تزامناً مع انتشار تحذير لوكالة «ناسا» من عاصفة شمسية محتملة سوف تضرب الأرض، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام بشكل واسع أنباء تفيد بانقطاع الإنترنت عن العالم بعد أسبوع من الآن، ما أثار قلق وذعر المستخدمين من حدوث ذلك.

لكن الوكالة الأميركية لأبحاث الفضاء، أكدت في بيان رسمي سابق، أن كل ما يتم تداوله عن انقطاع الإنترنت حول العالم، مجرد إشاعات ليس لها أساس من الصحة.



وطالبت «ناسا» بعدم تصديق هذه الشائعات والاعتماد على مصادر موثوقة للحصول على المعلومات، مضيفة أنه لا توجد أي تهديدات أو أدلة تشير إلى أن الإنترنت سيتعطل، وبالتالي يمكن للأفراد والشركات الابتعاد عن القلق والخوف من هذا الأمر.

كما نفت مؤسسة الإنترنت للأسماء والأرقام المُخصصة، وغير الربحية، المعنية بضمان شبكة إنترنت عالمية مستقلة وآمنة وواحدة، والمعروفة بـ«ICANN»: إن ما يتم تداوله من إشاعات حالياً عن انقطاع خدمات الإنترنت حول العالم غير صحيح.


وانقطاع الإنترنت على مستوى العالم، هو مجرد إشاعة أثيرت عدة مرات قبل سنوات وعادت اليوم إلى الواجهة بسبب الحديث عن العواصف الشمسية، وفقا لمجلة «livescience» العلمية.

«زين» تستعرض بـ «آفاق وتوقعات» إستراتيجيتها للاتصال المؤسسي الرقمي منذ 13 ساعة «زين» شريك رئيسي لأكبر حفل استعراضي غنائي... بصري منذ 13 ساعة

كما ذكرت المجلة العلمية أنه غير معروف حتى الآن مدى تأثير هذه العواصف الشمسية الشديدة على التكنولوجيا الحديثة، في ظل أن آخر عاصفة حدثت بهذه الشدة كانت منذ زمن بعيد جدًا قبل أن تصل التكنولوجيا لما هي عليه اليوم.


يشار إلى أن العواصف الشمسية الشديدة بأنها انفجار ضخم من الرياح الشمسية وغيرها من بلازما النظائر الخفيفة، والمجالات المغناطيسية التي ترتفع فوق الهالة الشمسية، ويمكن أن تسبب أضرارا للشبكات الكهربائية، ما يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة.

المصدر: الراي

إقرأ أيضاً:

كيف عاش الغزيون العزلة الرقمية المفتعلة وسط النار؟

غزة- بينما كانت الغارات الإسرائيلية تنهال على غزة، والمجاعة تفتك بمن تبقى من الأحياء فيها، انقطع آخر خيط يربط الغزيين بالعالم الخارجي لعدة أيام، حيث عاشوا في عزلة رقمية خانقة، كانت أشبه بـ"هندسة صمت" ممنهجة، تعمّدت إسرائيل فيها إغلاق نوافذ الرواية الفلسطينية وخنق الصوت الأخير، لتصبح الإبادة بعيدة عن أعين الشهود.

استمر انقطاع الإنترنت في شمال قطاع غزة 4 أيام متواصلة، وفي جنوبه يومين، نتيجة قصف الاحتلال للخطوط الرئيسية المغذية لمقاسم الاتصالات المركزية في شطري القطاع.

وانفصل حوالي مليوني فلسطيني بشكل كامل عن العالم الخارجي، الأمر الذي راق للاحتلال حيث منع وصول طواقم الصيانة للمناطق المتضررة، ولم يُسمح بإصلاح الأعطال إلا بعد عدة أيام، عقب حصول الفنيين على تصريح للصيانة.

وبينما أُعيد الاتصال تدريجيا مساء أمس، لم تنقطع مخاوف السكان من تكرار التجربة، لا سيما أنها أتت في لحظة حرجة من المجازر والقصف واستمرار المجاعة وقتل المجوّعين.

الصحفيون الغزيون شقوا كل الطرق لاستمرار تغطيتهم للأحداث (الجزيرة)  التغطية مستمرة

لم يستسلم الصحفيون لإرادة الاحتلال، وشقوا كل الطرق التي تدفعهم للاستمرار في التغطية، فلم يجدوا سبيلا إليها سوى استخدام الشرائح الإلكترونية الإسرائيلية، ولاحقوا إشارة وصل الإنترنت في هواتفهم من خلالها، سواء إلى المناطق الشرقية الخطرة أو إلى ميناء غزة غربا، أو بصعودهم على بنايات سكنية مرتفعة لالتقاط إشارة هزيلة تمكنهم من إرسال موادهم المصورة أو الخروج من خلال البث المباشر.

إعلان

أمام ميناء غزة، حيث تتربص البوارج بحرا والطائرات المسيّرة جوا، يقف الصحفي خميس الريفي ومعه مجموعة من الصحفيين، حاملا هاتفه في محاولة لالتقاط إشارة قوية للإنترنت تمكنه من رفع المادة الإعلامية التي توثق مجزرة استهداف الاحتلال لمنتظري المساعدات.

ويقول الريفي للجزيرة نت: "نعاني في رفع موادنا المصورة ونشر الأخبار، وفي معرفة التحديثات الميدانية ومواقع الاستهدافات الإسرائيلية ومعرفة عدد الشهداء، حتى إن الفيديو الذي لا يتجاوز دقيقتين قد يستغرق 4 ساعات لرفعه".

ويضيف خميس بصوت مثقل: "لم يبق مكان إلا وشهد على معاناة الصحفي الفلسطيني من إقامتهم في الخيام، والمشافي وأطراف شاطئ مليء بالحجارة، ومع ذلك نحن مستمرون، هذا كفاح يومي، وندفع ثمنه غاليا".

توقف الخدمات

ويضيف خميس الريفي أنهم كانوا يسمعون الانفجارات ولا يعرفون موقعها، في حين كانوا في السابق يساعدون في توجيه المسعفين وفرق الدفاع المدني إليها.

ولعدة أيام كان الغزيون يسمعون أصوات الانفجارات دون معرفة أماكن وقوعها، ويقول المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل إن انقطاع الاتصالات أصابهم بالشلل: "كنا نعتمد بشكل كبير على الاتصالات اللاسلكية والأرضية لتلقي مناشدات المواطنين، والتوجه إلى أماكن الاستهداف، ومع توقف هذه الوسائل لم يعد بإمكان الناس التبليغ عنها، فلم يجد المواطنون من يقدم لهم الخدمة".

ويتابع المتحدث باسم الدفاع "حتى الصحفيون الذين كانوا يحددون لنا عبر مجموعاتهم وتحديثاتهم مواقع القصف، فقد منعهم انقطاع الإنترنت من معرفتها".

ولفت المتحدث ذاته إلى أن فرق الدفاع المدني اعتمدت خلال تلك المدة على أصوات الانفجارات لتحديد مكانها أو البلاغات الشفهية من أهالٍ يطلبون النجدة.

ولم يقتصر الأمر على توقف الاستجابة لمناشدات العائلات المستهدفة، بل تعدّاه إلى صعوبة الوصول إلى الحالات المرضية وحل المشاكل العائلية.

"قطعوا الاتصال والإنترنت حتى لا تخرج الصورة إلى العالم".. صحفي غزي يتحدث عن استمرار مجازر الاحتلال بحق المواطنين أثناء محاولاتهم الحصول على المساعدات وسط استمرار الحرب والمجاعة#فيديو #حرب_غزة pic.twitter.com/rtBEiCowbj

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) June 14, 2025

إعلان

 

عزل عن العالم

وأشار المتحدث إلى أن استهداف البنية التحتية لم يكن عشوائيا، بل تعمد الاحتلال قطع التواصل عن غزة بشكل كامل، موضحا "منذ بداية الحرب، تحاول إسرائيل قطعنا عن العالم، وتتعمد تدمير البنى التحتية التي تؤثر على تواصلنا الداخلي والخارجي، حتى يعم الصمت وتُعزل غزة عن العالم".

وفي ظل هذه العتمة الإعلامية، تتجسد مأساة الأسر التي تدير أمورها عبر التكنولوجيا الحديثة، إذ يعتمد عدد كبير من الغزيين على التطبيقات البنكية لتحويل الأموال والشراء، في ظل عدم توفر السيولة المالية مثلا.

ويقول محمد علي للجزيرة نت، وهو رب لأسرة مكونة من 5 أفراد، "راتبي يصلني عبر البنك ولا أستطيع سحبه، فكنت أعتمد على التطبيق البنكي في شراء احتياجات عائلتي، لكن انقطاع الإنترنت جعلني عاجزا، حتى الحليب لأولادي لم أستطع شراءه".

أما على صعيد العمل عن بعد، فقد واجه تيم صيام، وهو مدير شركة تقدم خدمات إلكترونية عن بُعد، تحديات غير مسبوقة.

ويروي تيم للجزيرة نت تفاصيل معاناته: "كان لدينا عملاء من الخليج، معتادون على التواصل اليومي وتنفيذ الطلبات فورا، لكن الانقطاع خلق فجوة كبيرة، وخسرنا عددا من العملاء بسبب عدم القدرة على الرد أو التنفيذ المباشر".

ويضيف: "العملاء لا يلتفتون للظروف الصعبة التي نمر بها، فهم يتواصلون مع شركة وليس أفرادا، وهذا خلق مشكلة ثقة كبيرة".

شركة الاتصالات الفلسطينية: استعادة خدمات الإنترنت والاتصالات الأرضية في وسط وجنوب قطاع #غزة بعد جهود كبيرة رغم صعوبة الأوضاع الميدانية#الجزيرة pic.twitter.com/Jgxjv6pFbN

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) June 14, 2025

حصار مفتعل

لم تنته معاناة العاملين عن بعد بتوفير الشرائح الإلكترونية للموظفين، يقول تيم: "كنا نضطر للسير مسافات طويلة بسبب انعدام وسائل النقل، نخاطر ونصعد عمارات عالية لنلتقط إشارة هزيلة بجوار النوافذ، المهمة التي تستغرق دقائق تتحول لساعات".

إعلان

حصار تقني تكرر للمرة التاسعة على التوالي منذ بدء الحرب على غزة، يرى المكتب الإعلامي الحكومي أنه مفتعل وممنهج من أجل تعتيم الحقيقة وتعميق الكارثة الإنسانية في القطاع، عبر عزل أكثر من 2.4 مليون فلسطيني عن العالم الخارجي وحرمانهم من أبسط حقوقهم في الحياة والاتصال وطلب النجدة، بالإضافة إلى عرقلة عمل الطواقم الطبية والإغاثية.

ووصف المكتب الإعلامي عبر بيان أصدره اليوم الأحد بأن الانقطاع المتكرر لا يمكن اعتباره خللا فنيا عرضيا، داعيا المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة والاتحاد الدولي للاتصالات، للضغط على الاحتلال والتدخل للحيلولة دون تكراره. واعتبر أن الأمر يضاعف من احتمالية موت الأبرياء في غزة الذين لا ذنب لهم إلا البقاء فيها.

مقالات مشابهة

  • تحذيرات من حدوثها 18 يونيو.. ما تريد معرفته عن العاصفة الشمسية
  • فلكية جدة: رصد توهج شمسي سبّب عاصفة جيومغناطيسية
  • ضمن الفئة الأقوى.. رصد توهج شمسي سبّب عاصفة جيومغناطيسية
  • عاصفة شمسية وشيكة
  • رياح شمسية فائقة السرعة تضرب الأرض وتحذيرات من عاصفة مغناطيسية
  • «فلكية جدة»: ‏عاصفة شمسية وشيكة قد تضرب المجال المغناطيسي للأرض يوم 18 يونيو
  • فلكية جدة: عاصفة شمسية وشيكة
  • من جديد.. انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات في وسط وجنوب قطاع غزة
  • كيف عاش الغزيون العزلة الرقمية المفتعلة وسط النار؟
  • تحذير عاجل من المصرية للاتصالات WE.. ما القصة؟