أكد المستشار وليد حمزة رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، أن الانتخابات الرئاسية المقبلة، ستُجرى وفق أحكام الدستور والقانون وأدق المعايير الدولية المستقرة في شأن تنظيم وإدارة الانتخابات والإشراف عليها، بما يضمن نزاهتها وحيدتها بالكامل، على النحو الذي يعكس قدرَ مصر ومكانتها.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها المستشار وليد حمزة رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، خلال المؤتمر الصحفي المنعقد اليوم للإعلان عن قرار مجلس إدارة الهيئة بدعوة الناخبين للانتخابات الرئاسية وجدول إجراءات ومواعيد العملية الانتخابية.

وشدد رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، على أن الهيئة تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين الذين سيتقدمون لخوض غمار العملية الانتخابية، دونما انحياز لأحد منهم أو تمييز بينهم، وأن تُجرى العملية الانتخابية تحت إدارة وإشراف قضائي كامل على غرار الاستحقاقات الانتخابية السابقة، بحيث يُخصص قاض لكل صندوق من صناديق الاقتراع.

وقال إن الهيئة الوطنية للانتخابات، ومن خلفها قضاة مصر، تفخر بأن تحمل على عاتقها هذه المسئولية الوطنية الكبيرة، وأن تُدار العملية الانتخابية بـ "ضمير القاضي" الذي يمثل التجرد التام والنزاهة والحيدة المطلقة، متعهدا أمام الشعب المصري بأن تبقى الهيئة أهلا للأمانة وموضعا للثقة، وأن يكون نتاج عملها محل تقدير واحترام في الداخل والخارج.

وأشار إلى أن الهيئة الوطنية للانتخابات بذلت جهدا كبيرا ومخلصا طيلة الأشهر الماضية، في سبيل الإعداد للانتخابات الرئاسية من كافة جوانبها، واضعة قيم العدالة والمساواة المستمدة من الدستور في المقام الأول لكل ما يتعلق بشأن العملية الانتخابية، حتى تصل إلى قرارها اليوم بإعلان فتح باب الترشح لفترة رئاسية جديدة قوامها 6 سنوات، وفقا للإجراءات والشروط التي يحددها قرار الهيئة انطلاقا من مواد الدستور والقانون التي تنظيم هذه العملية وتضمن نزاهتها.

وأكد المستشار وليد حمزة رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، أن الهيئة سمحت لجميع وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني المصرية والأجنبية، بمتابعة العملية الانتخابية، طالما استوفت الضوابط التي وضعتها الهيئة.

ولفت إلى أن الدعوة لفتح باب الترشيح للانتخابات الرئاسية، تتواكب مع مرور 100 سنة كاملة على أول انتخابات نيابية دستورية في مصر. مضيفا: "ليؤكد التاريخ أن مصر الديمقراطية تقدمُ نموذجا عريقا يحق لنا أن نفخر به أمام العالم، وأن شعبها الأبي يملك وعيا سياسيا عميقا، يحق لنا أن نحصد ثماره فى صناعة مستقبلنا".

ودعا المستشار وليد حمزة جموع الناخبين إلى المشاركة الفاعلة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، والحرص على قول كلمتهم في صندوق الانتخاب، ليقرروا مصيرهم ومستقبلهم بأيديهم ولكي يحققوا ما نادوا به في ثورتي 25 يناير و 30 يونيو، بما يعزز قواعد الديمقراطية.

وتابع قائلا: "أيها المصريون الكرام.. لقد ضحيتم كثيرا من أجل أن تنعم مصر بهذا الأمن والاستقرار، فحافظوا على هذه المسيرة البناءة بالمشاركة، وكونوا مثلا أعلى للشعوب، كما اعتاد العالم أن يرانا".

وحث رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات المصريين جميعا على عدم الإصغاء للشائعات والأكاذيب والمؤامرات التي يحيكها البعض في مواجهة هذا الاستحقاق الدستوري المهم، مشيرا إلى أن السبيل الوحيد أمام هؤلاء لهدم ما تقوم به الهيئة الوطنية للانتخابات، هو محاولة بث الخوف والشك في نفوس المصريين، الأمر الذي يقتضي من الشعب المصري تفويت الفرصة عليهم، والحرص على المشاركة في الانتخابات.

وقال إن مصر مرت خلال السنوات الأخيرة بالعديد من المحن والصعاب، وتكالبت عليها الأزمات وحاصرتها المخاطر، غير أن إرادة الشعب المصري الأبي، والتزامه الأبدي بحفظ أمانة الوطن والذود عن استقرار واستقلال دولته، حما البلاد وحافظ عليها من الانحناء والسقوط.

وأضاف: "التواجد أمام صناديق الاقتراع في كل الاستحقاقات الدستورية، يضمن لبلادنا وأبنائنا مستقبلا أكثر إشراقا وازدهارا".. مؤكدا أن المصريين ضربوا بوعيهم أروع الأمثلة في حفظ أمانة الوطن، وأنه لولا ثقة الناخبين في قضائهم العادل، والمنظومة التي تقود العملية الانتخابية في كل استحقاق دستوري، ما تمكَّن الشعب من أداء هذه الأمانة على أكمل وجه، وما رأى العالم ذلك التكاتف والالتفاف حول الصندوق، وما انتقلت بلادنا بسلاسة من محطة لأخرى على طريق الديمقراطية والاستقرار.

وأعرب المستشار وليد حمزة عن تقديره لأعضاء مجلس إدارة الهيئة الوطنية للانتخابات وجهازها التنفيذي وكافة العاملين بها، لما بذلوه من جهد متواصل في سبيل الإعداد للعملية الانتخابية، ومثمنا جهود كافة أجهزة الدولة التي أبدت كل تعاون وتجاوب مع الهيئة الأمر الذي من شأنه أن يساهم في نجاح الاستحقاق الرئاسي.

وأشار إلى أن فترة رئاسته للهيئة الوطنية للانتخابات، وكذلك عضوية 4 من المستشارين في مجلس الإدارة، تنتهي في غضون الشهر المقبل، بسبب اكتمال أو استكمال المدة القانونية لعضوية المجلس، متمنيا التوفيق لمجلس إدارة الهيئة الوطنية للانتخابات في تشكيله الجديد الذي سيباشر عمله ابتداء من 9 أكتوبر المقبل، ومعربا عن ثقته في قدرتهم على أداء المسئولية الوطنية الموكلة إليهم.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية المستشار وليد حمزة انتخابات الرئاسة انتخابات الرئاسة 2024 رئیس الهیئة الوطنیة للانتخابات العملیة الانتخابیة المستشار ولید حمزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

هيروشيما.. ضحية يورانيوم الكونغو الديمقراطية

أفريقيا– انتصر الحلفاء في الحرب العالمية الثانية بفضل قنبلتين أُعدّت موادهما الأولية من اليورانيوم الأفريقي، وأجبرت الضربتان اليابان على الاستسلام.

ففي السادس من أغسطس/آب عام 1945، ضربت الولايات المتحدة مدينة هيروشيما اليابانية بقنبلة "الطفل الصغير" (الاسم السري للقنبلة) النووية. وفي التاسع من الشهر نفسه ألقت قواتها الجوية قنبلة نووية أخرى تسمى "الرجل السمين" على مدينة ناغازاكي. لكن العالم اندهش لقوة القنبلتين اللتين تبيّن لاحقا أنهما صنعتا من يورانيوم الكونغو الديمقراطية.

ميناء ماتادي بدايات القرن العشرين وهو الميناء الذي تم من خلاله شحن معظم اليورانيوم إلى الولايات المتحدة (الجزيرة) اهتمام أميركي

"سيدي، إن عنصر اليورانيوم ربما يكون مصدرا جديدا ومهما للطاقة في وقتنا الحالي، وهذا العنصر الفريد قد يقودنا إلى بناء قنبلة ستكون حقيقة نوعا جديدا شديد القوة ولم يعرف من قبل.. وإن أهم مصدر لليورانيوم هو الكونغو البلجيكية".

هكذا كتب عالم الرياضيات والفيزياء النظرية ألبرت آينشتاين، للرئيس الأميركي السابق فرانكلين روزفلت، في رسالة مؤرخة بيوم الثاني من أغسطس/آب 1939.

نفّذت السلطات الأميركية توصيات الباحثين وبدأت في الاستفادة من "منجم شينكولوبوي" في الكونغو الديمقراطية التي كانت حينها مستعمرة بلجيكية. ويقع المنجم بمقاطعة كاتانغا على الحدود مع أنغولا وزامبيا وتنزانيا، وهي غنية بالمعادن المتنوعة.

وبعد 6 سنوات على رسالة آينشتاين، ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية في نوفمبر/تشرين الثاني 1945، كان العمال الكونغوليون المضربون يحتجون على المعيشة المزرية وظروف العمل القاسية في كل من ليوبولد فيل (كينشاسا الآن، عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية)، وميناء "ماتادي" الذي تم من خلاله شحن معظم اليورانيوم إلى الولايات المتحدة، لكنهم عوقبوا بقتلهم مع نسائهم وأطفالهم، ولم يهتم أحد لشأنهم، كما يقول ناشطون محليون.

استعمار عنصري

كانت الكونغو تحت الاحتلال البلجيكي، وقد عانى سكانها من واقع استعماري تأسس على العنصرية والتفرقة وعدم المساواة. وفي كتابها الأخير "من قتل (داغ) همرشولد؟"، وهو ثاني أمين عام للأمم المتحدة تحطّمت طائرته في الكونغو عام 1961، كتبت الباحثة سوزان وليامز "إن السلطة الأخلاقية للنضال ضد الفاشية لم تقضِ على عدم المساواة والظلم في الكونغو"، وأضافت أن "عمال منجم شينكولوبوي لم يتمتعوا بأية حماية ضد الإشعاع".

وكانت الكونغو البلجيكية تملك أغنى يورانيوم في العالم، إذ كانت مادته الخام تحتوي في المتوسط على نسبة 65% من أكسيد اليورانيوم، مقارنة مع الخام الأميركي أو الكندي الذي تضمن أقل من 1%.

وبعد الحرب، أصبح المنجم بؤرة للصراع في الحرب الباردة بين القوى العظمى، بعدما كان مركزا لانطلاق مشروع مانهاتن خلال الحرب العالمية الثانية.

أُغلق المنجم، لكن لا يزال بعض العمال يذهبون إلى الموقع لاستخراج اليورانيوم والكوبالت، ويقولون إنهم يعملون بشكل مستقل لكسب لقمة العيش.

مساحات شاسعة في الكونغو لا تزال مسكونة بشبح القنبلة النووية (الجزيرة) تهريب ثروة الكونغو

وبعدما عثرت الكاتبة سوزان على وثائق مهمة كانت مخفية عن الجمهور في محفوظات جامعة أوكسفورد، التي منحتها حق الاطلاع عليها بسبب تقادم قضية "همرشولد"، كتبت تصف كيف أن مكتب أميركا للخدمات الإستراتيجية (أو إس إس) جنّد فرقة لتوصيل اليورانيوم إلى الولايات المتحدة وضمان عدم سقوطه في أيدي ألمانيا النازية.

وأضافت "تضمنت الفرقة مجموعة من الضباط المدربين جيدا بغرض التجسس، وكانوا يدّعون أنهم منقبون عن المطاط أو محققون في قضية تهريب الماس، لكنهم لم يتفوهوا يوما بكلمة يورانيوم، بل حتى في البرقيات المشفرة كانوا يشيرون إلى: المواد الخام، والألماس، أو ببساطة الأحجار الكريمة، لكنهم لم يقولوا لماذا كانت الولايات المتحدة بحاجة ماسة إلى تأمين إمدادات منتظمة من خام اليورانيوم عالي الجودة من الكونغو البلجيكية".

ورغم أن اتحاد المناجم حينها باع كميات كبيرة من خام اليورانيوم إلى ألمانيا، فإن إدغار سينجير مدير الجمعية العامة لبلجيكا ورئيس اتحاد المناجم في كاتانغا العليا أثناء الحرب العالمية الثانية، كان حليفا رئيسيا للولايات المتحدة، وقد حصل بعد ذلك على ميدالية الجدارة، التي كانت آنذاك أعلى جائزة مدنية للحكومة الأميركية.

ويروي الباحث الأميركي توم زولنير في كتابه "تاريخ اليورانيوم" كيف أن إدغار سينجير تدخل لصالح الأميركيين وأمدهم بما يحتاجونه لمشروع مانهاتن، إذ "قام بشحن 1000 طن من خام اليورانيوم من منجم شينكولوبوي، وإرساله إلى مستودع نيويورك عام 1939، فضلا عن كمية متواضعة تم جلبها من الغواصة الألمانية "يو 234″ التي أسرت بعد استسلام ألمانيا في مايو/أيار 1945".

وكما أن أمر هؤلاء الجواسيس كان مخفيا، فقد بقي اعتماد المشروع الذري الأميركي على الخام الكونغولي سرا لسنوات طويلة أيضا.

فبعد قنبلة هيروشيما، لفت بيان صادر عن رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل الانتباه إلى "المادة الخام التي لا غنى عنها في المشروع" ويقصد اليورانيوم، وقال إن كندا منحتها، ولم يشر مطلقا إلى الكونغو.

وتلك الاتفاقيات السرية التي لم يتعدّ صداها الحدود الجغرافية لجمهورية الكونغو الديمقراطية، كان أثرها جليا تماما على المجتمع المحلي.

ذعر دائم

وفي حديث سابق للجزيرة نت، قال الصحفي والناشط في المجتمع المدني أوليفر تشينوكيا، إن مدينته القريبة من منجم شينكولوبوي "كانت تجلب الخوف للزائرين، فكانوا يحسون بالضيق ولا يعرفون السبب.. لم يكونوا مرضى، كانوا فقط ضيوف مدينة مسكونة بشبح القنبلة".

ويضيف تشينوكيا "هناك تركة رهيبة أخرى، فإلى جانب القنابل التي ألقيت على اليابان والتي كان مصدرها اليورانيوم، كانت النفايات المشعة في شينكولوبوي قد أودت بحياة الكثيرين، وتسببت في تشوهات خلقية وسرطانات قاتلة".

فبعد انهيار أحد أنفاق المنجم، طُلب من الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية التحقيق في الظروف المحيطة بالعمل. وقد وجدت دراسة أن 6 آلاف من عمال المناجم كانوا ينقبون عن الكوبالت على نطاق ضيق جدا و"الجميع كان يعمل دون توقف، غير مكترثين لخطر المشاكل الصحية المتزايدة بسبب المستويات العالية للإشعاع".

أما الباحث المتخصص في صراع البحيرات العظمى ليونارد مولوندا، الذي كان أحد المشاركين في ذكرى كارثة هيروشيما، التي أحيتها الجالية الكونغولية بمتحف جنوب أفريقيا في كيب تاون عام 2016، فتساءل قائلا "هل أخبر صناع القرار سكان منطقة ليكاسي لماذا كان يستخرج اليورانيوم من أرضهم؟ هل تشاوروا معهم إن كانوا لا يمانعون أن يموت 150 ألف ياباني بريء في هيروشيما وحدها باليورانيوم المستخرج من أرضهم؟ طبعا لا".

ويضيف مولوندا في حديث سابق للجزيرة نت "ليس لدينا حتى سجلات موثقة حول تأثير التعرض للإشعاع على جمهورية الكونغو الديمقراطية على مدى العقود السبعة الماضية.. لقد كنا دائما خارج اللعبة، ودائما كنا وحدنا من يدفع الثمن".

عندما سمع ألبرت آينشتاين بما صنعته القنبلة النووية بأرواح الأبرياء في هيروشيما وناغازاكي، وضع رأسه بين كفيه، وقال "كان عليّ أن أحرق أصابع يدي قبل أن أكتب رسالتي تلك إلى روزفلت"، لكن الأوان كان قد فات.

مقالات مشابهة

  • السعودية تعلن عن إجمالي أعداد الحجاج للعام الحالي من الداخل والخارج.. كم تبلغ نسبة العرب منهم؟
  • منهم 221.854 من الداخل.. “الإحصاء”: 1,833,164 إجمالي أعداد الحجاج بالموسم الجاري
  • السعودية تكشف عدد الحجاج هذا العام.. كم بلغ؟ (شاهد)
  • هيروشيما.. ضحية يورانيوم الكونغو الديمقراطية
  • مصير الديمقراطية في كردستان: بين التأجيل والتلاعب وتقاسم “الكعكة”
  • استمرار استقبال طلبات التسجيل في انتخاب المجالس البلدية طيلة أيام عطلة عيد الأضحى
  • النزاعات الانتخابية ضمن ورشة عمل
  • صادي:” هكذا يتم إتخاذ القرارات المهمة داخل “الفاف”
  • مفوضية الانتخابات تختتم ورشة عمل النزاعات الانتخابية
  • الشعاب: نجاح الانتخابات البلدية سيمهّد المسار أمام الانتخابات الرئاسية والبرلمانية