الثورة نت|

أعلن قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه الجماهيري الهام الذي ألقاه اليوم، بمناسبة المولد النبوي الشريف، عن المرحلة الأولى للتغيير الجذري بإعادة تشكيل الحكومة، لحكومة كفاءات تجسد الشراكة الوطنية يتم فيها تصحيح السياسات وأساليب العمل بما يخدم الشعب.

وقال في الخطاب الذي بث مباشرة وسط حشود مليونية بذكرى المولد النبوي الشريف، إن حكومة الكفاءات الوطنية تجسد الشراكة ، وتصحيح السياسات وأساليب العمل، حكومة غير متضخمة الهياكل والوزارات والمؤسسات ، حكومة تؤدي خدماتها للناس كواجب ومسؤولية أمام الله ، حكومة كفاءات وطنية ، تجسد الشراكة الوطنية.

وأضاف أن أساس النجاح بعد معونة الله هو تعاون شعبنا وتفهمه وحذره من مساعي الأعداء لإعاقة المشاريع البناءة.. مشيرا إلى أن ضمن المرحلة الأولى من التغيير الجذري مع إعادة تشكيل حكومة كفاءات، العمل على تصحيح وضع القضاء ومعالجة الاختلالات ورفده بالكوادر المؤهلة من علماء الشرع الإسلامي والجامعيين المتخصصين.

ووسط الهتافات من الحشود المليونية التي رددت فوضناك يا قائدنا فوضناك ، أعلن قائد الثورة أن المرحلة الأولى من التغيير الجذري، تشمل إصلاح وضع القضاء ومعالجة الاختلالات في القضاء ورفده بالكوادر المؤهلة من علماء الشرع الإسلامي والجامعيين المتخصصين.. مؤكدا أنهُ سنبقى في مواكبة مستمرة لمتابعة عملية التغيير الجذري حتى إنجاز المرحلة الأولى، وقد حرصنا على تقديم ما يصحح به الوضع وبنصح صادق وحرص حكيم على شعبنا الذي نسعى لخدمته.

وجدد قائد الثورة التمسك بالشراكة الوطنية والمفهوم الإسلامي للشورى ووحدة الشعب اليمني والمفهوم العام للمسؤولية الذي تتكامل فيه الأدوار ، ولن نقبل بالاستبداد ، ولا بالتسلط الفردي ، ولا الحزبي ، ولا الفئوي.

وأشار قائد الثورة إلى أن شعبنا العزيز عانى بشكل كبيرة على مدى عقود من الظلم والحرمان وانعدام المشروع الحضاري نتيجة مؤامرات الخارج وأعوانه في الداخل.. مؤكدا أن من أهداف العدوان منع أي تصحيح يبني البلد على أساس من هويته الإيمانية ويحقق له الاستقلال والحرية، وعملوا أن يكون بلدنا محكومًا للوصاية الخارجية ومذعنًا للمبادرة الخليجية.

ولفت إلى أن الأعداء يسعون لتمزيق النسيج الاجتماعي لشعبنا تحت كل العناوين العنصرية والمذهبية والمناطقية والسياسية، ويسعون لاقتطاع أجزاء من البلاد.. قائلا: إن ما يؤمن به الشعب اليمني في كل أرجاء الوطن هو القرآن الكريم، وله الاعتبار فوق كل المقررات والقرارات، وهو الأساس الذي نعتمد عليه في مسار التغيير الجذري.

وجدد قائد الثورة النصح لتحالف العدوان بإنهاء عدوانه وحصاره والكف عن حرمان شعبنا من ثروته النفطية والغازية التي هو في أمس الحاجة إليها في المرتبات والصحة والتعليم والاحتياجات الخدمية، كما نصح تحالف العدوان بإنهاء الاحتلال وإنجاز ملفات الحرب، وإلا فإصراره على استمرار سياسته العدائية ستكون عواقبه وخيمة على التحالف وشعبنا يملك عناصر القوة.

وأكد استمرار ثبات الشعب اليمني في تمسكه بقضايا أمته الكبرى وإدانته لكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني ووقوفه المبدئي والديني والأخلاقي مع الشعب الفلسطيني ومجاهديه مع أحرار الأمة ومحور المقاومة.

وقال السيد القائد، إن شعبنا العزيز بإحيائه الكبير لمولد رسول الله يعلن للعالم أجمع تمسكه بالرسالة الإلهية وإيمانه الراسخ بالقرآن الكريم منهجًا ودستورا وبرسول الله قدوة وأسوة وقائدًا.. موضحا أن مسار التغيير الجذري وإصلاح مؤسسات الدولة يعتمد على الهوية الإيمانية لشعبنا العزيز، ويستنير بنور الله واتباعه للرسول الاكرم.

وأضاف أن شعبنا العزيز عانى معاناة كبيرة على مدى عقود من الظلم والحرمان وانعدام المشروع الحضاري نتيجة مؤامرات الخارج وأعوانه في الداخل.

وأوضح السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن القرآن الكريم أتى لتنظيم العلاقة والمعاملة مع أبناء المجتمع الإنساني على الأسس الصحيحة.. قائلا: إن حجم الظلمات والهجمة الظلامية الشيطانية التي يقودها اللوبي اليهودي الصهيوني وأتباعه وصل إلى مستوى خطير من امتهان الكرامة الإنسانية والإفساد في الأرض.

وأكد السيد القائد، أن من يقف وراء تجزئة علاقة الأمة بالرسول والقرآن في مقام الاهتداء وما ترتب على ذلك من فشل كبير للأمة هم الحكام والسلاطين الجائرون وعلماء السوء الذين أيدوهم ومن بعدهم المعتنقين للأفكار الظلامية.. مشددا على أن القرآن الكريم حمل أرقى الأسس للبناء الحضاري الذي يتجه فيه الإنسان لعمارة الأرض، وسخر الله للإنسان ليستخلف الأرض كل النعم.

وبين قائد الثورة، أن في القرآن الكريم الأسس والتعليمات البينة والحكيمة والهداية الواسعة التي تنظم إدارة شؤون المجتمع على أساس من المبادئ الإلهية والقيم والضوابط الشرعية ضمن المهام المقدسة لتنفيذ تعليمات الله وبناء الحياة

وأكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن اللوبي اليهودي الصهيوني وأتباعه على رأسهم أمريكا وإسرائيل يمارسون حربًا على القيم الفطرية ويروجون للجريمة الشذوذ وجعلوا علاقة الإنسان بالكلاب والقطط أكثر من علاقته بأسرته.

وأوضح السيد القائد، أن اللوبي اليهودي وأتباعه يدفعون بالإنسان إلى ممارسة حياته بطريقة الكلاب والقردة في أسفه عبث وأسوأ امتهان للكرامة، وهذا من أكبر الشواهد على أن الاهتداء بالقرآن والرسول هو الكفيل بأن يحفظ للإنسان إنسانيته.

وأضاف أن القرآن نور الله الذي تحرك به النبي لإخراج الناس من الظلمات، فسعى لإخراجهم من عبادة الأصنام والمفاسد والجرائم، وقد حقق نجاحًا عظيمًا في مدة زمنية يسيرة.. مبينا أن القرآن الكريم رفع العرب من نقطة الصفر إلى المرتبة الأولى عالميًا آنذاك، وحولهم إلى أمة موحدة مستقلة وقوية ومتعاونة وفق المبادئ الإلهية.

وأشار السيد القائد إلى أن تغييب دور القرآن في أكثر المراحل التاريخية كان من أهم المشاكل التي واجهها العرب منذ رحيل رسول الله حتى اليوم.. موضحا أن الأطروحات الباطلة الظلامية الجاهلية تفرغ الإنسان من الشعور بكرامته الإنسانية، وتحركه بالغرائز دون ضوابط، وتدفعه للفوضى وتبعده عن تعليمات الله.

ولفت إلى أن التعليمات الإلهية أعادت للمرأة دورها ومسؤوليتها الفطرية، ودورها في المهام المشتركة بين المؤمنين والمؤمنات.. مؤكدا أن القرآن الكريم أعاد الاعتبار والكرامة للمرأة، بعد أن كانت الجاهلية قد امتهنتها وظلمتها واحتقرتها وحطتها عن قيمتها الإنسانية.

وبين قائد الثورة، أن من التكريم للإنسان أن منّ الله على البشرية بأعظم القادة الهداة من أنبيائه ورسله، وأنزل كتبه إليهم بما فيها من تعليمات وهداية واسعة تسمو بالناس وتفيدهم الرشد والحكمة.. مبينا أن امتهان الكرامة الإنسانية كان من مظاهر الجاهلية، ليكون تحرك رسول الله بنور القرآن لتغيير تلك المفاهيم وإعادة الاعتبار للإنسان وكرامته ومكانته.

وقال: كما كان من أبرز مظاهر الجاهلية ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، كان تحرك رسول الله بنور القرآن لتزكية الأنفس وترسيخ قيم الرحمة والخير والعدل والجهاد والتصدي للظالمين.. مؤكدا أن الرسالة الإلهية تبني مجتمعًا ليس فيه أحدٌ عبدًا لأحد، ويكون فيه الجميع عبادً لله وحده.

وتساءل السيد القائد قائلا: كيف يمكن أن يكون من يحملون عقيدة العبودية لغير الله حملة راية الحرية؟ فهم ومن اتبعهم يستعبدون الناس بينما رسالة الله تحرر الإنسان من كل أشكال العبودية لغير الله.

وأوضح قائد الثورة، أن رسول الله واجه التحديات والمؤامرات وقدم النموذج المميز للإسلام الذي وضح الفوارق الكبرى عن آثار ظلمات الجاهلية.. مشيرا إلى أن مولد رسول الله كان قدومًا للخير والخلاص في وقت كان العالم بأسره في واقعٍ مظلم وجاهلية جهلاء وضلال مبين.

وتقدم قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إلى أبناء شعبنا العزيز والأمة الإسلامية بأسمى التهاني والتبريكات بأعظم مناسبة يجتمع بها المجتمع البشري، ذكرى المولد المبارك لرسول الله صلى الله عليه وآله.

وخاطب قائد الثورة، الملايين المحتفلين بالمولد النبوي بالقول: هكذا أنتم بإيمانكم ومحبتكم لرسول الله، نفسي لكم الفداء يا أهل الوفاء يا شعب الإيمان والحكمة.. داعيا الأمة الإسلامية إلى العودة إلى الله ونوره، إلى كتابه ورسوله، فلا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.

وأكد أنهُ بمقدار ما وصل إليه أخطبوط الشر المتمثل باللوبي اليهودي وأمريكا وإسرائيل وأتباعهم من الشر والفساد، فإنها فرصة تحتم المسؤولية اغتنامها لتوعية شعوبنا للقيام بدورها في إيصال نور الله إلى بقية الشعوب.. مؤكدا أن التفريط في أداء المسؤولية والإعراض عن القرآن والقطيعة عن كتاب الله ورسله عواقبها كارثية ونتائجها وخيمة، فهي تمكين للشر واستدعاء لسخط الله.

وتطرق قائد الثورة إلى تبني الغرب الكافر للشذوذ الجنسي، مؤكدا أن الترويج للشذوذ الجنسي الذي تتبناه الأمم المتحدة وأمريكا وإسرائيل والأنظمة الأوروبية هو محاولة لتفكيك المجتمع البشري وتفريغ الإنسان من كرامته الإنسانية بهدف السيطرة عليه.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: المولد النبوي الشريف السید عبدالملک بدر الدین الحوثی قائد الثورة السید عبدالملک أن القرآن الکریم الشراکة الوطنیة المرحلة الأولى التغییر الجذری شعبنا العزیز السید القائد رسول الله مؤکدا أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

عبدالباسط عبدالصمد.. صوت مصر الذي أسحر القلوب

عبدالباسط عبدالصمد، ذلك الاسم الذي يسطع في سماء القرآن الكريم، ليس مجرد قارئ للقرآن، بل هو رمز للتلاوة الخاشعة، وصوت مصر الذي وصل إلى كل بقاع العالم، يحمل في طيات صوته أصالة الأمة وعذوبة روحها. 

ولد عبدالباسط في قرية المراعزة بمحافظة قنا عام 1927، في أسرة اهتمت بالقرآن الكريم، فكان جده والده من الحافظين والمجودين، وتربى على حب التلاوة منذ نعومة أظافره. 

لم يكن صغره مجرد مرحلة طفولية، بل كانت بداية رحلة استثنائية مع كتاب الله، فقد أتم حفظ القرآن الكريم وهو في سن العاشرة، وانطلقت موهبته إلى آفاق لم يصلها كثيرون من قبل.

لم يكن عبدالباسط قارئا عاديا، بل كان فنانا في الأداء، مدققا في مخارج الحروف وأحكام التجويد، صوتا يطرب السامع ويشد انتباهه منذ اللحظة الأولى. 

مع الشيخ محمد سليم حمادة في طنطا، تعلم القراءات السبع وأتقنها، واستمرت دعوته في أصفون المطاعنة، حيث كان الجميع يلتفون حوله للاستماع إليه، ويشيدون بموهبته الفريدة، كانت شهادات أساتذته محل احترام وثقة، وهو ما مهد له الطريق نحو شهرته المستقبلية.

دخل عبدالباسط الإذاعة المصرية عام 1951، بعد أن لفتت تلاواته الأنظار في المولد الزينبي، ومن هنا بدأ صوته ينتشر في كل بيت مصري، وكان الناس يرفعون أصوات الراديو ليستمعوا إلى تلاوته، كأن القرآن نفسه يتجدد في كل مساء. 

انتقلت شهرته بسرعة، فأصبح قارئ مسجد الإمام الشافعي، ثم مسجد الإمام الحسين، وترك خلفه إرثا من التسجيلات الرفيعة والمصاحف المرتلة التي لا تزال تردد صداها في أرجاء العالم الإسلامي.

لم يكن عبدالباسط محصورا داخل مصر، فقد جاب العالم سفيرا للقرآن، يقرأ في أعرق المساجد وأشهرها، من الحرم المكي والمسجد النبوي إلى المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي والمسجد الأموي، مرورا بمساجد آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا. 

وكان حضوره في أي بلد مناسبة بحد ذاته، فاستقبله القادة والشعوب بحفاوة لم تعرف لها مثيلا، فقد كان صوته يحمل رسالة الإسلام والمحبة والروحانية، ويجمع القلوب على حب الله والتعلق بكتابه الكريم.

وفي كل رحلة، كان عبدالباسط يترك أثرا لا ينسى، سواء في الاحتفالات الرمضانية أو الزيارات الرسمية، وكان الناس يقفون على أقدامهم لساعات يستمعون لتلاوته، خاشعين دموعهم تنهمر من خشوعهم وإعجابهم بصوته. 

لم يقتصر تأثيره على الجانب الديني فحسب، بل امتد ليكون رمزا للثقافة المصرية في العالم، وإشارة إلى قدرة مصر على أن تصنع أعظم الأصوات التي تسحر القلوب وتلامس النفوس.

ولم تخل حياته من التكريمات، فقد حصل على العديد من الأوسمة داخل مصر وخارجها، من وسام الاستحقاق السوري إلى وسام الأرز اللبناني والوسام الذهبي الماليزي، وغيرها من الأوسمة، تقديرا لدوره الكبير في خدمة القرآن الكريم ونشره، كما أسس نقابة قراء مصر، وانتخب أول نقيب لهم عام 1984، ليواصل دعمه للحفظة والقراء، ويهتم بشؤونهم بروح وطنية صادقة.

ورغم المرض الذي ألم به في أيامه الأخيرة، ظل عبدالباسط مخلصا لرسالته، محافظا على قيمه وصدقه مع القرآن والجمهور، حتى وافته المنية في 30 نوفمبر 1988. 

وشهدت جنازته مشهدا وطنيا وإنسانيا استثنائيا حضره عدد كبير من الناس وسفراء الدول، تعبيرا عن حب العالم لصوت حمل رسالة القرآن إلى كل مكان.

عبدالباسط عبدالصمد لم يكن مجرد قارئ، بل كان روحا مصرية خالدة، وصوتا لا يزول من ذاكرة الإنسانية، أسطورة تضيء دروب كل من يحب القرآن ويعشق التلاوة الخاشعة. 

وكلما مرت السنوات، يزداد حضوره في وجدان الأمة، ويظل مثالا للأجيال في التفاني والإخلاص والفن الذي يمزج بين الروحانية والجمال، ليبقى عبدالباسط صوت مصر، وصوت القرآن الذي يرن في القلوب كما يرن في الآذان.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يعلن اقتراب اكتمال المرحلة الأولى من اتفاق غزة والقادم أكثر تعقيدًا
  • المؤسسة الوطنية للنفط تبدأ تنفيذ مشروع السيطرة على حرائق آبار النفط والغاز
  • القوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية تعرب عن ارتياحها لمقتل المدعو أبو شباب
  • برعاية الرئيس السيسي.. مصر تحتفي بحفظة كتاب الله بجوائز 13 مليون جنيه.. انطلاق المسابقة العالمية للقرآن الكريم بمشاركة 72 دولة
  • هل يجوز قراءة القرآن الكريم في غير اتجاه القبلة؟ «الإفتاء» تجيب
  • مفتي الجمهورية: القرآن الكريم نور الحياة وهدى الوجود يبني الإنسان على الحق
  • عبدالباسط عبدالصمد.. صوت مصر الذي أسحر القلوب
  • الأوقاف: الإنسان المقبل على القرآن الكريم قلبه ممتلئ بالنور وحياته مستقيمة
  • قصة أصحاب الكهف كما وردت في القرآن الكريم.. تفاصيل الرحلة والإيمان والثبات
  • الهيئة الوطنية: تلقينا شكاوى من 6 أحزاب سياسية على التصويت فى إعادة المرحلة الأولى للانتخابات