كيف تعزز سلطنة عمان طموحاتها في مجال خفض الكربون؟
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
الحكومة العمانية في سباق للاستعداد لمستقبل ما بعد النفط، حيث يعد التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة ضرورة حتمية ومسارًا اقتصاديًا عمليًا نحو مستقبل أكثر استدامة.
هكذا يتحدث تحليل لـ"معهد دول الخليج العربية في واشنطن"، وترجمه "الخليج الجديد"، مشيرا إلى أنه "منذ اكتشاف النفط في الستينيات، اعتمد اقتصاد السلطنة بشكل كبير على عائدات صادرات النفط"، رغم أنها تمتلك ثاني أصغر احتياطي من النفط والغاز، وتعد ثاني أصغر اقتصاد في دول الخليج العربية.
ولا تزال عائدات النفط والغاز تشكل 65% من إيرادات التصدير، و78.2% من إجمالي الإيرادات الحكومية، و23.5% من الناتج المحلي الإجمالي.
وتشير التقديرات إلى أن احتياطيات النفط والغاز الحالية في عُمان من المتوقع أن تنفد في أقل من عقدين من الزمن.
ومثل هذا الجدول الزمني، الذي يتفاقم مع التنبؤات بذروة الطلب على النفط التي تلوح في الأفق نتيجة لتدابير التخفيف المناخية المتقدمة، والذي يعززه تعرضه لتقلبات أسعار النفط، يحد من النطاق الترددي لسلطنة عمان للتنويع الاقتصادي.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أعلنت عُمان التزامها بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، مما حدد اتجاهًا جديدًا لسياسة الطاقة والنمو الاقتصادي في البلاد.
اقرأ أيضاً
دور محوري للغاز الطبيعي في سوق الطاقة العماني.. تعرف عليه
وتحدد "الاستراتيجية الوطنية لسلطنة عمان للانتقال المنظم إلى صافي الصفر"، طريقًا لفتح الاستثمارات في مصادر الطاقة البديلة، بما في ذلك الطاقة المتجددة والهيدروجين، إلى جانب تدابير لإزالة الكربون من مصادر الهيدروكربون التقليدية، عبر استخدام تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه.
فضلا عن حلول الانبعاثات السلبية التي تزيل الانبعاثات من الغلاف الجوي، مثل احتجاز الهواء المباشر والطاقة الحيوية مع احتجاز الكربون وتخزينه.
ويشير اعتماد سياسة الطاقة الجديدة هذه، إلى تحول تدريجي من الاقتصاد الريعي القائم على النفط والغاز، إلى اقتصاد يحد من سيطرة الحكومة، والإنفاق، والملكية العامة.
وحددت رؤية عمان 2040، التي تم الإعلان عنها في عام 2019، استراتيجية التنويع الاقتصادي، بعد نسخة سابقة غطت الفترة 1996-2000، وهي رؤية 2020.
وتتمثل الأولوية الرئيسية لرؤية 2040 في إنشاء نموذج اقتصادي يتم فيه تقليل الاعتماد على الهيدروكربونات.
وبينما يعود اهتمام الحكومة العمانية بحماية بيئتها الطبيعية والحياة البرية إلى عام 1974، فإن رؤية 2040 هي أول خطة تنمية اقتصادية تضع حماية البيئة الطبيعية والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية في قلب الأولويات الوطنية.
قال سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد، في خطابه "رؤية 2040"، بتاريخ 23 فبراير/شباط 2020: "مع تحديد الأولويات الوطنية، تركز الرؤية على إعادة تشكيل الأدوار والعلاقات بين القطاعين العام والخاص والأهلي لضمان الإدارة الاقتصادية الفعالة، وتحقيق اقتصاد وطني متطور ومتنوع ومستدام، وضمان التوزيع العادل لمكاسب التنمية بين المحافظات؛ وحماية الموارد الطبيعية للبلاد وبيئتها الفريدة".
اقرأ أيضاً
سوق الطاقة في عمان.. اللاعبون الرئيسيون واستراتيجياتهم
وتتناول رؤية 2040 أيضًا الطاقة المتجددة، حيث حددت هدفًا لزيادة استهلاك الطاقة المتجددة إلى 20% من إجمالي استخدام الطاقة بحلول عام 2030، وإلى ما بين 35% و39% بحلول عام 2040.
وتهدف الرؤية كذلك إلى وضع عمان ضمن أفضل 20 دولة عالميًا في "المؤشر البيئي".
وفي عام 2019، صدقت عمان على اتفاقية باريس للمناخ، وأصدرت استراتيجية وطنية للتخفيف من تغير المناخ والتكيف معه.
وفي يوليو/تموز 2021، قدمت عمان مساهمتها الثانية المحددة وطنيًا بشأن تغير المناخ، وتعهدت بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 7% مقارنة بسيناريو العمل كالمعتاد بحلول عام 2030.
وتربط المساهمات المحددة وطنيًا لعمان بشكل واضح بـ"رؤية 2040"، ومشروع الطاقة الوطني.
وتتضمن "رؤية 2040" معايير ومؤشرات أداء رئيسية لخفض مساهمة النفط في الناتج المحلي الإجمالي للسلطنة إلى 16% في عام 2030، و8.4% بحلول عام 2040.
علاوة على ذلك، تحدد "رؤية 2040" هدفًا لرفع إنتاجية الطاقة (الناتج المحلي الإجمالي لكل وحدة طاقة) من 6.92 في عام 2014 إلى 14.57 في عام 2030 و17.3 في عام 2040.
اقرأ أيضاً
في مجالات الطاقة والاقتصاد والاستثمار.. توقيع 4 مذكرات تفاهم بين عمان وإيران
التحول الاقتصادي منخفض الكربون
ومنذ عام 2020، أعلنت الحكومة العمانية عن عدة مبادرات لدعم تحولها الاقتصادي منخفض الكربون، وتم إنشاء مركز عمان للحوكمة والاستدامة، للإشراف على تطوير وتنفيذ استراتيجية الحياد الكربوني.
ومن أجل تنسيق استثمارات الطاقة البديلة في سلطنة عمان بشكل أفضل، تم إنشاء شركة تنمية الطاقة في عمان في ديسمبر/كانون الثاني 2020 بموجب مرسوم ملكي لتحرير الاقتصاد من الاعتماد على عائدات النفط والغاز.
ويتناقض هذا التحول مع نموذج الأعمال لشركة تنمية نفط عمان، الشركة المملوكة للدولة والتي كانت لفترة طويلة مصدرًا كبيرًا للإيرادات للدولة.
وتتمثل مهمة تنمية الطاقة في سلطنة عمان في تطوير آليات تمويل بديلة تدعم التوسع في مصادر الطاقة المتجددة من خلال الاستثمار الأجنبي المباشر والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وفي عام 2022، أنشأت الحكومة العمانية شركة "هيدروم" للطاقة، التي تركز على الهيدروجين، المملوكة بالكامل لشركة تنمية الطاقة العمانية وتنظمها وزارة الطاقة والمعادن، مع تفويض بتيسير وتنسيق تطوير مشاريع الهيدروجين.
اقرأ أيضاً
بعد عام من المداولات.. صحار العمانية للطاقة تبدأ إجراءات إفلاسها
طاقة متجددة
ووفق التحليل، حققت عُمان تحولًا سريعًا إلى الطاقة المتجددة، حيث بلغت قدرتها المركبة من الطاقة المتجددة 1005 ميجاواتات في عام 2022، مقارنة بـ1 ميجاوات فقط في عام 2014.
وهناك 2700 ميجاوات أخرى في طور الإعداد.
وطرحت عُمان هدفها الأول للطاقة المتجددة في عام 2017، بهدف ضمان أن تمثل مصادر الطاقة المتجددة 10% من مزيج الطاقة.
وقبل ذلك، كان يتم توليد ما يقرب من 100% من الكهرباء في سلطنة عمان من المواد الهيدروكربونية.
وفي عام 2019، رفعت عُمان هدفها للطاقة المتجددة إلى 20% من مزيج الطاقة بحلول عام 2030، وما بين 35% و39% بحلول عام 2040، وهذا يعني إضافة ما يصل إلى 4000 ميجاوات من الطاقة المتجددة بحلول عام 2040.
وإلى جانب تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة واسعة النطاق، نفذت الحكومة العمانية منذ عام 2017 سياسات تمكن أصحاب المنازل وكذلك الكيانات الصناعية والتجارية من إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وبيع الفائض لشركات توزيع الكهرباء.
وفي مخطط يُعرف محليًا باسم "ساحيم"، تعمل شركات التوزيع كوكلاء، وتقوم بشراء الكهرباء المولدة بالطاقة الشمسية من المستهلكين عبر آلية قياس صافية تسمح بالتعويض عن الكهرباء المولدة من الألواح الشمسية الكهروضوئية على الأسطح.
وبالإضافة إلى ذلك، بدأ تشغيل مشروع مزرعة رياح بقدرة 50 ميجاوات في جنوب عمان في عام 2019.
وفي عام 2022، افتتحت عمان محطة للطاقة الشمسية بقدرة 500 ميجاوات في عبري. المشروع عبارة عن محطة طاقة مستقلة تم منحها إلى ائتلاف تقوده شركة الطاقة النظيفة السعودية أكوا باور بعد مناقصة تنافسية دولية.
اقرأ أيضاً
شركة كورية تنشئ مجمعا للطاقة الشمسية في سلطنة عمان
الهيدروجين
ويتصدر إنتاج الهيدروجين، وتحديداً الهيدروجين الأخضر المنتج من الطاقة المتجددة، أجندة الحكومة العمانية في جهودها لتطوير مصادر الطاقة النظيفة وتوليد مصدر بديل للدخل.
ومنذ عام 2020، تم إنشاء العديد من المشاريع واسعة النطاق المتعلقة بالهيدروجين واستراتيجية وطنية لاقتصاد الهيدروجين، بهدف بناء اقتصاد يركز على الهيدروجين بحلول عام 2040.
وتستهدف الحكومة إنتاج الهيدروجين النظيف بحوالي 1 جيجاوات بحلول عام 2025، و10 جيجاوات بحلول عام 2030، و30 جيجاوات بحلول عام 2030، للاستفادة من موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الوفيرة.
ولتسريع تقدم صناعة الهيدروجين في سلطنة عمان وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، حددت الحكومة مواقع لإنتاج الهيدروجين المتجدد في الدقم وظفار والجزير على طول الساحل الجنوبي الغربي.
وتم تخصيص أكثر من 19 ألف ميل مربع من الأراضي لتطوير الهيدروجين.
وتتمتع مساحة الأرض هذه بالقدرة على إنتاج 25 طنًا متريًا من الهيدروجين سنويًا (بقوة 500 جيجاوات من مصادر الطاقة المتجددة).
وتقع هذه المواقع بالقرب من المراكز الصناعية المشتركة، وهي الموانئ، مثل الدقم وصلالة وصحار، والتي يمكن تصدير الهيدروجين منها.
وفي منتصف مارس/آذار، تم طرح العطاءات العامة الأولى للمربعات الأرضية الأولى، مما أدى إلى ترسية 6 مشاريع للهيدروجين بقيمة 20 مليار دولار.
وحددت وكالة الطاقة الدولية، في تقرير خاص، عمان بأنها تمتلك القدرة على أن تصبح سادس أكبر مصدر للهيدروجين على مستوى العالم والأكبر في الشرق الأوسط بحلول عام 2030.
اقرأ أيضاً
استثمارات عمانية مرتقبة في الطاقة المتجددة والمياه بـ1.25 مليار دولار
تحديات
ووفق التحليل، فقد يتطلب إطلاق العنان للاقتصاد العماني المنخفض الكربون التغلب على التحديات المؤسسية والمالية والبشرية.
وفي حين أن إزالة الكربون اقتصاديًا أمر أساسي لتحقيق أهداف رؤية عمان 2040، إلا أنها عملية متطورة ولا تزال مجزأة.
وتشرف وزارة الطاقة والمعادن وهيئة تنظيم الخدمات العامة على تطوير مصادر الطاقة البديلة، مثل الطاقة المتجددة والهيدروجين، ووضع الأنظمة والسياسات لجذب الاستثمارات واستيعاب موارد الطاقة النظيفة.
ومع ذلك، فإن وزارة الاقتصاد والوزارات الأخرى ذات الصلة لا تشارك بشكل مباشر، مما يؤدي إلى تأخير الموافقات على المشاريع الجديدة.
وتعتمد عُمان بشكل كبير على واردات التكنولوجيا بدلاً من المواهب المحلية في مجال البحث والتطوير.
وفي عام 2020، بلغ متوسط الاستثمار في البحث والتطوير في عمان 0.2% من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بـ2% إلى 3% في الدول الصناعية.
ويقول التحليل إن نسبة 0.2% هي أقل بكثير من النسبة المئوية الدنيا (1%) اللازمة لقاعدة علمية وتكنولوجية فعالة كما حددتها اليونسكو.
وفي الواقع، فإن "رؤية 2040" تجعل دعم البحث والابتكار أمرًا أساسيًا في الأولويات الوطنية لسلطنة عمان، بهدف تحسين تصنيف عمان في مؤشر الابتكار العالمي.
اقرأ أيضاً
عمان توقع اتفاقيتين مع بريتش بتروليوم لتوسيع مشاريع الطاقة النظيفة
ويضيف التحليل، أن التكلفة والحجم اللازمين للتحول إلى اقتصاد منخفض الكربون سوف يتطلبان تمويلاً مستقلاً عن عائدات النفط وميزانية الدولة.
وسوف يتطلب ذلك، وفق التحليل، الاستثمار المباشر المحلي والأجنبي، المؤسسي والخاص، ودوراً أكبر للقطاع الخاص.
وفي الواقع، في عام 2019، أصدر بنك مسقط، مزود الخدمات المالية الأساسي في سلطنة عمان، أول مخطط تمويل أخضر في البلاد لدعم تركيب الألواح الشمسية على الأسطح.
وسيتعين على الحكومة أيضًا إصلاح سياساتها الاجتماعية، التي سمحت للمواطنين بالاستفادة من الإنفاق الحكومي السخي، بما في ذلك الإنفاق على الرعاية الصحية والتعليم، فضلاً عن الدعم السخي للوقود والطاقة والغذاء.
ويتابع التحليل: "ولابد من إدارة التحول الاقتصادي بطريقة لا تسبب توترات اجتماعية، حيث أنه مع انخفاض قيمة أصول الوقود الأحفوري، قد لا تتمكن الحكومة بعد الآن من الحفاظ على برنامج الدعم الاجتماعي وقد تضطر إلى خفض أو خفض الدعم لجميع الخدمات وزيادة تكلفة هذه الخدمات بطريقة تعكس الأسعار الحقيقية".
ويزيد: "وقد تلجأ الحكومة أيضاً إلى خصخصة الشركات والخدمات المملوكة للدولة، وإدخال نظام ضريبي من شأنه أن يولد مصدراً جديداً للدخل غير النفطي، خاصة من القطاع الخاص المتنامي".
وفي مارس/آذار، قامت شركة الطاقة العمانية المتكاملة "أوكيو"، بخصخصة وحدة الحفر التابعة لها، أبراج لخدمات الطاقة، والتي جمعت 244 مليون دولار.
وفي سبتمبر/أيلول، أعلنت "أوكيو" أنها ستعرض حصة قدرها 49% في أعمال خطوط أنابيب الغاز الخاصة بها، والتي من المتوقع أن تجمع ما يقرب من 800 مليون دولار.
وتجري حاليًا عملية خصخصة أصول الطاقة الحكومية وتحويل قطاع حيوي في الاقتصاد العُماني.
اقرأ أيضاً
عمان تستعد لاحتضان أكبر مشروع لإنتاج «الطاقة النظيفة» بالخليج
المصدر | معهد دول الخليج العربية في واشنطن - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: عمان الهيدروجين طاقة نظيفة الناتج المحلی الإجمالی الحکومة العمانیة الطاقة المتجددة الطاقة النظیفة فی سلطنة عمان النفط والغاز مصادر الطاقة بحلول عام 2030 اقرأ أیضا من الطاقة فی عام 2019 عمان فی وفی عام رؤیة 2040
إقرأ أيضاً:
الكهرباء والتخطيط:202 مليون يورو لدعم شبكات الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر
أصدرت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، بيانًا مشتركًا أكدا فيه استمرار التنسيق المشترك مع بنوك التنمية متعددة الأطراف والمؤسسات الدولية، من أجل تعزيز قدرات قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة وتنفيذ الأولويات الوطنية في ما يتعلق بالتحول الأخضر في قطاع الطاقة، وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للطاقة المتكاملة والمستدامة.
وأشار الوزيران إلى الاتفاقيات التي تم توقيعها بالأمس، وشهدها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال زيارة النائب الأول لرئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، التي تأتي في إطار الجهود المشترك لزيادة قدرات الطاقة المتجددة وتنفيذ محور الطاقة بالمنصة الوطنية لبرنامج "نُوفّي"؛ حيث تم توقيع تمويلات ميسرة ومنح بقيمة 202 مليون يورو، من بينها تمويل ميسر بقيمة 165 مليون يورو لمشروع تعزيز شبكة كهرباء مصر، إلى جانب منحة بقيمة 35 مليون يورو لذات المشروع من الاتحاد الأوروبي يديرها البنك، ومنحة للتعاون الفني في مجال الكهرباء بقيمة مليوني يورو، إلى جانب اتفاق مشروع تعزيز شبكة كهرباء مصر بين البنك والشركة المصرية لنقل الكهرباء.
وأكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن ما تم توقيعه من اتفاقيات يأتي في إطار التنسيق المستمر والجهود التي تقوم بها الوزارة من خلال التكامل بين السياسات التخطيطية وآليات التعاون الدولي، لتعزيز أولويات الدولة في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة، وذلك من خلال توفير الاستثمارات العامة بكفاءة لمشروعات البنية الأساسية في القطاع، وتعزيز جاهزية الشبكة لاستيعاب القدرات الجديدة.
وأضافت الوزيرة: "في ذات الوقت نعمل من خلال المنصة الوطنية لبرنامج نُوفّي، وبالتنسيق مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، على حشد التمويلات الميسرة للقطاع الخاص من بنوك التنمية متعددة الأطراف والمؤسسات الدولية، من أجل زيادة الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة، تنفيذًا للاستراتيجية الوطنية للطاقة المتكاملة والمستدامة، والاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، وقد استطعنا من خلال المنصة جذب نحو 5 مليارات دولار تمويلات ميسرة من شركاء التنمية وبنوك دولية للقطاع الخاص لتعزيز الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة".
وشددت المشاط على أن كل هذه التطورات ما كانت لتتحقق إلا من خلال الإصلاحات الهيكلية الطموحة التي نفذتها الدولة منذ عام 2014 في قطاع الطاقة المتجددة، والتي ساهمت في تشجيع القطاع الخاص على الدخول في المشروعات، لافتة إلى أن الإصلاحات مستمرة بما يزيد من تنافسية الاقتصاد المصري، ويعزز موقع مصر الريادي كمركز إقليمي للطاقة المتجددة.
وأكد الدكتور محمود عصمت أن هناك تواصلًا دائمًا ومستمرًّا مع مؤسسات التمويل الدولية في إطار الشراكة القائمة، وفي ضوء الاستراتيجية الوطنية للطاقة التي تم تحديثها واعتمادها من مجلس الوزراء، ويجرى من خلال دعم وتطوير وتحديث الشبكة القومية للكهرباء وزيادة قدرتها على استيعاب القدرات الجديدة من الطاقات المتجددة، موضحًا أن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية شريك نجاح وداعم رئيسي في مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتطوير مراكز التحكم على شبكات التوزيع.
وأشار وزير الكهرباء إلى اجتماعه أمس الثلاثاء بمسؤولي البنك لمتابعة مجريات تنفيذ المشروعات المشتركة، والتأكيد على برنامج العمل للتحول الطاقي وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة وخفض استخدام الوقود الأحفوري والحد من الانبعاثات الكربونية والفقد في التيار الكهربائي، موضحًا مناقشة مشروعات الربط الكهربائي لتحويل مصر إلى مركز إقليمي وجسر لتبادل الطاقة بين قارات إفريقيا وآسيا وأوروبا، ومنها مشروعات الربط الكهربائي القائمة مع دول الجوار مثل السودان وليبيا والأردن، وكذا مشروع الربط مع المملكة العربية السعودية، والمستهدف تشغيله هذا العام، ومشروعات الربط الكهربائي مع اليونان، والربط الكهربائي بين مصر وإيطاليا، والتي تستهدف تحقيق التكامل الطاقي الإقليمي واستقرار الشبكات الكهربائية وتحقيق المنفعة المشتركة لكل الأطراف.
وأشاد عصمت بالتعاون المثمر والشراكة بين قطاع الكهرباء والبنك الأوروبي، موضحًا أن مشاركة البنك فى تمويل مشروعات القطاع كان لها بالغ الأثر في زيادة القدرات التوليدية وتحديث الشبكة الموحدة، مضيفًا أن استراتيجية الطاقة تستهدف زيادة نسبة الطاقة المتجددة إلى نحو 42 % من إجمالي مزيج الطاقة بحلول عام 2030، وإلى نحو 65 % بحلول عام 2040، وهو ما تعمل عليه الوزارة في ظل ما تم من تهيئة مناخ استثماري جاذب لمشروعات الطاقة المتجددة والشراكة مع القطاع الخاص الذي يقوم بتنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وبطاريات تخزين الطاقة لتعظيم العوائد من الطاقة المتجددة، وضمان استقرار الشبكة واستمرارية التغذية الكهربائية.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط وزير الكهرباء بنوك التنمية قطاع الطاقة أخبار ذات صلةفيديو قد يعجبك
محتوى مدفوع
أحدث الموضوعاتإعلان
أخبار
المزيدإعلان
"الكهرباء" و"التخطيط":202 مليون يورو لدعم شبكات الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
من نحن اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
21 14 الرطوبة: 42% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي من نحن إتصل بنا إحجز إعلانك سياسة الخصوصية