يشهد سوق ديانا في منطقة وسط البلد بالقاهرة، توافد المئات من الأشخاص لشراء المقتنيات والأنتيكات القديمة، التي يحبذ العديد من المواطنين اقتناءها في المنازل.

 السوق بداخله عالم آخر من التجارة الفريدة والتي يحرص المواطنون على شراء العديد من الأشياء المنتجة من خلال الشركات العالمية، مثل الساعات، وبيعها بأسعار بسيطة في متناول الجميع، ما يجعله وجهة للكثيرين من أصحاب المحال التجارية أيضا.

يذكر أن سوق ديانا يعتبر وجهة لمحبي المقتنيات الفريدة، حيث يتجمع فيه الباعة أسبوعيا يوم السبت لبيع هذه الأشياء بأسعار في متناول الجميع.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الشركات العالمية المحال التجارية منطقة وسط البلد

إقرأ أيضاً:

ريادة الأعمال من وجهة نظر سلوكية

تتسابق الدول لإنشاء منظومات متكاملة لرعاية ريادة الأعمال، يضمن سلاسة دخول الأفراد والمؤسسات داخل السوق، وحركة الانتاج، ويوفر لهم فرص النمو والتوسع، ويأتي ذلك لثلاثة أسباب رئيسية: أولها أنه بقدر ما تنمو الأعمال الريادية في اقتصاد ما بقدر ما يتوسع ذلك الاقتصاد في حركته ومنتجاته ومؤشراته وخدماته، وثانيها أن هذا التوسع في هذا القطاع يعني تخفيف ضغوطات البطالة وإتاحة فرص أكبر لاتجاه الخريجين الجدد لإنشاء أعمالهم الريادية، أو الالتحاق بأعمال ريادية ناشئة، وثالثها أن قطاع ريادة الأعمال يعمل في الاقتصاد بمثابة مغذي الابتكار بالنسبة للاقتصادات في شكلها الأكبر.

فنماذج المشروعات القائمة على المعرفة أو التكنولوجيا المتقدمة، أو الأنماط الابتكارية، تجرب غالبًا عبر هذه المشروعات الريادية لتتحول لاحقًا إلى التبني والتوسع عبر الوحدات الأكبر في الاقتصاد.

وبقدر ما تعمل الدول على تصميم النظم المتكاملة لرعاية ريادة الأعمال واحتضانها من خلال التشريعات، وتسهيل الإجراءات، وتطوير البنى المؤسسية الراعية، وتعديد مصادر التمويل، وحشد أشكال مختلفة من الدعم الحكومي والمؤسسي لنجاح رحلة رائد العمل، بقدر ما تبرز الحاجة للانتباه في كل دولة إلى سياق متكامل من التهيئة المجتمعية لنجاح ريادة الأعمال؛ بما في ذلك تهيئة قابلية الأفكار للاتجاه نحو هذه الفكرة، وتهيئة قبول المجتمع لطبيعة الأشخاص المنخرطين فيها، ونتاجات النجاح والفشل التي تفرزها، وتهيئة الأفراد المنخرطين فيها للتعامل الدقيق بعقلية رائد عمل (Entrepreneur mindset).

هذه العقلية في سياق العلوم السلوكية غالبًا تكون محاطة بمجموعة مما يُعرف بالتحيزات المعرفية (Cognitive biases)؛ وهي أنماط معينة توجه تفكير الأفراد بطريقة غالبًا غير موضوعية، ويكون أساسها السياق الاجتماعي والثقافي الذي يعيشه الفرد.

ولعل أهمها شيوعًا فيما يتعلق بريادة الأعمال تحيز النفور من المخاطرة (Risk aversion bias).

في الغالب فإن هذا التحدي يظهر في صورة تفضيل الوظيفة الثابتة ذات الضمانات المالية الواضحة، وغالبًا ما تكون في القطاع الحكومي؛ حيث يكون الفرد مدفوعًا بالاعتقاد أن أي اتجاه آخر بما في ذلك ريادة الأعمال، وإنشاء المشروع الذاتي، أو العمل الحر يعتبر مخاطرة تدخله إلى منطقة شبه مبهمة، الدخل فيها غير ثابت أو مضمون، وقد أتعرض فيها لمخاطر وخسارات غير متوقعة؛ وبالتالي، فإنني لا قد لا أستطيع تحقيق التوقعات الاجتماعية التي تلقى عليها ككائن في سياق مجتمعي من ناحية، كما أنه ليس لدي ضمانات بتحقيق صورة ذاتي (ما أطمح له على المستوى المادي والعملي).

هذا أحد أبرز التحيزات شيوعًا خصوصًا في تركيب مجتمعاتنا، وينطلق في الأساس من اعتقاد مجتمعي يميل لترجيح كفة الدخل الثابت، وتفضيل مكانة الوظيفة المستقرة، لتقليل مستويات النفور من المخاطرة والخسارة.

ومن التحيزات المعرفية المرتبطة بممارسة ريادة الأعمال كذلك ثلاثة تحديات تأتي متضافرة فيما بينها، وهي: تعظيم الكفاءة الذاتية، الإيجابية المفرطة، ونقص النماذج المفاهيمية.

وفي هذه التحيزات يميل الفرد إلى المبالغة في تعظيم معرفته ومهاراته وقدراته الفردية في مجال ما؛ قد يكون بناء على تجربة محدودة، أو اطلاع محدود، فيراهن على تلك التجربة في تصور القدرة الفائقة على نجاح عمله أو مشروعه.

وفي المقابل يفشل النظام المتكامل لريادة الأعمال في تقديم المفاهيم الصحيحة المتكاملة الخاصة بذلك المشروع قد يكون نتيجة لحداثته وعدم وجود ممارسات أو خبرات سابقة في ذات المجال.

هنا قد يندفع الفرد نحو الشروع في مجال تكتنفه العديد من المصاعب الحقيقية؛ ليست المرتبطة بوضعه في السوق وتنافسيته؛ ولكن بمدى فهم وقدرة الفرد على إدارته وتحريكه.

مثل هذه التحيزات وغيرها تظهر في سياقات اجتماعية عديدة وتواجه بشكل مستمر رحلة رواد الأعمال، وقد يكون ـ دون وعي عام ـ لكنها تقوض الجهود المؤسسية والبنيوية لنجاح هذا الاتجاه اقتصاديًا بشكل عام.

ما يمكن قوله: إن الجيل القادم في العالم هو جيل ريادي بامتياز؛ فقضية الاتجاه نحو الأعمال الريادية من القضايا التي تجمع عليها مختلف الدراسات والاستطلاعات العالمية التي تناقش خصائص الجيل الجديد؛ في تحقيق لفوربس على سبيل المثال بعنوان: «Why Gen Z Is Thriving In The Entrepreneur Life» يناقش نتائج مجموعة من هذه الاستطلاعات؛ حيث يشير إلى أن استطلاعًا أجرته شركة WP Engine عام 2020 وجد أن 62% من أفراد جيل Z لديهم خططٌ لبدء أو ربما بدء أعمالهم التجارية الخاصة يومًا ما.

وتشير دراسة حديثة أجرتها شركة Square إلى أن النسبة تصل إلى 84% من أفراد جيل Z الذين يرغبون في امتلاك شركاتهم الخاصة في المستقبل.

وتشير التقارير إلى أن الفئة العمرية التي هيمنت في السنوات الأخيرة على الأعمال الريادية هي بين (18-34) عامًا، هذه الفئة مدفوعة بهوس الجيل الجديد في الريادة والابتكار والإنشاء؛ حيث تشير دراسات لشركة ZenBusiness أن 84% من جيل Z يرون أن مهنة «المُـنشئ/الـ Creator (صانع محتوى، يوتيوبر، ستريمر...) هي أكثر مهنة ممكنة الوصول لهم.

في مقابل ذلك، فإن ضمان معالجة بعض التحديات السلوكية التي قد تواجه هذه الرحلة يتطلب في تقديرنا خسمة تدخلات أساسية: التوسع في تقديم تجربة التعليم القائم على تفكيك الفشل ومعالجة أسبابه ونقده، أكثر من نمط التعليم الذي يجعل النجاح هو الوضع الافتراضي لأي فرد في سياقه الاقتصادي والعملي.

كذلك التوسع في دور القطاع الخاص في إنشاء حاضنات ريادة الأعمال؛ حيث إنها تشكل مساحات للتجربة وتعلم النجاح والفشل وبناء الجهاز المفاهيمي المتكامل لرحلة رائد العمل، دون الانغماس المباشر في تجربة السوق.

كذلك من المهم العناية بنوعية النماذج الريادية التي يتم تصديرها، وعدم التمحور بين ثنائيات (بدأت من الصفر/ حققت ما لم يُكن متوقعًا).

فريادة الأعمال رحلة دروسها تكمن في التفاصيل البسيطة غير المرئية للآخر، وغير المحسوسة لغير صاحب التجربة. كما أن من الضروري تقديم فكرة ريادة الأعمال بطريقة متوازنة وخاصة للأجيال الشابة، وليس بطريقة احتفائية تصورها أنها ملاذ الثراء والنجاح المطلق وتحقيق الذات المنشودة.

ونعتقد كذلك بضرورة توسيع المنصات، الملتقيات، والمساحات التي تجمع بين رواد الأعمال الفعليين والمقبلين على ريادة الأعمال؛ فالتوجيه والإرشاد الذي يعطى ثقة أكبر وأهمية أقصى هو النابع من التجربة ذاتها ومن شخص المجرب.

مبارك الحمداني مهتم بقضايا علم الاجتماع، والتحولات المجتمعية فـي سلطنة عُمان

مقالات مشابهة

  • فعاليات الحملة الدولية لتحرير الأسرى اللبنانيين تنطلق في العديد من العواصم
  • من خلاف بسيط إلى مأساة كبرى.. قصة جنى التي هزت الشروق
  • عجائب توزيع مخصصات الموازنة المصرية!
  • قانون خفي وراء الفوضى: لماذا تتحطم الأشياء بالطريقة نفسها؟
  • زيّن بزهرة النارسيس الفريدة... مطار بيروت يستعدّ لاستقال البابا لاوون الرابع عشر
  • الأميرة ديانا وأودري هيبورن أشهر زبائنه.. أقدم مقهى في روما يواجه مصيرا مجهولا
  • بأسعار لم يسبق له مثيل.. ساعات ذكية جديدة من كاسيو تغزو الأسواق
  • ريادة الأعمال من وجهة نظر سلوكية
  • أبو العينين: العالم يُقدر كفاءة المستشار حنفي جبالي ومسيرته القانونية الفريدة
  • فحص بسيط للرقبة قد ينقذ حياتك.. اختبار غير مؤلم يساعد على توقع فشل القلب قبل حدوثه