمعسكر اعتقال قريب يعود إلى الحقبة النازية.
احتُجز حوالى 60 ألف شخص في معسكر السخرة ميتلباو دورا الذي كان تابعا لمعسكر الاعتقال بوخنفالد، والواقع على بعد ستة كيلومترات فقط عن وسط نوردهاوزن.
أُجبر المعتقلون فيه على تصنيع صواريخ "في-2" في ظل ظروف وحشية تحت الأرض، إذ عمل واحد تقريبا من كل ثلاثة منهم حتى الموت.
وأكد مدير المؤسسة التذكارية لبوخنفالد وميتلباو دورا ينس كريستيان فاغنر لفرانس برس، أن الهيئة لن ترحّب بالتأكيد برئيس بلدية من حزب البديل من أجل ألمانيا لدى تنظيمها مناسبات لاستذكار الأحداث في الموقع.
"الفكر النازي"وقال فاغنر: "البديل من أجل ألمانيا هو حزب يميني متطرف، يعد فكره مطابقا أو على الأقل مشابها إلى حد كبير في العديد من المجالات لفكر الاشتراكيين الوطنيين (النازيين)".
حصل بروفيت على 42,1% من الأصوات في الجولة الأولى لانتخابات رئاسة البلدية في وقت سابق هذا الشهر، فيما فاز خصمه كاي بوخمان بـ23,7% فقط.
وتراجع العديد من السكان عن تأييد المرشح المستقل بوخمان، الذي تولى السلطة على مدى السنوات الست الماضية، بعدما اختلف مرّات عدة مع مجلس بلدية المدينة.
أدى الجدل إلى دعوات لبداية جديدة وبالتالي دخل بروفيت على خط المنافسة. وعلى غرار العديد من أعضاء الحزب اليميني المتشدد، اتُّهم بروفيت بالتطرف وبتحوير التاريخ.
وفي مدونة عام 2020، أفاد بأن قوات الحلفاء التي حررت معسكر ميتلباو، دورا لم يكن همّها غير التلصص على تكنولوجيا الصواريخ في الموقع.
كما دعا إلى وضع حد "لشولدكولت" أي "عقيدة الشعور بالذنب"، في إشارة إلى مساعي البلاد لتذكّر المحرقة والتعلّم من أخطاء الماضي، لكن يبدو أن الجدل لم ينجح في ثني الناخبين.
وقال فاغنر: "كل ما أسمعه من نوردهاوزن.. يدل على أنه سيتم انتخاب بروفيت، ليس بالرغم من مواقف تحوير التاريخ هذه، بل تحديدا بفضل هذا النوع من المواقف".
كشف استطلاع نشرته مؤسسة "فريدريش إيبرت" هذا الأسبوع أن المواقف اليمينية المتطرّفة تنتشر في ألمانيا. ويمكن حاليا تصنيف ثمانية% من الألمان على أنهم يتبنون مواقف يمينية متطرفة واضحة، مقارنة مع اثنين إلى ثلاثة في المئة في السنوات السابقة، وفق المؤسسة.
وسيكون فوز بروفيت الحلقة الأخيرة ضمن سلسلة نجاحات، حققها حزب البديل من أجل ألمانيا الذي تأسس عام 2013 كمجموعة مناهضة لليورو، قبل أن يستغل مشاعر الغضب السائدة حيال موجة الهجرة الكبيرة، التي شهدتها ألمانيا مؤخرا.
وحصل الحزب في حزيران/يونيو على أول منصب له على الإطلاق في إدارة مقاطعة في تورينغن أيضا، بينما تولى في الشهر التالي لأول مرة رئاسة بلدية في ساكسونيا أنهالت المجاورة.
"رياح جديدة"على الصعيد الوطني، نال الحزب 22% في استطلاعات الرأي الأخيرة، ليتقدّم على حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديموقراطي (يسار وسط)، متخلّفا ببضع نقاط فقط عن الحزب المحافظ المعارض الرئيسي.
يحظى البديل من أجل ألمانيا بحضور قوي في تورينغن على وجه الخصوص، حيث كشف استطلاع نشرته شبكة "إم دي آر" الإقليمية للبث مؤخرا بأن نسب التأييد له تبلغ حوالى 34%.
من المقرر أن تجري تورينغن انتخابات لاختيار أعضاء برلمانها الإقليمي في أيلول/سبتمبر 2024، إلى جانب ولايتين أخريين من ألمانيا الشرقية سابقا هما براندنبورغ وساكسونيا.
يرجّح فاغنر فوز الحزب في اقتراع واحد على الأقل من عمليات التصويت هذه، وقال: "أعتقدت أن الألمان تعلّموا من ماضيهم. لكنني أشعر بالقلق حاليا من أن.. هذا الفكر سينتشر مجددا بشكل كبير في ألمانيا وسيكسبون الغالبية".
وفي مبنى بلدية نوردهاوزن حيث بدأ بعض الناخبين الإدلاء بأصواتهم، يشاطر خبير التكنولوجيا المتقاعد يورغن يونغرهاوزن (75 عاما) فاغنر مخاوفه، وقال إن رئيس بلدية من اليمين المتشدد "ليس خيارا جيدا" بالنسبة لنوردهاوزن "خصوصا في ضوء تاريخنا".
لكن في القسم الخلفي لمنصة حملة تابعة لحزب البديل من أجل ألمانيا، يعتقد ميكانيكي السيارات المتقاعد غرد فيله (62 عاما) أن فوز بروفيت "سيكون إيجابيا بالنسبة لنوردهاوزن".
وقال لفرانس برس: "إنه صاحب مشاريع ويتعامل أصحاب المشاريع مع الأمور عادة بشكل محدد الأهداف"، وأضاف قوله إن رئيس بلدية من حزب البديل من أجل ألمانيا يعني "رياحا جديدة، وليس رياحا جديدة فحسب، بل جيّدة أيضا".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية محذرة من مخاطره.. مسؤولة أممية: إعادة تدوير البلاستيك غير كافية للحد من تلوثه أمطار في السويد تتسبب بانهيار طريق سريع وبحفرة سقطت فيها حافلة وعديد السيارات مهاجرون يعبرون النهر ويخترقون الأسلاك الشائكة على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة حملة انتخابية معسكر داخاو النازي نازية انتخابات بلدية ألمانيا يمين متطرفالمصدر: euronews
كلمات دلالية: حملة انتخابية نازية انتخابات بلدية ألمانيا الشرق الأوسط قتل جمهورية السودان ضحايا النيجر أرمينيا فرنسا إسرائيل إيران الشرق الأوسط قتل جمهورية السودان ضحايا النيجر أرمينيا یعرض الآن Next رئیس بلدیة
إقرأ أيضاً:
متطرف بريطاني معاد للمسلمين يرتكب اعتداء عنيفا بعد أسابيع من مغادرة السجن (فيديو)
بعد نحو شهرين من خروجه من السجن على خلفية قضية سابقة، ارتكب الناشط البريطاني اليميني المتطرف ستيفن ياكسلي لينون، المعروف باسم تومي روبنسون، اعتداء عنيفا على رجل في محطة للقطارات، قبل أن يفر من البلاد مع بدء الشرطة تحقيقاتها.
وأظهر تسجيل فيديو روبنسون (42 عاما) بالقرب من رجل ممدد على الأرض وفاقد للوعي في محطة سانت بانكراس للقطارات في لندن، بينما كان رجل آخر يحاول إبعاد روبنسون وهو ينادي على موظفي الأمن في المحطة للمساعدة، قبل أن يغادر روبنسون المكان.
وقالت شرطة النقل البريطانية الثلاثاء: "على خلفية تقرير عن اعتداء في محطة سانت بانكراس الليلة الماضية (28 تموز/ يوليو)، أكد ضباط أن المتهم، وهو رجل يبلغ من العمر 42 عاما، قد غادر البلاد على متن طائرة في الساعات الأولى من هذا الصباح". وأضافت الشرطة: "المحققون يتابعون العمل عن قرب للتقدم في التحقيقات والقبض عليه لاستجوابه".
ولم يتضح سبب الاعتداء على الرجل أو الطريقة التي اعتدى روبنسون بها عليه، لكن يُسمع صوت روبنسون وهو يقول للرجل الذي كان في المكان: "هو الذي أتى إليّ.. لقد رأيت ذلك".
وفي فيديو آخر، ظهر محققون وهم يجمعون الأدلة الجنائية في المكان، وظهرت بقة كبيرة من الدماء على الأرض، في موقع رأس الرجل المصاب، لكن وسائل إعلام قالت إن حياة الرجل الذي لم يُكشف عن هويته؛ ليست في خطر.
وكان روبنسون قد ظهر في وقت سابق الاثنين، حيث ظهر في فيديو نشره على حسابه في منصة إكس؛ وهو يروّج لمظاهرة لليمين المتطرف في 13 أيلول/ سبتمبر.
ويشار إلى أن روبنسون قد أطلق سراحه من السجن في 27 أيار/ مايو الماضي، بعد قضائه حكما بالسجن على خلفية اتهامه بازدراء المحكمة بسبب تكرار ادعاءات كاذبة ضد اللاجئ السوري جمال حجازي رغم حصول الأخير على حكم قضائي سابق ضد روبنسون بتهمة التشهير.
ودخل روبنسون السجن في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بعدما حكم عليه بالسجن لمدة 18 شهرا في القضية. وفي نيسان/ أبريل الماضي أكدت محكمة الاستئناف الحكم، مشيرة إلى أن العقوبة المفروضة كانت مبررة بالنظر إلى طبيعة الجريمة وأثرها على سمعة الشخص المتضرر.
ويعد روبنسون، من أبرز الشخصيات المثيرة للجدل في المملكة المتحدة، حيث يشتهر بتصريحاته العلنية المناهضة للإسلام والمهاجرين، وكان قد أسس رابطة الدفاع الإنكليزي (English Defence League) المعروفة بمواقفها المتطرفة.