بعد فوزه بنوبل.. أول تعليق من الكاتب النرويجي يون فوسه
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
أعلنت أكاديمية نوبل السويدية اليوم فوز الكاتب المسرحي النرويجي يون فوسه بجائزة نوبل للآداب لعام 2023، عن "مسرحياته الإبداعية ونثره الذي يعبر عن المسكوت عنه.
من جانبه قال فوسه في بيان: "أشعر بالسعادة الغامرة والامتنان. أعتبر أنها جائزة للأدب الذي يهدف قبل كل شيء إلى أن يكون أدباً، من دون أي اعتبار آخر".
يون فوسه.. وأسلوبه البسيط
يون فوسه (Jon Fosse) هو كاتب مسرحي وشاعر وروائي نرويجي ولد في 29 سبتمبر 1959 في مدينة هاوجيسند. يعتبر واحداً من أهم الكُتّاب النرويجيين المعاصرين، وقد حصلت روايته هذه على جائزة "المجلس الاسكندنافي للآداب"، وهي أرفع جائزة للأدب الاسكندنافي، كما حصل على جائزة نوبل في الأدب اليون "لمسرحياته ونثره المبتكرة، التي تعطي صوتًا لما لا يمكن قوله".
ويتميز أسلوب فوسه بالبساطة والتكرار، لكنه في الوقت نفسه عميق وشاعري. يتناول في كتاباته مواضيع مثل الوجود والموت والحب والحزن، وغالباً ما تدور أحداثها في أماكن صغيرة ومعزولة.
رواية: صباح ومساء (2000)
ثلاثية روائية: سُهاد - أحلام أولاف - تعب الليل (1997-1999)
مسرحية: الليلة الصيفية القصيرة (1999)
مسرحية: حلم الخريف (2004)
مسرحية: الاسم (2011)
ترجمت أعمال فوسة إلى أكثر من 50 لغة، وتم عرض مسرحياته في جميع أنحاء العالم.
وقد أشاد أعضاء الأكاديمية السويدية بأسلوب فوسه الفريد، وكتاباته التي تتعمق في الأسئلة الكبرى عن الحياة والموت والحب.
يتميز أسلوب فوسه بالبساطة والتكرار، لكنه في الوقت نفسه عميق وشاعري، إذ يعتمد على اللغة اليومية، ويستخدم التكرار لإبراز الأفكار الأساسية والمشاعر العميقة. كما أنه يميل إلى استخدام الصور والرمزية للتعبير عن أفكاره.
يمكن تقسيم أسلوب فوسة إلى ثلاث سمات رئيسية
موضوعات يون فوسه
يتناول فوسه في كتاباته مواضيع مثل الوجود والموت والحب والحزن. يهتم بشكل خاص بالتجارب الإنسانية الأساسية، مثل الوحدة والخوف والأمل.
وتدور أحداث العديد من أعمال فوسة في أماكن صغيرة ومعزولة. هذه الأماكن تعكس الشعور بالعزلة والوحدة الذي يشعر به كثير من الناس في العالم الحديث.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جائزة نوبل الكاتب النرويجي يون فوسه الأدب یون فوسه
إقرأ أيضاً:
موضوعية الجوائز ونوبل
لا يمكن إنكار ما للجوائز -مهما اختلفت قيمتها المادية- من أثر على استشعار التقدير والتحفيز والتميز، وقد تفوق قيمتها المعنوية (أحيانا) أي قيمة مادية مهما ارتفعت؛ لذلك تبقى منصات إعلان الفوز ميدان جدل موسمي حول الاستحقاق والمفاضلة، معايير التحكيم وأهلية لجان التحكيم، فضلًا عن سؤال الموضوعية الذي يلاحق أي جائزة وأي تحكيم، فهل تم الإعلام عن الجائزة بشكل يسمح بوصول ذلك الإعلان للجميع؟ هل كانت ممكنات الوصول للترشح متاحة للجميع على نحو عادل؟ هل تجردت لجان التحكيم من الذاتية أو تغليب المحسوبية على الكفاءة؟ بل حتى السعي لتوزيع الجوائز وفقا لمراعاة المكان، الجنس، أو العرق والدين هل هو من الموضوعية؟ ثم هل يمكن ضمان نزاهة لجان التحكيم بعيدًا عن مؤثرات توجيه الرأي من قبل أصحاب النفوذ والمال؟ كلها أسئلة موضوعية تطرح مع كل جائزة قد تشي بلا موضوعيتها.
لكن كل تلك الأسئلة وكل ذلك الجدل لا ينفيان دور الجوائز في استقطاب اهتمام العامة للفائزين بالجوائز، وربما البحث في موضوعات وتفاصيل ميدان الفوز، كما لا يمكن تهميش دورها في تحفيز الخاصة لبذل مزيد من الجهد سعيًا للوصول والتميز والشهرة، ومع كل ذلك قد يجد بعضنا عجبًا في أن يسعى للجائزة من لا ينقصه شيء من ذلك التحفيز والمال والشهرة، كما نتعجب من زهد بعض أصحابها فيها رغم حاجتهم لقيمتيها المادية والمعنوية. ومن الحديث عن الجوائز عامة إلى الحديث عن جائزة نوبل للسلام موضوع نقاش هذه الفترة، وهي سلسلة من الجوائز السنوية الممنوحة من قبل مؤسسات سويدية ونرويجية تقديرًا للإنجازات الأكاديمية أو الثقافية أو العلمية، في مجالات الفيزياء، والكيمياء، والطب، والأدب، والسلام، للذين «قدموا أكبر فائدة للبشرية» خلال سنة التكريم، كما تُمنح جائزة نوبل للسلام «للذي بذل قصارى جهده لتعزيز أواصر الإخاء بين الأمم، وتسريح الجيوش أو خفض أعدادها الدائمة، وإنشاء هيئات أو مؤتمرات تروج للسلام» الأب الروحي لجائزة نوبل هو الصناعي السويدي ومخترع الديناميت، ألفريد نوبل، إذ قام بالمصادقة على الجائزة السنوية في وصيته التي وثّقها في (النادي السويدي - النرويجي) في 27 نوفمبر 1895.
ومن مفارقات إعلان الفائزين تعذّر تبليغ الباحث الأمريكي البالغ من العمر 64 عاما «فريد رامسديل» بفوزه بجائزة نوبل في الطب التي منحت قبل أيام، حيث كان يمضي وقته في رحلة مشي في الطبيعة (تعزيزًا لجهازه المناعي بعيدًا عن الصخب والمؤثرات الرقمية) منقطعا عن شبكة الاتصالات، وهو الفائز بالجائزة لعام 2025 مع مواطنته ماري إي. برونكو، والعالم الياباني شيمون ساكاغوتش، تقديرا لأبحاثهم حول كيفية تحكم الجسم في الجهاز المناعي، في المقابل انتهى ترقب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للجائزة بضيق عدم وصوله إليها رغم اعتقاده استحقاقه العالي؛ إذ علق مدير الاتصالات في البيت الأبيض ستيفن تشيونج، في منشور على موقع X ردًا على خبر فوز ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام لعام 2025: «سيواصل الرئيس ترامب إبرام اتفاقيات السلام حول العالم، وإنهاء الحروب، وإنقاذ الأرواح، إنه يتمتع بروح إنسانية، ولن يوجد مثله من يستطيع تحريك الجبال بقوة إرادته، أثبتت لجنة نوبل أنها تفضل السياسة على السلام» في إِشارة لتسييس الجائزة، وهو ما لا يمكن نفيه هذا الموسم، ولا يمكن نفيه لو فاز الرئيس الأمريكي كذلك خصوصا مع تضمُّن لجان التحكيم مجموعة من السياسيين المتقاعدين، ثم سجل الجائزة المليء بالتسييس ولا منطقية الساسة إذا ما استرجعنا تضمُّنها مرشحين مثل هتلر وموسوليني، أو تضمنها فوز رئيس وزراء إسرائيل «إسحاق رابين» في إحدى نسخها!
ختاما: بعيدًا عن جدلية أسئلة نوبل كل عام سعدنا بتضمن قائمة نوبل لهذا العام اسما عربيا هو العالم عمر ياغي، الكيميائي الأردني الأمريكي السعودي، من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025، مناصفة مع ريتشارد روبسون من جامعة ملبورن في أستراليا، وسوسومو كيتاغاوا من جامعة كيوتو في اليابان لتطويرهم «الأطر المعدنية العضوية، وهي هياكل جزيئية ذات مساحات واسعة تتدفق عبرها الغازات والمواد الكيميائية الأخرى، يمكن استخدامها في تجميع المياه من هواء الصحراء، واحتجاز ثاني أكسيد الكربون، وتخزين الغازات السامة، أو تحفيز التفاعلات الكيميائية» ومع احتفائنا بتميزه المستحق فإن الحري بالذكر هنا ضرورة التأكيد على أن الإخلاص والجهد لا ينبغي ربطهما بأي جائزة منطلقا أو نتيجة، لكن وجود الجوائز وسيلة من وسائل تعزيز العمل الجاد والطموح اللا محدود للمبدعين في كل المجالات.
حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية