حكم التعامل بالتجارة والبيع فيما له استعمال مباح ومحرم
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن صناعة ما يكون له استعمالان من السلع والأشياء أو بيعه أو إجارته ونحو ذلك من أمور التجارة جائزٌ شرعًا، ما لم تتعين حرمته، أو يُنَصّ عليها، فالمُحَرَّم هو استخدام الشخص لهذه السلع وتلك الأشياء في محرمٍ، وليس الشيء نفسه ما دام نافعًا غيرَ منهيٍ عنه في ذاته.
. فيديو
أضافت دار الإفتاء، أنه إذا استُعمِلَتْ في محرَّم فإثم الحُرمة إنما يلحق مستعملها وحدَه، وليس على الصانع ولا على البائع ولا على المؤجِّر من حرجٍ.
بيان أن الأصل في المعاملات الحل إلا ما نص الشرع على حرمتهأوضحت الإفتاء، أن من المقرر شرعًا إباحة التجارة من حيث الأصل ما لم يأتِ دليلٌ شرعي على التحريم؛ قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾ [النساء: 29].
وتابعت: فكلُّ تجارةٍ صادرةٍ عن تراضٍ، ولم يَرِد ما يحرمها فهي مباحة شرعًا، قال الإمام النسفي في "مدارك التنزيل وحقائق التأويل": [أي: تجارة صادرة عن تراضٍ بالعقد أو بالتعاطي، والاستثناء منقطع، معناه: ولكن اقصدوا كون تجارةً عن تراضٍ، أو: ولكن كون تجارةً عن تراضٍ غير مَنْهِيٍّ عنه].
وقد بيَّن الله تعالى أنَّ جنس البيع والشراء حلال، فقال تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة: 275]، قال الإمام القرطبي في "تفسيره": [قوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ هذا من عموم القرآن، والألف واللام للجنس لا للعهد؛ إذ لم يتقدم بيعٌ مذكورٌ يرجع إليه].
وهذا الحِلُّ ينسحبُ على كلِّ أنواع البيوع إلَّا ما نَصَّ الشرع على حرمته واستثناه من حكم الأصل، وذلك كالبيوع المشتملة على الرِّبَا أو نحوه من المحرمات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دار الافتاء الإفتاء التجارة
إقرأ أيضاً:
ذكرى خالدة
#ذكرى_خالدة
بقلم/ مروى الشوابكة
الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدّر فهدى، له ملك السموات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى، الرحمن على العرش استوى، وعلى الملك احتوى، والصلاة والسلام على نبي الرحمة، من سعى ودعا لأن يعمّ الأمن والسلام في بلاد الإسلام أجمع، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى أصحابه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين وبعد:
فقد خلدت بلادنا في هذا اليوم الأحد الموافق للخامس والعشرين من الشهر الخامس من سنة ستٍ وأربعين وتسعِمائة بعد الألف، ذكرى وطنية غالية، لها مكانتها التاريخية في تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية، إنها ذكرى حصول بلدنا الغالي على استقلاله، فإننا نذكر ونثمّن جهود الملك عبد الله الأول ابن الحسين -رحمه الله تعالى-، في تأسيس هذه الدّولة العظيمة، والذي عمل بجدّ واجتهاد لتأسيسها وبنائها، ووضع الأسس للتنمية والاستقرار، وقاد النّضال من أجل الاستقلال عن بريطانيا، ونجح في تحقيقه.
مقالات ذات صلة أبو زهري ينفي موافقة “حماس” على الإفراج عن أسرى “إسرائيليين” مقابل هدنة لشهرين 2025/05/18كما عمل على بناء البنية التحتيّة للبلاد، وتطوير الاقتصاد والتّعليم والصّحة فيها، مما أتاح للبلاد فرصة التّقدّم والازدهار.
هذا وقد ترك -رحمه الله تعالى- إرثاً وطنيّاً كبيراً، فبعد أن حقّقّ الاستقلال الوطني للأردن، عمل على تعزيز الوحدة الوطنيّة، وتجميع الأردنيين حول هدف مشترك واحد.
ففي هذا اليوم، علينا أن نستلهم من إرثه الوطني العظيم، لنستمر في بناء الأردن وتطويره.
وبعد جهوده العظيمة، علينا أن نكون أوفياء محبين لوطننا العزيز، وحب الوطن هو شعور عميق يملأ قلوبنا، ويجعلنا نفاخر بترابها وسمائها.
ويقول الشاعر:
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
فحبّ الوطن فرض علينا، ولازم من لوازم الإيمان، الذي لا يختلف عليه أحد.
الوطن هو الأرض التي نعشق ترابها، والسّماء التي ننظر إليها بكلّ حبّ وانتماء وإخلاص، والشعور بالارتباط به، يمنحنا الشموخ والاعتزاز به وبتاريخه العريق وثقافته.
وهذا يحيلنا إلى التضحية من أجله، والعمل على رفعة شأنه، وأن نظلّ يداً واحدةً، وصفاً واحداً، في وجه أيّ رياح عاتية غاشمة.
وأن نسعى جاهدين، لتعزيز الوحدة الوطنيّة بكلّ مكوناتها، بالثوابت الدينيّة، وأن نسهم في بناء مجتمع متماسك، ونعمل على تقدمه وازدهاره.
وأنبّه إلى ضرورة الاجتماع، ونبذ الفرقة والاختلاف، فالجماعة هي أساس القوّة والوحدة، أما الفرقة؛ فتؤدي إلى الضعف والانقسام.
أدام الله تعالى عزّ مملكتنا وشموخها وإبائها، تحت ظل الراية الهاشميّة العريقة.
أخيرا؛ (وما بكم من نعمة فمن الله)، والحمد لله رب العالمين.