أيمن غنيم: الاقتصاد المصري يستعيد ثقة العالم.. والاستقرار السياسي يصنع بيئة نمو مستدام
تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT
قال الدكتور أيمن غنيم، أستاذ الإدارة والخبير الاقتصادي والقانوني، إن رفع وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني لمصر إلى “B” وتأكيد فيتش لنفس التقييم يُمثل تتويجًا لجهود الإصلاح الاقتصادي التي بدأتها الدولة منذ سنوات، ويعكس إدراك المجتمع المالي الدولي لصلابة الاقتصاد المصري وقدرته على مواصلة النمو رغم الاضطرابات العالمية.
وأضاف أن هذا القرار جاء نتيجة مباشرة للإصلاحات الهيكلية التي نفذتها الحكومة والبنك المركزي، حيث تراجع معدل التضخم إلى 14.4% في يونيو 2025 بعدما كان قد تجاوز 38% في 2023، إلى جانب ارتفاع الاحتياطي النقدي الأجنبي إلى 48.7 مليار دولار، وهو ما دعم استقرار الجنيه المصري وزاد من ثقة المؤسسات المالية العالمية في الاقتصاد المحلي.
وأشار غنيم إلى أن الاقتصاد المصري سجّل معدل نمو بلغ 4% خلال العام المالي 2024/2025، مع توقعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بارتفاعه إلى 4.6% في العام المقبل، في وقت لا يتجاوز فيه متوسط النمو العالمي 3%، وهو ما يعزز مكانة مصر كأحد أسرع الاقتصادات نموًا في المنطقة.
وأوضح أن السياسة المالية المنضبطة كانت أحد أعمدة هذا النجاح، إذ بلغ عجز الموازنة نحو 7.4% من الناتج المحلي، بينما حققت الدولة فائضًا أوليًا قياسيًا بلغ 629 مليار جنيه (3.6% من الناتج المحلي)، وهو إنجاز يعكس كفاءة الإدارة المالية وقدرتها على تمويل التزاماتها دون توسع مفرط في الاقتراض.
وأكد أن المشروعات القومية الكبرى مثل تنمية محور قناة السويس، وشبكات الطرق والموانئ، ومشروعات الطاقة المتجددة في السخنة والزعفرانة، أسهمت في خلق فرص عمل ضخمة وتنشيط قطاعات الصناعة والخدمات، لتصبح هذه المشروعات قاطرة النمو الحقيقية في الجمهورية الجديدة.
ولفت إلى أن قطاع السياحة يعيش مرحلة ازدهار جديدة، بعدما تجاوزت إيراداته 14.1 مليار دولار في 2024 مع توقعات بتخطي 18 مليار دولار في 2026، مدفوعًا بعودة الأسواق الأوروبية والآسيوية وافتتاح المتحف المصري الكبير، مما جعل السياحة من أهم مصادر النقد الأجنبي.
وأوضح غنيم أن مصر أصبحت اليوم واحة استقرار سياسي في الشرق الأوسط، وهو ما ينعكس مباشرة على ثقة المستثمرين وشركات السياحة العالمية. هذا الاستقرار هو الركيزة التي تبنى عليها التنمية، وهو ما يميز مصر في محيط مضطرب تعصف به الأزمات الجيوسياسية والاقتصادية.
وأشار إلى أن هذا المناخ المستقر مكّن مصر من عقد شراكات اقتصادية استراتيجية مع قوى كبرى مثل الصين وروسيا والهند، إلى جانب شراكات ممتدة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في مجالات الطاقة والتصنيع والتمويل، ما جعل الاقتصاد المصري أكثر تنوعًا وقدرة على الصمود.
وأضاف أن انضمام مصر إلى مجموعة البريكس كان خطوة مدروسة نحو توسيع آفاق التمويل والتجارة، حيث ستتيح عضوية بنك التنمية الجديد للمجموعة الحصول على تمويلات طويلة الأجل بشروط ميسرة، فضلًا عن فتح أسواق جديدة أمام الصادرات المصرية في دول تمثل أكثر من نصف سكان العالم تقريبًا.
وشدّد على أن لمصر ثقلًا جيوسياسيًا فريدًا يجعلها محورًا إقليميًا للطاقة واللوجستيات، حيث يمر عبرها أهم شريان تجاري في العالم هو قناة السويس، وتعمل حاليًا على تطوير مناطقها الاقتصادية لتصبح مركزًا صناعيًا وتجاريا عالميًا يخدم إفريقيا وآسيا وأوروبا.
وأوضح أن نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي تراجعت إلى نحو 85% بعد أن تجاوزت 93% قبل عامين، نتيجة إدارة رشيدة للمديونية وإعادة هيكلة بعض الالتزامات الخارجية وتمديد آجال السداد، مما يعزز متانة الموقف المالي.
وأضاف أن رفع التصنيف الائتماني سينعكس إيجابًا على تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، وخفض تكلفة التمويل المحلي والخارجي، بما يتيح للقطاع الخاص فرصًا أوسع للنمو وتوسيع أنشطته الإنتاجية والخدمية، في ظل خطة الدولة لرفع مساهمته في الاقتصاد إلى 60% بحلول 2030.
واختتم أيمن غنيم مقاله بالتأكيد على أن رفع التصنيف الائتماني هو شهادة جديدة على نجاح الجمهورية الجديدة في التحول من إدارة الأزمات إلى صناعة التنمية المستدامة، وأن مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، باتت تمتلك اقتصادًا أكثر توازنًا واستقلالًا وقدرة على مواجهة التحديات بثقة واستقرار.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدكتور أيمن غنيم الخبير الاقتصادى وكالة ستاندرد آند بورز فيتش الإصلاح الاقتصادى المجتمع المالي الاقتصاد المصري البنك المركزي الاقتصاد المصری وهو ما
إقرأ أيضاً:
مدبولي: ستاندر آند بورز وفيتش يثقان في الاقتصاد المصري رغم كل التحديات
أدلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بعدة تصريحات؛ عقب انتهاء زيارته اليوم إلى محافظة القليوبية لمتابعة الموقف التنفيذي لعدد من المشروعات التنموية والخدمية، وذلك بحضور المهندس أيمن عطية محافظ القليوبية.
واستهل رئيس الوزراء حديثه، قائلاً: أرحب بكم في ختام جولة ميدانية طويلة بمحافظة القليوبية، سعدت فيها برفقة عدد كبير من زملائي الوزراء، وبضيافة المهندس أيمن عطية، محافظة القليوبية، وقبل التحدث عن الزيارة أود التحدث عن 3 موضوعات عامة بقدر كبير من الأهمية.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: أولاً تابع الجميع، نجاح مصر بالتنسيق مع عدد من شركائنا في عملية الوساطة، على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، وقطر وتركيا، حيث نجحنا نجاحاً كبيراً في الوصول إلى اتفاق السلام ووقف الحرب في قطاع غزة، ووقف المعاناة الإنسانية التي عانى منها أشقاؤنا الفلسطينيون في قطاع غزة على مدار عامين كاملين.
وأضاف رئيس الوزراء: وهنا أود توجيه كل التحية والشكر والتقدير بالنيابة عن الشعب المصري، إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الذي تحمل عبئاً كبير جداً في عملية التفاوض وقيادة كل الجهود المبذولة على مستوى كل الأجهزة، وكذلك الدول الأخرى التي ساعدت في هذا الأمر.
واستطرد: وأتوقف هنا لأوجه رسالة لكل المصريين، حتى نسترجع جميعاً ثوابت الموقف المصري من أول يوم حدثت فيه هذه الأزمة، وكلام رئيس الجمهورية بوضوح بأننا لن نسمح- مهما حدث من ضغوط ومعاناة- بتصفية القضية الفلسطينية بتهجير أشقائنا الفلسطينيين من وطنهم، وكل الشعب المصري والشعوب العربية والإسلامية تعرف وتعي جيداً قيمة هذه القضية، وما تمثله بالنسبة لنا جميعاً.
وواصل: ولكن الأهم في هذا الأمر، هو ثوابت الموقف المصري الواضحة، الذي أعلنته من بداية الأزمة وتصميمها وثباتها الراسخ على هذا الموقف على مدار عامين بالرغم من كل حملات التشكيك والتشويه، وأسترجع معكم ما كان يقال على مصر في هذه القضية، وأن مصر لا تساعد، وأنها لا تدعم، والجميع يعلم ما كان يقال في حملات التشويه هذه، والمعروف من الذي يقف خلفها، وهنا أوجه رسالة لكل مصري، شاهدنا موقف وتقدير العالم اليوم، ومبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أشاد خلال لقائه مع رئيس الجمهورية، بالدور المصري الكبير الذي قمنا به لتحقيق هذا الإنجاز، وبمشيئة الله خلال اليومين القادمين سيشهد العالم كله توقيع هذا الاتفاق.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: مرة أخرى كل التحية والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسي، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على مختلف الجهود المبذولة لتحقيق هذا الاتفاق مع مختلف الشركاء الإقليميين من دولتي قطر وتركيا.
كما وجه رئيس الوزراء أيضاً الشكر والتقدير لأجهزة مصر السيادية التي عملت على مدار الساعة خلال العامين الماضيين، وما تضمن ذلك من مختلف الجهود المبذولة من وساطة، والسعي لإدخال المساعدات الإنسانية، ومحاولات تقريب وجهات النظر، وصولاً لتحقيق هذا الانجاز، الذي يحتفل به العالم اليوم، داعياً المولى- عز وجل- أن تكتمل الأمور خلال اليومين القادمين على خير.
وخلال كلمته، وجه الدكتور مصطفى مدبولي، التحية والتقدير لفتيات مصر، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للفتاة، قائلاً:"نحتفل اليوم بالفتاة المصرية"، مُضيفاً: تابعتم خلال ساعات جولة اليوم الطويلة ما لمسناه من الدور المهم للفتاة والمرأة المصرية في مختلف ما تم زيارته وتفقده اليوم من منشآت صناعية، أو تعليمية، أو خدمية، وكذا فى مختلف المشروعات التى تم زيارتها اليوم.
وأعرب عن سعادته برؤية عدد كبير من العاملات بالمصنع الذي تم زيارته اليوم من الفتيات المصريات، وكذلك فى جامعة بنها الأهلية، فالغالبية من الطلبة من الفتيات المصريات.
وفي هذا السياق، لفت رئيس الوزراء إلى أن الإحصاءات الرسمية للعام الجامعي 2024-2025، سجلت ارتفاع نسبة الفتيات المقيدات بالجامعات الحكومية مقارنة بالذكور، حيث بلغ نسبة قيد الطالبات 53.5 % مُقارنة بالذكور، وهو ما يشير إلى تجاوز نسبة الطالبات من إجمالي نسبة الطلاب بالجامعات المصرية بمختلف أنواعها.
وأعرب عن سعادته بهذه النسبة، مُجدداً التهنئة والتقدير والاحترام للفتاة المصرية لكل ما تقوم به من إنجاز.
وأضاف: خلال مُناقشتي في مختلف المواقع التي تم زيارتها اليوم لمست المستوى العلمي والثقافي المميز للفتاة المصرية، وكذا مستوى الإنجاز والعمل والجد والاجتهاد والجلد في مختلف مناحي الحياة.
وحول الموضوع الثالث، وهو ملف الاقتصاد المصري، أشار رئيس الوزراء إلى التقرير الصادر عن مؤسسة “ستاندر آند بورز”، والتي رفعت خلاله تصنيف مصر لأعلى تصنيف منذ 7 سنوات، إلى مُستوى "B" مع نظرة مستقبلية مستقرة.
ولفت إلى أن الأهم من ذلك، هو ما ذُكر في تقرير “ستاندر آند بورز”، ومبررات هذا الرفع، حيث أشار التقرير إلى اجتياز الدولة المصرية بنجاح شديد برنامج الإصلاح الاقتصادي، وأن الحكومة المصرية تنفذ هذا البرنامج بكفاءة، والأوضاع ظهرت بصورة واضحة وجيدة في مختلف مؤشرات الاقتصاد المصري، وأن المؤسسة لديها ثقة- رغم كل التحديات- أن الحكومة المصرية ستظل مُستمرة في تنفيذ هذا البرنامج، وأن العائد من هذا البرنامج سيتعاظم خلال الفترة القادمة.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى تقرير حديث صادر عن مؤسسة “فيتش”، أشاد بالأوضاع الاقتصادية في مصر، وأعرب عن ثقته في الاقتصاد المصري، مُؤكداً تعافيه واستعداده لتحقيق انطلاقة قوية خلال المرحلة المقبلة.