سلطت وزيرة حقوق الإنسان الأسبق، حورية مشهور، الضوء على نضال المرأة في الثورات اليمنية وإحداثهن للتغيير بعد ثورتي سبتمبر وأكتوبر.

 

وأفردت مشهور جزء من حديثها في حوار خاص مع "الموقع بوست"، ضمن سلسلة حوارات من (وجوه يمنية) عن حضورها في مدينة عدن لمواجهة المستعمرين البريطانيين ومساعدة الثوار في نشر الوعي داخل أحياء المدينة، فضلا عن سردها لبداية تعليم المرأة وصولا إلى تشكيل اتحادات وجمعيات للدفاع عنهن.

 

وننوه هنا إلى أن بالإمكان الاستماع للحوار كاملا في منصات بودكاست التابعة للموقع بوست، وفي صفحاتنا على فيسبوك، وتويتر، وقناتنا في يوتيوب التي ستظهر تابعا في هذه المادة.

 

* هل بالإمكان استاذة حورية تحدثينا باسترسال عن فترة الستينات وثورة 26 سبتمبر؟

 

** افتخر بالشباب الذين يهتفون بثورة 26 سبتمبر التي لم يعاصروها، لكنهم كانوا في بداية قطف ثمارها في التعليم والخدمات والصحية ومؤسسات الدولة والوحدة اليمنية.

 

هذه كلها كانت من ثمار الثورة الأم 26 سبتمبر، منها طرد المستعمر البريطاني من عدن.

 

 

عاصرنا القيادات التي قامت بالثورة، حيث كنت في المرحلة الابتدائية وفي المرحلة الإعدادية، وكانت مصدر إلهام بالنسبة لنا، حتى التحرك حصل في عدن ضد الاستعمار البريطاني في ثورة 14 أكتوبر وجدنا أنفسنا مرتبطين بهذه الثورة من خلال تعلم قيم التربية والكرامة والتحرر من الاستعمار.

 

كان البيت والمدرسة والشارع والمسجد يؤثروا، فضلا عن التنشئة الاجتماعية التي تؤثر في الشخص، فالإعلام الموسيقي والفن الذي يكون في الوجدان لا يمكن أن يمر 26 سبتمبر بدون ما نسمع أيوب طارش لانه كان مغني هذه الثورة والذي أيضاً اعطى الإلهام للناس لتجديد زخم هذه الثورة.

 

*هل تذكرون مواقف من نضال المرأة اليمنية في ثورة 26 سبتمبر؟

 

**النضال مرتبط بالتعليم، لكنه لم يتوفر في الشطر الشمالي من الوطن تعليم (الذكور ـ والإناث) ولهذا لم تتضح الحقيقة في كتب التاريخ، ولم يكن هناك أثر ملموس ومباشر للنساء، لكن بالنسبة للجنوب كان يوجد تعليم.

 

وبدأ التعليم في الجنوب فترة الأربعينات والخمسينات ونالت المرأة نصيبها من التعليم، كما كان يوجد حياة مدنية وجمعيات.

 

وحتى هرب الناس في الشمال من ظلم الإمام إلى عدن، وأصدروا الصحف ونظموا أنفسهم وأنشأوا جمعيات لدعم المناطق في الشمال.

 

* كم كان عمرك عندما شاركتِ بثورة 14 أكتوبر؟

 

** شاركت في ثورة 14 أكتوبر وعمري حينها كان ثلاثة عشر سنة، قبل ما يخرج الاستعمار البريطاني، حيث عملت في توزيع المنشورات وكتبت في الجدران (يرحل الاستعمار).

 

وكانت توكل إلينا هذه المهمة لأنهم سيتعرضون للاعتقال والتعذيب في المعتقلات، فكنا نتعرض عليهم عندما يمروا من أمام منازلنا وهذه الصورة من صور التعبير للرفض للمستعمر الأجنبي.

 

* هل يوجد تحديات أخرى منعت المرأة في المشاركة بالثورات اليمنية؟

 

** الوعي بالثورة وبأهداف وقيم الثورة مرتبط أيضاً بالتعليم ولأنه كان يوجد في عدن تعليم (ابتدائي ـ إعدادي ـ ثانوي).

 

ثورة أكتوبر مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بثورة 26 سبتمبر، ووفرت ثورة 26 سبتمبر صورة مباشرة والدعم الفني والحماية للثوار وتوفير الأسلحة لهم وكل شيء كان متوفر لهم في الشمال.

 

وجاء في فترة وجود القوات المصرية التي كانت توفر هذا الدعم في الشمال وأيضاً للثوار في الجنوب.

 

فهما ثورتان مرتبطتان ارتباط عضوي قوي جداً لبعضهما.

 

وهذا الاحتفال في الجنوب لم يكن من فراغ هو نتيجة لكفاح المسلح ضد الاستعمار نتيجة لعمل منظم لإخراج المستعمر من البلاد مرتبطة الحقيقة بوعي الإنسان وفي التعليم المدني الذي يتلقاه الإنسان، ومن هنا جاءت مشاركة ملموسة واضحة للنساء.

 

النساء كنَّ يحضروا مسيرات ومظاهرات وغيرها من الفعاليات تشارك بها، لكن في الشمال لم يكن هناك تعليم للأسف الشديد، فكان يوجد تعليم محدود جداً للرجال والتعليم الذي كان موجود أو تعليم سائد مثلاً (تعليم خاص لتعليم القرآن والقراءة والكتابة).

 

كان الناس يذهبوا إلى العراق ومناطق مختلفة ممن توفرت عندهم الإمكانيات لتلقي التعليم وهم عدد قليل، بعدما جاءت الثورة فتحت المدارس والجامعات وآفاق الحقيقة لحياةً كريمة للإنسان.

 

* ما هو الدور الاجتماعي والسياسي للمرأة بعد ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر؟

 

** في الشمال كانت موجودة جمعية المرأة، وأول امرأة مارست مهنة التمريض المرحومة عاتقة الشامي، وهي كانت رئيسة هذه الجمعية، وجاء بعدها الرعيل الأول في التعليم الدكتورة وهبية فارع وأمة العليم وتلقوا تعليمهم الحقيقي في تعز.

 

وامتازت تعز بالتعليم لإنها توفرت فيها فرص وقروض أيضاً للتعليم وبعضهم الحقيقة من ذهب إلى عدن، منهم المرحومة فوزية نعمان وعدد من القيادات النسوية في الشمال.

 

ومن عاشوا في اليمن استطاعوا أن يكونوا جمعيات نسوية، في الجنوب كانت من الفترة الستينات وبنهاية الستينات كان عندنا رضية إحسان، وماهية نجيب، وكثير من الأسماء الذين أسسوا صحف قاموا بنشاط اجتماعي وثقافي وخيري.

 

إلى جانب النشاط السياسي مثل المسيرات والمظاهرات ضد الاستعمار للمطالبة بالحقوق، يوجد نشاط محدود جداً بعد ثورة 26 سبتمبر يبعث المرأة اليمنية.

 

* كيف بدأت المرأة بتكوين المنظمات النسوية بعد الثورة؟

 

** بعد الاستقلال في 1967 نشأت منظمات جماهيرية كبيرة منها تشييد منظمة للشباب (ذكور وإناث) واتحاد نساء اليمن التي كانت منظمة نسائية كبيرة تحظى باهتمام وبرعاية الدولة يشاركوا في منتديات (دولية واقليمية)، ولهم نشاط قوي جداً ولافت بعد الوحدة.

 

وبعد المؤتمر العام الرابع للمرأة ظهر مؤتمر عالمي حصل في الصين، في 1964 تقريباً، في منتصف التسعينات ظهرت توصيات طالبة الحكومات بتشكيل آليات وطنية معينة بالمرأة فنشأ وتم تشكيل اللجنة الوطنية للمرأة في عام 2000، وكنت حينها مشاركة باللجنة تم بنائها بناء مؤسسي أقوى تم تشكيل المجلس الأعلى للمرأة.

 

* من النساء البارزات في تأسيس اللجنة الوطنية للمرأة؟

 

** من المؤسسات للجنة الوطنية هن نبيلة سعيد وأمة العليم وفاطمة مشهور، وهناك نساء من الجنوب قيادات نسوية بارزة كان لهم دور في تأسيس اللجنة الوطنية للمرأة في عام ستة وتسعون ممثلات للأحزاب السياسية ممثلات مدنية خبرات مهنية، قاموا بتأسيس آلية وطنية كانت بالحقيقة آلية حكومية ويعكس التزام حكومي من حكومة الوحدة الوطنية، لكن في عام 2000 تم تشكيل المجلس الأعلى للمرأة.

 

* كيف يمكن للمرأة اليمنية أن تساهم في بناء مستقبل أفضل بعد الثورة؟

 

** النساء استفدن من الثورة بالتعليم وتوفر الخدمات الصحية والحد الأدنى من الحياة المدنية من نظام وقانون، حيث كان يوجد انتهاكات ضد النساء والتهميش والاقصاء.

 

والثورة فتحت آفاق على الانسان.

 

للحقيقة كان للنساء دور ممتاز جداً من اللحظات الأولى لانطلاق الحرب رفعن راية السلام ودعين أطراف الصراع إلى ضرورة العودة لطاولة المفاوضات والحوار.

 

* ما هو دور النساء في الوقت الراهن لإنهاء الحرب واحلال السلام في اليمن؟

 

**النساء يشكلن المنظمات المدنية وتحالفات استطعن أن يرصدن ويوثقن الانتهاكات، وصولا إلى المنصات الإقليمية والدولية لإسماع العالم معاناة المرأة، ويدعين إلى إحلال السلام في البلاد والاستقرار، ويلعبن دورا كبيرا جداً في إعادة بناء اليمن.

 

النساء يُردن استعادة الدولة والنظام والقانون.

 

ونعول عليهن لأنهن يستطعن أن يلعبن دوراً كبيراً لتحقيق السلام العادل والسلام المستدام الذي يعالج جذور المشكلات.

 

كما ينبغي أن تكون كل القوى اليمنية موجودة على طاولة المفاوضات وخاصة القوى المدنية التي ستعبر عن مصالح أغلبية الناس التي ستعبر عن همومهم وستجسد مصالحهم.

 

* ماهي التحديات الحقيقية التي تواجه الثورة في الوقت الراهن؟

 

** الصراع وانهيار الدولة وانقسام أجهزة الدولة وتمزق النسيج الاجتماعي أهم وأشد التحديات قسوةً التي تواجه الثورة والبلاد والجمهورية.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن حورية مشهور ثورة 14 أكتوبر المرأة ثورة 26 سبتمبر فی الجنوب فی الشمال کان یوجد

إقرأ أيضاً:

التمكين الاقتصادي للنساء اليمنيات.. ركيزة أساسية للنهوض المجتمعي

 

 

الأسرة /خاص
شهدت العاصمة صنعاء الأسبوع الماضي انعقاد المؤتمر الوطني الثالث للمرأة المسلمة تحت شعار “ذكرى ميلاد الزهراء” بتنظيم من اللجنة الوطنية للمرأة. هذا الحدث لم يكن مجرد مناسبة للاحتفاء بالمرأة، بل شكل منصة مهمة لمناقشة قضايا جوهرية تتعلق بدور النساء في التنمية، وعلى رأسها التمكين الاقتصادي الذي يُعد اليوم أحد أبرز التحديات والفرص أمام المرأة اليمنية وقد أثري المؤتمر على مدى أيام بالعديد من الرؤى وأوراق العمل المقدمة من قبل المختصين والتي تشكل أساسا لتحقيق التمكين الاقتصادي للنساء وما يشكله ذلك من أهمية في عملية البناء التنموي.
بين التحديات والفرص
تواجه النساء في اليمن ظروفاً معقدة نتيجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تمر بها البلاد والتي كانت نتاجا لأحد عشر عاما من العدوان السعودي الأمريكي المتواصل على البلد. ومع ذلك، أثبتت المرأة قدرتها على الصمود والمشاركة الفاعلة في مختلف المجالات، بدءاً من الزراعة والحرف اليدوية وصولاً إلى التجارة الصغيرة والمبادرات المجتمعية.
ومن أبرز التحديات التي تواجه التمكين الاقتصادي للمرأة ضعف البنية التحتية، ومحدودية فرص العمل وانخفاض نسبة مشاركة النساء في سوق العمل الرسمي.
لكن بحسب مختصين، تحولت تلك التحديات أمام إرادة المرأة اليمنية إلى فرص خصوصا مع وجود طاقات بشرية هائلة ومهارات متوارثة في الصناعات التقليدية، وإمكانية الاستفادة من برامج التدريب والدعم المتاح من قبل المؤسسات الرسمية والمجتمعية والاهتمام المتنامي من قبل الدولة والحكومة.
أهمية التمكين
التمكين الاقتصادي الذي كان محور المؤتمر لا يعني فقط توفير فرص عمل للنساء كما يقول المختصون، بل يشمل بناء قدراتهن وتعزيز استقلاليتهن المالية وإشراكهن في صنع القرار الاقتصادي. وأهميته تتجلى في مكافحة الفقر، فعندما تحصل المرأة على مصدر دخل ثابت فإنها تسهم مباشرة في تحسين مستوى معيشة أسرتها.
كما أن تعزيز الاستقرار الاجتماعي يتمثل في ان المرأة المُمكَّنة اقتصادياً تصبح أكثر قدرة على مواجهة الأزمات ودعم المجتمع.
وتفتح المشاركة الاقتصادية الباب أمام النساء للمطالبة بحقوقهن في مجالات أخرى كالتعليم والصحة والسياسة وكل ذلك يسهم في تحريك عجلة التنمية حيث تؤكد الدراسات العالمية أن إشراك النساء في الاقتصاد يزيد من الناتج المحلي الإجمالي ويعزز النمو المستدام.
آليات التمكين
خلال المؤتمر الثالث للمرأة المسلمة، طُرحت عدة رؤى حول كيفية تعزيز دور المرأة في الاقتصاد اليمني ومنها التأكيد على أهمية التدريب المهني من خلال توفير برامج تدريبية متخصصة في مجالات الزراعة والحرف اليدوية وتقنيات العصر الحديث.
ومن آليات التمكين- كما أكد المشاركون في المؤتمر- دعم المشاريع الصغيرة عبر منح قروض ميسرة وتمويل متناهي الصغر للنساء الراغبات في إنشاء مشاريع خاصة.
بالإضافة إلى التعليم والتأهيل من خلال الاستثمار في تعليم الفتيات والنساء لضمان مشاركتهن الفاعلة في سوق العمل.
إلى جانب التشبيك والتعاون عبر إنشاء جمعيات واتحادات نسوية لتبادل الخبرات والدفاع عن مصالح النساء العاملات.
وكذلك الاستفادة الإيجابية من التكنولوجيا الرقمية والتي من شانها فتح المجال أمام النساء للاستفادة من التجارة الإلكترونية والعمل عن بُعد، وهو ما يخفف من القيود الجغرافية والاجتماعية.
في دائرة الضوء
أعاد المؤتمر الوطني الثالث للمرأة المسلمة في صنعاء تسليط الضوء على قضية التمكين الاقتصادي للنساء اليمنيات باعتبارها حجر الزاوية في بناء مجتمع أكثر عدلاً واستقراراً. فالمرأة ليست مجرد نصف المجتمع، بل هي المحرك الأساسي للتنمية، وإذا ما أُتيحت لها الفرصة لتوظيف قدراتها وإمكاناتها، فإنها ستسهم في إخراج اليمن من أزماته نحو مستقبل أكثر إشراقاً.

مقالات مشابهة

  • ثورة ديسمبر بوصفها مشروعًا لبناء وطن جديد بين الجهاد المدني وإعادة تأسيس الدولة
  • القومي للمرأة يشارك في منتدى «الخمسين سيدة» ضمن القمة المصرية للمرأة
  • تكريم السفيرة سها جندي من (UN Women) ضمن كوكبة من القيادات النسائية المصرية الملهمة
  • التمكين الاقتصادي للنساء اليمنيات.. ركيزة أساسية للنهوض المجتمعي
  • القومي للمرأة يهنئ مجلة «حواء» لفوزها بجائزة أفضل مجلة مصرية
  • هل يجوز للمرأة حضور صلاة الجمعة؟ الإجابة الشرعية من الكتاب والسنة
  • المستشارة أمل عمار تشارك في احتفالية أجندة بيكين +30 وتؤكد التزام مصر بتمكين المرأة
  • طالبة حقوق قنا تحصد المركز الأول في مسابقة لمناهضة العنف ضد المرأة
  • فعالية للهيئة النسائية في البيضاء بذكرى ميلاد فاطمة الزهراء
  • جامعة بنها تشارك بالملتقى التنسيقي لوحدات مناهضة العنف ضد المرأة