كشفت مجموعة دولية من علماء الفلك عن وجود عدد كبير من المجرات في الكون المبكر التي تشبه درب التبانة، أكثر مما كان يعتقد سابقا.

وباستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST)، اكتشف الفريق الدولي، بما في ذلك علماء في جامعة مانشستر وجامعة فيكتوريا في كندا، أن المجرات مثل مجرتنا درب التبانة تهيمن على جميع أنحاء الكون وهي شائعة بشكل مدهش.

إقرأ المزيد هابل يرصد تصادما مذهلا لمجرتين على بعد 465 مليون سنة ضوئية من الأرض

وتعود هذه المجرات إلى تاريخ الكون البعيد، حيث تشكلت العديد من هذه المجرات قبل 10 مليارات سنة أو أكثر.

ودرب التبانة مجرة حلزونية تنتمي إلى فئة المجرات القرصية التي لها شكل مشابه للقرص المضغوط.

ومن المعروف أنه في المجرات الحلزونية، يتجمع عدد كبير من النجوم معا على شكل قرص رفيع، مع انتفاخ كروي مركزي بداخله أجرام سماوية. وغالبا ما توجد في قرص المجرة أذرع مضيئة حيث تتركز النجوم الأصغر سنا والأكثر سطوعا.

ويُعتقد أن هذه المجرات هي الأكثر شيوعا في الكون القريب (الحديث)، وقد تكون أنواع المجرات التي يمكن أن تتطور فيها الحياة نظرا لطبيعة تاريخ تكوينها.

ومع ذلك، اعتبر علماء الفلك سابقا أن هذه الأنواع من المجرات كانت هشة للغاية بحيث لم تكن موجودة في الكون المبكر (قبل حدوث الانفجار الكبير)عندما كانت عمليات اندماج المجرات أكثر شيوعا، ما أدى إلى ظهور تكوينات مجرية ذات هياكل غريبة وغير منتظمة.

ووجد الاكتشاف الجديد، الذي نُشر اليوم في مجلة The Astrophysical Journal ، أن هذه المجرات القرصية أكثر شيوعا بعشر مرات مما يعتقده علماء الفلك بناء على ملاحظات سابقة باستخدام تلسكوب هابل الفضائي.

وأبلغ العلماء عن اكتشاف مجرات حلزونية يعود تاريخها إلى وقت ما قبل ولادة الكون. وتتعارض هذه النتائج مع النظريات الحالية حول كيفية تطور المجرات في الكون على مدى العشرة مليارات سنة الماضية.

إقرأ المزيد اكتشاف فئة جديدة من الانفجارات الكونية أكثر سطوعا من 100 مليار شمس

وقال كريستوفر كونسيليسي، أستاذ علم الفلك خارج المجرة في جامعة مانشستر: "باستخدام تلسكوب هابل الفضائي، اعتقدنا أن المجرات القرصية كانت شبه معدومة حتى كان عمر الكون نحو 6 مليارات سنة، وهذه النتائج الجديدة من تلسكوب جيمس ويب الفضائي تدفع الوقت الذي تتشكل فيه هذه المجرات الشبيهة بدرب التبانة إلى بداية الكون تقريبا".

وتقلب الدراسة تماما الفهم الحالي لكيفية تفكير العلماء في تطور كوننا، ويقول العلماء إن الأفكار الجديدة بحاجة إلى النظر فيها.

وقال عالم الفلك ليوناردو فيريرا من جامعة فيكتوريا: "على مدار أكثر من 30 عاما، كان يُعتقد أن هذه المجرات القرصية كانت نادرة في بداية الكون بسبب المواجهات العنيفة الشائعة التي تعرضت لها المجرات. إن حقيقة عثور تلسكوب جيمس ويب الفضائي على الكثير منها هي علامة أخرى على قوة هذه الأداة وأن هياكل المجرات تتشكل في وقت مبكر في الكون، في وقت أبكر بكثير في الواقع مما توقعه أي شخص". 

وكان يُعتقد سابقا أن المجرات القرصية مثل مجرة درب التبانة كانت نادرة نسبيا عبر التاريخ الكوني، وأنها تشكلت فقط بعد أن كان الكون في منتصف العمر بالفعل.

وفي السابق، كان علماء الفلك الذين يستخدمون تلسكوب هابل الفضائي يعتقدون أن المجرات تمتلك في الغالب هياكل غير منتظمة وغريبة تشبه عمليات الاندماج. ومع ذلك، فإن القدرات الفائقة لجيمس ويب تسمح لنا الآن برؤية البنية الحقيقية لهذه المجرات لأول مرة.

ويقول العلماء إن هذه علامة أخرى على أن "البنية" في الكون تتشكل بشكل أسرع بكثير مما توقعه أي شخص.

وتابع البروفيسور كونسيليسي: "تُظهر نتائج تلسكوب جيمس ويب الفضائي أن المجرات القرصية، مثل مجرتنا درب التبانة، هي النوع الأكثر شيوعًا من المجرات في الكون. وهذا يعني أن معظم النجوم موجودة وتتشكل داخل هذه المجرات مما يغير فهمنا الكامل لكيفية تكوين المجرات. تشير هذه النتائج أيضا إلى أسئلة مهمة حول المادة المظلمة في الكون المبكر والتي لا نعرف عنها إلا القليل. وبناء على نتائجنا، يجب على علماء الفلك إعادة التفكير في فهمنا لتكوين المجرات الأولى وكيف حدث تطور المجرات على مدى العشرة مليارات سنة الماضية".

المصدر: phys.org

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا اكتشافات الفضاء جيمس ويب مجرات معلومات علمية ملیارات سنة هذه المجرات علماء الفلک درب التبانة أن هذه

إقرأ أيضاً:

الحيض المبكر يتزايد: ما تأثيره على صحة المرأة على المدى الطويل؟

يكتسب سن بدء الدورة شهرية أهمية صحية بالغة، خصوصًا إذا حدث قبل سن 10 أو بعد سن 15. فقد كشفت دراسة برازيلية عن ارتباط الدورة المبكرة بزيادة مخاطر الإصابة بالسكري، والسمنة، والأمراض القلبية الوعائية، وارتفاع ضغط الدم، وفرط التوتر الحملي. اعلان

أظهر تحليل حديث لبيانات علمية أن سن بدء الدورة الشهرية عند الفتيات في فرنسا شهد انخفاضًا تدريجيًا على امتداد القرون الثلاثة الماضية، قبل أن يستقر نسبيًا خلال العقود الأخيرة.

ووفق تقديرات المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية (Ined)، كان متوسط عمر بدء الدورة الشهرية في فرنسا قبل نحو ثلاثمائة عام يقارب 16 عامًا. ومع تطور الظروف المعيشية، تراجع هذا العمر تدريجيًا، لينتقل إلى 12.5 عامًا في المتوسط وفق بيانات رسمية تعود إلى عام 1994.

وأشار استطلاع أجرته في 2023 جمعية "القواعد الأساسية" (Règles élémentaires) إلى أن متوسط عمر بدء الدورة الشهرية لدى الفتيات الفرنسيات بلغ 12 عامًا وشهرين، ما يدل على استمرار الاتجاه نحو سن مبكرة لبدء الدورة الشهرية، وإن كان بمعدلات متواضعة مقارنة بالفترة السابقة.

ويرى الباحثون أن هذا التغير قد يكون مرتبطًا بعوامل متعددة، من أبرزها التحسن في التغذية على امتداد القرون الماضية، إضافة إلى ارتفاع معدّل كتلة الجسم لدى الفتيات.

Related غياب النساء عن العمل بسبب آلام الدورة الشهرية يكلف اقتصاد المملكة المتحدة 13 مليار يورو سنويًاالآثار الصحية للمواد الكيميائية الأبدية الموجودة في منتجات الدورة الشهرية الصديقة للبيئةدراسة: النظام الغذائي الصحي قد يؤخر بدء الدورة الشهرية لدى الفتيات

وتشير دراسة أمريكية نُشرت في مايو 2025 إلى أن الفتيات اللواتي يتّبعن نظامًا غذائيًا صحيًا يبدأن الدورة الشهرية في سن متأخرة نسبيًا، بينما تبدأ الدورة مبكرًا لدى الفتيات البدينات.

كما يُعتقد أن التعرّض للمواد المُخلة بالتوازن الهرموني، والتوتر، والهرمونات البيئية، تلعب دورًا في تحديد موعد بدء الدورة.

وفي دراسة فرنسية حديثة، طُرحت فرضية جغرافية تفيد بأن الفتيات القاطنات في النصف الجنوبي من فرنسا يبدأن الدورة الشهرية قبل نظيراتهن في الشمال بثلاثة إلى أربعة أشهر، ما يُرجّح تأثير التعرّض للشمس وأشعة فوق البنفسجية في تنظيم الهرمونات.

ويكتسب سن بدء الدورة شهرية أهمية صحية بالغة، خصوصًا إذا حدث قبل سن 10 أو بعد سن 15. فقد كشفت دراسة برازيلية عُرضت خلال المؤتمر السنوي للجمعية الصماء الهرمونية في سان فرانسسكو عن ارتباط الدورة المبكرة بزيادة مخاطر الإصابة بالسكري، والسمنة، والأمراض القلبية الوعائية، وارتفاع ضغط الدم، وفرط التوتر الحملي.

أما الفتيات اللواتي يتأخر بدء الدورة لديهن بعد سن 15، فيبدو أنهن أقل عرضة للسمنة، لكنهن أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، إضافة إلى مخاطر متزايدة من هشاشة العظام وكسر العظام في مراحل لاحقة من الحياة.

ويؤكد الباحثون أن آلية تحديد موعد بدء الدورة لا تزال غير مكتملة الفهم، لكن البيانات الحالية تُعدّ أداة قيّمة للتنبؤ بالمخاطر الصحية المستقبلية.

ويشير الخبراء إلى أن هذه المعطيات قد تُستخدم مستقبلًا في الكشف المبكر عن الفئات المعرّضة لأمراض معينة، واتخاذ إجراءات وقائية أو رصدية مناسبة.

ولا يزال العلماء يواصلون الأبحاث لفهم أعمق للعوامل المؤثرة في النضج الهرموني عند الفتاة، في إطار سعي مستمر لتحسين الرعاية الصحية النسائية عبر مراحل العمر المختلفة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • هواة الفلك.. كيف ترصد الكوازارات عبر تلسكوبك؟
  • مدير الإسعاف بغزة: الاحتلال دمر أكثر من 80% من مركباتنا
  • اكتشاف مذهل.. علماء فيزياء يكشفون سر “كوني” وراء تشكل البرق!
  • غولدن دوم: الدرع الفضائي الأمريكي يتهيأ لأول اختبار ناري
  • اكتشاف مومياء يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام في بيرو
  • إقفال بور غير مرخّصة في سقي التبانة بالشمع الأحمر
  • علي جمعة: حسبنا الله ونعم الوكيل ذكر يهز الكون ويكفي العبد ويطمئن قلبه
  • مصلحة الهجرة والجوازات تصدر أكثر من 4 آلاف جواز سفر في يوم واحد
  • الحيض المبكر يتزايد: ما تأثيره على صحة المرأة على المدى الطويل؟
  • هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين: أكثر من 10 آلاف معتقل في سجون الاحتلال