بعد أشهر طويلة من الجدل، تنفست شركة بي ام دبليو ( BMW )الألمانية للسيارات الصعداء، بعد موافقة سكان بلدة في ولاية بافاريا على بناء الشركة مصنعاً للبطاريات في منطقتهم، وهو المصنع الذي تعوّل عليه الشركة في خطط تطوير صناعة السيارات الكهربائية.

ويتعلق الأمر ببلدة شتراسكيرشن التي تضم عدة قرى في محافظة بافاريا السفلى، ويصل عدد سكان هذه البلدة إلى حوالي 3300 شخصا.

وصوتت غالبية السكان، بمعدل 75.3 بالمئة، لصالح إنشاء المصنع الذي من المنتظر أن يوّفر الآلاف من فرص العمل.

ويخطط المصنع لتصنيع 600 ألف بطارية عالية الجهد للسيارات الكهربائية سنويا، وهو تطور مهم لشركة بي ام دبليو التي عانت في إيجاد مواقع للتصنيع داخل ولاية بافاريا، حيث يوجد مقر الشركة التي عانت كبقية شركات السيارات الألمانية من ارتفاع تكاليف الطاقة وتراجع الطلبيات من الخارج.

وأشاد رئيس وزراء بافاريا، ماركوس زودر، بنتائج الاستفتاء، وقال إن التصويت يبين أن بافاريا ستستمر في تأكيد موقعها التجاري، فيما قالت إيلكا هورستماير، رئيسة الموارد البشرية في الشركة إن نتيجة الاستفتاء "إشارة مهمة" لمستقبل ألمانيا الاقتصادي.

وتحتاج شركات تصنيع السيارات إلى إقامة مصانع للبطاريات في مناطق قريبة من مصانع الإنتاج التقليدية حتى لا تتأثر عملية نقل البطاريات إلى السيارات ولا تسدد الشركات تكاليف نقل باهظة.

ومثلت بلدة شتراسكيرشن خيارا جيدا لإقامة هذا المصنع، لكن الرافضين للمشروع بّرروا ذلك بأن المنطقة ريفية ومعروفة بالزراعة، ومن شأن إقامة مصنع مماثل أن يؤثر على طابع المنطقة الهادئ، كما من شأنه أن يدمر أكثر من مئة هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة.

ووافقت بلديتا شتراسكيرشن ووإيرلباخ (جزء من المصنع يمر في أراضيها) على اقتراح إنشاء المصنع، كما حشدت مجموعات من السكان الدعم لصالح المصنع، لما يوفره من فرص اقتصادية لتطوير المنطقة، فيما احتشد آخرون ضمن مبادرة لمنع تشييد المصنع، وانضم لهم عدد من نشطاء البيئة.

وكانت شركة بي ام دبليو تخطط للبحث عن منطقة لتشييد المصنع خارج ولاية بافاريا في حال صوّت السكان على الرفض. وشددت عضو مجلس إدارة الشركة، إيلكا هورستماير، على التأثير الواضح للاستفتاء بالقول إن العديد من الشركات ستلقي نظرة فاحصة على ما إذا كان الناس لا يزالون يرغبون في الاستثمار في التقنيات والوظائف المستدامة في بافاريا.

وتعوّل ألمانيا بشكل كبير على قطاع السيارات الكهربائية، في خططها للتحول الطاقي وللتخلص التدريجي من السيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق، ووافق الاتحاد الأوروبي مؤخرا على حظر بيع السيارات التي يصدر عنها ثاني أكسيد الكربون ابتداء من عام 2035.

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

سوبارو تعيد النظر في السيارات الكهربائية.. ما السبب؟

رغم الضغوط العالمية ، للتوسع في إنتاج السيارات الكهربائية، أعلنت شركة سوبارو اليابانية هذا الأسبوع أنها تعيد تقييم استراتيجيتها للتحول إلى السيارات الكهربائية، في ظل مرحلة مضطربة تمر بها صناعة السيارات عالميًا، وخاصة في السوق الأمريكية.

سيارة واحدة فقط على الموقع الرسمي

عند زيارة الموقع الإلكتروني الرسمي لسوبارو في الولايات المتحدة، لن تجد سوى طراز واحد فقط يعمل بالكهرباء بالكامل، وهو "سولتيرا"، الذي حصل مؤخرًا على بعض التحسينات. 

أما ثاني الطرازات الكهربائية، فهي سيارة "تريل سيكر"، التي ظهرت لأول مرة خلال معرض نيويورك للسيارات، ومن المقرر إطلاقها في عام 2026. 

ومع ذلك، لا تشير الخطة الحالية إلى وجود طرازات كهربائية جديدة في المستقبل القريب.

قلق من السوق الأمريكية

يبدو أن تباطؤ الإقبال العالمي على السيارات الكهربائية ليس هو السبب الوحيد في تأجيل سوبارو لتوسيع عروضها. 

بل إن عدم وضوح السياسة الأمريكية فيما يخص الرسوم الجمركية على الواردات والإعفاءات الضريبية يُعد مصدر قلق حقيقي للشركة.

حتى الآن، لا أحد يعلم ما إذا كانت الإعفاءات الضريبية للسيارات الكهربائية ستستمر، أو إن كانت الإدارة الأمريكية المقبلة ستُبقي على الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب. 

هذه المخاوف تجعل من الصعب على شركة بحجم سوبارو اتخاذ خطوات استثمارية طويلة المدى.

رسوم قد تكلف سوبارو 2.5 مليار دولار

تشير تقديرات الشركة إلى أن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب قد تُكلفها ما يصل إلى 2.5 مليار دولار هذا العام وحده. 

وعلى الرغم من امتلاك سوبارو لمصنع في ولاية إنديانا الأمريكية، إلا أن هذا المصنع لا يُنتج سوى نصف الكمية التي تبيعها الشركة سنويًا في السوق الأمريكية، والتي تتجاوز 700 ألف سيارة، بحسب تقرير لموقع "أوتو نيوز".

وحتى إذا أرادت سوبارو رفع الطاقة الإنتاجية لمصنعها من 345 ألف إلى 500 ألف سيارة سنويًا، فإن قاعدة مورّديها لا تستطيع التعامل مع أكثر من 370 ألف سيارة دون إجراء تحديثات جذرية في سلسلة التوريد.

هل تتراجع سوبارو عن حلم السيارات الكهربائية؟

يبدو أن سوبارو اليوم في مفترق طرق، وبينما تتسابق شركات أخرى نحو مستقبل كهربائي بالكامل، تتريث الشركة اليابانية وتحاول التكيف مع واقع اقتصادي وجمركي غير مستقر.

طباعة شارك سوبارو السيارات الكهربائية سيارات سوبارو سيارة سوبارو الكهربائية سيارات

مقالات مشابهة

  • العامة للاستثمار: محادثات مع شركات ألمانية عالمية لتصنيع السيارات
  • بافاريا تدعم ترشح ميونخ لاستضافة الأولمبياد وسط توافق سياسي وشعبي
  • رئيس الوزراء خلال افتتاح مصنع "سوميتومو" بالعاشر من رمضان: مصر أصبحت مركزًا عالميًا لتصنيع مكونات السيارات
  • مدبولي خلال افتتاح مصنع سوميتومو بالعاشر من رمضان: مصر مركز عالمي لصناعة الضفائر الكهربائية
  • خلال افتتاح مصنع "سوميتومو" الجديد بالعاشر من رمضان | رئيس الشركة في أوروبا: مصر أصبحت قاعدة تصديرية إقليمية
  • رئيس الوزراء: سوميتومو أحد أكبر مصانع إنتاج الضفائر الكهربائية في العالم
  • 12ألف عامل و300 مليون يورو سنويا ..رئيس الوزراء يفتتح أكبر مصنع بالعالم لإنتاج الضفائر الكهربائية للسيارات
  • مدبولي افتتاح المصنع الجديد لـ سوميتومو لإنتاج الضفائر الكهربائية للسيارات
  • مدبولي: صناعة الضفائر الكهربائية من الصناعات الدقيقة ومصر أصبحت مركزا لإنتاجها
  • سوبارو تعيد النظر في السيارات الكهربائية.. ما السبب؟