إن الإستجابة الشعورية للخوف أمر طبيعي جدًا لأنه شعور نابع من التفاعل الكيميائي في أدمغتنا كسائر المشاعر الطبيعية التي يتفاعل الفرد معها مع وجود المؤثرات الخارجية ويعدّ الخوف أحد أهم المشاعر التي يشعر بها الفرد بين الفينة و الأخرى.
يمتلك البعض رغبة كبيرة في النجاح إلا أن الأمر يقتصر على الإمتلاك فقط فهناك شعور طغى على رغبة النجاح ألا وهو الخوف.
وبدلاً من إطفاء و إبعاد هذا الخوف ، أصبحت له الغلبة فحال دون تحقيق أياً من الأهداف التي توصل الفرد إلى النجاح الذي يؤرقه بالرغم من إمتلاكه المؤهلات المطلوبة.
و لا يخفى علينا أن الخوف ناتج عن صدمات ماضية و مراحل فشل قديمة و على أساسها تأصّل الخوف في أدمغتنا فبمجرد أن يقرر الفرد أن يقدم خطوة ، يجد نفسه حبيسًا للتردد مع سطوة الخوف فلا يُقدم على مرحلة جديدة و يتعمد تجاهل الفرص الحقيقية الذهبية أمامه .
والبعض الآخر قد يخاف من الفشل و هو ليست لديه تجارب فاشلة سابقاً خوفًا من النجاح و تداعياته مثل المسؤوليات التي تقع على عاتقهم بعد هذا النجاح و الوجود تحت المجهر و تسليط الأضواء عليهم مما يدفعهم إلى المماطلة والتسويف وعدم القيام بأي عمل يبرزهم في مجتمعهم.
و يجب هنا ، وضع الخطط للتغلّب على غلبة الخوف كتطوير المهارات وتطبيق نظام تفكير مغاير عن السابق و التركيز على النجاح و استغلال الفرص المتاحة و اتخاذ القرارات المناسبة بدون تردد وتخليص العقل من مدمّرات القلق و التوتر و من المهم إدراك أن النجاح ليس مجرد مرحلة بل هو نمط حياة يستمر بشعور الفرد بإستحقاقه.
@fatimah_nahar
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
ارتفاع مؤشر الخوف لا يدلل دائما على انخفاض الأسهم
رغم الاعتقاد السائد بأن ارتفاع مؤشر الخوف أو التقلّب المعروف اختصارا بـ"في آي إكس" (VIX) ينذر بانخفاض حاد في أسعار الأسهم، فإن البيانات التاريخية تثبت عكس ذلك، ففي تقرير تحليلي نشرته وكالة بلومبيرغ، أوضح الكاتب نير قيسار أن العلاقة بين ارتفاع مؤشر التقلبات وأداء السوق ليست حتمية كما يتخيل كثير من المستثمرين.
مقياس للتقلّب لا للاتجاهمؤشر "في آي إكس" (VIX)، الذي يُشار إليه عادة بـ"مؤشر الخوف"، يقيس مقدار التقلّب المتوقع في أداء مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" خلال 30 يوما، وبعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض تعريفات جمركية شاملة في 2 أبريل/نيسان الماضي، قفز المؤشر بشكل حاد ليصل إلى 52 نقطة في 8 أبريل/نيسان، وهو ثالث أعلى مستوى له منذ إنشائه عام 1990، متجاوزا أزمات كبرى مثل الأزمة المالية العالمية وجائحة كورونا.
لكن المفارقة أن السوق لم ينهار، بل بدأ في الارتفاع في اليوم نفسه الذي بلغ فيه مؤشر التقلب ذروته، فمنذ 8 أبريل/نيسان وحتى مطلع هذا الأسبوع، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 13%، وهي قفزة كبيرة خلال فترة قصيرة.
يقول الكاتب "ارتفاع مؤشر التقلّب لا يعني بالضرورة أن السوق سيتراجع، بل إنه يشير فقط إلى أن حركة الأسعار ستكون كبيرة، سواء صعودا أو هبوطا".
وأضاف أن التفسير الخاطئ لارتفاع المؤشر ناتج على الأرجح من اسمه المضلل، إذ إن وصفه بـ"مؤشر الخوف" يغذي تصورات سلبية غير دقيقة.
البيانات لا تدعم الانطباعات السائدةتحليل البيانات التاريخية منذ عام 1990 يُظهر أن مؤشر التقلّب مرتبط بدرجة كبيرة مع مستوى التقلّب الفعلي للسوق (بمعدل ارتباط 0.69)، لكنه لا يرتبط تقريبا باتجاه أسعار الأسهم خلال 30 يوما تالية (بمعدل ارتباط 0.1 فقط).
إعلانكما أظهرت مقارنة لأعلى قيم يومية للمؤشر أن سوق الأسهم ارتفع في 68% من الحالات بعد ارتفاع المؤشر إلى أعلى مستوياته، وهي نسبة قريبة جدا من الفترات التي كان فيها المؤشر في أدنى حالاته، ما يعني أن التقلّب لا يحدد الاتجاه.
يشير التقرير إلى أن الهبوط الحاد في السوق حصل في الأيام الأولى من أبريل/نيسان، في حين جاء ارتفاع مؤشر التقلّب بعد ذلك، أي أن المستثمرين شعروا بالخوف بعد فوات الأوان، وليس قبله.
ويقول الكاتب "في معظم الحالات، يكون السوق قد وصل إلى القاع عندما يظهر المؤشر بمستويات مخيفة، وقد حدث ذلك بالفعل الشهر الماضي".
وحاليا، يبلغ مؤشر في آي إكس (VIX) حوالي 24 نقطة، أي أقل بكثير من ذروته الأخيرة، لكنه لا يزال أعلى من متوسطه التاريخي البالغ 19 نقطة، وهذا يعني، حسب التقرير، أن السوق لا يزال مرشحا لمزيد من التقلّب، خصوصا في ظل الضبابية الناتجة عن الرسوم الجمركية التي فرضها البيت الأبيض.
ويختم الكاتب بتحذير واضح "عدم اليقين قد يستمر لفترة أطول مما نرغب، وقد يبقى مؤشر التقلّب مرتفعا. لكن ذلك لا يعني أن السوق في طريقه إلى الانخفاض بالضرورة".