حباً لرسول الله.. العالم الإسلامي يحتفل بميلاد سيد البشرية واليمن كعادته في الصدارة
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
الثورة / سبأ
حباً لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتذكيراً بسيرته النبيلة وتعاليم الدين الحنيف.. احتفل العالم الإسلامي أمس الأربعاء، الذي يصادف الـ12 من ربيع الأول 1445هـ بميلاد سيد البشرية أجمعين، في مناسبة دينية لها طابعُ خاص وأهمية كبرى.
وكعادته تصدّر الشعب اليمني سائر شعوب العالم الإسلامي بمسيرات كبرى مليونية في عشرات الساحات بالعاصمة صنعاء ومختلف المحافظات الحُرة، لا مثيل لها في التاريخ، في احتفالاتٍ غير مسبوقة تُعدّ الأضخم في تاريخ اليمن والعالم الإسلامي، بذكرى مولد الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه وعلى آله.
وفي مثل هذا اليوم العظيم من كل عام يحتفل المسلمون في مختلف دول العالم الإسلامي بذكرى ميلاد الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله سلم، ويحيون سنته ويقيمون الولائم الخاصة بما يعبر عن حبهم للرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء به.
ويقف العالم الإسلامي مع إطلالة هذا اليوم، بمهابة في رحاب الذكرى السنوية لمولد سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، مُستعيداً عظمة المناسبة وصاحبها، الذي ملأ الدنيا نورا وهدى، حتى دانت لدعوته العظيمة، الأمم شرقا وغرباً.
وتختلف عادات وطقوس إحياء المولد النبوي حسب الأقطار ما بين المشرق والمغرب بل حتى بين مختلف المناطق داخل البلد الواحد، كما تتعدد مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة وطقوس إحياء هذه الذكرى حسب المناطق المختلفة من العالم العربي.
ففي العراق شارك رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الثلاثاء، في الاحتفال المركزي المُقام بمناسبة المولد النبوي الشريف في ديوان الوقف السني بالعاصمة بغداد وسط حضور شعبي غفير.
فيما هنأ الرئيس العراقي عبداللطيف جمال رشيد، الشعب العراقي والأمة الإسلامية بذكرى المولد النبوي الشريف.. قائلاً: «نستحضر بهذه المناسبة القيم العليا للرسالة السماوية التي عمل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم على ترسيخها من أجل إرساء المحبة والحوار والعدالة الاجتماعية بين الشعوب، كما نؤكد أهمية وحدة الصف للحفاظ على المكتسبات الوطنية ومواجهة التحديات».
وعلى مدى الأسبوع كله أُقيمت العديد من فعاليات الاحتفال بذكرى المولد النبوي في النجف الأشرف، والعديد من المدن العراقية بمشاركة شعراء من ثمان دول عربية.
وفي فلسطين المحتلة اعتمدت المدارس تنظيم إذاعة مدرسية كاملة عن المولد النبوي الشريف 1445-2023 مكتوبة مقدمة وخاتمة، لجميع الطلبة من أجل تقديمها عند اليوم الإذاعي الخاص بذكرى المولد النبوي الشريف لهذا العالم، لأنها تعتبر من أهم المناسبات الإسلامية التي يحتفي بها المسلمون في جميع أنحاء العالم.
أما في تركيا فقد نظمت عدة ولايات فعاليات احتفالية إحياءً لذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم واستقبل الأتراك المولد النبوي الشريف في المساجد بقراءة القرآن الكريم وتبادل التهاني والتبريكات بين الأصدقاء والأحباء، وتضمنت الاحتفالات قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء والتضرع إلى الله.
وأحيت كبرى مساجد إسطنبول المولد النبوي الشريف، وشارك العديد من المواطنين بما في ذلك الأطفال والنساء في هذه الاحتفالات.
فيما شهدت سوريا كمعظم البلدان الإسلامية احتفالات خاصة بمناسبة المولد النبوي الشريف، وتتضمن هذه الاحتفالات العديد من الفعاليات والأنشطة الدينية والثقافية.
وتستمر سوريا في احتفالاتها بالمولد النبوي لمدة شهر كامل، وتبرز فرق الإنشاد الصوفية في هذا اليوم، ويُشجع خلال هذه المدة على إقامة فعاليات دينية وثقافية تُخلد ذكرى المولد النبوي الشريف.
كما شارك الأردن العالمين العربي والإسلامي، الاحتفال بذكرى ميلاد سيد الخلق والمرسلين محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، التي شكلت نقلة نوعية في نهج الأمة العربية فنقلتها من أمة متعصبة لعادات الجاهلية إلى أمة متسامحة ومتعايشة مع الآخر.
ويحتفل الجزائريون بذكرى مولد الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، حيث تمتلئ المساجد بعد صلاة المغرب، إذ يخصص الأئمة دروساً عن السيرة النبوية، ويحرص الكثير من الآباء على جلب أبنائهم وأطفالهم معهم، لتعلم وسماع والاقتداء بسيرة أفضل خلق الله.
فيما يعود احتفال المغاربة بمناسبة المولد النبوي الشريف، إلى عهد الموحدين الذين حكموا المغرب ما بين 500 و620هـ، والذين عملوا على تخليد مناسبة المولد النبوي للتصدي لخطر المسيحيين في بلاد الأندلس والذين كانوا يحتفلون بعيد ميلاد المسيح. وفي إندونيسيا احتفل سكان جاوة بالمولد، حيث تعد المناسبة بالنسبة لهم فرصة طيبة للدعوة لنشر الإسلام عن طريق تقديم أنواع النشاطات المحببة للشعب الجاوى والتي تعبر كلها عن حب لرسول الله وفي نفس الوقت كتعبير عن تقديرهم لجهود الأولياء التسع المعروفين باسم والى سونغو والذين كان لهم الفضل الكبير في نشر الإسلام في تلك الربوع.
واحتفلت سلطنة عمان ممثلة بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالمولد النبوي الشريف لعام ١٤٤٥هـ على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، حيث أقيمت أمسية دينية بولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية، واشتملت الأمسية على قصيدة شعرية بعنوان «أطهر الأبكار» وأناشيد وتواشيح دينية في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم منذ ولادته وعدد من معجزاته.
وفي مصر رعى رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، احتفالية وزارة الأوقاف المصرية بمناسبة المولد النبوي الشريف، بقاعة المنارة بالقاهرة الجديدة.. وتشتهر بعض المدن والمحافظات المصرية بعادات وتقاليد مختلفة في الاحتفال بذكرى المولد النبوي، ويتميز الاحتفال بالمولد النبوي داخل مصر بإقامة حلقات الذكر والجلوس والاستماع إلى المنشدين والمداحين في ساحات مساجد آل بيت رسول الله، بالإضافة إلى إخراج الصدقات، وشراء الحلوى، والاستمتاع بها، كذلك شراء عروسة المولد للفتيات والحصان للأولاد.
وفي فرنسا تختلف مظاهر احتفال المولد النبوي الشريف 2023م من مكان لآخر حيث تقوم الجاليات المسلمة بطهي الأطعمة اللذيذة وتوزيع الحلوى خاصة على الأطفال، كما يتم العمل على تحضير «الكسكسي» وتوزيعه على المساجد ودور العبادة ومنازل الجاليات المسلمة الأخرى المقيمة في مختلف المحافظات الفرنسية، وتعمل المساجد على إحياء سنة قراءة القرآن والتواشيح والدروس الدينية على مدار الـ24 ساعة طوال اليوم.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
البركاني: العالم اليوم مضطربا ومختلا وما يجري في فلسطين واليمن نماذج لإستباحة الحقوق
أكد رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، اليوم الأربعاء، أن العالم اليوم مضطربا ومختلا حيث يتم احتكار القوة والثروة واستباحة حقوق الإنسان من قبل دول كبرى تصنع الأزمات وتتحكم فيها، مشيرا إلى أن ما يجري في فلسطين واليمن تعد نماذج لإستباحة الحقوق وكرامة الإنسان.
جاء ذلك خلال مشاركة رئيس مجلس النواب، في أعمال المؤتمر العالمي السادس لرؤساء البرلمانات، والذي ينظمه الاتحاد البرلماني الدولي بالتعاون مع الأمم المتحدة تحت شعار (عالم مضطرب: التعاون البرلماني والتعددية من أجل السلام والعدالة والازدهار للجميع) والمنعقد خلال الفترة من29 إلى 31 يوليو الجاري، بمشاركة رؤساء البرلمانات والمجالس النيابية من مختلف دول العالم.
وخلال المؤتمر الذي شارك فيه أعضاء الوفد أعضاء مجلس النواب، عبد الرحمن معزب، أحمد باحويرث، وخالد الردفاني، القى رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني كلمة، قال خلالها إن عنوان هذا المؤتمر "عالم مضطرب"، فكل شيء فيه مختل، "العلاقات الدولية، قواعد العدالة، معايير التعامل مع النزاعات الدولية، احتكار القوة والثروة، وحقوق الإنسان.. كل شيء مضطرب ومعتل.. كل هذا ليس بسبب انعدام أو ضعف التشريعات، بل لانعدام وضعف الضمائر القائمة على رعاية وتنفيذ هذه التشريعات".
وتساءل البركاني: "ما قيمة النظام الدولي إذا لم يكن قائمًا على العدالة؟ وما جدوى المبادئ الأممية إذا كانت تفرغ من محتواها عند أول اختبار سياسي؟، ثم يجيب.. كل هذا لأن الدول التي بيدها القرار هي التي تصنع النزاعات وفق هواها ومصالحها، ثم إذا قضت منها حاجة، عادت للوساطة وفرض الحلول كما تراها".
وأضاف: "فلسطين نموذجًا... فالدول الاستعمارية هي التي أنشأت إسرائيل، وهي التي تقدم لها الرعاية والحماية ووسائل الدمار، وهي نفسها التي تتحدث عن السلام وترسل مبعوثيها للتوسط في الحلول المرضية للمحتل والمؤكدة على الاحتلال".
وأردف: "لقد أصبح العبث بالمواثيق الدولية أمرًا مألوفًا، وكأن القانون الدولي وجد فقط ليفرض على الضعفاء، ويعطل أمام الأقوياء... ترفع شعارات "حقوق الإنسان" و"سيادة الدول" عندما يكون الخصم دولة لا تسبح في فلك الغرب، وتداس تلك الحقوق عندما يذبح شعب بأكمله في غزة، أو تقصف مخيمات اللاجئين، أو تمحى أحياء كاملة من الوجود".
وأوضح أن ما يجري في غزة، "يباد شعب بأكمله تحت أنظار العالم، وترتكب جرائم حرب موثقة بالصوت والصورة، ثم تواجه بتصريحات "حق الدفاع عن النفس"، بينما يمنع الضحية حتى من إيصال صوته".
وعن الأوضاع في اليمن، قال البركاني: "يحاصر بلد بأكمله، ويجوع الأطفال، وتنهك البنية التحتية، وتفرض عليه هوية غريبة تجرده من هويته القومية والدينية والتاريخية، وتتحكم في مقدراته عصابة مارقة ما دون الدولة، ترعاها للأسف إيران، وتمارس عربدتها في الإقليم، وتعتدي على البحار، وتعطل المصالح الدولية، وتتسبب في أعباء على الإنسانية في كل مكان... بل تمتد مغامراتها خارج الحدود لتستدعي عدوانًا على ما تبقى من البنى الأساسية المتواضعة أصلًا".
ولفت إلى أن "آخر ما اوصلته إيران او ما اهدته لتلك العصابة، سفينة فيها 750 طن قبض عليها في الساحل الغربي فيها من الطائرات المسيرة والصواريخ والاسلحة التي لا تبقي ولا تذر، كلها موثقة بالصوت والصورة".
وتابع: "حين تغلق الممرات في البحر الأحمر، لا يسأل: لماذا أغلقت؟ ولا يعاقب من أغلقها؟ بل تذهب بعض الدول إلى صفقات مع المعتدي تؤمن سفنها وتبيح ما عداها من السفن المارة في البحر".
وتطرق إلى ما سماه بـ "جوهر النفاق الدولي"، وذلك حين تمس المصالح الغربية، يصبح الأمر "تهديدًا عالميًا"، أما حين تكون الضحية الدول الضعيفة ويقتل عشرات الآلاف من المدنيين اليمنيين، ويتحمل الضعفاء نتائج عدوان العصابات المغامرة، يصبح الأمر "معقدًا" و"يحتاج إلى دراسة" حد قوله.
ودعا البرلمانات الحرة في العالم لأن تتحرك لـ "وقف هذا الانحدار الأخلاقي، وأن تدفع نحو بناء نظام عالمي أكثر توازنًا، تنتصر فيه المبادئ لا المصالح، ويسود فيه القانون لا منطق القوة".