حديقة الحرب.. أذربيجان تنقل قره باغ إلى قلب باكو
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
باكو- في قلب العاصمة الأذربيجانية باكو وتحديدا في منطقة البوليفارد تقع هذه الحديقة التي اختفت منها الخضرة إلى حد كبير وأصبحت تضم متحفا ممتدا على مساحة كبيرة ليعرض غنائم أذربيجان من الحرب في إقليم ناغورني قره باغ.
المتحف الذي افتتح عام 2021 ويحمل اسم "قره باغ هي أذربيجان" يضم عددا كبيرا من الآليات العسكرية والأسلحة التي غنمتها القوات الأذرية من الحروب في قره باغ.
وتضم الحديقة دبابات وراجمات صواريخ وحطام طائرات مقاتلة ومروحيات ومدافع وناقلات جند وآليات مدرعة وذخيرة تابعة للقوات الأرمينية، إضافة إلى بقايا صواريخ باليستية من طراز "إسكندر-إم"، التي استخدمتها أرمينيا في الحرب، فضلا عن عدد كبير من خوذات الجنود الأرمينيين سواء من قتلوا أو أولئك الذين وقعوا أسرى في أيدي القوات الأذربيجانية على مدى الحروب التي خاضها الجانبان في الإقليم.
وكان لافتا إقامة هذا المتحف وسط الأبراج العالية الحديثة في قلب باكو، فيما كُتب اسم الحديقة على مجموعة كبيرة من لوحات أرقام الآليات العسكرية الأرمينية التي يفوق عددها ألفي لوحة، والتي تركها الجنود الأرمن خلال المواجهات، حيث أقيم منها جدار ضخم في مدخل المتحف.
وإلى جانب هذا الجدار الضخم، وضع جدار آخر يوضح التسلسل الزمني للحرب الأخيرة في الإقليم وصولا إلى إعلان باكو ضمه رسميا إلى أراضيها.
وتم تصميم المتحف ليشبه إلى حد كبير ساحة الحرب في قره باغ، حيث الخنادق والمتاريس والثكنات العسكرية وغرف الجنود والأكمنة التي أعدت لمواجهة الدبابات والمركبات العسكرية الأرمينية.
وقبل أيام، نقلت القوات الأذربيجانية إلى الحديقة دبابة استخدمها الأرمن كنصب تذكاري للنصر خلال حرب قره باغ الأولى (1988-1994)، حيث وضعت في مقدمة المعروضات وكتب عليها طرازها وتاريخ اغتنامها.
كما يلاحظ الزائر أن أعمدة الإنارة صنعت من مقذوفات الصواريخ، فيما صنعت سلال القمامة من مقذوفات الدبابات، واستخدمت صناديق الذخائر كمقاعد للاستراحة، بينما استُفيد من خوذات الجنود الأرمن في صنع ممرات ومظلات.
وفي الحديقة الممتلئة بغنائم الحرب، يتجول عدد من المواطنين الأذريين وغيرهم من السياح الذين قدموا لمشاهدة أجواء الحرب التي امتدت لسنوات طويلة بين باكو ويريفان، وانتهت باستسلام الأرمن في الإقليم الشهر الماضي، فيما تنتشر لافتات عديدة كتب عليها رسائل موجهة من رئيس أذربيجان إلهام علييف إلى الشعب.
ويقدر مركز تحليل الإصلاح الاقتصادي الأذربيجاني تكلفة المعدات العسكرية الأرمينية والأسلحة المدمرة في حرب قره باغ بنحو 3.8 مليارات دولار.
وشنت القوات الأذربيجانية عملية عسكرية خاطفة منتصف سبتمبر/أيلول الماضي انتهت بإبرام اتفاق لوقف النار واستسلام الانفصاليين الأرمن، لتعلن باكو بسط سيادتها على الإقليم.
وتنتشر قوات حفظ السلام الروسية في الإقليم منذ 2020، وتراقب الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، الذي وُقّع في نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه بين أرمينيا وأذربيجان.
وأدى النزاع مع أرمينيا التي ظلت تدعم انفصال الإقليم ذي الغالبية الأرمينية ويقع فعليا داخل أراضي أذربيجان، إلى حرب طاحنة بين باكو ويريفان، وتعد مشكلته من أطول وأعقد الأزمات التي تفجرت في مناطق الاتحاد السوفيتي السابق إثر انهياره عام 1991.
ويقع الإقليم الذي يعني بالأذرية "جبال الحديقة السوداء" وبات جزءا من أراضي أذربيجان بعد الاتفاق الأخير، في الجزء الغربي من أذربيجان، على بُعد نحو 270 كيلومترا من عاصمتها باكو، وتقدر مساحته بنحو 4400 كيلو متر مربع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی الإقلیم فی قره باغ
إقرأ أيضاً:
حكومة البارزاني تدعو بغداد لصرف رواتب موظفي الإقليم
آخر تحديث: 31 يوليوز 2025 - 9:58 ص لغداد/ شبكة أخبار العراق- طالب مجلس وزراء إقليم كردستان، امس الأربعاء، الحكومة المركزية بصرف رواتب شهر حزيران لمتقاضي الإقليم بعد تسلّمها قائمة الرواتب وميزان المراجعة.وذكر بيان للمجلس، انه “عقد مجلس وزراء إقليم كردستان، امس الأربعاء، اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيس المجلس مسرور بارزاني وبحضور نائب رئيس المجلس قوباد طالباني“.وخُصصت الفقرة الأولى من جدول أعمال الجلسة، وفق البيان، “لمناقشة آخر الخطوات المتعلقة بملف رواتب شهري حزيران وتموز 2025، وذلك في ضوء القرار المشترك الصادر عن مجلسي الوزراء الاتحادي وإقليم كردستان، كما جرت متابعة سير أعمال اللجان المشتركة بين وزارة المالية وديواني الرقابة الماليين في كل من الحكومة الاتحادية والإقليم، استناداً إلى القرارات الأخيرة الصادرة عن مجلسي وزراء الجانبين“. وفي مستهل النقاش، قدّم وزير المالية والاقتصاد آوات شيخ جناب، “تقريراً مفصلاً عن تصنيف الإيرادات العامة في إقليم كردستان، موضحاً أنواعها ومصادرها وأسسها القانونية التي يتم بموجبها تحصيلها، مشيراً إلى أن هذه البيانات تُقدَّم شهرياً إلى وزارة المالية الاتحادية بوضوح وشفافية، ضمن إطار ميزان المراجعة، وتخضع لتدقيق مستمر من قبل الفريق المشترك لديواني الرقابة الماليين الاتحادي والإقليم“. ونوّه وزير المالية والاقتصاد “بجهود ودور ممثلي إقليم كردستان في اللجنة المشتركة المعنية بتصنيف الإيرادات غير النفطية وتحديد حصة الخزينة الاتحادية منها، حيث أسهموا بفاعلية في إنجاح مهامها، إذ أعدوا مقترح الإقليم بالتفصيل، مستنداً إلى أحكام الدستور وقانون الإدارة المالية الاتحادي وقانون الموازنة العامة الاتحادية للسنوات 2023 – 2024 – 2025 كما أوضح الوزير أن “قوائم الرواتب وميزان المراجعة لشهر حزيران قد أُرسِلَت إلى وزارة المالية الاتحادية، مؤكداً أنه يترتب على ذلك أداء واجبها في صرف مستحقات متقاضي الرواتب في الإقليم“. وفي هذا الصدد، أشاد مجلس الوزراء “بجهود وعمل وزارة المالية والاقتصاد، وفريق ديوان الرقابة المالية، والفريق التفاوضي مع بغداد، مثنياً على التقرير التحليلي الشامل الذي أُعِدَّ بشأن الإيرادات غير النفطية للإقليم. كما وافق المجلس على الرؤية التي قدمتها الوزارة بشأن تصنيف الإيرادات، بما ينسجم مع الأطر الدستورية والقانونية التي جرى استعراضها في الجلسة، ووجّه المجلس ممثلي الإقليم في اللجنة المشتركة مع الحكومة الاتحادية بضرورة طرح هذه الرؤية ومناقشتها مع نظرائهم في اللجنة، بهدف معالجة مسألة الإيرادات غير النفطية في أقرب فرصة، وفقاً للآليات المشتركة التي نص عليها قرار مجلسي وزراء الإقليم والاتحادي“. بعد ذلك، عرَض وزير الثروات الطبيعية بالوكالة كمال صالح، “ملف استئناف تصدير نفط إقليم كردستان في ضوء القرار المشترك الأخير الصادر عن مجلسي الوزراء الاتحادي والإقليم“. وعقب المداولات، قرر مجلس الوزراء أن تتولى حكومة إقليم كردستان مسؤولية تعويض شركات إنتاج النفط عن الكميات المخصصة للاستهلاك المحلي في الإقليم، وذلك بموجب القرار المشترك الصادر عن مجلسي الوزراء الاتحادي وإقليم كردستان، وفق البيان، الذي أشار إلى أنه “ستُسلم الكميات النفطية التي تنتجها الشركات العاملة في الإقليم والمعدّة حالياً للتصدير، إلى شركة تسويق النفط (سومو)، تمهيداً لتصديرها عبر ميناء جيهان“.وفي ختام الجلسة، جدد مجلس الوزراء تأكيده على “التزام حكومة إقليم كردستان بالتفاهم المشترك مع الحكومة الاتحادية، وعليه، شدد المجلس على ضرورة أن تصرف الحكومة الاتحادية رواتب شهري حزيران وتموز لمتقاضي الرواتب في الإقليم، أسوةً بنظرائهم في سائر أنحاء العراق، لا سيّما وأن الإقليم أوفى بالتزاماته المتفق عليها بشأن ملف النفط والإيرادات غير النفطية الاتحادية، مجدداً دعمه الكامل لنجاح مسار التفاهم المشترك الذي سبق أن أقره المجلسان“.