بوابة الوفد:
2025-05-16@11:18:17 GMT

الحكام من آلهة إلى اختيار الشعب!

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

لم يكن للشعوب فى الماضى رأى فى اختيار حكامها، فقد كان الحكام يخلعون على أنفسهم صفة قدسية، إن لم يدّعوا أنهم من طبيعة إلهية، لقد قامت المدنيات القديمة عمومًا فى مصر وفى فارس وفى الهند وفى الصين، على أساس «نظرية الطبيعة الإلهية للحاكم»، فكان فرعون مصر وملوك الشرق الأوسط وأباطرة الفرس وملوك الهند والصين يُنظر إليهم باعتبارهم آلهة، وقد وجدت الفكرة كذلك عند الرومان الذين كانوا يقدسون الإمبراطور ويعدونه إلهًا، بل ظلت موجودة فى العصور الحديثة عند اليابانيين حتى عام 1947.

وترتب على هذا التكيف الإلهى لطبيعة الحاكم أن سلطان الملوك «الآلهة» كان سلطانًا مطلقًا لا حدّ له، وكانت أوامرهم لا مردّ لها، إذ لا يجوز للبشر أن يناقشوا «الآلهة» أو أن ينظروا إلى تصرفاتهم نظرة انتقادية، لأنهم فوق كل مناقشة ونقد بشرى. فقد كان الحكام فى الماضى يفرضون على الشعب باعتبارهم من معطيات الطبيعة، كالتربة والمناخ والمرض، على الإنسان أن يتقبلها، وليس فى مقدوره أن يغير منها، فطالما أن الله هو الذى اختارهم وأودعهم السلطة، فلا مجال بالتالى ليبدى الشعب رأيه فى تعيين حكامه أو حتى البحث فى أساس سلطانهم، ولهذا نجد أن الاستيلاء على السلطة عن طريق القوة والغلبة كان الأسلوب الشائع فى إسناد الحكم، والوراثة الأسلوب العادى لانتقال السلطة من حاكم لآخر، وتتنافى تلك الوسائل «الأوتوقراطية» مع فكرة الاختيار.

ونظرا لأن تطبيقة «الديمقراطية المباشرة» بات أمرًا عسيرًا لجأت الأنظمة الديمقراطية حينها إلى «الديمقراطية غير المباشرة»، وإلى الحكومات التمثيلية التى يختار الناس فيها من يمثلهم فى مباشرة شئون الحكم، فتكون مباشرة شئون الحكم فيها للناس بصورة غير مباشرة عن طريق نوابهم، أو ممثليهم، وأول دولة طبقت النظام التمثيلى النيابى هى إنجلترا، وكان الانتخاب المطبق آنذاك هور الانتخاب بالأغلبية الذى يفوز فيه المشرح، حيث يكون أكثر المرشحين جمعًا للأصوات، ولو لم يفز بأغلبية أصوات الناخبين، وهذا النظام الانتخابى هو أقدم الأنظمة الانتخابية إذ يرجع تاريخه لعام 1265، وكان الانتخاب بالأغلبية على دورين هو السائد فى أوروبا طيلة تلك المرحلة حتى عام 1914.

كانت الانتخابات فى ذلك الزمان تأخذ بنظام الاقتراع المقيد الذى يُحصر التصويت فيه على من يملك قدرًا معينًا من المال، فلا يسمح بالتصويت إلا للفئة الموسرة القادرة على دفع الضريبة، ويُمنع من عداها من المشاركة، وسبب أخذهم بهذا استنادًا إلى أن من يملك مالًا وثروة يكون أكثر ارتباطًا بوطنه، وأكثر تحملًا لقرارات الحكومة، وكذلك كانت القيود والضوابط التى يراد بها تقييد مشاركة الشعب حتى لا تأتى النتائج على خلاف ما تريد السلطة الحاكمة. غير أن الأخذ بالحكومات النيابية التمثيلية لم يكن أمرًا عامًا، وإنما بدأ انتشاره فى الأنظمة الديمقراطية فى القرن الثامن عشر الميلادى، وازداد انتشاره فى القرن التاسع عشر، ثم أصبح مع نهاية النصف الأول من القرن العشرين ظاهرة عامة فى جميع النظم الديمقراطية.

وهكذا انتشرت فكرة حق الشعوب فى اختيار حكامها، وممثليها فى المجالس النيابية عن طريق الانتخاب، واستقرت الفكرة فى ضمائر الشعوب، وارتبطت فى أذهان الناس بالديمقراطية، حتى لتبدو اليوم الأسلوب الوحيد الطبيعى والمشروع لإسناد السلطة السياسية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اختيار الشعب حكاية وطن مصر الهند الصين

إقرأ أيضاً:

ماذا يجري فى نيالا؟

شـــــــــوكة حــــــــوت
*مـاذا يجـرى فى نيـالا ؟*
ياسرمحمدمحمود البشر
*بحسب معلومات (شوكة حوت) المؤكدة من داخل نيالا أن المدينة تحولت الى مرجل يغلى بجملة من الأحداث منها عملية إعتقال مدير الشرطة بنيالا العميد شرطة خلاء عبدالرازق العبيد الدليل وتم إيداعه الحراسة بتهمة خيانة الأمانة فيما هربت زوجتيه من نيالا ووصلتا الى دولة تشاد ووجهتهما الى ليبيا وتؤكد معلوماتنا أن زوجته الصغرى شادية حملت معها أموالا طائلة من عملة الدولار عبأتها فى ثلاثة حقائب وهربت زوجته الكبرى بمعاونة مدير عام وزارة التربية والتعليم المليشى حافظ أحمد عمر بحكم أنهم من أبناء منطقة كتيلة*
*فى الوقت الذى تحركت فيه الرمال تحت أقدام قائد ثانى معرد عبدالرحيم دقلو على خلفية مقتل مدير الشؤون المالية للمليشيا النقيب خلاء صلاح الدين تاج الدين ضى النعيم الذى هلك فى معركة الخوى وهو من أبناء (المصارين البيض) وإتهام عبدالرحيم دقلو بصورة مباشرة بتصفية مدير الشؤون المالية لأن عبدالرحيم إصطحبه الى النهود وهو من أبناء البنى هلبة وتمت تصفيته لوجود إختلاسات مالية كبيرة فى أموال المليشيا ويعتقد أبناء البنى هلبة تصفية إبنهم المليشى صلاح الدين تاج الدين من قبل عبدالرحيم دقلو بصفة خاصة وأبناء الرزيقات بصفة عامة لعلمه بالأمور المالية بشكل عام والإختلاسات التى تمت فى أموال المليشيا*
*فيما وجهت الإدارة المدنية بجنوب دار فور كل دستورى فى فترة ما قبل الحرب بالإنضمام لمليشيا الدعم السريع وإلا تمت تصفيتهم أو إعتقالهم تحت مظلة تهمة الفلول وملء إستمارة حصر للمليشيا مما ضيق الخناق على كثير من القيادات الذين تعايشوا مع المليشيا بنيالا وتفيد معلوماتنا بإنضمام أربعة معتمدين كانوا من قيادات المؤتمر الوطنى بجنوب دار فور وهم محمد يحى هرون معتمد بليل وأبكر محمد شمنا معتمد محلية كاس ومحمد إبراهيم جيش معتمد شطايا كما إنضم للمليشيا أحمد مرنشنج الذى كان يشغل منصب رئيس المؤتمر الوطنى بمحلية نيالا شمال وكذا الحال إسماعيل يحى معتمد محلية نيالا شمال وإنضم هؤلاء النفر خوفا على أنفسهم من بطش المليشيا فيما تم إجلاء أسر شمنا وأبكر هرون ومحمد إبراهيم جيش وهو من أبناء المهارية بكاس وهروب أسرة كاتب محكمة ضكر حلال فضل الغالى والذى تم إتهامه فى جملة من القضايا علاوة على تهمة التزوير فى المستندات ووجه له الإتهام المباشر بتسريب معلومات المليشيا لإستخبارات الجيش والفلول وسيتم إعتقاله خلال الساعات القادمة مما يؤكد أن المليشيا لا تضع أدنى إعتبار إلا لأبناء الرزيقات وتتم حياكة المؤمرات لأبناء المكونات الأخرى كما جرى لمدير الشرطة المليشى عبدالرازق العبيد الذى تم إعتقاله وإيداعه الحراسة*.
الرصاصة التى أطلقتها مليشيا آل دقلو الإرهابية وأدت الى مقتل وتصفية وكيل ناظر الفلاته الطاهر إدريس يوسف بتلس ليس المقصود بها وكيل الناظر وقد تمت بذات السيناريو الذى قتل به أحمد بركة الله فى السوق الشعبى بنيالا والمقصود بهذه الطلقة رأس الناظر يوسف السمانى أبشر الذى دخل فى مشادة كلامية مع عبدالرحيم دقلو عقب تخريج مستنفرى المليشيا بنيالا الأيام الماضية حيث صرح ناظر الفلاتة بهلاك معظم أبناء الفلاتة من أجل أبناء دقلو وطالبهم بتوزيعهم بالشرطة وتوزيعهم على المحليات وستصل الطلقة الى رأس الناظر المليشى يوسف السمانى إن لم يكن اليوم فإن غدا لناظره لقريب لأن المليشيا إستنفدت أغراضها منه وأصبحت حياته لا قيمة لها وصدرت التعليمات بتصفيته*.
نــــــــــص شــــــــوكــة
*كما تمكنت مصادرنا بنيالا من إكتشاف منظومة الصواريخ ومنظومة المسيرات التى وضعت بمدرسة راشد بن مكتوم فى منطقة بابا التى تقع شرق مطار نيالا وتقع على بعد أثنى عشر كيلو متر شمال شرق مطار نيالا ومنطقة فيجو حيث تم وضع منظومة تشويش فيها وقد اصبحت هدفا مباشر للسيادة الجوية*.
ربــــــــــــع شــــــــوكــة
*هروب عدد من أبناء المسيرية من مدينة نيالا بعدد خمسة عربات قتالية من مناطق البان جديد ونتيقة وتعايشة صوب نيالا وهروبهم منها الى تشاد عن طريق ادكوم وأدرى لإجلاء عدد من أسرهم كأسرة المستشار العام للمليشيا شيخ النذير مما يجعل المليشيا أمام خيارين لا ثالث لهما إما الإستسلام أو الهلاك* .
yassir.mahmoud71@gmail.com

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ماذا يجري فى نيالا؟
  • الجيش الوطني والفيدرالية الديمقراطية
  • الفرح بهلاك الحكام والقضاة الظلمة
  • كذبة نيسان / هبة عمران طوالبة
  • ختام معسكر الحكام المساعدين الواعدين في الإسكندرية
  • بيتنا الذى كان .. او ما تبقى منه
  • كن عميقًا.. كن لبقًا
  • "البحوث الفلكية" يكشف تفاصيل الزلزال الذى ضرب مصر
  • حبيسة الأحلام  
  • أمن السلطة الفلسطينية يقتل الشاب رامي زهران.. وحركة حماس تنعاه