القدس المحتلة - رنا شمعة -صفا

عند أبواب المسجد الأقصى المبارك وفي أزقة البلدة القديمة بالقدس المحتلة، تجول عشرات المستوطنين المتطرفين حاملين "القرابين النباتية"، التي يتطلعون لإدخالها للمسجد المبارك، في محاولة لترسيخ التعامل معه بصفته "هيكلًا".

و"القرابين النباتية" تتشكل من الأصناف الأربع، وهي: "الأترج، الصفصاف، سعف النخل، وورود الآس"، ويتم إدخالها للأقصى لتقدم "قربانًا إلى روح الرب"، باعتبارها "تحل في الهيكل" وفق اعتقادهم المزعوم الذي تقوم عليه "العبادة القربانية"، وهي خطوات للزعم بأن "الأقصى هو الهيكل المزعوم الذي تحل فيه روح الرب".

ومنذ الصباح، شهدت أبواب الأقصى من الخارج انتهاكات غير مسبوقة من قبل المستوطنين، تخللها رقصات وأغاني و"سجود ملحمي" وطقوس وصلوات تلمودية استفزازية، احتفالًا بما يسمى عيد "العرش" اليهودي، الذي يستمر حتى السبت المقبل.

ولم تسلم ساحة الغزالي أمام باب الأسباط من اعتداءات المستوطنين وممارساتهم الاستفزازية، بل شهدت أداء طقوس وصلوات ورقصات توراتية، وسط انتشار كبير لشرطة الاحتلال في القدس القديمة.

وتسعى "جماعات الهيكل" المزعوم لإدخال القرابين النباتية إلى المسجد الأقصى خلال عيد "العُرش" كما حدث في العامين الماضيين، في محاولة خطيرة لترسيخ التعامل معه بصفته "هيكلًا"، يجب تطبيق جميع الطقوس اليهودية فيه.

استهداف متعمد

الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب يؤكد أن المستوطنين يتعمدون استهداف أبواب الأقصى بشكل ممنهج وخطير، خاصة خلال الأعياد اليهودية، عبر ممارسة طقوسهم وصلوتهم التلمودية، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال.

ويوضح أبو دياب، في حديث لوكالة "صفا"، أن بعض المستوطنين لا يقتحمون الأقصى التزامًا بفتاوى الحاخامات التي تُحرم الاقتحامات في وضعه الحالي، لذلك يلجؤون إلى أداء طقوسهم عند أبوابه الخارجية.

ويضيف أن المستوطنين يحاولون الضغط على حكومة الاحتلال وشرطتها من أجل فتح كل أبواب الأقصى أمام المقتحمين، دون الاقتصار على باب المغاربة فقط، لأنهم "يعتقدون أن كل هذه المنطقة هي معبد لليهود وليس مكانًا للمسلمين".

ومن أكثر الأبواب استهدافًا باب الأسباط- أحد الأبواب الشمالية الشرقية الرئيسة للأقصى، الذي سبق وأن أغلقته شرطة الاحتلال عدة مرات ومنعت المصلين من الدخول للمسجد المبارك، في محاولة لبسط سيطرتها الكاملة عليه، والسماح للمتطرفين باقتحام الأقصى من خلاله.

وعند باب السلسلة، اعتدت قوات الاحتلال اليوم على المرابطين والمرابطات المبعدات عن المسجد الأقصى بالضرب والدفع، وأبعدتهم بالقوة عن محيط الباب، وسط هتافات "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، "الأقصى إلنا وما إلكم هيكل عنا".

ويبين أبو دياب أن أطماع الاحتلال في السيطرة على أبواب الأقصى لم تتوقف، بل يخطط لاقتطاع المنطقة الشرقية من المسجد الممتدة من باب الأسباط حتى باب الرحمة، في محاولة للاستيلاء عليها، وتفريغها من الفلسطينيين.

وتشكل استفزازات المستوطنين عند أبواب الأقصى- وفقًا للباحث المقدسي- استفزازًا لمشاعر المسلمين، وانتهاكًا صارخًا لحرمة المسجد.

مرحلة متقدمة

وأما رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي فيقول: إن "ما يسعى له الاحتلال خلال عيد العرش ينضوي تحت إطار تطبيع الوجود اليهودي داخل المسجد الأقصى وعند أبوابه، سواء عبر زيادة أعداد المقتحمين، أو أداء الصلوات والطقوس التوراتية أو محاولة تهريب قرابين للمسجد".

ويضيف الهدمي لوكالة "صفا"، أن "سلطات الاحتلال تريد جعل الوجود اليهودي في الأقصى كأنه أمرًا طبيعيًا يجب تقبله، مما يُمهد لمرحلة انتقالية متقدمة يتم خلالها اقتطاع جزء خاص من المسجد لليهود، لإتاحة المجال لهم للصلاة".

ويحذر من خطورة وصول الاحتلال لهذه المرحلة، وتكرار سيناريو ما حصل في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، مؤكدًا في الوقت نفسه، أن الاحتلال يعمل وفق خطة استراتيجية واضحة المعالم والأهداف فيما يخص المسجد الأقصى.

ويبين أن استهداف المستوطنين المتعمد لأبواب الأقصى طيلة الأعياد أمر خطير يُؤدي إلى عرقلة وصول المسلمين إلى مسجدهم وأداء صلواتهم فيه.

 

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: التطبيع الهيكل المزعوم الأقصى المسجد الأقصى أبواب الأقصى فی محاولة هیکل ا

إقرأ أيضاً:

مستوطنون يقتحمون الأقصى والاحتلال يعلن قرية بالخليل منطقة عسكرية

أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس باقتحام عشرات المستوطنين صباح اليوم الأحد المسجد الأقصى المبارك، في حين أعلن جيش الاحتلال قرية خِلة الضبع بمَسَافر يَطّا جنوبي الخليل بالضفة الغربية منطقة عسكرية مغلقة.

وقالت أوقاف القدس إن اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك جرت من باب المغاربة، بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي

وأوضحت دائرة الأوقاف -في بيان نقلت منصات فلسطينية- أن المستوطنين نظموا جولات استفزازية في باحاته وأدوا طقوسا تلمودية في المنطقة الشرقية من المسجد".

وأضافت أن شرطة الاحتلال فرضت قيودا مشددة على وصول المصلين الفلسطينيين للأقصى، واحتجزت هويات بعضهم عند بواباته الخارجية.

 

مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك منذ ساعات الصباح بحماية شرطة الاحتلال pic.twitter.com/mgMrhsw3PE

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) June 1, 2025

وأشارت إلى الدعوات الفلسطينية "للحشد والرباط والتصدي لمخططات الاحتلال وجماعات المستوطنين في المسجد الأقصى، الرامية لهدم المسجد وإقامة الهيكل المزعوم".

ولفت البيان إلى أن المسجد الأقصى  يشهد تصاعدا خطيرا في اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه، من خلال زيادة وتيرة الاقتحامات وأعداد المقتحمين، وأداء الطقوس والصلوات التلمودية في المسجد.

إعلان

من جانب آخر، أفادت مصادر للجزيرة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلم سكان قرية خِلة الضبع بمَسَافر يَطّا جنوب الخليل بالضفة الغربية قرارا يعلن فيه القرية منطقة عسكرية مغلقة.

وأوضحت المصادر أن الاحتلال  يمنع سكان القرية والمتضامنين العرب والأجانب من الوجود فيها، إذ اقتحمت شرطة وجيش الاحتلال القرية وأجبرت المتضامنين الأجانب على مغادرتها.

ويذكر أن مستوطنين يسيطرون على كهف في القرية لليوم الرابع على التوالي بعد أيام من هدم قوات الاحتلال مبانيَ القرية وتسوية جميع منشآتها بالأرض.

وفي نابلس، قالت مصادر فلسطينية إن مستوطنين أغلقوا شارعا على مدخل قرية اللبن الشرقية جنوب المدينة صباح اليوم الأحد.

وفي رام الله هاجم مستوطنون عائلات فلسطينية على أطراف بلدة سنجل شمال المدينة تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وقام المستوطنون بإلقاء الحجارة على منازل الفلسطينيين وحاولوا تخريب أراض زراعية، في حين أفادت مصادر محلية، للجزيرة أن قوات الاحتلال اعتقلت عددا من الشبان الذين حاولوا التصدي للمستوطنين، وأغلقت مداخل بلدة سنجل.

كما قالت مصادر فلسطينية اليوم إن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم الجلزون شمالي مدينة رام الله، في حين قالت منصات إن قوات الاحتلال اقتحمت منطقة تقوع جنوب شرق بيت لحم.

ومنذ مساء أمس وفجر اليوم واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شن حملة اقتحامات في مناطق وبلدات عدة بالضفة من بينها جنوب جنين وقرية يتما جنوب نابلس.

وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في غزة؛ صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون عدوانهم بالضفة الغربية،  مما أدى إلى استشهاد أكثر من 962 فلسطينيا وإصابة قرابة 7 آلاف آخرين واعتقال أكثر من 17 ألف فلسطيني، وفق معطيات فلسطينية.

مقالات مشابهة

  • مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى وقرية خلة الضبع تخلو من سكانها
  • مئات المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى
  • مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى مجددًا
  • مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
  • مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
  • مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى ويؤدون طقوسا تلمودية وجولات استفزازية
  • مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى ويؤدون طقوسا تلمودية عند أبوابه
  • مستوطنون يقتحمون الأقصى والاحتلال يعلن قرية بالخليل منطقة عسكرية
  • حشود أردنية تدعو لوقف الإبادة بغزة ومواجهة اقتحامات الأقصى
  • 45 ألفًا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى