دراسة: كوب واحد من الشاي الداكن يقلل خطر السكري
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
توصلت دراسة حديثة إلى أن شرب كوب من الشاي الداكن (dark tea) يوميا يمكن أن يساعد في التحكم في نسبة السكر بالدم، وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 47%.
وأجرى الدراسة باحثون من جامعة أديلايد في أستراليا وجامعة جنوب شرق الصين، وتم عرضها في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكري "إي إيه إس دي" (EASD) في هامبورغ، الذي يعقد من الثاني إلى السادس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وكتب عنه موقع هيلث لاين.
وارتبط استهلاك الشاي الداكن بانخفاض خطر الإصابة بما قبل السكري (Prediabetes) -أو ما يسمى "مقدمات السكري"- بنسبة 53%، وانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 47%.
و"ما قبل السكري" حالة تعني أن مستوى سكر الدم لدى المصاب أقل من تشخيصه بالإصابة بداء السكري، لكنه في الوقت نفسه أعلى من المستوى الطبيعي. وعند عدم التعامل معها فإن الشخص سوف يصاب بالسكري من النوع الثاني خلال 10 سنوات أو أقل.
والسكري من النوع الثاني مرض مزمن يقع بسبب حدوث مقاومة لهرمون الإنسولين المسؤول عن إدخال الغلوكوز للخلايا، مما يقود إلى تراكمه وارتفاعه في الدم، ويتسبب في مضاعفات كبيرة على صحة المريض.
وخطورة حالة "ما قبل السكري" تأتي من أنها تؤدي عادة -إذا لم يتم التعامل معها بشكل ملائم- للإصابة بداء السكري من النوع الثاني، مما يعرض الشخص لمضاعفاته مثل العمى وبتر الأطراف وأمراض القلب وارتفاع الكوليسترول والسكتة الدماغية.
إفراز الغلوكوز في البوليقترح الباحثون أن شرب الشاي الداكن يزيد من إفراز الغلوكوز في البول، ويحسن مقاومة الإنسولين.
ويقول الخبراء إن شرب الشاي الداكن هو وسيلة جيدة لإدارة نسبة السكر في الدم، لذلك يجب أن تفكر بإضافته إلى نظامك الغذائي العام.
وشملت الدراسة 1923 شخصا بالغا. وكان 436 من المشاركين مصابين بمرض السكري، و352 مصابين بمقدمات السكري، و1135 لديهم مستويات طبيعية للغلوكوز في الدم.
وشملت المجموعة شاربي الشاي غير المعتادين وأولئك الذين لديهم تاريخ في شرب نوع واحد فقط من الشاي.
وقام الباحثون بفحص العلاقة بين تواتر ونوع استهلاك الشاي وإفراز الغلوكوز في البول، ومقاومة الأنسولين، وحالة نسبة السكر في الدم.
وقال البروفيسور المساعد تونغزي وو، المؤلف الرئيسي المشارك، "تشير النتائج التي توصلنا إليها للتأثيرات الوقائية لشرب الشاي المعتاد على إدارة نسبة السكر في الدم عن طريق زيادة إفراز الغلوكوز في البول، وتحسين مقاومة الإنسولين، وبالتالي التحكم بشكل أفضل في نسبة السكر في الدم". وكانت هذه الفوائد أكثر وضوحا بين شاربي الشاي الداكن يوميا.
من جهتها، أعربت خبيرة التغذية ناتالي بوروز عن إعجابها بالنتائج، وقالت "لست مندهشة جدا من النتائج لأننا نعرف مدى غنى أوراق الشاي بمضادات الأكسدة وكيف يمكن لهذه المضادات والمركبات المضادة للالتهابات أن تدعم صحة الأوعية الدموية والالتهابات".
وتضيف أنه ثبت أن أوراق الشاي تحتوي على مركبات مفيدة تفيد الجسم بعدة طرق.
وتستطرد بوروز "لقد ثبت أن الكاتشينات، وهي مادة البوليفينول (المعروفة أيضا باسم مضاد للأكسدة) الموجودة في الشاي، هي المسؤولة عن تنظيم الأنسولين وسكر الدم واستقلاب الطاقة عن طريق إدارة مسارات الإشارات".
وتشير الدراسة إلى أن شرب الشاي الداكن قد يسهم في تقليل خطر الإصابة بالسكري لسببين:
أولا، أنه يحسن مقاومة الأنسولين، مما يعني القدرة على التحكم بشكل أفضل في نسبة السكر في الدم. ثانيا، أنه يسهم في زيادة إفراز الغلوكوز في البول، مما يعني وجود نسبة أقل من السكر في الدم يمكن التحكم فيها فعليا.من المهم أن نتذكر أن الدراسة تبحث في تأثيرات الشاي الأسود على وجه التحديد. إنه نوع من الشاي المؤكسد بالكامل، ولا ينبغي الخلط بينه وبين الشاي الأخضر.
وقد خضع الشاي الداكن للتخمر الميكروبي، ويشار إليه باسم داكن لأن الأوراق تتأكسد ويتغير لونها وتشبه إلى حد ما عملية الصدأ بالحديد.
وأحد الأنواع الشائعة من الشاي الداكن هو شاي بوير (Pu-erh) من الصين.
وفي شرحها للاختلافات بين الشاي الداكن وأنواع الشاي الشائعة الأخرى، تقول بوروز إن الشاي الأسود يتأكسد بدرجة عالية، في حين أن الشاي الأخضر غير مؤكسد.
وتوضح قائلة "إن إضافة التخمير قد تلعب دورا مهما في تأثير الشاي الداكن على تنظيم نسبة السكر في الدم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: السکری من النوع الثانی نسبة السکر فی الدم الشای الداکن خطر الإصابة شرب الشای من الشای
إقرأ أيضاً:
السكر ليس السبب الوحيد.. لماذا يفرط الأطفال في الحركة قبل النوم؟
قد تبدو لحظات ما قبل النوم عند بعض الأسر كمعركة مصغرة، إذ يركض طفل من غرفة إلى أخرى، يتسلق الأريكة، أو يبدأ في إصدار أصوات مرتفعة، بينما يحاول الأهل تهدئته ووضعه في السرير. وتطبيق الروتين اليومي للنوم. هذا السلوك المتكرر يثير تساؤلات عن سببه الحقيقي: هل هو عناد؟ أم طاقة زائدة؟ أم أن الأمر أعمق من ذلك بكثير؟
هناك مجموعة من التفسيرات العلمية التي تكشف أن هذه الحركات ليست عشوائية، بل نتيجة تفاعلات عصبية ونفسية تترافق مع نمو الطفل ومحاولة جسده الانتقال من حالة النشاط إلى الراحة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فقدت أمها وهربت من الموت.. الطفلة سجود تقود أسرتها بخيام غزةlist 2 of 2الجوع أقسى من القصف.. شهادات من قلب المجاعة في غزةend of list التفسير العصبي: طفرة النشاط قبل النوميشير أطباء الأعصاب إلى أن الأطفال، بخلاف البالغين، قد يمرّون بما يُعرف بـ"طفرة النشاط الحركي" قبل النوم، وهي فترة وجيزة من النشاط المفرط يفرّغ فيها الجسم الطاقة المتبقية قبل الدخول في طور السكون.
يقول الدكتور "كريغ كانابيك"، المتخصص في نوم الأطفال في مايو كلينك "عند اقتراب موعد النوم، يكون لدى بعض الأطفال زيادة طبيعية في هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر) بدلا من انخفاضه، مما يؤدي إلى حالة من الإثارة الحركية المؤقتة".
هذه الطفرة جزء من النمو العصبي الطبيعي، خاصة عند الأطفال في سن 3 إلى 7 سنوات.
العوامل النفسية والسلوكيةقد لا تكون الحركة المفرطة مجرد طاقة جسدية، بل رسالة عاطفية. يخشى كثير من الأطفال الانفصال عن والديهم وقت النوم، أو يعانون من "قلق الانفصال"، لا سيما في السنوات الأولى.
كما أن وقت النوم قد يكون بالنسبة لبعضهم بمثابة اللحظة الوحيدة لجذب الانتباه الكامل من الأهل بعد يوم حافل.
توضح اختصاصية علم نفس الأطفال، ليزا دامور، أن "الطفل لا يعرف كيف يعبّر عن خوفه أو رغبته في التواصل، فيلجأ إلى الحركة أو العناد كوسيلة غير مباشرة".
يؤثر الإيقاع اليومي أو ما يُعرف بالساعة البيولوجية في توقيت شعور الطفل بالنعاس. بعض الأطفال لديهم إيقاع متأخر بطبيعته، مما يجعل أجسامهم تفرز الميلاتونين (هرمون النوم) في وقت متأخر نسبيا، مما يزيد من فترة النشاط في المساء.
إعلانوتؤكد مؤسسة النوم الوطنية أن "تأخير النوم أو عدم وجود روتين ثابت يؤدي إلى فوضى في الساعة البيولوجية، ويترجم ذلك بحركة مفرطة وتوتر عند الطفل بدلا من الاسترخاء".
كيف تساعد طفلك على الاسترخاء قبل النوميحتاج الأطفال الذين يعانون من فرط النشاط أو صعوبة في تهدئة أنفسهم قبل النوم إلى روتين مسائي مصمم خصيصا ليناسب احتياجاتهم الجسدية والنفسية. ورغم أن الالتزام بهذا الروتين قد يبدو صعبا في البداية، فإن الاستمرار عليه في أجواء هادئة ومتكررة يساعد في تدريب أدمغتهم على الدخول في حالة من الاسترخاء والتهيؤ للنوم مع مرور الوقت.
إليك مجموعة من الخطوات المجربة علميا وسلوكيا لمساعدتهم:
وضع روتين ثابت قبل النوميساعد الروتين اليومي الثابت في تهدئة الأطفال كثيري الحركة ويشعرهم بالأمان. ابدأ بالروتين قبل النوم بـ30 إلى 60 دقيقة، ويتضمن:
إطفاء الشاشات (الهواتف، التلفاز) قبل ساعة من النوم. الاستحمام بماء فاتر. ارتداء ملابس نوم مريحة. قراءة قصة بصوت هادئ. إضاءة خافتة. موسيقى هادئة أو ضوضاء بيضاء (White noise).التكرار اليومي لهذا النمط يُعلّم الجسم والعقل أن وقت النوم قد حان.
تنظيم البيئة المحيطة حافظ على غرفة نوم خالية من المشتتات (ألعاب كثيرة، ضوء ساطع، فوضى). تأكد أن حرارة الغرفة مناسبة (بين 19 و22 درجة مئوية مثالية للنوم). اجعل السرير للنوم فقط، وليس للّعب. استخدم بطانية ثقيلة (Weighted blanket) أو سترة ضغط للأطفال الذين يستجيبون للمس العميق، فهي تُشعرهم بالأمان وتقلل من فرط النشاط. تجنب المحفزات قبل النوم تجنّب السكريات أو المشروبات المحتوية على الكافيين في المساء. راقب وجبة العشاء، يُفضل أن تكون خفيفة ومشبعة (مثل الشوفان أو الحليب الدافئ). قلّل من الأنشطة المحفّزة مثل الألعاب الإلكترونية أو الأنشطة البدنية العنيفة قبل ساعتين من النوم. تمارين استرخاء بسيطة جرّب تمارين تنفّس عميق مع الطفل، مثل "تنفس البالون" (الشهيق ببطء، وكأنك تنفخ بالونا، ثم الزفير ببطء). علّمه "تفريغ الأفكار" عبر دفتر صغير يرسم أو يكتب فيه مشاعره قبل النوم. تمارين التمدد الخفيفة أو اليوغا للأطفال تساعدهم على تهدئة أجسادهم. مكافآت وتعزيز إيجابي ضع جدول نوم ملون يحتوي على ملصقات أو نجوم كمكافأة كلما التزم بروتين النوم. امدح السلوك الجيد في الصباح: "أحسنت، لقد ذهبت إلى السرير بهدوء البارحة". التعامل مع القلق أو الخوف الليلي قد تصبح الحركة تعبيرا عن قلق خفي. امنح الطفل مساحة آمنة للحديث قبل النوم. طمئنه بجملة ثابتة كل ليلة مثل: "أنا هنا لأحميك، وغرفتك آمنة". يمكن استخدام مصباح ليلي خافت للأمان. لا تعاقب الطفل على حركته، بل استخدم التعاطف والانضباط الإيجابي.تدرّج في التهدئة، فبعض الأطفال يحتاجون إلى وقت أطول للانتقال من النشاط إلى السكون.
رغم أن الحركة قبل النوم طبيعية غالبا، فإن استمرار النشاط المفرط لفترة طويلة، مع وجود صعوبات أخرى في التركيز أو السلوك، قد يشير إلى اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD).
في هذه الحالة، ينصح باستشارة طبيب مختص لتقييم الحالة وتحديد ما إذا كانت تحتاج لتدخل علاجي.
في كثير من الأحيان، تفسر حركة الطفل قبل النوم على أنها عناد أو "مشاغبة"، بينما هي في حقيقتها سلوك تطوري ناتج عن نموه العصبي والنفسي. وفهم هذه الظاهرة من منظور علمي يمكن أن يحوّل لحظات التوتر إلى فرص للتواصل والتعاطف، ويجعل من النوم وقتا هانئا للجميع.
إعلان